عندما تتألم الروح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وسام البابلي
    • Jan 2009
    • 1460

    عندما تتألم الروح


    عندما تتألم الروح



    عندما تتألم الروح
    لا لقاء بلا فراق
    لمجرد إحساسنا بفقد إنسان قريب إلى قلوبنا وعزمِه على مفارقتنا نشعر
    بالحزن
    العميق ..
    فكيف إذا غادرنا فعلاً..؟!
    هل هناك ما هو أكثر ألما ً من الوداع ..؟
    يبدو لي أن انتظار الوداع أكثر ألما ً من حدوثه لاسيما إن كان واقعا لا
    محالة
    فأحيانا ً يكون ترقب الحدث أكثر قسوة وتأثيراً على النفس من الحدث
    نفسه ..
    ألم عند تخيله..
    تعب من ترقبه..
    عدم القدرة على استيعابه وتخيل حياتنا بعد ذلك ..
    يقولون " لالقاء بلا فراق "
    وكأن هذه الحروف ستكفكف دموعنا وتشفي جراحنا
    وتجعلنا ننظر إلى الفراق كأي حدث عادي ..
    قد يكون الفراق حدث عادي موجود بوجود الإنسان ..وكلمة الوداع عادية تتكرر
    في
    أحاديثنا وأمثالنا وقصائدنا ولكن يبدو أن أكثر الأحداث ألماً هو ما يوصف
    بأنه
    عادي وما نقر ونجزم بوقوعه ..

    تمر علينا اللحظات بطيئة ..نشعر بالأرق ..يغادرنا الكرى ..وتغتال المرارة
    أعماقنا ..تطاوعنا دموعنا حيناً وتخوننا حيناً أخرى لتزيد من حرقة الآلام
    داخلنا ..
    وما يزيد من متاعبنا عندما يجب أن نتألم بصمت حتى لا نُشْعِر من سيغادرنا
    بمعاناتنا ..
    ما أشد ما تتألم الروح عندما تُكَبِل الأحزان داخلها حتى لا ننغص على من
    نحبهم
    بما نحمله من خوف وهم ..ويكون بمثابة قتل للروح عندما نخفي دموعنا
    ونستبدلها
    بابتسامة نحاول أن نزرع بها بعض من السعادة في قلب من سيغادرنا في لحظات

    الوداع الأخيرة ..




    لكن بالرغم من غياب الأحباب وفقدهم إلا انهم يظلون في قلوبنا لا يغيبون

    أبداً
    تحيي صورتهم في وجداننا الذكريات التي جمعتنا وتزيد من بريقها كل لحظة
    صادقة
    آزرونا فيها والتحمت مشاعرنا فيها مع مشاعرهم ..
    نشتاق إليهم ..يتعبنا الوجد ..تزورنا أطيافهم في أحلامنا تارة وفي يقظتنا
    تارة
    أخرى لتزيد من شوقنا إليهم ولتزيد من بغضنا لذكرى ذلك الوداع حتى ليبدو
    لي
    أحياناً أن مرارة الذكريات تشترك مع ترقب الحدث في كونها أكثر مرارة من
    الحدث

    ذاته ..
    نتمنى النسيان فلا نستطيع ..يبدو لنا أنه لا أمل في النسيان ..لا أمل في
    اللقاء ..
    ولا طريق إلا التناسي ..
    فنخدع أنفسنا ونوهمها بالنسيان حتى نضمد ولو ظاهرياً الجرح كمن يتناول
    المسكنات لتسكن الألم مؤقتاً فلا الألم أنتهى ولا المسكنات ساهمت في
    شفائه ..
    يظل في القلب أمنية أن لا يفارقنا عزيز ولو اضطررنا أن نكون نحن من نغادر
    أحبابنا في وداع واحد ونبتعد حتى لا نفجع كل يوم بمن يغادرنا ..
    هل الحل عدم التعمق في علاقاتنا مع الآخرين وانتهاج طريقة جديدة في
    التعامل
    السطحي بدون أن يكون للمشاعر طرف في علاقاتنا ؟!!
    هل نكبح مشاعرنا مع البعض الذين نعرف أننا سنغادر هم لا محالة حتى لا
    نتألم
    عندما نفارقهم ونطلق لها العنان مع البعض الآخر ؟!
    هل من الجنون أن نتمنى في لحظة أن نكون أشبه بالإنسان الآلي الذي لا يفقه
    معنى
    المشاعر والحب والغلا وألم الفراق ؟!!
    كلمات من الوجدان ..


    أعماقنا بحر من الذكريات تهيجها جميعاً أي ريح خفيفة لذكرى موجعة ..
    يُخطِأ من يظن أن توقف دموعنا دليل على أننا ألفنا فقد من فقدانهم ..
    كم هو مؤلم أن لا نستطيع البوح بما في داخلنا وتصمت الكلمات على شفاهنا
    بالرغم
    من الحنين والشوق ..
    قد يُسَكِن التناسي الألم مؤقتاً لكنه ربما يضعنا بعد ذلك أمام مرارة
    وجراح لا تبرأ ولا يتناقص ألمها ..
    جميل جداً أن تزورنا أطياف من فقدناهم في أحلامنا لكن قمة المرارة أن
    تكتشف
    بعد ذلك أنه كان حُلم
  • جنة
    • Mar 2011
    • 194

    #2
    كم هو مؤلم أن لا نستطيع البوح بما في داخلنا وتصمت الكلمات على شفاهنا
    بالرغم
    من الحنين والشوق ..

    بوح مؤلم ؟
    كلمات متناسقه مع الواقع المر ..
    بارك الله بكم ..

    تعليق

    • بدايات فرح
      • Jun 2010
      • 433

      #3
      طرح جميل جدا يسلموووووووو

      تعليق

      • جنة
        • Mar 2011
        • 194

        #4


        كلمات متناسقه مع الواقع المر ..
        بارك الله بكم ..

        تعليق

        • عاشقة ابوالحسنين
          • Nov 2009
          • 2933

          #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صلي على محمد وآل محمد



          كلمآآتك اخي المبدع جداً رآآئعه
          واللهِ ياأخي لن يشعر احداً بمرارة الفراق قبل ان يجربه
          انا قبل فرآقي لأحبتي وقبل ان اعلم اني سأفارقهم
          لم اتصور ان مرارة الفراق وغسوته و......و...
          تصل الى هذه الدرجه الا بعد تجربيتي للفرآق
          وقبل ان افارقهم منذ علمت انني سأفارقهم احسست بـ لوعة الفراق ومرارته
          هم لم يفارقوني ولم يرحلوا عني انا التي فارقتهم ورحلت عنهم


          موضوووع جداً رآآئع اخي العزيز
          جزاك الله خيراً
          دمت مبدعاً ومتألقاً
          في حفظ الله

          تعليق

          • وسام البابلي
            • Jan 2009
            • 1460

            #6
            شكراا لمروكم الجميل
            اسعدني تواجدكم
            العطر

            تعليق

            يعمل...
            X