

باب الحثّ على طلب الحلال ومعنى الحلال :
النص: سئل أمير المؤمنين (ع) :
مَن العظيم الشقاء ؟.. قال : رجلٌ ترك للدنيا ، ففاتته الدنيا وخسر الآخرة ، ورجلٌ تعبّد واجتهد وصار يرائي الناس ، فذاك الذي حُرم لذّات الدنيا من رياء ، ولحقه التعب الذي لو كان به مخلصاً لاستحقّ ثوابه ، فورد الآخرة وهو يظنّ أنه قد عمل ما يثقل به ميزانه ، فيجده هباءً منثوراً .
قيل : فمن أعظم الناس حسرةً ؟.. قال : من رأى ماله في ميزان غيره ، فأدخله الله به النار ، وأدخل وارثه به الجنة ، قيل : فكيف يكون هذا ؟..
قال : كما حدثني بعض إخواننا عن رجلٍ دخل إليه وهو يسوق ،
فقال له : يا فلان !.. ما تقول في مائة ألف في هذا الصندوق ، ما أديت منها زكاة قط ؟..
قال : قلت : فعلامَ جمعتها ؟..
قال لخوف السلطان ، ومكاثرة العشيرة ، ولخوف الفقر على العيال ، ولروعة الزمان ،
قال : ثم لم يخرج من عنده حتى فاضت نفسه .
ثم قال علي (ع) : الحمد لله الذي أخرجه منها ملوما مليما بباطل جمعها ، ومن حق منعها فأوعاها ، وشدّها فأوكاها ، فقطع فيها المفاوز والقفار ولجج البحار .
أيها الواقف !.. لا تُخدع كما خُدع صويحبك بالأمس ، إنّ أشدّ الناس حسرةً يوم القيامة من رأى ماله في ميزان غيره ، أدخل الله هذا به الجنة ، وأدخل هذا به النار . ص15

وقد ورد أن من يلتزم بهذا الاستغفار، شهرين متتابعين، أربعمائة مرة في اليوم.. فإنه يعطى العلم الكثير، أو المال الكثير.. وأيهما حصل فهو غنيمة .. وهو استغفار مجرب، فالذي يعمل به يفتح له فتحة من عالم الغيب: (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، الرحمن الرحيم، بديع السماوات والأرض، من جميع ظلمي وجرمي وإسرافي على نفسي وأتوب إليه)
تعليق