قصة ذلك الزائر المعروف بالصلاح و السداد ، و الخير و التقوى ، الذي كان يزور الإمام الحسين " عليه السلام " في كل يوم مرتين أو ثلاث مرات ، و لا يزور أبا الفضل العباس " عليه السلام " إلا مرة واحدة في كل عشرة أيام . فإنه - بحسب ما نقل أحد العلماء الثقاة - رأى ذات ليلة في المنام فاطمة الزهراء " عليها السلام " فتقدم إليها و سلم عليها ، فأعرضت عنه و لم تعبأ به ، فتأثر من ذلك و أحس بالتقصير من نفسه ، و أخذ يعتذر منها قائلاً : إني أعترف بالتقصير و لكن أريد يا سيدتي أن تعرفيني بتقصيري حتى أجتنبه و لا يتكرر عندي ، فقالت " عليها السلام " : إن تقصيريك هو الإقلال في زيارة ولدي ، فأجاب و بكل انشراح قائلاً : إني أزوره يا سيدتي في كل يوم أكثر من مرة ، و أحياناً تصل زيارتي إلى ثلاث مرات ، و لست تاركاً زيارته " عليه السلام " ، فقالت " عليها السلام " له : صحيح إنك تزور ولدي الإمام الحسين "عليه السلام " كذلك ، و لكنك لا تزور ولدي العباس " عليه السلام " إلا قليلاً .
نعم ، كان كل ذلك و ليس هو ببعيد ، فقد تواتر عن النبي " صلى الله عليه و آله و سلم " أنه قال في حق سلمان الفارسي : ( سلمان منا أهل البيت ) و تواتر عنه " صلى الله عليه و آله و سلم " النهي عن تسمية سلمان باسم " سلمان الفارسي " و أمر أن يسموه باسم : " سلمان المحمدي " و إذا كان مثل ذلك في حق سلمان تقديراً لمحبته و ولائه ، و شكراً له حسن فعاله و عظيم بلائه ، فليس هو عن أبي الفضل العباس " عليه السلام " بغريب مع عظيم بلاء أبي الفضل العباس " عليه السلام " يوم عاشوراء ، و كبير عنائه في الله تعالى و جميل تضحيته من أجل سيده و إمامه و أخيه الإمام أبي عبد الله الحسين " عليه السلام " .
نسألكم الدعآء كلما رفعتم لله كفاً }.. ترآنيم الوفآء
تعليق