عمَّار بن ياسر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    عمَّار بن ياسر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    اسمه وكنيته ونسبه :

    أبو يقظان ، عمَّار بن ياسر بن عامر ... بن يَعرُب بن قَحطان .


    ولادته :

    ولد بمكّة المكرّمة بين عام 53 و 57 قبل الهجرة النبوية .


    أبواه :

    كان والدا عمّار ممّن تحمّلا الكثير على طريق الإسلام ، والدفاع عن النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) حتّى نالا الشهادة ، وعندما كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يرى تعذيب قريش لأُسرة عمّار يعدهم بالجنّة قائلاًًًًً : ( صبراً آل ياسر ، فإنّ موعدكم الجنّة ) (1) .


    سيرته :

    يُعدُّ عمّار من المسلمين الأوائل الذين تحمّلوا أصناف التعذيب والتنكيل ، وكان من المهاجرين إلى المدينة ، فصلّى إلى القِبلتين ، واتَّخذ في بيته مسجداً ، وكان أوّل من بنى مسجداً في الإسلام .

    وشهد بدراً والخندق والمشاهد كلّها ، وقَتل مجموعة من رؤوس الكفر والشرك ، كما كان مع النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) في بيعة الرضوان ، ودعا إلى بيعة الإمام علي ( عليه السلام ) ، وكان من السابقين إلى الالتحاق به والمدافعين عنه حين هوجمت دار الزهراء ( عليها السلام ) .

    وَلِي الكوفة ، وشارك في فتح مدينة تُستَر ، وساهم في تعبئة الجيوش لفتح الري ، والدستبي ، ونهاوند ، وغيرها .

    مواقفه مشهودة في الاعتراض على السقيفة والشورى ، التي غصبت حقوق أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فكان يجاهر بنصرة الحق ، ولم يُداهن الولاة ، حتّى دِيست بطنه وأصابه الفتق وغُشي عليه .

    وكان من المشاركين في توديع أبي ذر حين نُفي إلى الربذة ، رغم المرسوم الصادر بالمنع من ذلك ، كما أنّه قد هُدِّد بالنفي ، وكاد يقع لولا احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) وبني مخزوم .

    وسارع إلى مبايعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وَوَبَّخَ الذين شقُّوا عصا الطاعة وأحدثوا الفُرقة في عهد الخليفة الحق .

    توجّه بأمر الإمام علي ( عليه السلام ) مع الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، ومِن بعدهما ثلّة من المؤمنين لعزل أبي موسى الأشعري عن الكوفة ، واستنفار أهلها ، فخطب هناك واحتَجَّ احتجاجات رائعة ، وسحب أبا موسى من على المنبر .

    ولشجاعته وشهامته وإقدامه ولاَّهُ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مناصب حربية عديدة في معركة الجمل ، وقد قتل عدداً من صناديد جيش الناكثين ، وشارك في عقر جمل الفتنة .

    كما أنّه كان من أوائل المُشاورين في حكومة الإمام علي ( عليه السلام ) قُبيل واقعة الجمل ، وقبيل وقعة صفّين التي أبلى فيها بلاءً كبيراً .

    فقاتل فيها قتالاً شديداً ، وما حجزه عن المواصلة إلاّ الليل ، وكان له أثر واضح في الظفر ، ثمّ كان فيها شهادته .


    ولاؤه وإيمانه :

    يُعدُّ عمّار بن ياسر من القلّة القليلة التي شهد لهم الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) وأئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) بالدرجات الرفيعة ، والمراتب العالية من الإيمان .

    ففي كتاب الله تعالى تُذكر ظُلامته من جهة ، ويُوصف قلبه المؤمن بالاطمئنان من جهة ثانية ، ومن جهة ثالثة يُلتمَس له العذر ويُصبح موقفه حكماً شرعياً .

    فأنزل الله عز وجل قوله الكريم : ( إلاَّ مَن أُكرِهَ وَقَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ) (2) .

    فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) عندها : ( يا عمّار ، إن عادوا فعُد ، فقد أنزل الله عز وجل عُذرك ، وأمرك أن تعود إن عادوا ) (3) .


    أقوال النبي ( صلى الله عليه وآله ) فيه : نذكر منها ما يلي :

    1– ( كلاّ ، إنّ عمّاراً مُلئ إيماناً من قَرنه إلى قدمه ، واختلط الإيمان بلحمه ودمه ) (4) .

    2– ( دم عمّار ولحمه حرام على النار أن تأكله أو تمسّه ) (5) .

    4– ( الجنّة تشتاق إليك ـ يا علي ـ وإلى عمّار ، وسلمان ، وإبي ذر ، والمقداد ) (6) .

    5ـ ( الحقّ مع عمّار يدور معه حيثما دار ) (7) .

    6ـ ( من عادى عمّاراً عاداه الله ، ومن أبغض عمّاراً أبغضه الله ) (8) .


    منزلته :

    حظي عمّار بن ياسر بمراقي الشرف والكرامة ، لموالاته للنبي وآله ( عليهم السلام ) .

    فكان أحد الأركان الأربعة مع سلمان والمقداد وأبي ذر ، وكان أحد الماضين على منهاج نبيّهم ( صلى الله عليه وآله ) من جماعة الصحابة ، الأبرار الأتقياء الذين لم يبدلوا تبديلاً .

    وكان من السبعة الذين بهم يُرزق الناس وبهم يُمطرون ، وبهم يُنصرون ، فسيّدهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ومنهم سلمان ، والمقداد ، وأبو ذر ، وعمّار ، وحذيفة ، وعبد الله بن مسعود ، وهم الذين صلَّوا على جثمان فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) .


    ممّن روى عنهم : نذكر منهم ما يلي :

    النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، الإمام علي ( عليه السلام ) ، حذيفة بن اليمان .


    الراوون عنه : نذكر منهم ما يلي :

    جابر بن عبد الله ، عبد الله بن جعفر ، عبد الله بن عباس ، أبو مريم الأنصاري .


    أشعاره وخطبه :

    وكان شعر عمّار مرآة عاكسةً لما جال في قلبه ، فترنَّم بأمجاد إمامه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفضائله .

    فكان يقول : طلحة فيها والزبير غادرُ ** والحقُّ في كفِّ علي ظاهرُ

    وقال : سِيرُوا إلى الأحزاب أَعداء النبي ** سِيروا فَخَيرُ النَّاس أَتبَاعُ عَليٍّ

    أمّا خطبه فهي مثمرة بروائع من الكلمات والاحتجاجات الغلاَّبة ، فيصدع بالمتخاذلين ، والناكثين ، والمنهزمين قائلاً : ( يا معشر المسلمين ، إنا قد كُنَّا وما نستطيع الكلام ؛ قلّةً وذِلَّة ، فأعزَّنا الله بدينه ، وأكرمنا برسوله ، فالحمد لله رب العالمين .

    يا معشرَ قريش ، إلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نَبِيِّكم ؟! تُحَوِّلُونه ها هنا مرّة ، وها هنا مرّة ، وما أنا آمنٌ أن ينزعه الله منكم ويضعَه في غيركم ، كما نزعتموه من أهله ، ووضعتموه في غير أهله ) (9) .


    شهادته :

    كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يبشّره قائلاً : ( يا عمَّار ، إنّك ستقاتل بعدي مع عليٍّ صنفين ، الناكثين والقاسطين ، ثمّ تقتلك الفئة الباغية ) (10) .

    ففي معركة صفين برز عمّار إلى القتال وقد دعا بشربة من ماء ، فقيل له : ما مَعَنَا ماء ، فقام إليه رجل من الأنصار فأسقاه شربة من لبن ، فشربه ثمّ قال : ( هكذا عهد إليّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يكون آخر زادي من الدنيا شربة من اللبن ) .

    ثمّ حمل على القوم فقتل منهم ثمانية عشر ، وحمل عليه ابن جَون السكوني ، وأبو العادية الفزاري ، فكان الفزاري أن طعنه ، أمّا ابن جون فقد احتز رأسه ، فاستشهد ( رضي الله عنه ) في التاسع من صفر 37 هـ .

    فأبّنه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقوله : ( إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، إنّ امرئٍ لم تدخل عليه مصيبة مِن قتل عمّار فما هو من الإسلام في شيء ) (11) ، ثمّ صلّى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عليه ودفنه بثيابه .
  • :: بحر ::
    • Jan 2009
    • 7359

    #2
    باركَ اللهُ بِكَ
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . :65:

    تعليق

    • محـب الحسين

      • Nov 2008
      • 46763

      #3
      الشكر لمروركِ العطر

      تعليق

      • ابوجعفرالديواني
        • Nov 2008
        • 2856

        #4
        بارك الله بك اخي
        وفقك الله

        تعليق

        يعمل...
        X