لحظات تهيم فيها الروح إلى ملكوت الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • اريج الجنه
    • Aug 2009
    • 11211

    لحظات تهيم فيها الروح إلى ملكوت الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلَّ على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


    ما أجمل أن يكون الإنسان مخلصاً في العمل مقبلاً على الله في متضيفاً عنده ، ليتفضل عليه بالخير ويمنحه الأمان ويسعد بطيب المناجات وجمال الحديث معه ، نعمة لا يشعر بها إلا من وُفق لأن يكون ضيفاً على الله ومُقبلاً إليه بقلبه الخفاق بحبه ، وبنفسه التواقة لطيب الإستمتاع بذلك الوقت الطيب الذي تقضيه في حضرته وبين يديه ، كم هي ممتعة تلك الأوقات وزاهرة تلك اللحظات التي فيها يهيم ذلك الفكر ليصل إلى ملكوت جلال الله ويرى بعين البصيرة لا البصر النور النازل والمشع برحمة الله عليه ، وقتٌ قصير يقضيه الإنسان بين يدي خالقه يكفي لأن يكون سبباً في توفيقه إلى النجاح في هذه الدنيا ونيل المقاصد التي يتعثر في الحصول عليها من بعدت نفسه عن الله وهوت في أحضان الشيطان وهذا شيئ ملموس لا غبار عليه ، ومن خلال عيشنا في هذه الحياة رأينا بأم العين كم من إنسان بسيط في مأكله ومشربه وحتى في مسكنه قد أرعب طواغيت زمانه بقوة الإيمان والتوكل على الرحمن وبمواظبته على التهجد في جوف الليل والتلذذ بالمناجاة مع أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين يدعوه بقلب خاشع ونفس طابت بإخلاصها له في العمل ليرى الخير قد نزل عليه والنور قد علا وجهه ليكون مهاباً من الطواغيت ومحبوباً من أخوانه المؤمنين ، نعم إنها لحظات يترك فيها الإنسان الخَلق ويتوجه فيها إلى الخالق ليهنأ بالوجاهة في هذه الدنيا والنعيم الدائم في حياته الآخرة . نعم لقد شاهدنا ما لهذا الإنسان من مكانة عند الله جعلته ولياً من أوليائه يطلب فيُجاب ويدعوا فيستجاب ، وفي المقابل شاهدنا من أذهلته الدنيا بزخارفها وزبرجها ليُقبل عليها مسرعاً آخذاً منها ما يظن أنه يُغنيه عن ضيافة الله بتوحش وتكبر وتجبر على عباد الله ، رايداً من فعله أن يكون وجيهاً بسوء العمل وملكاً بالفجور والطغيان مغتراً بمن حوله من أعوان الشيطان ، أغرته الدنيا بمالها الفاني وسلطانها الزائل وجمالها الزائف فركن إليها ذليلاً وهوى في أحضانها أسيراً ، كيف كانت نهايته وكيف كان ذكره بعد هلاكه ، لم يشفع له سلطانه ولا أمواله من أن يكون في أمان من غضب الله الذي أخذه في لحظة لم يتوقعها أخذ عزيز مقتدر ، ليذهب بسوء العمل إلى مزابل التاريخ ودركات النيران
    واليوم ونحن نشاهد بأمهات العيون الأحداث التي وقعت كيف أسقطت كراسي لم يُتوقع لها السقوط وأهلكت سلاطين عاثوا في الأرض الفساد ، ابتعدوا عن الخالق وساروا في طريقٍ شائك في خدمة الإستكبار ، فإذا بمن كانوا خداماً لهم هم من هوى بعروشهم ليغرقوا في بحر مظلم لينهي حيتهم غرقى يعلو وجوههم الذل والهوان ،
    نعم أيها الأحبة
    إن التقرب إلى الله والإخلاص له في العبادة هو السلاح الذي به يتمكن المستضعف من الناس من مجابهة ألد الأعداء وأعتى الجبابرة وخير شاهد على ذلك ما كان من أمر الزهراء عليها السلام تلك المرأة الطاهرة التي ما برحت تحلق بروحها إلى الملكوت الأعلى من خلال وقوفها بين يدي الله تخاطبه وتستمتع بلذيذ مناجاته ، كيف جابهت القوم الذين ظلموها واغتصبوها حقها بخطاب مفحم يحوي قوة الإيمان مما جعلهم يبكون ويأنون لمجرد أن أنت وأجهشت بالبكاء لما تمتلكه من رصيد كبير جدأ من الهيبة والوجاهة التي تحصلت عليهما من خالق السماء الذي أحبها فأعطاها ما لم يعطي أحداً من العالمين ، وذلك قبل بدئها للخطاب ، أما خطابها فكان له صدىً طيباً وذكراً خالداً بقي إلى هذا اليوم يقرع مسامع من له قلبٌ سليمٌ ويحمل عقلاً مفكراً ، فقد بينت من خلاله كيف كانوا في جاهليتهم قبل الإسلام ، وكيف سموا برسالة خير الأنام ، وكيف أمنوا على أنفسهم من شرور الأعداء بسيف أسد الله وأمير المؤمنين عليه السلام ، ومن ثم تَطرقت في هذا الخطاب الجميل والمبارك للحق الذي أراد السلطان نهبه وأوضحت بما لا يدعو للشبهة أن حقها من أبيها حق مبين لا غبار فيه ولا تعكير ، متحدية بذلك السلطان الجائر ، من دون خوف أو وجل متسلحة بسلاح الإيمان الذي هو أقوى بكثثير من سلاح السلطان
    وأختم
    بشاهد آخر عشق الله وذاب في حبه فحلق بروحه إلى ملكوته متعبداً زاهداً أخلص العمل واتقى غضب الجبار ، إنها الحوراء زينب عليها السلام كيف وقفت كالجبل الشامخ في وجوه طغاة بني أمية لتعريهم وتفضحهم وتخزيهم بين العباد ، ليذهبوا بعارهم إلى الهاوية ليكونوا لجهنم حطباً ، ويخمد ذكرهم ليكونوا لعنة التاريخ على مر الزمان
    سلاحها في ذلك تقوى الله والإخلاص له في العمل ودوام الذكر له بجميل المناجاة
    وفي آخر الكلام
    أوصيكم أيها الكرام ونفسي باستقطاع وقت ولو قليل من أوقات كل يوم يمر علينا لنناجي ربنا ونكون عنده خير ضيوف مخلصين له العمل متقين عذابه راغبين في ثوابه ليتفضل علينا خلالها بالخير ويمنحنا السعادة في هذه الدنيا والنعيم الخالد في يوم الجزاء
  • محب الصدر
    • Mar 2009
    • 3783

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد

    احسنتِ اختي الكريمه
    جزاكِ الله خير الجزاء
    وفقكِ الباري لكل خير

    تعليق

    • همسات الروح
      • Jan 2009
      • 1338

      #3
      كالعادة ابداع رائع

      وطرح يستحق المتابعة

      شكراً لك

      بانتظار الجديد القادم
      دمتي بكل خير

      تعليق

      • ** خـادم العبـاس **
        • Mar 2009
        • 17496

        #4
        الف شكر على هذا الطرح المبدع
        جزاكِ الله خير الجزاء
        وموضوعكِ في قمة الروعه
        ان شاء الله في ميزان أعمالك
        تقبلي مروري

        تعليق

        • عاشقة ابوالحسنين
          • Nov 2009
          • 2933

          #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وآل محمد

          جزيت خيراً اخي على الموضوع الرآآئع
          رزقك الله الجنان العلا
          دمت بحفظ الله

          تعليق

          • اريج الجنه
            • Aug 2009
            • 11211

            #6
            الشكر لكم على المرور النير
            لاخلا ولاعدم

            تعليق

            • عاشقة السيدة زينب ع
              • Jul 2010
              • 8202

              #7
              بسم الله الرحمن الرحيم
              اللهم صل عـ لـ ى مـ ح ـمـد وآل مـ ح ـمـد الطيـ ب ـين الطااهرين
              وعـ ج ـل ل فرجـ ه ـم وألعن أعدااائـ ه ـم
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاااته
              مشكورة خيه العزيزة أريج الجنة
              على الموضوع الجميل
              الله يعطيش ألف عااافية
              باارك الله فيش
              جزااااكِ الله خير جزااااء
              تسلم أياااديش
              في ميزااااان أعماااالش

              تعليق

              • عقيل الكربلائي
                • Jan 2010
                • 208

                #8
                بسم الله الرحمن الرحيم
                اللهم صل على محمد وال محمد

                احسنتِ اختي الكريمه
                جزاكِ الله خير الجزاء
                وفقكِ الباري لكل خير

                تعليق

                • محب الرسول

                  • Dec 2008
                  • 28579

                  #9
                  جزاكِ الله الجنه
                  شكرا جزيلا على المواضيع الرائعه
                  في ميزان حسناتكِ ان شاء الله

                  تعليق

                  • اريج الجنه
                    • Aug 2009
                    • 11211

                    #10
                    الشكر لكم ع المرور
                    انرتم الموضوع احبتي

                    تعليق

                    • عطر الاطهار
                      • Jul 2011
                      • 630

                      #11
                      جزاك الله خير الجزاء

                      يعطيك ربي الف عافية

                      في ميزان اعمالك

                      تعليق

                      • ترآنيــم الوفـآء
                        • Mar 2011
                        • 3944

                        #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم

                        رآآقت لي كلمآتكِ الجميلة .. سلمت يدآكِ على النقل
                        جزآكِ الله بجنآئن الفردوس الزآخـــــرهـ
                        الأخت العزيزة ..{ أريج الجنة }..
                        اسأل الله لكِ حسن التوفيق
                        و سعـــآآدهـ أبدية ،،

                        لاحرمنــآكِ
                        و لآحرمنــآ جمـآلية طرحكِ

                        موفقة
                        خـــآآلص ودي لكِ
                        :65::65::65:

                        تعليق

                        • اريج الجنه
                          • Aug 2009
                          • 11211

                          #13
                          انرتم احبتي
                          لاحرمنا من هذه الطله البهيه

                          تعليق

                          • محب ال البيت ع
                            • Nov 2008
                            • 1509

                            #14
                            فعلا ان الانسان الذي يسعى للوصول الى ملكوت الله فلابد ان يهذب نفسه
                            ويجاهدها بأن يقدم على كل مامن شأنه ان يوصله الى هدفه السامي
                            لكي يحث السير ويسرع في الوصول قبل فوات الأوان وان يستغل كل لحظه
                            في حياته برضا الله عز وجل وهذه فرصه لنا في هذا الشهر الفضيل
                            لتطوير حياتنا وانفسنا من جديد الى الأفضل والأحسن
                            تحياتي محب ال البيت

                            تعليق

                            يعمل...
                            X