تويت
كيف يقول العاشق كلمات الحب؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
كيف يقول العاشق كلمات الحب؟
عندما يصير القلب عاشقا، فإنه يحمل في طياته أحاسيس
ومعاني يحملها في فؤاده من جمال المعشوق وهيبته،
فيصير القلب مضطربا لما به من الغليان والهيجان من
جهة سطوة المحبوب عليه، فيريد أن يعبر عما يجول في
خاطره لمعشوقه ويحتاج أن يصيغ تلك المشاعر بألفاظ
تؤدي حقيقة معناه،أو مايقارب منه.ومنها يلزم عليه أن
يقول كلاما يؤمن به ،يعتقد به حتى يقع موقعه عند
المعشوق فيلاقى بالقبول عند معشوقه ، فيتقرب إليه ،
ومن هنا جاء في الرواية ( وللقلب على قلب دليل حين
يلقاه) ، أي أن مشاعر الحب ، إن كانت صادقة فإنها متى
خرجت من الفؤاد والقلب بصدق فإنها تقع عند المعشوق
موقع القبول والصدق فيتفاعل معها.
ألا ترى قول الرجل لإمرأته: إني أحبك لايخرج من قلبها
أبدا ، كما جاءت به الرواية ، ونطق به الوحي؛
وماذلك إلا لما لهذه الكلمات على قلبها من وقع وأثر
يستحيل أن ينمحي من قلبها ؛ لإنها تحب أن يحبها
زوجها، ومتى رأت ذلك الحب حصلت لها السعادة بذلك.
أما كيـــف يجب أن يقول العاشق لمعشوقه
المطلـــق كلمات الحب ،والتي تأتى بصيغة الذكر؟
لابد أن يخرج النداء من القلب والعشق من الفؤاد ،لامن
لقلقة اللسان والهذيان به وعليه لايمكن أن يحصل السالك
والعاشق على أن يكون الذكر والذاكر متحدين في مقام
واحد مالم يحصل على مرتبة الإطمئنان في الذكر وإفراغ
البال عن كل شئ مع تكرره حتى يحصل به خروجه من
القلب ؛ ولذلك اشترط على السالك أن يأتي أذكاره وهو
بحالة الإطمئنان والإستقرار.
ومن هنا ذم الله سبحانه وتعالى الذي يناجيه ويخاطبه
وقلبه ساه ، ولسانه متحرك بذكره ،فإن المعشوق المطلق
لايريد ذكرا هكذا منشأه.بل توعده بالويل والثبور ؛لأن ذلك
يعد تهاونا واستهتارا بالمعشوق فقال الله تعالى:
(فويل للمصلين- الذين هم عن صلاتهم ساهون)
فهو في مقام الذكر ، ولكن الذكر الساهي الخارج من
حدود الحب الحقيقي إلى الهذيان. بل تراه يرد عليه،
ويشكل عليه .
ويقول له :أريــــدك أن تقول لي أحبـــــك من
قلبك لامن لســــانك.
فكيف بالعاشق المطلق العليم بما في الصدور، الخبير بما
تحوي من الأمور؟
قال فخر العرفاء : ( فهي "الصلاة" إشارة إلى اداء السالك العبادة بسكينة قلب واطمئنان. فالسالك إذا قام بآداء تلك الأعمال، وهو في حالة من اضطراب القلب وعدم الإستقرار،فإن القلب لن يتفاعل معها ، ولن تحصل منها آثار على ملكوته ،ولن تعكس حقيقة العبادة الصورة الباطنية للقلب .فإن أحد الأهداف المنظورة من تكرار العبادات والإكثار من الأذكار والأوراد جعل القلب متأثرا بها متفاعلا معها ، حتى تشكل حقيقة الذكر والعبادة باطن السالك شيئا فشيئا ، وتجعل قلبه متحدا مع روح العبادة).
ومما يدل على وجوب أن يكون القلب هو القائل لا اللسان
عن الإمام الصادق "عليه السلام" : ( فاجعل قلبك قبلة للسانك ، لاتحركه إلا بإشارة القلب وموافقة العقل ورضى الإيمان ).
أي أن الكلام والقول يجب أن يكون من صميم الفؤاد ، ومن المعتقد لامجرد كلام يخرج من اللسان على شكل هذر أو لامعنى له .فلا يحرك الإنسان لسانه إلا عندما يكون القلب هو القائل وهوالمشير ومن هنا قال الشاعر:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنمـا جعل الكلام على الفؤاد دليـلا
كما يلزم العاشق أن يقبل على معشوقه ، وهو في حالة من الإنبساط بلقياه مسرور بمناجاته والخلوة به حتى يقع القبول من المعشوق له ، أما لو كان هناك نفور أوتكاسل أو تقاعس في اللقاء والإقبال عليه، دل ذلك على عدم الحب ، واللقاء الفاتر بين العاشقين الذي يكون فيه العاشق بحالة من الكسل والضعف والتعب لقاء يوجب المرارة عليه والندامة منه ؛ لما سيترتب على هذا اللقاء من الجفاء.
والجفــاء بين المعشوقين قد يسبب إلى قطيعة أو إلى هجر وهذا مالا يريده العاشق أن يحصل . ولذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى ذم من قام إلى صلاته ومناجاته ، وهو في حالة من الكسل أو السهو ، أو لايقوم إلى الصلاة إلا كمن يتخطفه الطير ، قال تعالى :
( ومامنعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون إلا وهم كسالى ولاينفقون إلا وهم كارهون)
وقال تعالى: ( يــــاأيها الذين آمنوا لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ماتقولون)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
كيف يقول العاشق كلمات الحب؟
عندما يصير القلب عاشقا، فإنه يحمل في طياته أحاسيس
ومعاني يحملها في فؤاده من جمال المعشوق وهيبته،
فيصير القلب مضطربا لما به من الغليان والهيجان من
جهة سطوة المحبوب عليه، فيريد أن يعبر عما يجول في
خاطره لمعشوقه ويحتاج أن يصيغ تلك المشاعر بألفاظ
تؤدي حقيقة معناه،أو مايقارب منه.ومنها يلزم عليه أن
يقول كلاما يؤمن به ،يعتقد به حتى يقع موقعه عند
المعشوق فيلاقى بالقبول عند معشوقه ، فيتقرب إليه ،
ومن هنا جاء في الرواية ( وللقلب على قلب دليل حين
يلقاه) ، أي أن مشاعر الحب ، إن كانت صادقة فإنها متى
خرجت من الفؤاد والقلب بصدق فإنها تقع عند المعشوق
موقع القبول والصدق فيتفاعل معها.
ألا ترى قول الرجل لإمرأته: إني أحبك لايخرج من قلبها
أبدا ، كما جاءت به الرواية ، ونطق به الوحي؛
وماذلك إلا لما لهذه الكلمات على قلبها من وقع وأثر
يستحيل أن ينمحي من قلبها ؛ لإنها تحب أن يحبها
زوجها، ومتى رأت ذلك الحب حصلت لها السعادة بذلك.
أما كيـــف يجب أن يقول العاشق لمعشوقه
المطلـــق كلمات الحب ،والتي تأتى بصيغة الذكر؟
لابد أن يخرج النداء من القلب والعشق من الفؤاد ،لامن
لقلقة اللسان والهذيان به وعليه لايمكن أن يحصل السالك
والعاشق على أن يكون الذكر والذاكر متحدين في مقام
واحد مالم يحصل على مرتبة الإطمئنان في الذكر وإفراغ
البال عن كل شئ مع تكرره حتى يحصل به خروجه من
القلب ؛ ولذلك اشترط على السالك أن يأتي أذكاره وهو
بحالة الإطمئنان والإستقرار.
ومن هنا ذم الله سبحانه وتعالى الذي يناجيه ويخاطبه
وقلبه ساه ، ولسانه متحرك بذكره ،فإن المعشوق المطلق
لايريد ذكرا هكذا منشأه.بل توعده بالويل والثبور ؛لأن ذلك
يعد تهاونا واستهتارا بالمعشوق فقال الله تعالى:
(فويل للمصلين- الذين هم عن صلاتهم ساهون)
فهو في مقام الذكر ، ولكن الذكر الساهي الخارج من
حدود الحب الحقيقي إلى الهذيان. بل تراه يرد عليه،
ويشكل عليه .
ويقول له :أريــــدك أن تقول لي أحبـــــك من
قلبك لامن لســــانك.
فكيف بالعاشق المطلق العليم بما في الصدور، الخبير بما
تحوي من الأمور؟
قال فخر العرفاء : ( فهي "الصلاة" إشارة إلى اداء السالك العبادة بسكينة قلب واطمئنان. فالسالك إذا قام بآداء تلك الأعمال، وهو في حالة من اضطراب القلب وعدم الإستقرار،فإن القلب لن يتفاعل معها ، ولن تحصل منها آثار على ملكوته ،ولن تعكس حقيقة العبادة الصورة الباطنية للقلب .فإن أحد الأهداف المنظورة من تكرار العبادات والإكثار من الأذكار والأوراد جعل القلب متأثرا بها متفاعلا معها ، حتى تشكل حقيقة الذكر والعبادة باطن السالك شيئا فشيئا ، وتجعل قلبه متحدا مع روح العبادة).
ومما يدل على وجوب أن يكون القلب هو القائل لا اللسان
عن الإمام الصادق "عليه السلام" : ( فاجعل قلبك قبلة للسانك ، لاتحركه إلا بإشارة القلب وموافقة العقل ورضى الإيمان ).
أي أن الكلام والقول يجب أن يكون من صميم الفؤاد ، ومن المعتقد لامجرد كلام يخرج من اللسان على شكل هذر أو لامعنى له .فلا يحرك الإنسان لسانه إلا عندما يكون القلب هو القائل وهوالمشير ومن هنا قال الشاعر:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنمـا جعل الكلام على الفؤاد دليـلا
كما يلزم العاشق أن يقبل على معشوقه ، وهو في حالة من الإنبساط بلقياه مسرور بمناجاته والخلوة به حتى يقع القبول من المعشوق له ، أما لو كان هناك نفور أوتكاسل أو تقاعس في اللقاء والإقبال عليه، دل ذلك على عدم الحب ، واللقاء الفاتر بين العاشقين الذي يكون فيه العاشق بحالة من الكسل والضعف والتعب لقاء يوجب المرارة عليه والندامة منه ؛ لما سيترتب على هذا اللقاء من الجفاء.
والجفــاء بين المعشوقين قد يسبب إلى قطيعة أو إلى هجر وهذا مالا يريده العاشق أن يحصل . ولذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى ذم من قام إلى صلاته ومناجاته ، وهو في حالة من الكسل أو السهو ، أو لايقوم إلى الصلاة إلا كمن يتخطفه الطير ، قال تعالى :
( ومامنعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون إلا وهم كسالى ولاينفقون إلا وهم كارهون)
وقال تعالى: ( يــــاأيها الذين آمنوا لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ماتقولون)
تعليق