المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفهم الصحيح للصيام


عقيل الكربلائي
06-08-2011, 09:35 PM
الفهم الصحيح للصيام




الفهم الصحيح للصيام
هو حالة الكف والإمساك على المستويات الثلاثة التالية:
1- عن المفطرات المذكورة في كتب الفقه، من الأكل والشرب والجماع.
2- عن المحرمات والمآثم المرتبطة بالجوارح من اللسان والسمع والبصر.
3- عن جميع أسباب الشر والرذيلة، من خلال تفريغ القلب من الاشتغال بغير الله تعالى.
هذه مراتب الصيام، وبمجموعها تعبّر عن حقيقة الصيام الرفيعة.
وقد ورد عن الإمام علي (عليه السلام): "الصيام اجتناب المحارم، كما يمتنع الرجل من الطعام والشراب".
وعن فاطمة الزهراء (عليه السلام):" ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه".
وعن الإمام علي (عليه السلام):" صوم القلب خير من صيام اللسان، وصيام اللسان خير من صيام البطن".
وعنه (عليه السلام): "صيام القلب عن الفكر في الآثام أفضل من صيام البطن عن الطعام".
وعنه (عليه السلام): "صوم النفس عن لذّات الدنيا أنفع الصيام".
وعنه (عليه السلام): "صوم الجسد؛ الإمساك عن الأغذية بإرادة واختيار خوفاً من العقاب ورغبة في الثواب والأجر، وصوم النفس؛ إمساك الحواس الخمس عن سائر المآثم، وخلو القلب من جميع أسباب الشر".
وللصيام عدّة أبعاد، وله عدّة معاني مهمة ومعطيات أساسيّة في حيات الإنسان المؤمن:
1- يعبّر الصوم عن علاقة خاصة "موقف عبادي خفي" بين العبد ومولاه، البعد العبادي.
فهو بالإضافة لكونه واجباً شرعيّاً كباقي الواجبات العباديّة، فإنّه يتميز بخصوصيّة جعلته يختص بجناب الحق تعالى، فقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): قال الله تبارك وتعالى: "كلّ عمل ابن آدم هو له، غير الصيام هو لي وأنا أجزي به".
وقد تعدّدت الأقوال في تفسير هذه الخصوصيّة. وكيف كان، فلا شك أن الصوم بما له من كفّ وإعراض عن مجموعة من الشهوات واللذات البطنيّة والفرجيّة، واستدامة ذلك طوال اليوم، من غير أن يكون له صورة ظاهرة كالصلاة والحج وغيرهما من العبادات، ممّا ميّز الصوم بمستوى من الخلوص والمراقبة الدائمة لله تعالى، جعلته ينال هذا الوسام الرفيع.
2- يحرّك الصيام جانب الشعور بالمواساة للفقراء والمساكين، وتثبيت الخشوع والإخلاص في نفس الإنسان الصائم، البعد التربوي للصيام. فللصيام دوره التربوي على المستوى الشخصي والذاتي، من خلال خشوع النفس، وتصفيتها وتزكيتها، والإرتقاء بها من حضيض النفس البهيميّة إلى ذروّة التشبّه بالملائكة الروحانيين، وعلى المستوى الإجتماعي والإنساني، وذلك من خلال التحسّس لآلام الضعفاء، والتعاون والتكافل بين أبناء المجتمع.
وفي هذا الإطار ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام)، في بيان علّة وجوب الصوم: "لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش، ويستدلّوا على فقر الآخرة، وليكون الصائم خاشعاً ذليلاً مستكيناً مأجوراً محتسباً عارفاً صابراً لما أصابه من الجوع والعطش، فيستوجب الثواب، مع ما فيه من الإمساك عن الشهوات، وليكون ذلك واعظاً لهم في العاجل، ورائضاً لهم على أداء ما كلّفهم، ودليلاً لهم في الأجر، وليعرفوا شدّة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنياً، فيؤدوا إليهم ما فرض الله تعالى لهم في أموالهم".
وعن الإمام علي (عليه السلام): "فرض الله الصيام ابتلاءً لإخلاص الخلق".
وعنه (عليه السلام):" وعن ذلك ما حرس الله عباده المؤمنين بالصلاة والزكوات، ومجاهدة الصيام في الأيام المفروضة، تسكيناً لأطرافهم، وتخشيعاً لأبصارهم، وتذليلاً لنفوسهم، وتخفيضاً (تخضيعاً) لقلوبهم".
3- للصيام تأثير إيجابي على سلامة وصحة الصائم، البعد الصحي.
فقد ورد عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم):" لكلّ شيء زكاة وزكاة الأبدان الصيام".
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم):" صوموا تصحّوا".
وهذا ما شهد به الأطباء والأخصائيين.
والحمد للّه على نعمائه وجزيل عطائه.
كاتب: السيد مجيد المشعل

محب الصدر
06-08-2011, 09:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

احسنت اخي العزيز
بارك الله بك

عطر الاطهار
06-08-2011, 11:12 PM
موضوع راااااائع

وفقك الله

تحياتي

عاشقة النور
06-08-2011, 11:28 PM
جزاك الله خير خير الجزاء

في إنتظار المزيد من العطاء


"عاشقة النور"

محـب الحسين
06-08-2011, 11:35 PM
جزاك الله خير الجزاء

الـدمـع حـبـر العـيـون
06-08-2011, 11:37 PM
شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز

واصل تالقك معنا في المنتدى

بارك الله فيك اخي ...

ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة

لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي