للسعادة معنى اخــــر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • راحيل
    • Jan 2009
    • 2216

    للسعادة معنى اخــــر

    بسم الله الرحمن الرحيم


    اللهم صلي على محمد وآل محمد

    السعادة الروحية فعلا, هي تلك التي الأحاسيس التي تشعرنا براحة الضمير بشرط أن يكون هذا الضمير خاليا من الشبهات المعنوية والوساوس القهرية ,حينها يشعر الإنسان بسعادة تفوق كل شيء ولا يرى أمامه سوى بساتين من الورود الراقصة والأزهار المتناثرة والنجوم الساطعة , ولكن ما أسرع أن تنتهي هذه السعادة المؤقتة إلهيا فيأتي بعدها إما لجوء وسكون في جنان الخلد ,وإما شقاء وبلاء في دار التعاسة والشقاء , التي تستعر باللضاء وتلتهب أركانها بالأسى والحسرات التي لن تجدي حينها صاحبها بأي وسيلة كانت سوى أن يتحمل نتائج سعادته المؤقتة التي عاشها في دار الفناء ,فهذه هي حياة الروح فينا إما نراها في سعادة وفناء أو نراها متقلبة بين تعاسة وشقاء .



    والله قد وقانا عذاب ناره بإتباع أوامره التي حتمها علينا واجتناب نواهيه التي حذرنا منها ,وجعل طريق السعادة للإنسان موسعا وطريق المعصية مضيقا لكيلا يقع الإنسان في الهاوية , ولكن من حكمة الله عز وجل أن جعل طرق الخير متعددة ,بشرط أن يسعى الإنسان إليها ويسعى في سبيل الحصول على الأجر والثواب ,لأن الله خالق هذه الدنيا وجاعلها دار للعمل وليست دار للأمل, فما على الراجي لرحمة الله والفوز بجنانه العالية إلا الصبر على طاعته والإحتراز من معصيته ,فبذلك تحقق الأمنية العظمى لكل حي وهي الجنة الباقية, وبها حقا تخلد في النفس السعادة الروحية المنبثقة من المنبع الإلهي ,منبع التكوين البشري وهي قدرة الله ورحمته ,فلنسعى جميعنا نحو هذه السعادة الدائمة ونترك هذه السعادة الزائلة وبها نجني ثمار هذه الحياة والفوز بالجنة .


    ولو تمعنا برؤية واضحة في حكم الله لوجدنا أنه سبحانه لا يمنعنا من شيء إلا وجعل له بديلا ,وفي ذلك الالآف النعم والأمثال التي تكون قاطعة الدليل على حكم الله الجليلة , لو كان في هذه الحياة الفانية بقاء يدوم لدامت للأنبياء الذين هم أحق بالبقاء منا وأرجى منا لتكون باقية لهم ,لكن الله جعل هذه الدنيا دار للابتلاء والاختبار,وليتبين فيها المحسن من المسيء .

    فما دمنا عارفين بحقوق الله الواجبة علينا, فما بالنا نركن هذه الحقوق في آخر أعمالنا وإذا أديناها لا نفيها حقها...فقط صار همنا الأكبر البحث عن السعادة الروحية في هذه الحياة, متناسين ومتجاهلين مدى دوام هذه السعادة وإلى متى ستبتسم لنا الحياة... لألف أو ألفين أو...... وحينها يعض كل منا على أنامله ليشكي حسراته التي ضيعها وأوقاته التي أفرغها في توافه الأعمال وصغائر الذنوب والأفعال .
    أخيرًا لا سبيل لنا في النجاة سوى أن ندون عبارات لا نعي معناها ومضمونها ,فما نرتجي حينها سوى الرحمة من رب البرية وخالقنا بطينة سوية لا تفريق فيها بين أبيض وأسود إلا بأعماله التقية وسلام عليك يارسول الله أفضل من عرفته البرية وتشرفت بنوره ووجوده هذه الأرض المنطوية

    ويقول شاعرنا في سبيل السعادة :

    ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد





    "ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب ، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب"
    اجمــل تحيه لكم
    راحــــيل
    :65:
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    #2
    فائق شكري للموضوع القيم
    موفقه بإذن الله ... لكِ مني أجمل تحية .

    تعليق

    • راحيل
      • Jan 2009
      • 2216

      #3
      مشكور استاذنا الفاضل على مروكم الطيب
      الله يحفظكم يارب

      تعليق

      يعمل...
      X