كن صريحا بلباقة
ليس الأمر دائرا بين أن تكون فظاً غليظ القلب وبين أن تكون ممن يضحي باحترامه الذاتي من أجل كسب رضا الآخرين. فهناك الحل الصحيح وهو أن تكون صريحا في لباقة. فإذا تطلب الموقف أن ترفض أمراً فلا تترد في ذلك ولكن بشرط أن تحفظ ماء وجه الشخص الآخر واحترامه.
وهذا يتطلب أن تعرف كيف تقول "لا" حيث لا يجوز أن تقول "نعم". أن الصراحة ليست حتماً هي أن تكون جافاً في المعاملة مع الناس بل يعني أن تفصح عن موقفك بلا تردد ومع قطع النظر عن تأثيره على الآخرين.
وإذا أخذنا بعين الإعتبار أنه ليس بمقدور أي إنسان أن يلبي حاجات الناس كلها فإنه يكون من الضروري أن نعرف كيف نقول "لا" بلباقة كاملة.
يقول تعالى: "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى". فإذا لم تكن قادرا على أن تعطي صدقة فلا أقل من أن تعرف كيف ترفض ضمن إطار "القول بالمعروف".
إنك عندما تكون صريحا في الإفصاح عن رأيك أو في إبراز توقعاتك أو يف المطالبة بحقك فإنك تحفظ كرامتك من جهة وتدفع الآخرين إلى احترامك منجهة أخرى.
أن هناك أشخاصا يستغلون الطيبين الذين يتجنبون عادة صدّ الآخرين في طلباتهم وكلما أبدى الطيبون الاستجابة لمطلبهم كلما أمعنوا في استغلالهم. إن مثل هؤلاء يجب مواجهتهم بكلمة واحدة هي "لا" صريحة وفي ذلك راحة للمطلوب وتأديباً للطالب.
فالرفض القاطع من غير إهانة هم أفضل ما ينم عن الشخصية القوية. إذن قل "لا" فهذه واحدة من أفضل من أفضل الكلمات لتعليم الآخرين. وانس التردد والارتياب اللذين يعطيان الآخرين مجالا لإساءة فهمك. فالناس يحترمون "لا" حازمة أكثر من احترامهم التصرف المتردد الذي تبغي ورائه إخفاء مشاعرك الحقيقية. ناهيك عن أن احترامك لنفسك سيقوى أيضا.
استخدم سلاح الاصغاء
البعض يورط نفسه من خلال المبادرة في نثر في أي تجمع يلتقي به وعندما يندم على ما بدر منه لا يكون هناك مجال للتراجع. ان الاصغاء مثل الكلام ليس مطلوبا أخلاقيا فحسب وانما هو أفضلوسيلة لاستيعاب الآخرين مثل محاولة التأثير عليهم أو الوصول اليهم أيضا.
فمن يصغي أولا يكون في موقع أفضل لكي يؤثر في غيره ممن يتكلم أولا ثم يصغي. وفي الحقيقة فانه لا يوجد شخص لايصغي الى غيره انما الفرق ان البعض يصغي أولا ثم يتكلم وغيره يتكلم ثم يصغي. والأول :يمتص" مخاطبيه قبل أن يبرز نفسه بينما الثاني يمتصه المخاطبون ولا يكون لديه مجال يعطي بعد ذلك.
ثم ان الاصغاء يعني أن تصمت والصمت من أبرز صفات اقوياء الشخصية. ألا ترى اللا البحر كلما كان أكثر عمقا كان أكثر صمتا وأن الصحراء كلما كانت أكثر صمتا كانت أكثر هيبة.
ولكن في فضيلة الصمت انه حتى الأحمق اذا صمت عدّ حكيما.
يقول الشاعر:
الصمت زين والسكوت سلامة فإذا نطقت فلا تكن مكثارا
ما ان ندمت على سكوت مرة ولقد ندمت على الكلام مرارا
جرب في المرة القادمة لدى حضورك اجتماعا او حفلة أو مقابلة أن لا تبدأ رأسا بنثر آرائك. توقف لحظة لكي تيتوعب ما يجري وتعرف مزاج الآخرين: هل هم كئيبون؟ سعداء؟ مترقبون؟ هل هم في شوق ليتعلموا منك أم أنه ينضحون مقاومة؟ اذا تمكنت من معرفة ما يحدث لدىالاخرين فستكون في موقع أفضل للوصول اليهم.
ولاتنس أن "الصمت آية النبل" و"روضة الفكر" ولذلك فإنه "رب سكوت ابلغ من كلام" ولذلك فان "صمتك حتى تستنطق أجمل من نطقك حتى تسكت". وحقا فإن "الصمت يكسبك الوقار ويكفيك مؤنة الاعتذار" كما يقول الامام علي (ع).
ان "كلام الأحمق وراء لسانه ولسان العاقل وراء قلبه". وهذا يعني ان الصمت والاصغاء يجب ان يسبق الكلام لا ان يلحق به. ثم انك عندما تصغي تستطيع في أي لحظة ان تتراجع عن صمتك واصغائك ولكنك لا تستطيع ان تتراجع عن كلامك.
استخدم جوارحك
في الحديث مع الآخرين استخدم جوارحك فالاشارات وطريقة تحريك اليدين ونبرات الصوت وتأثير كبير على الآخرين. وخاصة عينيك فلا فرق أن تتكلم مع شخص واحد أوعدة أشخاص من المهم أن تنظر اليهم وليس إلى السقف أو إلى حذائك أو الهواء.
ان الروح تتطلع من العينين وتركيزها على الشخص الآخر أو الأشخاص الآخرين يعطي لروحك قدرة شد انتباههم بقوة إليك. ولابد أن يستمر النظر إلى الطرف الآخر طوال المحادثة وليس كما يفعل بعض الناس حيث يبدأون الكلام وهم ينظرون إليكوما أن ينطقوا ثلاث كلمات حتى يقطعوا الاتصال العيني وينظروا خارج النافذة. لدى دخولك غرفة أجِل ناظريك بارتياح ثم تطلع مباشرة إلى الجميع وابتسم. بعض الناس يعتقد أن ولوج غرفة مليئة بالناس هي بمثابة ولوج عرين أسد.. أنا أخالف هذا الاعتقاد ولكني لو وافقته لما رنوت إلى قدمي ولا تطلعت إلى السقف. بل بقيت محدقا إلى الأسد.وهنا لابد من الاشارة إلى أن الابتسام أيضا له تأثير مهدئ ولاشك الا أنه لابد أن ياتي طبيعيا وليس مصطنعا. فأفضل الابتسام ما كان مريحا ولطيفا وصادقا ومن دون تكلف. إن الابتسامة تكون أحيانا ضرورية لإشاعة جو من البهجة المطلوبة لتدفئة اللقاءات وتثميرها. يقول أحدهم: ما تريد نيله بالارهاب يسهل عليك بالابتسام. ويقول آخر: شق طريقك بابتسامتك خير من أن تشقها بسيفك و يقول النبي محمد (ص): "إنكم لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق". ان بعض الناس يعود كسبهم لاحترام الآخرين الى الابتسامة الرقيقة التي يطبعونها لدى لقاءاتهم. فالابتسامة المرحبة الدافئة من أبرز مظاهر الشخصية فهي تكسبك الثقة في الحال وتضمن حسن نية المرء بسرعة. ألا ترى أنك تتمنى النجاح لمن يمنحك ابتسامتهوتبتعد عمن يتجهم في وجهك؟
تقول حكمة صينية: "من لا يعرف كيف يبتسم لا يجوز له ان يفتح دكانا" .. لأنه حينئذ لا يستطيع ان ينجح
ليس الأمر دائرا بين أن تكون فظاً غليظ القلب وبين أن تكون ممن يضحي باحترامه الذاتي من أجل كسب رضا الآخرين. فهناك الحل الصحيح وهو أن تكون صريحا في لباقة. فإذا تطلب الموقف أن ترفض أمراً فلا تترد في ذلك ولكن بشرط أن تحفظ ماء وجه الشخص الآخر واحترامه.
وهذا يتطلب أن تعرف كيف تقول "لا" حيث لا يجوز أن تقول "نعم". أن الصراحة ليست حتماً هي أن تكون جافاً في المعاملة مع الناس بل يعني أن تفصح عن موقفك بلا تردد ومع قطع النظر عن تأثيره على الآخرين.
وإذا أخذنا بعين الإعتبار أنه ليس بمقدور أي إنسان أن يلبي حاجات الناس كلها فإنه يكون من الضروري أن نعرف كيف نقول "لا" بلباقة كاملة.
يقول تعالى: "قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى". فإذا لم تكن قادرا على أن تعطي صدقة فلا أقل من أن تعرف كيف ترفض ضمن إطار "القول بالمعروف".
إنك عندما تكون صريحا في الإفصاح عن رأيك أو في إبراز توقعاتك أو يف المطالبة بحقك فإنك تحفظ كرامتك من جهة وتدفع الآخرين إلى احترامك منجهة أخرى.
أن هناك أشخاصا يستغلون الطيبين الذين يتجنبون عادة صدّ الآخرين في طلباتهم وكلما أبدى الطيبون الاستجابة لمطلبهم كلما أمعنوا في استغلالهم. إن مثل هؤلاء يجب مواجهتهم بكلمة واحدة هي "لا" صريحة وفي ذلك راحة للمطلوب وتأديباً للطالب.
فالرفض القاطع من غير إهانة هم أفضل ما ينم عن الشخصية القوية. إذن قل "لا" فهذه واحدة من أفضل من أفضل الكلمات لتعليم الآخرين. وانس التردد والارتياب اللذين يعطيان الآخرين مجالا لإساءة فهمك. فالناس يحترمون "لا" حازمة أكثر من احترامهم التصرف المتردد الذي تبغي ورائه إخفاء مشاعرك الحقيقية. ناهيك عن أن احترامك لنفسك سيقوى أيضا.
استخدم سلاح الاصغاء
البعض يورط نفسه من خلال المبادرة في نثر في أي تجمع يلتقي به وعندما يندم على ما بدر منه لا يكون هناك مجال للتراجع. ان الاصغاء مثل الكلام ليس مطلوبا أخلاقيا فحسب وانما هو أفضلوسيلة لاستيعاب الآخرين مثل محاولة التأثير عليهم أو الوصول اليهم أيضا.
فمن يصغي أولا يكون في موقع أفضل لكي يؤثر في غيره ممن يتكلم أولا ثم يصغي. وفي الحقيقة فانه لا يوجد شخص لايصغي الى غيره انما الفرق ان البعض يصغي أولا ثم يتكلم وغيره يتكلم ثم يصغي. والأول :يمتص" مخاطبيه قبل أن يبرز نفسه بينما الثاني يمتصه المخاطبون ولا يكون لديه مجال يعطي بعد ذلك.
ثم ان الاصغاء يعني أن تصمت والصمت من أبرز صفات اقوياء الشخصية. ألا ترى اللا البحر كلما كان أكثر عمقا كان أكثر صمتا وأن الصحراء كلما كانت أكثر صمتا كانت أكثر هيبة.
ولكن في فضيلة الصمت انه حتى الأحمق اذا صمت عدّ حكيما.
يقول الشاعر:
الصمت زين والسكوت سلامة فإذا نطقت فلا تكن مكثارا
ما ان ندمت على سكوت مرة ولقد ندمت على الكلام مرارا
جرب في المرة القادمة لدى حضورك اجتماعا او حفلة أو مقابلة أن لا تبدأ رأسا بنثر آرائك. توقف لحظة لكي تيتوعب ما يجري وتعرف مزاج الآخرين: هل هم كئيبون؟ سعداء؟ مترقبون؟ هل هم في شوق ليتعلموا منك أم أنه ينضحون مقاومة؟ اذا تمكنت من معرفة ما يحدث لدىالاخرين فستكون في موقع أفضل للوصول اليهم.
ولاتنس أن "الصمت آية النبل" و"روضة الفكر" ولذلك فإنه "رب سكوت ابلغ من كلام" ولذلك فان "صمتك حتى تستنطق أجمل من نطقك حتى تسكت". وحقا فإن "الصمت يكسبك الوقار ويكفيك مؤنة الاعتذار" كما يقول الامام علي (ع).
ان "كلام الأحمق وراء لسانه ولسان العاقل وراء قلبه". وهذا يعني ان الصمت والاصغاء يجب ان يسبق الكلام لا ان يلحق به. ثم انك عندما تصغي تستطيع في أي لحظة ان تتراجع عن صمتك واصغائك ولكنك لا تستطيع ان تتراجع عن كلامك.
استخدم جوارحك
في الحديث مع الآخرين استخدم جوارحك فالاشارات وطريقة تحريك اليدين ونبرات الصوت وتأثير كبير على الآخرين. وخاصة عينيك فلا فرق أن تتكلم مع شخص واحد أوعدة أشخاص من المهم أن تنظر اليهم وليس إلى السقف أو إلى حذائك أو الهواء.
ان الروح تتطلع من العينين وتركيزها على الشخص الآخر أو الأشخاص الآخرين يعطي لروحك قدرة شد انتباههم بقوة إليك. ولابد أن يستمر النظر إلى الطرف الآخر طوال المحادثة وليس كما يفعل بعض الناس حيث يبدأون الكلام وهم ينظرون إليكوما أن ينطقوا ثلاث كلمات حتى يقطعوا الاتصال العيني وينظروا خارج النافذة. لدى دخولك غرفة أجِل ناظريك بارتياح ثم تطلع مباشرة إلى الجميع وابتسم. بعض الناس يعتقد أن ولوج غرفة مليئة بالناس هي بمثابة ولوج عرين أسد.. أنا أخالف هذا الاعتقاد ولكني لو وافقته لما رنوت إلى قدمي ولا تطلعت إلى السقف. بل بقيت محدقا إلى الأسد.وهنا لابد من الاشارة إلى أن الابتسام أيضا له تأثير مهدئ ولاشك الا أنه لابد أن ياتي طبيعيا وليس مصطنعا. فأفضل الابتسام ما كان مريحا ولطيفا وصادقا ومن دون تكلف. إن الابتسامة تكون أحيانا ضرورية لإشاعة جو من البهجة المطلوبة لتدفئة اللقاءات وتثميرها. يقول أحدهم: ما تريد نيله بالارهاب يسهل عليك بالابتسام. ويقول آخر: شق طريقك بابتسامتك خير من أن تشقها بسيفك و يقول النبي محمد (ص): "إنكم لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق". ان بعض الناس يعود كسبهم لاحترام الآخرين الى الابتسامة الرقيقة التي يطبعونها لدى لقاءاتهم. فالابتسامة المرحبة الدافئة من أبرز مظاهر الشخصية فهي تكسبك الثقة في الحال وتضمن حسن نية المرء بسرعة. ألا ترى أنك تتمنى النجاح لمن يمنحك ابتسامتهوتبتعد عمن يتجهم في وجهك؟
تقول حكمة صينية: "من لا يعرف كيف يبتسم لا يجوز له ان يفتح دكانا" .. لأنه حينئذ لا يستطيع ان ينجح
تعليق