المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شاعر في الجنة


تراب البقيع
23-03-2009, 09:18 PM
شاعر في الجنة
رؤيـا مشاهدُهـا تـمرُّ بيقظــةِ الـمتبتـل ِ
هذا نعيمُكَ .. وحيُ ربـي الواهبِ الـمتفضِّلِ
وَتَنَوَّرتُ صورُ الفتـونِ من الجمـالِ الـمذهلِ
يا شـاعـري حلِّـق بأجنحـةِ الضِّيـا وترسَّـلِ
ذيـاكَ قصـرُكَ فـي الزمـرُّد قربَ عينٍ يعتلـي
وخـمائلٌ من سنـدسٍ .. وحدائـقٌ من مُخمـلِ

أمـخلَّدٌ أنـا يـا إلـاـهي فـي نعيمكَ مَوْئلِي ؟‍‍‍‍! ‍‍
هـا قـد تحققـتِ الوعـودُ أمـامَ عينـي تنجلي
حـرٌّ أنـا .. وملائكُ الرحـمانِ تـخدمُ منـزلي
بين السَّنـا والنبـعِ أنـَّى شئـتُ أنـزلْ تنـزلِ
وأُيَمِّمُ الآفـاقَ وحـدي .. إن حننتُ لـمعزِلِ
أو مـعْ حبيبٍ أُعطيَ الطيرانَ عـذبَ الـمِقْوَلِ
نـحكي شؤونَ المبتلـى وعظيـمَ جودِ الـمبتلِي
من معقِلٍ ـ في النشأتين مصابرين ـ لـمعقِلِ
وَلَكَـمْ أُغِثْنَـا شـُرَّداً .. منـذُ البـلاءِ الأوَّلِ
حتـى حبـانا بالـخلود.. وطُهْرِ هـذا المنـزلِ

دعْ عنك حزنَ الأرضِ .. وانظر في نعيمك واعدُلِ

فاشتَقْتُ أوَّلَ مـا أرى الأهـدى زعيمَ الرُّسلِ
ثم الوصيَّ الـمرتضى .. من نَوَّرَ الدنيـا علـي
ثم التقــاءُ الأنبيــا والأوليـاءِ الكُمَّـلِ
والله أسعـدنـي بـهم متألقيـن بِمَحْفِـلِ
هو منتدانـا كـلُّ صَدْقٍ عنـد رتبتـه جَلِـي
كالعقدِ .. فيـه محمَّـدٌ قلبُ الجواهرِ في الحِلِي
وأنـارتِ الأمـلاكُ ميقـاتَ اللقـاءِ الـمقبلِ
فتفـرقتْ تـلك البـدورُ كريـمةَ الـمُتَحَوَّلِ

ورأيـتُ حـولَ العرشِ أقصـى غايـةِ الـمتأمِّلِ
مـا يأسـرُ القلبَ الـمحبَّ بلمعِ نورِ الـمُجْزِلِ
وبريـقَ أسـرابِ الملائـكِ بالرِّيـاشِ الأمثـلِ
من أفضـلٍ ـ طعمُ الحياةِ هنا ـ يقودُ لأفضـلِ
يلدُ الـجمالُ الأجـملَ الأَسْـنى بكـلِّ مؤصَّـلِ

عهدُ الحبيبِ يقول لي .. سَـلْ مـا تشا وتوكَّلِ
يـا شـاعـرَ اللهِ اجتبيتُـكَ .. طِرْ هنـا وتنقَّلِ
وتذوَّقِ الأنـهـارَ ، وانظرْ من رؤوسِ الأجْبُـلِ
مـا هـا هنـا كُلِّفْتَ : غيرَ تـمتُّعٍ وتوكُّـلِ
فاهنأ بـهذا الـحُسْنِ .. بينَ مفصِّـلٍ أو مُجْمِلِ

أحمائمٌ لوَّحـنَ لـي ... فـي ظِـلِّ دَوْحِ الصَّندَلِ
فهتفـتُ مَنْ أنتنَّ يـا أحلـى عذارى الهيكلِ
أقبَلْنَ ـ إذ قالـت وصيفتهـنَّ ـ لي لم تخجلِ
لكَ ، قاصـرات الطَّرفِ نحنُ ، ونحنُ قَيْدُ الأنْمُلِ
فـي صوتِهـا القيثارُ أم لـحنُ الكـلامِ المُعسَلِ
أم مثلُـه كَـرُّ الكنـارِ ومَوْسَقـاتُ البـلبـلِ
وشُعورُهـنَّ .. فكالضيـاءِ مجــدَّلٍ ومهـدَّلِ
أو فاحـمٍ مُتَرنِّــحٍ ألِـقٍ كلَيْـلٍ ألْيَـلِ
غطَّـى كمـا الياقـوتُ أجسـاداً بعِطـرِ قُرُنْفُلِ
أو مِثْلَ مَرجـانٍ هَفَـا بتــأوُّدٍ وتميُّــلِ

تراب البقيع
23-03-2009, 09:19 PM
إذ جاءَنـي الـمَلكُ الحميـمُ بوجهِهِ الـمتهلِّلِ
لكَ مجلـسٌ عند الغديـرِ معَ الصِّحـابِ الكُمَّلِ
الأقربينَ وأُخـوةِ الإيمـان فـي الزَّمـنِ الـخلي
هذي الوجـوهُ النيِّـراتُ على الأرائِكِ تعتلـي
فـي أيِّ مجتمـعٍ أنـا من كـل وجـهٍ أجملِ
لأوَدُّ تقبيـلَ الجبـاهِ مـن الرجـالِ وأبتلـي
في كل صدرٍ ، كلَّ قلبٍ ، بالضيـاءِ مغسَّـلِ
ومطهَّـرٍ من كل غِـلٍّ أو غِوى ذي جَـدَلِ
هـذا الأنـامُ .. لهُ السـلامُ .. لفاضلٍ ومُفَضَّلِ


صحبي هُمُو .. أهلي .. ولكنْ أينَ لؤمُ الـجُهَّلِ
أين الرُّواةُ الجاحـدي فضـلَ الكتـابِ المنـزَلِ
أين الأُلى غيرَ الإلـهِ دَعَـوْا بفـرضِ توسُّـلِ
أيـنَ الـمشكِّكُ بالإلـهِ وبالنبـيِّ الـمرسَلِ
أيـنَ الأفـاعي الحاقـدونَ وشـِركُهُم وتجمُّـلي
أيـنَ الطُّغـامُ وكـلُ فكـرٍ بالسـوادِ مُسَـربَلِ
أيـنَ العـدوُّ لعاشـقِ القـرآن .. للمتبتـلِ
أيـنَ ازْوِرارُ أقـاربٍ مـن كـاذبيـن وعُذَّلِ


ضلُّـوا عن الفردوسِ .. فـي درْكِ الجحيمِ الأسفلِ


لـي دارةٌ عمدانُـها أرزٌ وَرِيـقٌ مُخمـلي
تـمتدُّ بيـن الشـاطئين فُوَيـقَ نـهرٍ تعتلـي
وجـداولٌ تنسـاب بِللَّوْراً عـذوبَ الـمنهلِ
وجَنـادلٌ من فضَّـةٍ ومقاعـدٌ فـي الجندلِ
وبحيـرةٌ أسمـاكُهـا كالجوهــرِ المتنقِّـلِ
مـن جـدولٍ حـولَ البحيـرة ِ يلتمِعْنَ لجدولِ


لو نستطيعُ الحمدَ ـ إلاَّ وُسْعَنـا ـ لـم نبخـلِ
لكنْ هنـا.. لا جُهدَ لا مِنْ رَهَـقٍ أو وَجَـلِ
كلاَّ ، ولا مـوتَ ولا شكـوى ولا مِنْ عِللِ
حتى ولا تمنيـنَ.. بـل أمنٌ هنـيءُ المأْمَـلِ
طـابَ الوئـامُ .. والسـلامُ .. والتجلِّي بالحِلي
تلـكَ التي كـان اتَّقـاها زاهـداً كـلُّ وَلـِي
والـرزقُ موفـورٌ بـلا سعـيٍ لـهُ أو شُغُـلِ


نحكـي ويحكـي حولنـا الخـلدُ رؤى المستقبلِ
العشـقُ للهِ .. وباللهِ .. النعيـمِ الأجمـلِ
الأزلـيُّ السـرمديُّ ، الحبُّ ، أغلـى الأمـلِ
هـيَّمَ قلبـي .. كيـف حـالُ الضّـارعِ المتبهِلِ
روحيَ روَّاهـا ، ونفسـي صـانـها بالعمـلِ
أنْهَجَني فـوقَ الطبـاقِ السَّبـعِ أرقـى السُبُـلِ
علَّمنـي بالبينـات ِ الفصـلِ ، بالنـورِ الجَلـي
منـهُ لـهُ زَنبقـةُ النـورِ .. فـؤادي المنجلـي


إيـهٍ مـلاكي .. أينَ تلفـازُ العصـورِ الأُوَلِ
إنـي أريـدُ الأرضَ فـي تـاريخِـها المفصَّـلِ
وُدِّي أرى منـذُ خطيئـاتِ الأنـامِ الـجُهَّلِ
أرى اليهـودَ القاتلـي كَمْ صالـحٍ أو مُرسَـلِ
أرى الغـزاةَ والرعـاةَ والصـراعَ القَبَلـي
أرى حضـاراتٍ علَـتْ فـأُسْقِطَـت للأسفـلِ
وكيـفَ هـانَ الشـرقُ مهـدُ الأنبيـا والرسلِ
وكيـف يلعـبُ اليهـودُ بالنصـارى الغُفَّـلِ
تحالفوا كـي يهدمـوا مجـد المسيـح المنزلِ
إذ يصلبـون مهـدَهُ معـاً بكـل محفـلِ
والذابـحي عَهْـدَ المسيـحِ بالشـذوذِ الأنـذَلِ
والعـارضـاتِ الجنـسَ والفُحْـش وكلَّ مُرذَلِ
صُرنَ نـجومَ العصـرِ فـي المجتمـعِ الـمخبَّلِ
يُلبِسُهُـنَّ الغـربُ تيجـانـاً ولـمَّا يَخجَـلِ
صنيعـةَ اليهـودِ صـار الغـربُ عَبْرَ الدَّجـلِ
سـادوا .. قريبـاً سيبيدون بغيـبٍ مُوحِـلِ
سـادَ الإباحيـون فـي الكوكـبِ دامي المقتلِ
وثـورةُ الإعـلامِ فـي الإيصـالِ والتَّوصُّـلِ
ولوثـةُ الجنـس ِ وتحـتَ الشمـسِ عرضُ القُبَلِ
في كل بيـتٍ ... عن بغـايـا " شاشةِ المستقبلِ"
أسـألُ عـن أبطالِنـا عـن قِلّـَةٍ لم تَزَلِ
تروِّعُ الطاغوتَ فـي عُدْوانِـهِِ المستفْحِـلِ
قُـوَّتُهـا سـرٌّ مـن اللهِ وسـرٌّ أَزَلـي
في كـل نَـدْبٍ يعشـقُ اللهَ جـريءِ الـمِقْولِ
أسـألُ عـن حكـامِ قومي .. أُمَّتي .. لا تَسَـلِ
يـا شـاعِرَ اللهِ عـراكَ الحزنُ .. فاصْعَدْ نعتلي
نستكشـفُ الأبـهـى بأطباقِ النعيمِ المُوغـلِ
فإنَّ فيـكَ نزعـةً تتـوقُ نحـوَ الأجمـلِ
ألـهَمَكَ الله ُ مـلاكـي سـرَّ نفسـي تجتلـي


صَاحِ بَلَـى .. الغِضَابُ للهِ احتُبُـوا بالغَـزَلِ
وسُؤْلُكَ التلفـازِ .. لا تلفـازَ في الخَلْقِ العَلي
علَّمـهُ اللهُ لأهـلِ الأرض ِ كيمـا يَبْتَلـي
لم يشكُروا .. بل فَجَروا .. انساقوا لجهلِ الأجهلِ
من نعمـةٍ ، هم حوَّلـوهُ سفهـاً لـمُعْضِـلِ
بؤرةَ إفسـادٍ أضرَّت بـالنُّهـى والـمُقَـلِ
وحسْـبُ أهـلِ الأرضِ مـن تلويثِـهِ المخبِّـلِ
تحويلُهُ الدُّنيـا إلـى مجتمــعٍ مغفَّــلِ
لا تكنولوجيـا هنـا ولا فنـونَ الحِيَـلِ
ولا اختـراعـاتٍ ولا أجهـزةَ التـوصُّـلِ
لكنمـا إبـداعُ مَـنْ فـوقَ البـرايا يعتلـي
فكـلُّ مـا فـي الخُلْـدِ بين طـارفٍ مبـدَّلِ
وتـالدٍ مـن القديـم ِ مُعْـرِقٍ مُجَمَّـلِ
منـاظـرٌ ... والقلـبُ بين مُـزْهِـرٍ مُحَلِّلِ
وبين مشتـاقٍ إلـى صبـح الغـد المؤمَّلِ


لأودُّ أحتضِنُ الذي.. هيهـاتَ لكنْ كيفَ لي
وهوَ الذي كرسيُّـهُ فـي المُحكمِ المتنـزَّلِ
وَسِعَ السماوات العلى والأرضَ ذاتَ الأجبُلِ
وبنـوره الأكـوانُ تسعـدُ ، بالجمالِ الأكملِ
لكنـهُ حبِّـي ، وحَسْبـي في الزمـانِ الأطوَلِ
قُربـي .. ففي قلبي أراهُ .. أَمَلي .. مُستقبلي


مـجِّدتَ ربـي .. كلُّ آياتـِك منـذُ الأزَلِ
خَلقُـكَ قد حَـارَ بِـها من الوجـود الأوَّلِ
وأنـت تخلُـقُ الجمـالَ ،كلَّ مُعْجِـزٍ مكمَّـلِ
إلـى الخلـودِ في حبِّـك هذا المُستـدامِ الأَنبَلِ
وعدلـُكَ المـرصـودُ في نار ِ الجحيمِ الموهِـلِ


أنَّى ارتَقَيْتُ أرى الغـوالي في الـمُناخِ الأمثـلِ
حلَّقتُ فوقَ تصوُّري .. وعلَـوْتُ فوق تخيُّلي
في كـل بارقـةٍ أرى صُنـعَ البديـعِ الأوَّلِ
لكنمـا عنـدَكَ يـا أغلى وأعلى أمَلـي
نفسيَ عن بحـرِ سَنـا نـورِكَ لـم تنفصِلِ
أذهلْتَنـي عنـها وكنـتَ العِوَضَ الأعلى الوَلي
ما نُورُكَ الأصفى الذي مُختصَـري ومُجْمَلي
ذابا وغابا فيـه لا مـن سُكُرٍ أو ثَمَـلِ
إلاَّ من التوحيـد ، والحـبِّ ، وجـودِ المفضِـلِ
أسـرار مُشتـاقٍ لربـي ، دونـَها لـم يصِـلِ


يا أجملَ الجمـالِ يـا إلـاـه كـلِّ أجْمَـلِ
يا ذا التجلِّـي والتملِّـي في النفـوس الأَعقَـلِ
في السدرةِ العظمـى.. وعلِّيـون َحظُّ الأفضلِ
في كل فرعٍ طولُـهُ دهـرٌ.. ولا مِنْ أَجَلِ
شوارعٌ ـ نسيمُهـا مسـكٌ ـ بلينِ المُخملِ
تُدني الغصونُ خيرَ مـا طـابَ مذاقاً أوحَلِـي
وأكؤسٌ جـواهـرٌ من كـل لـونٍ تمتلـي
مـن الشـراب الناجـزِ المقـدَّرِ المؤصَّـلِ
لكنما سُقْيـاكَ لـي مـن نـورِ أعلى مَنهَلِ
أحـبُّ مـن كـل الفراديـس ونبـع العـسلِ
والخمرِ، والألبانِ ، أو كـلِ نميـرٍ سَـلسَـلِ



عبد الكريم شمس الدين

أبو رائد


26 جمادى الأولى 1423 هـ

5 أغسطس ـ آب 2002 م

:: بحر ::
23-03-2009, 09:24 PM
ربي يعطيك العافية
تسلم

تراب البقيع
08-05-2009, 09:57 AM
ربي يعطيك العافية
تسلم

http://www.abdullhameed.net/vb/imgcache/10231.imgcache.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرج وليهم ..
اللهم كن لوليك الحجه ابن الحسن صلوتك عليه وعلى أبائه في هذى الساعه وفي كل ساعه ولياً وحافطاً وقائداً
ونصراً وذليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعه وتمتعه فيه طويله برحمتك يأرحم الرحمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك لمرورك الكريم
تحياتي
موفقين للخير
عظم الله لكم الاجر بهدا المصاب الاليم
اخوك تراب البقيع
http://www.abdullhameed.net/vb/imgcache/8884.imgcache (http://up.damasgate.com/)
دمتم بحب الزهراء عليها السلام

شيعيه والفخر ليه
08-05-2009, 04:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين موفق بإذن الله ... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .