كيفية الكذب عند بعض من يدعي التدين
السيد معد البطاط
بسم الله الرحمن الرحيم حرمة الكذب من البديهيات وهو من كبائر الذنوب وليس محل موضوعي هذا نقل الايات والروايات الواردة في ذمه.وللكذب عدة انواع ونحن نتكلم هنا عن شكل واحد منها والذي نرى بعض من يحسب نفسه من المتدينين يرتكبه
وهو الاستهانة في هذا المحرم وارتكابه لأتفه الاسباب. ولتوضيح الموضوع نقول: ان المحرم له طرف الاختيار وطرف اخر هو طرف الاضطرار فيكون في الاختيار محاسب وفي الاضطرار في الغالب يكون غير معاقب.
فمثلا اكل الميتة في الاختيار حرام ولكن اذا اشتد به الجوع ليس لدرجة الاشراف على الهلاك يبقى محرم ولكن مرتكبه ليس كمن يأكله في الامر الطبيعي مع وجود الاطعمة اما اذا تقدم به الجوع الى درجة الاشراف على الهلاك فيكون غير محرم بقدر رفع الضرورة وكذالك مثلا الزاني المحصن والاعزب فحكم الاول الرجم والاخر الجلد فقط. فالذنب الذي ارتكبه الاول نفسه الذي ارتكبه الثاني ولكنا نرى العقوبة مختلفة وذلك كون المحصن له زوجة وبالتالي لم تدفعه الحاجة الملحة للزنا ولذلك كان حكمه الموت في الرجم ,
اما الاعزب فحكمه الجلد وليس الموت كونه بحاجة للمعاشرة ولكن بما ان الحاجة لم تصل الى درجة الضرورة فشمله العقاب المناسب له. وهكذا الكذب فهو حرام بجده وهزله على العموم – وهناك استثناءات- ولكن في الضرورة يكون محللا بل واجبا احيانا. وما اريد ان اتوصل اليه هو استغرابي لظاهرة الكذب ممن يحسبون على سلك التدين لأبسط الاشياء ولقضايا تافهة لا تدعوا اليها شهوة ولا ضرورة ومثل هذا النوع من الكذب يعد استخفافا بحق الله سبحانه وفيه اثم كبير قد عبر الائمة عن امثاله بالكفر:
سُئل أبو عبد الله عليه السلام ما بال الزاني لا تسميه كافراً وتارك الصلاة تسميه كافراً ؟ وما الحجة في ذلك ؟ فقال عليه السلام : لأن الزاني وما أشبهه إنما يفعل ذلك لمكان الشهوة لأنها تغلبه ، وتارك الصلاة لا يتركها إلا استخفافاً بها وذلك أنك لا تجد الزاني يأتي المرأة إلا هو مستلذ لإتيانه إياها قاصداً لها ، وكل من يترك الصلاة قاصداً لتركها فليس يكون قصده لتركها اللذة .
فإذا نفيت اللذة وقع الاستخفاف ، وإذا وقع الاستخفاف وقع الكفر . لم يذكر هنا ذالك الكفر المخرج عن الملة , ولكن ايا كان فهو يدل على عظمة مثل تلك الذنوب التي لا تدعوا اليها شهوة ملحة او اضطرار كبير. الزنا ذلك الذنب الكبير الذي يتحاشاه حتى قليلي الايمان يعتبره الامام في هذا الحديث اهون من هؤلاء الذين يستخفون بحرمات الله ولا يهابونها ويرتكبونها من دون حاجة ملحة او اضطرار كبير.
النبي(ص)
المؤمن اذا كذب من غير عذرلعنه سبعون الف ملك وخرج من قلبه نتن حتى يبلغ العرش فيلعنه حملة العرش وكتب الله عليه بتلك الكذبة سبعين زنية...)الحديث هكذا يبين النبي(ص) عظمة الكذب الذي لا تدعو اليه ضرورة والذي لا يتحرج منه البعض من الذين يقيمون الصلاة والصيام ويقيمون شعائر اهل البيت عليهم السلام . امير المؤمنين
ع) (اشد الذنوب ما استخف به صاحبه) هذه الذنوب التي نستخف بها تكون من اشد الذنوب كما يبين الحديث , فالنظر لا بد ان لا يكون الى صغر المعصية ولكن الى عظمة من عصيت.
المؤمن لا يجعل الكذب بهذه الصورة الاستخفافية واذا احرج احيانا فممكن ان يستخدم التورية وهي: ان يتكلم بكلام صحيح له معنيان ظاهر له قرينة يفهمه السامع واخر مبطن يقصده المتكلم والتورية ليست بحرام ومثالها اذا اراد شخص المجئ الى بيتك وانت لا ترغب بذلك وكنت قرب البيت تقول له انا الان خارج البيت فهو يفهم انك بعيد عن البيت وانت صادق في قولك خارج البيت فانت تقصد انك ليس بداخله .
نسمع احيانا البعض يكذب حينما يُسأل عن مهنته او عمره او مكانه او ما شابه من امور طبيعية , ولعله اعتاد على هذا النوع من الكذب الاستخفافي ولم يلتفت لعظمة هذا الذنب وفي هذه الكلمات ذكرى وحجة عليه اذا لم يندم ويقلع عن ذلك, نسال الله ان يبصرنا بذنوبنا ويهدينا لإصلاحها .
السيد معد البطاط
بسم الله الرحمن الرحيم حرمة الكذب من البديهيات وهو من كبائر الذنوب وليس محل موضوعي هذا نقل الايات والروايات الواردة في ذمه.وللكذب عدة انواع ونحن نتكلم هنا عن شكل واحد منها والذي نرى بعض من يحسب نفسه من المتدينين يرتكبه
وهو الاستهانة في هذا المحرم وارتكابه لأتفه الاسباب. ولتوضيح الموضوع نقول: ان المحرم له طرف الاختيار وطرف اخر هو طرف الاضطرار فيكون في الاختيار محاسب وفي الاضطرار في الغالب يكون غير معاقب.
فمثلا اكل الميتة في الاختيار حرام ولكن اذا اشتد به الجوع ليس لدرجة الاشراف على الهلاك يبقى محرم ولكن مرتكبه ليس كمن يأكله في الامر الطبيعي مع وجود الاطعمة اما اذا تقدم به الجوع الى درجة الاشراف على الهلاك فيكون غير محرم بقدر رفع الضرورة وكذالك مثلا الزاني المحصن والاعزب فحكم الاول الرجم والاخر الجلد فقط. فالذنب الذي ارتكبه الاول نفسه الذي ارتكبه الثاني ولكنا نرى العقوبة مختلفة وذلك كون المحصن له زوجة وبالتالي لم تدفعه الحاجة الملحة للزنا ولذلك كان حكمه الموت في الرجم ,
اما الاعزب فحكمه الجلد وليس الموت كونه بحاجة للمعاشرة ولكن بما ان الحاجة لم تصل الى درجة الضرورة فشمله العقاب المناسب له. وهكذا الكذب فهو حرام بجده وهزله على العموم – وهناك استثناءات- ولكن في الضرورة يكون محللا بل واجبا احيانا. وما اريد ان اتوصل اليه هو استغرابي لظاهرة الكذب ممن يحسبون على سلك التدين لأبسط الاشياء ولقضايا تافهة لا تدعوا اليها شهوة ولا ضرورة ومثل هذا النوع من الكذب يعد استخفافا بحق الله سبحانه وفيه اثم كبير قد عبر الائمة عن امثاله بالكفر:
سُئل أبو عبد الله عليه السلام ما بال الزاني لا تسميه كافراً وتارك الصلاة تسميه كافراً ؟ وما الحجة في ذلك ؟ فقال عليه السلام : لأن الزاني وما أشبهه إنما يفعل ذلك لمكان الشهوة لأنها تغلبه ، وتارك الصلاة لا يتركها إلا استخفافاً بها وذلك أنك لا تجد الزاني يأتي المرأة إلا هو مستلذ لإتيانه إياها قاصداً لها ، وكل من يترك الصلاة قاصداً لتركها فليس يكون قصده لتركها اللذة .
فإذا نفيت اللذة وقع الاستخفاف ، وإذا وقع الاستخفاف وقع الكفر . لم يذكر هنا ذالك الكفر المخرج عن الملة , ولكن ايا كان فهو يدل على عظمة مثل تلك الذنوب التي لا تدعوا اليها شهوة ملحة او اضطرار كبير. الزنا ذلك الذنب الكبير الذي يتحاشاه حتى قليلي الايمان يعتبره الامام في هذا الحديث اهون من هؤلاء الذين يستخفون بحرمات الله ولا يهابونها ويرتكبونها من دون حاجة ملحة او اضطرار كبير.
النبي(ص)


المؤمن لا يجعل الكذب بهذه الصورة الاستخفافية واذا احرج احيانا فممكن ان يستخدم التورية وهي: ان يتكلم بكلام صحيح له معنيان ظاهر له قرينة يفهمه السامع واخر مبطن يقصده المتكلم والتورية ليست بحرام ومثالها اذا اراد شخص المجئ الى بيتك وانت لا ترغب بذلك وكنت قرب البيت تقول له انا الان خارج البيت فهو يفهم انك بعيد عن البيت وانت صادق في قولك خارج البيت فانت تقصد انك ليس بداخله .
نسمع احيانا البعض يكذب حينما يُسأل عن مهنته او عمره او مكانه او ما شابه من امور طبيعية , ولعله اعتاد على هذا النوع من الكذب الاستخفافي ولم يلتفت لعظمة هذا الذنب وفي هذه الكلمات ذكرى وحجة عليه اذا لم يندم ويقلع عن ذلك, نسال الله ان يبصرنا بذنوبنا ويهدينا لإصلاحها .