ليست :: غرفتك :: هي العالم ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سلطان القلوب
    • Feb 2011
    • 172

    ليست :: غرفتك :: هي العالم ..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    صباح / مساء الخير ..






    ليست غرفتك هي العالم .. ولستَ أنت كل الناس

    ولا تدع قلبك كالإسفنجة !




    مما يشرح الصدر ويزيح سُحب القلق ، السفر ، وقطع المسافات ، وتقليب صفحات الأرض ، والتأمل في كتاب الكون المفتوح لتشاهد أقلام القدرة

    وهي تكتب على صفحات الوجود آيات الجمال ، لترى حدائق ذات بهجة ، ورياضاً أنيقة . اخرج من بيتك وتأمل ما حولك ، اصعد الجبال ، اهبط

    الأودية ، تسلق الأشجار ، ضع أنفك على أغصان الياسمين ، حينها تجد روحك حرة طليقة ، كالطائر الغريد تسبح في فضاء السعادة ، اخرج من

    بيتك ، ألقِ الغطاء الأسود عن عينيك ، ثم سِر في فجاج الله الواسعة . إن الانزواء في الغرفة الضيقة مع الفراغ القاتل طريق ناجح للانتحار ،

    وليست غرفتك هي العالم ولستَ أنت كل الناس ، فلِمَ الاستسلام أمام كتائب الأحزان ، واهتف ببصرك وسمعك وقلبك، واقرأ بين الجداول والخمائل

    بين الطيور وهي تتلو خطب الحب ، وبين الماء وهو يروي قصة وصوله من التل . ـ وتذكر قول الشاعر :

    أيها ذا الشاكي وما بك داء كن جميلاً ترى الوجود جميلا

    أترى الشوك في الورود ونعمى أن ترى فوقه الندى إكليلا


    إن الترحال في مسارب الأرض متعة يوصي بها الأطباء لمن ثقلت عليه نفسه ، وأظلمت عليه غرفته الضيقة ، فهيا بنا نسافر ونتنقل لنسعد ونفرح .



    الصبر وراء قوة النجاح



    التحلي بالصبر مزية من الجيد أن يمتلكها أي فرد ؛ فيتلقى المشاكل برحابة صدر وبقوة إرادة وبمناعة أبية . وإن لم أصبر أنا وأنت فماذا نصنع ؟

    هل عندك أو لديك حل لنا غير الصبر ؟ هل تعلم لنا طريقاً غيره ؟ كان أحد العظماء مسرحاً تركض فيه المصائب وميداناً تتسابق فيه النكبات كلما

    خرج من كربة زارته كربة أخرى ، وهو متترس بالصبر ، وكان يقول عن حاله :

    تنكر لي دهري ولم يدر أنني أعز وأحداث الزمان تهون

    فبات يريني الدهر كيف عتوه وبت أريه الصبر كيف يكون


    اصبر وثق بقرب قدوم الحل ، اصبر مهما ادلهمت الخطوب ، وأظلمت أمامك الدروب ، فإن النجاح مع الصبر ، وإن الفرج مع الكرب . لذلك ..


    اجعل الناس تشعر بالسعادة


    في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة ، كلاهما معه مرض عضال ؛ أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة

    ساعة يومياً بعد العصر . ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة ، أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال

    الوقت . كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام ، دون أن يرى أحدهما الآخر ، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف ؛ فكانا

    يتحدثان عن أهليهما ، وعن بيتيهما ، وعن حياتهما ... وفي كل يوم بعد العصر ، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب ، وينظر في

    النافذة ، ويصف لصاحبه العالم الخارجي ، وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول ، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع

    لوصف صاحبه للحياة في الخارج ؛ ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط ، والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختافة وأخذوا يلعبون

    فيها داخل الماء ، وهناك رجل يؤجر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة ، والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها ، و

    الجميع يتمشى حول حافة البحيرة ، وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة ، ومنظر السماء كان بديعاً

    يسر الناظرين . وفيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع ، ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك

    المنظر البديع للحياة خارج المستشفى !. وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً ؛ ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية إلا أنه كان يراها

    بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها . ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه ، وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما

    كعادتها ، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل ، ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي

    تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة فحزن على صاحبه أشد الحزن . وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب

    النافذة ، ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه ، وعندما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده ؛

    ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة ، وتحامل على نفسه وهو يتألم ، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه ، ثم اتكأ

    على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي وهنا كانت المفاجأة ! لم يرى أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى

    فقد كانت النافذة على ساحة داخلية . نادى الممرضى وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها ، فأجابت إنها هي ! فالغرفة

    ليس فيها سوى نافذة واحدة ، ثم سألته عن سبب تعجبه ، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له ..... كان تعجب الممرضة

    أكبر ، إذ قالت له : ولكن المتوفى كان أعمى ، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم ، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تصاب باليأس

    فتتمنى الموت ! .


    ألست تسعد إذا جعلت الآخرين سعداء ؟ إذا جعلت الناس سعداء ؛ فستتضاعف سعادتك ، كذلك إذا وزعت الأسى عليهم ؛ فسيزداد حزنك .



    إن الناس في الغالب ينسون ما تقول ، وفي الغالب ينسون ما تفعل

    ولكنهم لن ينسوا أبداً الشعور الذي أصابهم من قِبلك ، فهل ستجعلهم يشعرون بالسعادة أم غير ذلك !.







    دمتم بألف خير


  • سمر
    • Sep 2011
    • 99

    #2
    يسلموووووو أخوي
    يعطيك العافيه

    تعليق

    • عاشق الامام الصادق
      • Sep 2011
      • 18

      #3
      أحسنت أخي الكريم
      لطرحك هذا الموضوع الرائع
      موفق لكل خير

      تعليق

      • * || نور على نور ||*
        • Nov 2008
        • 11135

        #4
        طرح جميل
        ماأجمل الحريه وقت الراحه والسعاده
        أما وقت الحزن لا شيء أجمل من الجلوس وحيدا بالغرفه
        ..
        سلطان القلوب
        طرح رائع
        وكلمات جميله
        أحسنت والى الامام
        ..
        نوآره

        تعليق

        • سلطان القلوب
          • Feb 2011
          • 172

          #5
          يسلمووووو على المرور العطر

          تعليق

          • الـدمـع حـبـر العـيـون
            • Apr 2011
            • 21803

            #6
            إن الناس في الغالب ينسون ما تقول ، وفي الغالب ينسون ما تفعل

            ولكنهم لن ينسوا أبداً الشعور الذي أصابهم من قِبلك ، فهل ستجعلهم يشعرون بالسعادة أم غير ذلك !.


            تميز لاحدود لهـ ماشاء اللهـ ,,
            تقبلي تحياتي ,,

            تعليق

            يعمل...
            X