بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد دقات قلب الزهراء
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للإنسان علاقات فاعلة يرجع إليها الحكم في تحركاته مع من حوله من بني البشر، تقف في قبال العلاقات الثابتة مع ما سواهم في قائمة الوجود، فهذه ليست إلا علاقة من طرف واحد تنحصر الفائدة فيها بالإنسان !
ولكن ولكي يكون التفاعل بمستوى الطموح فإنه يتطلب الوقوع على أكبر كم من الافتراضات الأساسية للبرمجة الأخلاقية القرآنية فهي مليئة بكلمات القوة والقدرة على تصعيد وتيرة العلاقات الإيجابية. .
وهناك ثلاث محاور مؤكدات في الفرضيات القرآنية الذي هو مصدر الفيض الفكري والمعنوي الإسلامي والمحاور هي:الإلفة. . التسامح . . العفو .
وإن هذه مراحل قد تتقارب في المفهوم ولا يخلص إحدها عن الآخرى إلا بعد الإبصار بالفوارق الدقيقة بينها .
التألف: هو المداراة والاستيناس
المسامحة: المساهلة وتسامحوا تساهلوا والتسامح من المسامحة .العفو: ويكون بمعنى المحو {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}، وتأتي بمعنى أخذ الميسور {خُذِ الْعَفْوَ} أي الميسور من أخلاق الناس ولا تستقص عليهم ، ولكنه بهذا التعريف يمكن عده بندا من بنود التسامح إذا جعلنا التساهل أعم من الرفق وأخذ الميسور .
السلوكيات الثلاث مورد اهتمام الملائكة:
لقد جاء منطق الملائكة مشفقا من أن يؤول أمر الخلق الذي سمعوا لإعلانه الجديد إلى علاقة تنافر تجر ورائها كل ألوان العنف وسيطرته على الأرض فيسري الإفساد ويتجشم فيه هذا المخلوق كل مشقة ويخوض كل غمرة وسيكون أخطرها سفك الدم كل ذلك عندما تغيب علاقة التواؤم والتلاحم في طبائعها الثلاثة الرئيسة:التآلف. . التسامح . . العفو . .
قال من له الحجة جميعا: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}
وهكذا تتحول عناويننا المطروحة إلى مواثيق !
حينما يكون المخلوق عاقلا فإنه لا يحتاج إلى تسيير ولا إلى جبر وقسر على الاستقامة وفق الطريقة التي هتف بها القرآن ذات مرة فقط: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}، بل إن تسييره يساوي الشهادة على نقص خلقه وعدم قابلية هذا العقل الذي هو من أحب ما خلق الله تعالى للإرسال . .
بينما سيكون الاعتماد على العقل كليا وفي المهام الصعبة التي ينفذ إليها بقوة إدراكه شاهد في المقابل يقر له بكمال القوة التي بها يستطيع أن يستقل في حاجته كما أن صحة اللوم في الذوق لمن يعقل ولا يعمل ومن ثم استحقاق الجزاء شاهدان على كماله في نفسه لنا أن نتصور شاهدا على يمينه وآخرعلى شماله .
ولأجل أن لا يتوهم كونه مسيرا أو ناقصا غير كامل ذكر في القرآن بميثاقه المشتمل على المواثيق الثلاثة "التآلف والتسامح والعفو" يقول ملك يوم الدين: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ} وعندما نركز النظر في الميثاق القرآني نجده يفشي أطروحة إلهية للتآلف والتواصل تشتمل على طرف إيجابي يتبعه طرف سلبي..
أما الإيجابي: وهو ما عبرنا به من الذكر الحكيم ويشتمل على ثمانية أهداف يحققها المتآلف والمتسامح .
وأما السلبي: فتطالعنا به الآية الملاصقة لتلك يقول ملك الناس: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} ، وتضم صورتين هما الأخطر فتكا بالتآلف والتألف الاجتماعي، الإخراج من الديار، أو الاخراج من الدار الدنيا بسفك الدم ؟!
العفو الوجه المشرق للتسامح:
إنه الوسيلة الانسانية الأقوى لإطفاء نار الانتقام في النفوس، وللتنفيس عن الغضب والابتعاد عن التشفي بالآخر؛ لأن هذه سمات وأحاسيس تظهر القبح الفاعلي إذ قد يمارس ابن الانسان معروفا يرجع إلى الحُـسْن الفعلي ولكن بقبح فاعلي ــــ هذا في القاموس الكلامي ــــ وبنفس مخنوقة ومريضة ــــ في المعجم النفسي المعاصر ــــ لهذا ربما كان الحق مشروعا ولكن يتوسط الشرع الكريم بمشورة العفو عن الحق لحماية النفس من هذا القبح وهذه الأمراض الروحية . .
لهذا أمر بالعفو حتى في أجواء القصاص يقول من إليه مرجع العباد: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيم}
فمادة(ع.ف.ى) بكل تصريفاتها مرآة للمعنى الروحاني الذي لا يميل ولا يحيف ولا يجافي وهذه مخاييل التقوى كما هو وصف ذي الجلال: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}
"عاشقة النور"
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد دقات قلب الزهراء
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للإنسان علاقات فاعلة يرجع إليها الحكم في تحركاته مع من حوله من بني البشر، تقف في قبال العلاقات الثابتة مع ما سواهم في قائمة الوجود، فهذه ليست إلا علاقة من طرف واحد تنحصر الفائدة فيها بالإنسان !
ولكن ولكي يكون التفاعل بمستوى الطموح فإنه يتطلب الوقوع على أكبر كم من الافتراضات الأساسية للبرمجة الأخلاقية القرآنية فهي مليئة بكلمات القوة والقدرة على تصعيد وتيرة العلاقات الإيجابية. .
وهناك ثلاث محاور مؤكدات في الفرضيات القرآنية الذي هو مصدر الفيض الفكري والمعنوي الإسلامي والمحاور هي:الإلفة. . التسامح . . العفو .
وإن هذه مراحل قد تتقارب في المفهوم ولا يخلص إحدها عن الآخرى إلا بعد الإبصار بالفوارق الدقيقة بينها .
التألف: هو المداراة والاستيناس
المسامحة: المساهلة وتسامحوا تساهلوا والتسامح من المسامحة .العفو: ويكون بمعنى المحو {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}، وتأتي بمعنى أخذ الميسور {خُذِ الْعَفْوَ} أي الميسور من أخلاق الناس ولا تستقص عليهم ، ولكنه بهذا التعريف يمكن عده بندا من بنود التسامح إذا جعلنا التساهل أعم من الرفق وأخذ الميسور .
السلوكيات الثلاث مورد اهتمام الملائكة:
لقد جاء منطق الملائكة مشفقا من أن يؤول أمر الخلق الذي سمعوا لإعلانه الجديد إلى علاقة تنافر تجر ورائها كل ألوان العنف وسيطرته على الأرض فيسري الإفساد ويتجشم فيه هذا المخلوق كل مشقة ويخوض كل غمرة وسيكون أخطرها سفك الدم كل ذلك عندما تغيب علاقة التواؤم والتلاحم في طبائعها الثلاثة الرئيسة:التآلف. . التسامح . . العفو . .
قال من له الحجة جميعا: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}
وهكذا تتحول عناويننا المطروحة إلى مواثيق !
حينما يكون المخلوق عاقلا فإنه لا يحتاج إلى تسيير ولا إلى جبر وقسر على الاستقامة وفق الطريقة التي هتف بها القرآن ذات مرة فقط: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}، بل إن تسييره يساوي الشهادة على نقص خلقه وعدم قابلية هذا العقل الذي هو من أحب ما خلق الله تعالى للإرسال . .
بينما سيكون الاعتماد على العقل كليا وفي المهام الصعبة التي ينفذ إليها بقوة إدراكه شاهد في المقابل يقر له بكمال القوة التي بها يستطيع أن يستقل في حاجته كما أن صحة اللوم في الذوق لمن يعقل ولا يعمل ومن ثم استحقاق الجزاء شاهدان على كماله في نفسه لنا أن نتصور شاهدا على يمينه وآخرعلى شماله .
ولأجل أن لا يتوهم كونه مسيرا أو ناقصا غير كامل ذكر في القرآن بميثاقه المشتمل على المواثيق الثلاثة "التآلف والتسامح والعفو" يقول ملك يوم الدين: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ} وعندما نركز النظر في الميثاق القرآني نجده يفشي أطروحة إلهية للتآلف والتواصل تشتمل على طرف إيجابي يتبعه طرف سلبي..
أما الإيجابي: وهو ما عبرنا به من الذكر الحكيم ويشتمل على ثمانية أهداف يحققها المتآلف والمتسامح .
وأما السلبي: فتطالعنا به الآية الملاصقة لتلك يقول ملك الناس: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} ، وتضم صورتين هما الأخطر فتكا بالتآلف والتألف الاجتماعي، الإخراج من الديار، أو الاخراج من الدار الدنيا بسفك الدم ؟!
العفو الوجه المشرق للتسامح:
إنه الوسيلة الانسانية الأقوى لإطفاء نار الانتقام في النفوس، وللتنفيس عن الغضب والابتعاد عن التشفي بالآخر؛ لأن هذه سمات وأحاسيس تظهر القبح الفاعلي إذ قد يمارس ابن الانسان معروفا يرجع إلى الحُـسْن الفعلي ولكن بقبح فاعلي ــــ هذا في القاموس الكلامي ــــ وبنفس مخنوقة ومريضة ــــ في المعجم النفسي المعاصر ــــ لهذا ربما كان الحق مشروعا ولكن يتوسط الشرع الكريم بمشورة العفو عن الحق لحماية النفس من هذا القبح وهذه الأمراض الروحية . .
لهذا أمر بالعفو حتى في أجواء القصاص يقول من إليه مرجع العباد: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيم}
فمادة(ع.ف.ى) بكل تصريفاتها مرآة للمعنى الروحاني الذي لا يميل ولا يحيف ولا يجافي وهذه مخاييل التقوى كما هو وصف ذي الجلال: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}
"عاشقة النور"
تعليق