ورضوان من الله أكبر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقة النور
    • Jan 2009
    • 8942

    ورضوان من الله أكبر

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءعم أجمعين من الأولين والآخرين


    قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم :
    (وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ)التوبة 72
    ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : ( أعطِوا الله الرضا من قلوبكم ، تظفروا بثواب الله تعالى يوم فقركم والإفلاس )
    يذكر سماحة آية الله الشيخ مكارم في كتابه نفحات قرآنية عن االشعور برضا اللّه :.لـيـس هناك شعور يخامر الانسان اكثر من شعوره برضا محبوبه وعزيز قلبه ,فهذا الشعور يثير لديه بهجة وارتياحا لا يوصفان .
    نـعم ان نيل رضا المحبوب من اكبر اللذات المعنوية , وهي لذة ممزوجة بالشعور بالشخصية وقيمة الوجود , لانه ان لم يكن يتحلى بالقيمة والشخصية , لماكان موضع قبول محبوبه الاكبر.
    لقد اشار القرآن الكريم مرارا الى هذه القضية المهمة وجعل منها ركيزة يستند عليها, فبعد الاشارة الـى الجنان اليانعة والازواج المطهرة ورد في الاية 15 من سورة آل عمران (ورضوان من اللّه ) فهذه النعمة التي تعتبر افضل من جميع النعم قدلخصت في جملة قصيرة وبليغة .
    وفي الاية 72 من سورة التوبة ازيح الستار اكثر عن هذا الموضوع , فبعدالاشارة الى مجموعة من الـنـعـم المادية المتوفرة في الجنة ومنها الحدائق التي تجري من تحتها الانهار والمساكن الطيبة , يقول تعالى .. ورضوان من اللّه اكبر) ثم تختتم الاية بالجملة : (ذلك هو الفوز العظيم ).
    فـاسـتـخـدام تعابير من امثال ((اكبر)) و((ذلك الفوز العظيم )) يظهر بوضوح عدم وجود نعمة تضاهي هذه النعمة وبالشكل الذي يتضمن مفهوم الحصر وكان الجملة تريد ان تقول ..ذلك هو الفوز العظيم لاغير).
    لـقـد ذكـرنـا عدة مرات عدم امكانية تصور اي من النعم المادية للعالم الاخرفي نطاق هذا السجن الدنيوي المحدود , فكيف يجوز ذلك بشان نعمة روحية ومعنوية كبرى الا وهي ((رضوان اللّه )).
    ونحن يمكننا ان نفهم بشكل اجمالي الفارق بين النعم المادية والمعنوية واللذات المنبثقة عن اي منهما فـنحن نعرف مثلا ان اللذة الناتجة عن لقا الحبيب الغالي بعد سنوات من الفراق , او الشعور باللذة من جـرا اكـتـشـاف قضية علمية معقدة كنا نبحث عنها لسنوات طويلة , والاكثر من كل ذلك النفحات الـروحـية والانشراح النفسي الذي يغمرنا حين العبادة الخالصة والمناجاة المقرونة بحضورالقلب والـمـحـبة الدافئة , نعرف انه لا يمكن مقارنة كل هذا بلذة الطعام والشراب وسائر اللذات المادية الاخرى .
    فقد روى ابو سعيد الخدري حديثا عن رسول اللّه قال فيه :.
    (( ان اللّه يـقول لاهل الجنة : يااهل الجنة , فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك , فيقول : هـل رضـيـتـم فـيـقولون ومالنا لا نرضى يارب وقد اعطيتنامالم تعط احدا من خلقك : فيقول : الا اعـطـيـكـم افضل من ذلك , فيقولون يارب واي شي افضل من ذلك فيقول : احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعده ابدا )) وورد نفس هذا المعنى عن الامام علي بن الحسين ولكن بـتـعبيرآخر , جا في آخره : (( فيقول تبارك وتعالى : ((رضاي عنكم ومحبتي لكم خير واعظم مما انـتـم فـيـه ))
    ((رضوان )) يعني الرضا والارتياح بالمعنى المصدري , ومجيئها هنا على هيئة النكرة يدل على العظمة , اي ان رضوان اللّه الاكبر اهم من كل شي سواه .
    وقـيل ايضا ان تنكيرها هنا فيه دلالة على القلة , اي ان اقل رضا من اللّه يعتبر اكبر من جميع النعم المادية المتاحة في الجنة .
    وعـلـى آيـة حال , فليس في ميسور احد وصف تلك النفحات الروحية واللذات المعنوية التي ينالها الانـسـان بـسـبـب الـشـعـور برضا اللّه نعم ان اي جانب من هذه اللذة الروحية يفوق جميع النعم والمسرات الموجودة في الجنة .
    ومـمـا يـسـترعي الانتباه ان الاية (119) من سورة المائدة وبعد سردها للنعم المادية في الجنة , اشـارت الـى الـرضـوان وصـورته وكانه امر متبادل بين الخلق والخالق قائلة : ( رضي اللّه عنهم ورضـوا عـنه ذلك الفوز العظيم ) وما اجمل ان يكون الرضا من الجانبين , فهو يغرقهم بالنعم حتى يرضون , ويغمرهم بالمحبة بحيث يعلن لهم عن رضاه وخلاصة القول انه لا فوز اكبر من ان يشعر الانسان بان مولاه ومحبوبه ومعبوده راض عنه ودلالة ذلك الرضا انه يفيض عليه بكل ما يتصور وما لا يتصور من النعم .
    وعـبـارة (راضية مرضية )من الاية (28) من سورة الفجر هي ايضا اشارة الى نفس هذا المعنى , اذ تـصـور الـنـفـس المطمئنة لعباد اللّه المخلصين الذين يصلون الى جوار قرب المحبوب قائلة : ان صـاحـب النفس المطمئنة يرجع الى ربه وهو راض عنه وربه راض عنه ايضا , وهنا يصدر الامر الالـهـي : ( فـادخلي في عبادي ) كتاج للكرامة يزين به الراس فياله من فخر كبير عندما يخاطب تعالى الانسان في قوله : (( عبادي )) نـعـم هـذه هي عقبى من اجتاز مرحلة النفس الامارة والنفس اللوامة ووضع قدمه على اعتاب النفس المطمئنة فكبح جماح الاهوا , والجم الشيطان وامتطى مركب التقوى .
    ولا تـقـتصر الايات المتعلقة برضا اللّه في يوم القيامة باعتباره نعمة الهية ,على ما ورد اعلاه فهذا المعنى يلوح للعيان في آيات اخرى ايضا ويعكس الاهمية الاستثنائية لهذا الموضوع.0 انتهى 000
    قال الشهيد الثاني : اعلم أن الرضا فضيلة عظيمة للإنسان ، بل جماع أمر الفضائل يرجع إليها ، وقد نبه الله تعالى على فضله ، وجعله مقرونا برضا الله تعالى وعلامة له ، فقال : ( رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ) ( ورضوان من الله اكبر) وهو نهاية الإحسان ، وغاية الامتنان . وجعله النبي صلى الله عليه وآله دليلا على الإيمان ، حين سأل طائفة من أصحابه ، ( ما أنتم ؟ ) قالوا مؤمنون ، فقال : ( ما علامة إيمانكم ؟ ) قالوا : نصبر على البلاء ، ونشكر عند الرخاء ، ونرضى بمواقع القضاء ، فقال : ( مؤمنون ورب الكعبة ) انتهى 00
    روي : أن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنه - ابتلي في آخر عمره بضعف الهرم والعجز ، فزاره محمد بن علي الباقر عليه السلام ، فسأله عن حاله ، فقال : أنا في حالة أحب فيها الشيخوخة على الشباب ، والمرض على الصحة ، والموت على الحياة .
    فقال الباقر عليه السلام : ( أما أنا يا جابر ، فإن جعلني الله شيخا أحب الشيخوخة ، وإن جعلني شابا أحب الشيبوبة ، وإن أمرضني أحب المرض ، وإن شفاني أحب الشفاء والصحة ، وإن أماتني أحب الموت ، وإن أبقاني أحب البقاء )
    وفي مجمع البيان للطبرسي قوله{ رضي الله عنهم } بما قدموه من الطاعات { ورضوا عنه } بما جازاهم من الثواب. وقيل: رضي الله عنهم إذ وحدوه ونزهوه عما لا يليق به وأطاعوه ورضوا عنه إذ فعل بهم ما رجوا من رحمته وفضله. انتهى 000
    وفي كتاب تفسير من هدي القرآن لسماحة آية الله السيد محمد تقي المدرسي يقول فيه Lوهذا الرضوان دليل توافق أعمالهم في الدنيا مع تعاليم الشريعة ).انتهى 00
    روي عن نبينا صلى الله عليه وآله : أنه قال : ( من أحب أن يعلم ما له عند الله عز وجل ، فلينظر ما لله عز وجل عنده ، فإن الله تعالى ينزل العبد منه حيث أنزله العبد من نفسه )
    وروي أيضا عنه صلى الله عليه وآله : ( إذا كان يوم القيامة أنبت الله تعالى لطائفة من أمتي أجنحة ، فيطيرون من قبورهم إلى الجنان ، يسرحون فيها ، ويتنعمون كيف يشاءون ، فتقول لهم الملائكة : هل رأيتم الحساب ؟ فيقولون : ما رأينا حسابا ، فيقولون : هل جزتم الصراط ؟ فيقولون : ما رأينا صراطا ، فيقولون : هل رأيتم جهنم ؟ فيقولون : ما رأينا شيئا ، فتقول الملائكة : من أمة من أنتم ؟ فيقولون : من أمة محمد صلى الله عليه وآله ، فيقولون : ناشدناكم الله ، حدثونا ما كانت أعمالكم في الدنيا ؟ فيقولون : خصلتان كانتا فينا ، فبلغنا الله تعالى هذا المنزلة بفضل رحمته ، فيقولون : وما هما ؟ فيقولون : كنا إذا خلونا نستحي أن نعصيه ، ونرضى باليسير مما قسم لنا ، فتقول الملائكة : حق لكم هذا


    "عاشقة النور"
  • حبي حسين
    • Jan 2011
    • 1996

    #2
    احسنتِ غلاتي موضوع
    روووعة ربي يعطيج الف عافية يارب





    تقبلي مروري .... حبي حسين

    تعليق

    • هاشم سعيد
      • Apr 2011
      • 973

      #3
      أحسنتــــــــــــــــــــم ...
      جُـــــــــــزيتم خيرآ ...

      تعليق

      • عاشقة النور
        • Jan 2009
        • 8942

        #4
        آشكركم كثيراً على توآآصلكم المميز لاعدمناكم

        "عاشقة النور"

        تعليق

        يعمل...
        X