المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مزارات اهل البيت .... العراق


سكون الليل
02-12-2008, 07:33 PM
النجف
من حياة الإمام (عليه السَّلام):
إذا ضــــــامك الـــدهر يوماً وجارا فلذ بـــــحمى أمـــــنع الخـلق جارا
عــــــــليّ العــــــــلى وصفو النبي وغيث الــــورى وغـوث الحيارى
ما أكثر العظماء الذين طوى التاريخ ذكرهم، بالرغم مما كان لهم من عظمة، وما بقي لأحد منهم ما بقي للقادة الروحيين من ولاء في الحياة كالإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)، التلميذ الأول للرسول القائد. فقد كان دوره (عليه السَّلام) في السنين الخمس الأخيرة من حياته (عليه السَّلام) من 35 إلى 40 يمثل الروح الإنسانية، ويجسد واقع الإسلام في تطبيق مبادئ العدالة التي بشر بها الرسول الأعظم، وكفاه (عليه السَّلام) أنه ودَّع هذه الدنيا، ولم يتخذ من الخلافة مغنماً ولا متجراً. حينما نجد من في عصره استملكوا خططاً في الأمصار ورقاباً وأموالاً، يقول في هذا الصدد جبران خليل جبران وهو عربي مسيحي: (مات الإمام علي بن أبي طالب شهيد عظمته، مات والصلاة بين شفتيه، مات وفي قلبه الشوق إلى ربه، ولم يعرف العرب حقيقة مقامه ومقداره، مات قبل أن يبلغ العالم رسالته).
لقد فصلت ترجمة الإمام (عليه السَّلام): في كتاب لمحات عن أهل البيت فطالب التفصيل يرجع إليه، والآن نود أن نشير إلى لمحة من تاريخ مرقده الشريف.
النجف الأشرف:
هي المدينة المقدسة الأولى في العراق تبعد عن كربلاء 75 كم، وبها مرقد الإمام (عليه السَّلام) وكانت الخلافة العباسية تعتني بها في بدء سلطتها، كما يروي ابن شهر آشوب في (المناقب): أن المنصور العباسي قال للإمام الصادق (عليه السَّلام): قد استدعاك أبو مسلم لإظهار تربة عليّ فتوقفت، تعلم أم لا؟ فقال الإمام (عليه السَّلام): إن في كتاب عليّ أنه يظهر في أيام عبد الله أبي جعفر الهاشمي، ففرح المنصور بذلك، ثم إنه (عليه السَّلام) أظهر التربة فأخبر المنصور وهو في الرصافة فقال: (هو الصادق فليزر المؤمن بعد هذا إن شاء الله)، وفي هذه الفترة أعني فترة انتقال الحكم من الأمويين إلى العباسيين، كان بالإمكان التوافد لزيارة الإمام (عليه السَّلام)، ورويت أحاديث كثيرة في فضل زيارته عن الأئمة خاصة الإمام الصادق (عليه السَّلام) منها قوله: (من زار أمير المؤمنين (عليه السَّلام) عارفاً بحقه غير متجبر ولا متكبر، كتب الله له أجر مئة ألف شهيد، وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبعث من الآمنين، وهون عليه الحساب) وقال (عليه السَّلام): (من زار جدي عارفاً بحقه، كتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة، وعمرة مبرورة).
والنجف اليوم هي الحوزة العلمية للشيعة الإمامية قاطبة في العالم منذ عهد بعيد، وكان لهجرة الشيخ الطوسي في سنة 449 هـ إلى النجف أثر كبير في تهافت طلاب العلم إليها.
من تاريخ المزار:
قال الحسين بن الحجاج المتوفى سنة 391 هـ:

يـــــا صاحب القبة البيضا على النجف من زار قبرك واستــشفى لديك شــفي
في سنة 170 عمّر المرقد هارون الرشيد كما جاء في (فرحة الغري) ص103، قال ابن الطحال أن الرشيد بنى على قبر عليّ بنياناً بآجر أبيض أصغر من الضريح من كل جانب بذراع، ولما كشفنا الضريح الشريف، ووجدناه مبنياً عليه تربة وجص، أمر الرشيد أن يبنى عليه قبة، فبنيت من طين أحمر وطرح على رأسها جرة خضراء وهي في الخزانة اليوم.
وفي القرن الثالث جدَّد البناء محمد بن زيد الداعي المتوفى سنة 287 هـ، وفي القرن الرابع جدد البناء عمر بن يحيى القائم المتوفى سنة 350 هـ، وفي سنة 338 هـ، جدد البناء عضد الدولة البويهي المتوفى سنة 372هـ، وفي سنة 760 هـ جددها السلطان أويس بن حسن الجلائري، وفي سنة 1047 هـ جددها الشاه صفي الصفوي، وفي سنة 1155 هـ، سافر نادر شاه إلى العتبات وأمر بتعمير مرقد الإمام، كما وأمر بأن تطلى القبة بالذهب.
وأرخ ذلك السيد نصرالله الحائري، الشاعر الكربلائي المتوفى سنة 1156 هـ بقوله:
لهــــــــا الآي تـــتلى وتحي العلوم فيشفي غلـــــيل القــلوب الحيارى
هــــــي الــــــنار الــــــكريم التـــي عليها الهــــــدى قـــد تبدى جهارا
تــــــبدى سنــــــاها عيـــــاناً وقــل أنــــــست مـن جانب الطوري نارا
وفي سنة 1204 هـ، جرى تجديد شباك ضريح الإمام (عليه السَّلام) من الفضة أرسله محمد خان بن حسن خان القاجاري مؤسس الدولة القاجارية. وفي سنة 1217 هـ، كانت العناية بالغة بتشييد سور محيط بالبلد لغرض صدّ هجمات الوهابيين، ولا تزال آثار هذا السور باقية حتى اليوم سنة 1385 وفي سنة 1220 هاجم آل سعود النجدي الوهابي، وأغاروا على النجف وكربلاء ونهبوا الأموال وسبوا النساء. وفي سنة 1361 هـ جددت طائفة البهرة الإسماعيلية ضريح الإمام (عليه السَّلام) بالفضة، ولا يزال موجوداً اليوم، وفي سنة 1373 هـ، الثامن من شعبان تمّ افتتاح الباب الذهبي الذي أُهدي من قبل التاجر الإيراني الحاج محمد تقي اتفاق بمسعى السيد محمد كلانتر، وأرخه الشاعر محمد علي اليعقوبي بقوله:
بــــــنى مــــا الــدهر عفى كل باب فـــــهذا البـــــــاب باقٍ ليس يعفى
ولا يــــــبــــــــقى مـــع التاريخ إلا عليّ الـــــدر والــــذهب المــصفى
وفي سنة 1391 هـ، قام التاجر العراقي محمد رشاد ميرزا بتذهيب قبة أمير المؤمنين (عليه السَّلام) وقد بلغ عدد الصفائح 8787 قطعة.
وكانت النجف ولا تزال تؤمها زرافات الوفود والزوّار والرحالة وقد وصفها الرحالة قديماً كابن جبير المتوفى سنة 580 هـ، والهروي في (الإشارات في معرفة الزيارات)، وابن بطوطة، ومما قاله ابن بطوطة في وصفها قوله: (وفي وسط القبة مصطبة مربعة مكسوة بالذهب عليها صفائح الذهب الملطوشة محكمة العمل مسمرة بمسامير الفضة قد غلبت على الخشب، بحيث لا يظهر منه شيء، وارتفاعها دون القامة، وفوقها ثلاثة من القبور أحدها قبر آدم والثاني قبر نوح، والثالث قبر عليّ. وبين القبور حسوة ذهب وفضة فيها ماء الورد والمسك وإفراغ طيب يغمس الزائر يده من ذلك ويدهن به وجهه تبركاً.
ووصفها عبد الوهاب عزام في رحلته عام 1349 هـ قائلاً: (دخلنا إلى المشهد العظيم فأطفنا به في عشية من خلال الموقف ورهبة الذكرى، ولم تمنعني روعة المقام من النظر إلى القبة الهائلة الأبصار في الحلل والبلور والذهب
ضواحي النجف:
1 - وادي السَّلام: وهي مقبرة عامة تقع في شمال المدينة تنقل إليها أموات الشيعة من مختلف الأنحاء، وفيها مراقد كثير من العلماء وفيها مرقد ينسب للنبي هود، وصالح، قال في مراقد المعارف:
(مرقدهما في الغربي بوادي السلام، خلف سور المدينة في الشمال الشرقي في حرم واحد عليه قبة متوسطة... وكان على هذا المرقد صخرة حمراء قديمة طولها ذراع يد وأصابع، وعرضها شبر، كتب بالخط الكوفي تصرح بأن هذا المرقد هو مرقد هود وصالح.
.... أول من وضع على قبريهما صندوقاً من الخشب هو العالم الرباني السيد محمد مهدي بحر العلوم ونذرت الملا حفيرة حرم الملا يوسف بن الملا سليمان المتوفى سنة 1270 هـ، نقيب وخازن مرقد علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)، إذا رزقهما الله تعالى ولداً تبني على قبريهما قبة...
وبنيت عليهما قبة من آجر صغيرة.
وفي سنة 1333 هـ لما حاصر الإنكليز مدينة النجف أربعين يوماً - وهو الحصار الكبير - هدموا مرقدي هود وصالح عليهما السَّلام بل وكثير من البقاع المشرفة عبثوا بها، وعندما ارتفع حصار النجف خرجنا إلى قبريهما عليهما السَّلام، فوجدناهما ربوة من آجر والصخرة المذكورة مفقودة ولما جاءت سر وكالة الهنود إلى النجف زائرة رممت قبري هود وصالح ومسجد الحنانة وقبر كميل بن زياد النخعي في الثوية.
الحنانة... في رواية أن رأس الإمام الحسين (عليه السَّلام) وضع في المكان المعروف اليوم بالحنانة بعد واقعة الطف، والعودة بأهله إلى الكوفة، وقد أنشئ في المكان مسجد جدد بناؤه حديثاً. وهذا على ما هو المشهور. وقد فصلت في المعجم بأنها جبانة لا حنانة فليراجع.
وجاء في المراقد (كان في الثوية قديماً قبل الإسلام بناء يسمى القائم مروا عليه بنعش بطل الإسلام المسلم الأول علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السَّلام)، فانحنى ومال جزعاً فسمي (القائم المنحني) وورد أيضاً أنه يسمى (القائم المائل) وقد عرفت هذه البقيعة بعد (بالحنانة) وفيها مسجد يعرف بمسجد الحنانة ويقرأ فيه الدعاء المأثور، وفي هذا الموضع أنزلوا السبايا كرائم الوحي آل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، عيالات الحسين (عليه السَّلام) بعد شهادته في كربلاء 10 محرم الحرام سنة 61 هـ لكي يأخذ ابن زياد الأثيم، الحيطة لنفسه من الكوفيين ويستعد خوف النهوض عليه عاجلاً حتى يطوفوا بعيال الحسين (عليه السَّلام) سبايا، وروي أن حملة الرؤوس أبقوا رأس الحسين (عليه السَّلام) ورؤوس أهل بيته وأصحابه البررة في الثوية فحنت الأرض جزعاً بأن سمع عليها صوت وحنين وحنت السبايا أيضاً جزعاً ومأساة، مما صنع بالرؤوس، ومن هنا سميت هذه البقعة بالحنانة، ثم حملت الرؤوس على أطراف الرماح أمام السبايا إلى الكوفة طيف بها سكك الكوفة وشوارعها.
- كميل بن زياد النخعي: صاحب أمير المؤمنين (عليه السَّلام) الذي علمه الدعاء المعروف بدعاء كميل قتله الحجاج سنة 82 هـ.
وفي المراقد (2/219): مرقده في الثوية عليه قبة بيضاء صغيرة على تل عالٍ من الأرض في الصحراء على نحو ميل واحد عن سور مدينة النجف الأشرف، واليوم مرقده معروف بين الكوفة والنجف، ويحيط به مسجد كبير جدده السيد محمد كلانتر وكان كميل قد شهد مع علي صفين، وكان شريفاً مطاعاً في قومه، وكان ثقة قليل الحديث قتله الحجاج، وقال المدائني هو من عبّاد أهل الكوفة، وكان من صحابة علي أمير المؤمنين وشيعته، وقد ولاه علي (عليه السَّلام) على مدينة هيت وما والاها.
قال المفيد في الإرشاد: إنه روى جرير عن المغيرة قال: لما ولي الحجاج لعنه الله طلب كميل بن زياد فهرب منه، فحرم قومه عطاءهم، فلما رأى ذلك كميل، قال: أنا شيخ كبير وقد نفذ عمري ولا ينبغي أن أحرم قومي عطاءهم، فخرج فدفع بيده إلى الحجاج، فلما رآه، قال له: لقد كنت أحب أن أجد عليك سبيلاً، فقال له كميل: لا تصرف على أنيابك - إلى قوله - ولقد أخبرني أمير المؤمنين أنك قاتلي، قال: الحجة إذن عليك، فقال كميل: ذاك إذا كان القضاء إليك، قال: بلى، اضربوا عنقه.
مسجد الكوفة
كانت الكوفة صحراء واختار الصحابيان سلمان الفارسي وحذيفة اليماني، موقعها سنة 17 للجيش الإسلامي أيام خلافة عمر بن الخطاب لذلك سميت (كوفة الجند)، أي مجمع الجيش وبنيت سنة 22 بالآجر في عهد ولاية المغيرة بن شعبة على سبعة محلات لكل قبيلة، واتخذها الإمام علي (عليه السَّلام) سنة 36 هـ بعد معركة الجمل عاصمة للخلافة الإسلامية واتجهت إليها الأنظار من العالم الإسلامي، وأصبحت مدينة علمية وتجارية في عهده (عليه السَّلام)، حتى قامت الخلافة العباسية سنة 132 هـ فاتخذوا الهاشمية لهم، ثم بغداد، فذبلت نظارة الكوفة حتى سنة 580 هـ حيث استولى عليها الخراب كما يقول الرحالة ابن جبير بعد أن كانت كلمة (الكوفة) تعني مناطق شاسعة.
وهو من أشهر المساجد (وكان أول من أسس في مدينة الكوفة مسجدها الجامع ودار الإمارة) وذلك عام 17 هـ، وهو مربع الشكل تقريباً 110 سم.
ويتسع لأربعين ألف مصلٍّ من المسلمين، يتوسط صحنه بقعة منخفضة ينزل إليها بسلم وتسمى (السفينة)، والمشهور بين العامة وهي شهرة باطلة، إنها الموقع الذي صنعت فيه سفينة نوح، أو رست فيه مع أن السفينة هي أرض المسجد الأولى، وقد طم جميع مساحة المسجد ما عدا هذا الموضع لمعرفة العمق السابق.
قال الشيخ حرز الدين في المراقد (2 - 308) ما نصه:
(صارت أرض المسجد تنز ماء عند تحكم مجرى الفرات على مقربة منه، فطم السيد مهدي بحر العلوم، المحاريب بالتراب الجديد الطاهر وبنى على أُسسه القديمة محاريب كما هي الآن، وكما طم الغرف والأُسطوانات القديمة المزدانة بالأعمدة الرخامية التي منها شاخص الزوال المنصوب، في مقام النبي (صلّى الله عليه وآله) الأعلى في وسط المسجد وكان مدخل مقام النبي (صلّى الله عليه وآله) القديم الأسفل في محوطة بيت نوح (عليه السَّلام) المعروف اليوم بالسفينة).
وفي فضل المسجد رويت أحاديث كثيرة:
عن الإمام الباقر (عليه السَّلام): (صلاة في مسجد الكوفة، الفريضة تعدل حجة مقبولة والتطوع فيه تعدل عمرة مقبولة).
وعن أبي جعفر (عليه السَّلام): (مسجد كوفان روضة من رياض الجنة، صلّى فيه ألف نبي وسبعون).
وقال الإمام علي (عليه السَّلام): النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي (صلّى الله عليه وآله)، والفريضة تعدل حجة مع النبي (صلّى الله عليه وآله)، وقد صلّى فيه ألف نبي ووصي.
وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لما أُسري به إلى السماء قال له جبرائيل: أتدري أين أنت يا محمد؟ أنت الساعة مقابل مسجد كوفان، قال: فاستأذن لي أُصلي فيه ركعتين، فنزل فصلّى فيه، وإن مقدمه كروضة من رياض الجنة وإن وسطه وميمنته وميسرته كروضة من رياض الجنة وإن وسطه كروضة من رياض الجنة، وإن مؤخره كروضة من رياض الجنة، والصلاة فيه فريضة تعدل بألف صلاة والنافلة فيه بخمسمائة صلاة.
وإليك لمحة عن المزارات والأعمال فيها:
- مقام أمير المؤمنين (عليه السَّلام): يحيط بالمسجد عدد كبير من الغرف أوسعها ما في القبلة وفيه المحراب الذي كان يصلي فيه الإمام (عليه السَّلام) وفيها استشهد (عليه السَّلام) ومن هنا سمي بالمقام لأنه (عليه السَّلام) كان يقيم صلاته فيه، وكان بجنب المحراب باب يمر إلى قصر الإمارة التي لا تزال إطلاله ماثلة اليوم وينتهي إلى بيت الإمام (عليه السَّلام) وهو قريب من دار الإمارة على بعد 85 متراً ولا يزال البيت موجوداً وعليه قبة خضراء وهذا المحراب يتعاهده المؤمنون بالتبرك، وقد قام سلطان البهرة أخيراً 1974م بنصب شباك من الفضة والذهب عليه.
2 - من أعمال المسجد: صلاة ركعتين في وسط المسجد المعروف بمقام الرسول (صلّى الله عليه وآله) لقضاء الحاجة تقرأ في الركعة الأولى: (قل هو الله) وفي الثانية: (قل يا أيها الكافرون) وبعد الصَّلاة: (تسبيحة الزهراء عليها السَّلام)، وتقول:
(اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ وَإِليْكَ يَعُودُ السَّلامُ وَدارُكَ دَارُ السَّلامِ حَيّنا رَبَّنا مِنْكَ بالسَّلام، اللَّهُمَّ إِني صَلّيْتُ هَذِهِ الصَّلاةُ إِبْتِغَاءَ رَحْمَتِكَ وَرضْوَانِكَ وَمَغْفِرَتِكَ وَتَعْظيْماً لِمَسْجِدِكَ، اللَّهُمْ فَصَلِّ عَلى مُحَمْدٍ وَآلِ مُحَمّد، وَارْفَعْها فِي عِليّين وَتَقَبّلها مِنّي يا أَرْحَمَ الرّاحِمِيْنَ).
مرقد مسلم بن عقيل: مسلم بن عقيل أول الشهداء، أرسله الحسين (عليه السَّلام) سفيراً له إلى الكوفة، للتأكد من حقيقة الوضع الذي صورته رسائل الكوفة إليه، وأخذ البيعة له فقتل وهاني بن عروة في يوم عرفة، وإليك لمحة عن حياته (عليه السَّلام):
كتب أهل الكوفة إلى الإمام الحسين يستدعونه لمقدمهم وكان فيما كتبوا:
(أما بعد فقد أخضر الجناب وأينعت الثمار، فإذا قدمت فأقبل على جند لك مجنَّدة).
وقد أرسل الحسين (عليه السَّلام) ابن عمه مسلماً سفيراً وأرسل كتاباً نصه:
(بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى الملأ المؤمنين أما بعد فإن هانياً وسعيداً قدما علي بكتبكم، وآخر من قدم علي من رسلكم وقد فهمت كل الذي قصصتم وذكرتم ومقالة جلكم، أنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق والهدى، وإني باعث إليكم أخي وابن عمي، وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل المفضل من أهل بيتي، وأمرته أن يكتب إلي بما لكم وأمركم ورأيكم، فإن كتب إليّ أنه قد اجتمع رأي ملأكم وذوي الفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم أقدم إليكم وشيكاً إن شاء الله...).
ولما وصل مسلم الكوفة نزل في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي وتوافدت الشيعة عليه وقرأ مسلم عليهم كتاب الحسين فبايعوه، حتى بلغوا مائة وخمسة وعشرين ألف رجل فكتب مسلم إلى الحسين (عليه السَّلام):