ورتل القران ترتيلا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشقةالبتول
    • Jul 2009
    • 2273

    ورتل القران ترتيلا





















    فن تلاوة القرآن الكريم و أدواته














    أهداف الدرس:



    1. التمهيد بذكر الروايات التي تحث على تحسين الصوت.
    2. مناقشة الأدوات التي يحتاجها القارئ و كيفية تطويرها.










    1. الروايات الشريفة تحث على تحسين الصوت في تلاوة القرآن:



    روي عن النبي (ص) إنه قال: "إن حسن الصوت زينة القرآن"


    و عنه (ص) قال: "إن القرآن نزل بالحزن، فإذا قرأتموه فأبكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا"



    و عنه (ص) قال: "زينوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً"



    و عنه (ص) قال: " لكل شيء حلية، وحلية القرآن الصوت الحسن"



    و روي أن موسى بن جعفر (ع) كان حسن الصوت وحسن القراءة، وقال يوماً: "إن علي بن الحسين كان يقرأ القرآن، فربما مر به المار فصعق من حسن صوته"



    وعن الرضا (ع) قال: "قال رسول الله (ص): حسنوا القرآن بأصواتكم، فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً"



    إن القرآن الكريم هو كلام الله و هو أرقى و أجمل الكلام. فحري بمن يقرؤه أن يتقن قراءته و يجمل صوته به تناسباً مع مقام القرآن و عظمة مُنزله. و لذلك سنحاول في حديثنا هذا تبيان الأدوات المختلفة التي ينبغي على القارئ معرفتها و تطويرها لتحقيق الهدف المنشود و هو قوله تعالى: "و رتل القرآن ترتيلاً".



    2. أدوات "فن التلاوة":



    إن السؤال الذي يدور في خلد أي مبتدئ عادة هو "كيف يمكنني تحسين صوتي و أدائي بحيث يكون جميلاً؟". و في مقام الإجابة نقول بأن البعض قد يعتقد خطأً بأن امتلاك القارئ للصوت الجميل هو كل ما يحتاجه لتحقيق الأداء الجميل. و الصواب هو أن هنالك أبعاد متعدد يجب على القارئ العمل على تطويرها و الإلمام بها و ليس الصوت وحده. و هذه الإبعاد هي:



    1. المعرفة باللغة العربية:



    روي عن أبي عبد الله الصادق (ع) أنه قال: "تعلموا العربية، فإنها كلام الله الذي كلم به خلقه، ونطق به للماضين".



    و هنا قد يعترض البعض بقوله: "نحن عرب, فلا حاجة لنا للتعمق في اللغة العربية و سبر أغوارها العميقة". و لكن الحقيقة أن معرفة اللغة العربية لها ثمرات لا تحصى للقارئ و منها:
    - إن معرفة اللغة تساعد في تفادي الكثير من الألحان الجلية و التي عادة ما تنتج عن تغيير نطق الكلمات نتيجة لتغيير الحركات, أو نطق الكلمات بطريقة خاطئة. فمثلاً كثير من الناس قد ينطق كلمة "مائة" كما تكتب, و هذا خطأ ناتج عن عدم الإلمام ببعض القواعد الإملائية.


    - كذلك فإن معرفة اللغة تمكن القارئ من التطبيق الصحيح لأحكام الوقف و الإبتداء. و السبب أن تطبيق هذه الأحكام يحتاج إلى معرفة التعلق اللفظي و المعنوي لأجزاء الآيات ببعضها.


    - المعرفة باللغة تساهم في إدارك معاني الآيات و بالنتيجة تمكن القارئ من اختيار اللحن و المقام المناسب لمعنى الآية.



    2. المعرفة بعلم التجويد:



    رغم اختصاص التجويد بتلاوة القرآن, إلى أن التجويد مفيد لكل الفنون الصوتية بلا استثناء. و السبب يعود إلى أن اتقان مخارج الحروف له أثر كبير في تجميل الصوت و التخلص من العيوب الصوتية و النطقية. و يمكننا أن نضرب مثلاً على العيوب الصوتية بـ"الصوت المغنون" و أقصد بها الصوت الذي يخرج أغلبه من الأنف و هذه الغنة تمنع الصوت من "الطنين" و هي من الصفات الجميلة في الصوت. أما العيوب النطقية فأمثلتها كثيرة و منها "نطق حرف الضاد ظاءً" أو "نطق الذال زاياً" و ما شابه.



    و بسبب هذه الأهمية, فإنك تجد أنه حتى المذيعين في الإذاعات يدرسون مخارج الحروف و النطق السليم. و لا شك أن التجويد مهم لكل الممارسين للفنون الصوتية, فمن قراء القرآن, إلى قراء الأدعية و الابتهالات و حتى المنشدين.



    و الخطأ الذي يقع فيه الكثير من المبتدئين هو الاهتمام بدراسة النغمات و المقامات على حساب علم التجويد. و الأمر الآخر الذي يستوجب معرفته, أن علم التجويد لا يمكن الإحاطة به من دون التلقي و المشافهة مع مدرس متقن. و السبب هو أن كثيراً من مطالب علم التجويد هي أمور ذوقية لا يمكن فهمها دون الإستماع المباشر للأمثلة, و القراءة على المدرس و أخذ الملاحظات منه. بالإضافة إلى ذلك, فإن المعلم فضلاً عن تسهيله لمطالب العلم سيوفر على الطالب الكثير من الوقت الذي يحتاجه لفهم المطالب, و سيضمن صحة الفهم و التطبيق للمفاهيم الذوقية لعلم التجويد.



    و دعوني أضرب مثالاً على كيفية تأثير علم التجويد على جوانب الأداء الفني. و مثالنا سيكون على مهارة "طول النّفس". فلا شك أن أحد أسرار إطالة النفس تكمن إعطاء كل حرف حقه من الهواء. و هنا يمكن للمعرفة التجويدية المساهمة في المحافظة على النفس و ذلك بإعطاء الحروف صفاتها الصحيحة. و كمثال على الصفات نستطيع أخذ صفة الجهر, و هي عكس صفة الهمس. فهمس حروف الجهر كحرف "الجيم" يستهلك الكثير من النفس.



    و كمثال آخر نلاحظ أن التجويد يساهم في التخلص من بعض العيوب الصوتية التي تستهلك النفس كما في حالة "الصوت المغنون". فالغنة التي تنتج عن اخراج الصوت من الأنف تسهلك الكثير من الهواء, بعكس إخراج الصوت من الفم فإنه يوفر في صرف الهواء.



    3. علم المقامات:



    إن تنوع الأجواء في الآيات القرآنية - فمن آيات ترغب و أخرى ترهب, و أخرى تسرد قصصاً – يفرض على القارئ استخدام ألحان مختلفة تتناسب مع معاني الآيات. و كذلك فإن تنوع المقامات يزيل جو الرتابة عن التلاوة و يذهب الملل عن المستمع. و هناك ثمرتان لعلم المقامات في هذا الجانب الذي نحن بصدده:



    - تعليم المقامات الموسيقية التي تمكن القارئ من نقل المعاني المختلفة لآيات القرآن الكريم كما ذكرنا سابقاً.


    - صقل السليقة الموسيقية للقارئ حتى يتمكن من التعرف على الألحان المختلفة و التمييز بين الإنتقالات المتناسقة و الغير المتناسقة (النشاز). لذلك تجد أن هنالك الكثيرين ممن حباهم الله بالأصوات الجميلة و لكنك قد لا ترتاح لأدائهم لكثرة النشاز فيه بسبب جهلهم بهذا الجانب.



    أما عن طرق تعلم المقامات, فهنالك - بشكل عام - طريقتان لذلك:
    1. تعلم النوتة الموسيقية و الجانب النظري للموسيقى و ثم تطبيقه على الآلات.
    2. الإستماع للأمثلة الصوتية و محاولة التمييز بين المقامات المختلفة بالسماع و الممارسة الصوتية.



    و بما أن الطريقة الأولى قد لا تتيسر للجميع, بل قد يجد البعض فيها إشكالاً, فإن الطريقة الثانية هي الأكثر شيوعاً, و لكنها بالطبع ليست الأسهل. و لا يعني كلامنا هذا بأن المنتهج للطريقة الثانية لا يمكنه الإلمام بالجانب النظري للموسيقى, و لكن المقصود هو أن التطبيق للجانب النظري سيكون محدوداً جداً. و في بعض الحالات قد يكون معدوماً.



    و يجب أن نذكر هنا أن تعلم المقامات هو نوع من تشكيل للذائقة الموسيقة, و لذلك فهو يحتاج إلى وقت و صبر و يحتاج كذلك للاستماع المكثف للأمثلة الصوتية للقراء المجيدين حتى تتشبع السليقة بالألحان و تستطيع التمييز بين الجيد منها و الناشز. و بالإضافة للتفريق بين المقامات, فالمتعلم يحتاج إلى توسيع حصيلته النغمية عن طريق حفظ نغمات و قفلات متعددة لكل مقام. و بمعنىً آخر, فالقارئ يحتاج إلى توسيع مخزونه اللحني لكل مقام, ليتمكن من أداء المقام بطرق مختلفة تزيد من تنوع أجواء التلاوة.



    و سنقوم في هذه السلسلة بالتعرض للمقامات الموسيقية عرض أمثلة عليها في حديثنا عن المقامات الموسيقية.



    4. تطوير الصوت:



    كما ذكرنا بداية, فإن الصوت الجميل لا يمكنه لوحده أن يصنع الأداء الجميل. و مع ذلك فإن الصوت الجميل يعتبر من أهم العوامل التي يحتاجها القارئ, و هي هبة لا تقدر بثمن لمن رزقه الله صوتاً حسناً.



    و الحديث حول الصوت يهدف إلى عدة أمور:


    - التعريف بخصائص الصوت كالإتساع الصوتي و الطنين و قوة الصوت و الرخامة , إلخ. و كذلك تبيان كيف يمكن لمتعلم تطوير تلك الصفات و الإستفادة منها لإضفاء المزيد من الجمال على الصوت.


    - التوجيه لكيفية المحافظة على الصوت و العناية به, و مناقشة العوامل التي تؤثر على الصوت سلباً أو إيجاباً من طعام و شراب و غيرهما.


    - التعريف بالطبقات الصوتية و كيفية الإستخدام الصحيح لها.


    - التعريف بالمهارات الصوتية كطول النفس و العُرب و الإنعطاف الصوتي و كيفية الإستفادة منها و تطويرها.



    و يمكنك أن تعتبر الصوت الجميل كمادة خامة, يمكنك تشكيلها و صقلها لتظهر بشكل جميل و رائع. كما و أن لكل صوت خواصه و صفاته التي يتميز بها عن غيره. لذلك فإن على كل شخص أن يحاول اكتشاف صوته و ما يميزه و بعد ذلك يحاول تطوير تلك الصفات التي تميّز صوته.



    و سنخصص حديثاً كاملاَ في سلسلتنا للحديث عن الصوت و كيفية تطويره.



    5. تطوير الأسلوب الخاص:



    بالإضافة إلى إتقان المقامات, ينبغي على القارئ تبني مدرسة معينة في التلاوة. و هنا يحتاج المتعلم أن يتبع قارئاً معيناً و ينتهج أسلوبه. و نقصد بالإسلوب هنا المدرسة التي ينتمي إليها القارئ. فكبار القراء أبدعوا في صناعة مدارس تختلف في أساليبها اللحنية و تسلسل المقامات فيها. و يحبذ للمبتدئ أن ينتهج أسلوباً يناسب صوته و قدراته الصوتية. و يمكن للمبتدئ الإستعانة بالأساتذة و أهل الخبرة لتوجيهه للمنهج الذي يناسبه.



    و هنالك أمران يقع فيهما الكثير من المبتدئين:


    1. يحاول المبتدئ أن يحاكي القارئ الذي يحب دون النظر إلى مدى التناسب بين صوته و صوت القارئ. فمثلاً, إذا كان القارئ يتميز باستخدام الطبقات العالية, فيجب على من ينتهج منهجه أن يكون ذا طبقات عالية.



    2. يقوم بالاستماع لعدة قراء في بداية المشوار مما يشوه اسلوبه, لأنه سيجد نفسه يأتي بالمقام الفلاني بطريقة القارئ "أ" و المقام الآخر بطريقة القارئ "ب", و قد لا تتناسب الطريقتان, مما يجعل التلاوة غير متناسقة.



    و هاتان الملاحظتان الأخيرتان هما رأي شخصي, أعني بأن البعض قد يختلف حولهما و لكن كما ذكرت هذا ما أعتقده من تجربتي المتواضعة. و لا يعني كلامي هذا أنه لا يمكن دمج الأساليب القرآنية للقراء مع بعضها البعض, بل قصدت أن ذلك صعب على المبتدئ و مما قد يصعب عليه الرحلة.



    و بعد أن يتمكن القارئ من العلوم و المهارات السابقة, يمكنه تطوير أسلوبه الخاص و هذا لا يتأتى لكل أحد, و قلة هم أصحاب المدارس الأساليب المميزة. و أقل منهم أصحاب المدارس القرآنية. و مع أن هذه المرحلة متقدمة كثيراً إلى أني أحببت وضعها هنا لتمام الحديث.



    6. العلاقة الروحية مع القرآن:



    و أخيراً و ليس آخراً أحببت أن أعرج على ما أعتبره أهم الجوانب التي يجب على القارئ أن يصقلها و يطورها و هي العلاقة الروحية مع القرآن. و السبب في جعلها أخر نقطة ليس كونها أقل أهمية, و لكن لتكون آخر ما يعلق في الذهن من الحديث و حتى لا تنسى بعد الإنتهاء من قراءة المقالة.



    و لكي أوضح لابد أنكم تلاحظون أنك قد تستمع لقارئ متقن للتجويد و المقامات و يملك صوتاً جميلاً و لكن تبقى تلاوته بلا تأثير على المستمع. و ذلك بالدرجة الأولى يرجع لعدم وجود الصلة الروحية مع الآيات التي تترك طابع الروحانية و الخشوع على التلاوة.



    و لأهمية هذا العامل, فقد ركزت الروايات الشريفة على ذلك, حيث روي النبي (ص) قوله: "اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتهم، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم".



    عن أبي جعفر (ع) قال: "قرّاء القرآن ثلاثة: رجل قرأ القرآن فأتخذه بضاعة، واستدر به الملوك، واستطال به على الناس، ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه، وضيع حدوده، و أقامه إقامة القدح، فلا كثر الله هؤلاء من حملة القرآن، ورجل قرأ القرآن، فوضع دواء القرآن على داء قلبه، فأسهر به ليله، وأظمأ به نهاره، وقام به في مساجده، وتجافى به عن فراشه، فبأولئك يدفع الله العزيز الجبار البلاء، وبأولئك يديل الله عزوجل من الأعداء، وبأولئك ينزل الله الغيث من السماء، فوالله لهؤلاء في قراء القرآن أعزّ من الكبريت الأحمر".



    و لذلك لابد للقارئ من التحلي بالتقوى و الإخلاص, و التفاعل مع الآيات القرآنية ليتجاوز مرحلة اللحن و الظاهر إلى مرحلة التأثير الروحي و التفاعل القلبي.



    هذا ما أحببنا التطرق له في حديثنا الأول, و نسأل الله القبول و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على خير خلقه محمد و آله الطيبين الطاهرين.





    يتبع





  • عاشقةالبتول
    • Jul 2009
    • 2273

    #2











    مناقشة:


    1. هل يستحسن تعلم التجويد قبل المقامات أم العكس؟ و لماذا؟
    2. هل يمكن تحسين كل الأصوات؟ أم أن هنالك أصواتاً ليس فيها قابلية التطور؟
    3. كيف يمكن للمبتدئ اختيار القارئ المناسب ليتبعه.
    4. كيف يمكن التمييز بين التلاوة الخالصة و القراءة التي عبرها عنها الحديث في قول النبي (ص): " وسيجيء قوم من بعدي أقوام يرجعون..."



    هنالك أيضاً موضوع آخر, و هو مدى تناسب صوت القراء الرجال مع صوت النساء. و هذا موضوع اثير منذ فترة, و في الواقع لم استمع مرة لصوت انثوي حتى أتمكن من الحكم. و ربما تستطيع الاخوات الكرام التعليق على هذا الموضوع و افادتنا.

    سؤالٌ وجيه جداً:وبالنسبةِ لي فقد سمعت أصواتا نسائية فاقت أصوات الرجال رخامةً وجمالاً,وكما أن هناك أصوات رجالية حادة,كذالك هناك أصواتاً نسائية رخيمة ومتقنة للمقامات بطريقة مذهلة,بل إن بعضهن يحاكون عبدالباسط بطريقة متقنةٍ جداً..
    وهذهِ مسألة نسبية,وفي النهايةِ أنا أعتبر أن جمال الصوت هو ملكة,وهبةٌ إلهية لاتوجد عندأي أحد,وإن حاول البعض دراسة المقامات وتحسينها إلا أنها لن تكون كمن لديه هذه الخامة الأساس في علم المقام..
    وكذالك الهبة لوحدها لاتكفي إذلا بد من صقلها بالتدريب,والتمرين الكامل والتطوير المستمر لأنها قابلة للتغييرسلباً وإيجاباً..
    وأيضاً نرى البعض يخوض في هذا المجال لحبه له,ولكنه للأسف لا يدرك أن هذا العلم قد يدرسه الجميع,ولكن لا يستطيع تطبيقه الجميع,وهي وجهة نظر شخصية قابلة للخطأ..



    1. هل يستحسن تعلم التجويد قبل المقامات أم العكس؟ و لماذا؟


    في نظري القاصر أعتقد أن على المتعلم أن يحاول أن يدرس الإثنين معاً, مع إعطاء أهمية أكبر للتجويد للأسباب التي ذكراتها آنفاً. و في حال تعذر ذلك -أي تعلمها معاً- يلزم تقديم التجويد.


    و السبب أن كلا العلمين ذوقي و يحتاج لفترة من الزمن حتى تترسخ المطالب في السليقة الذوقية لدى المتعلم. بالإضافة إلى ذلك, فهما متعلقان بنفس الموضوع -أي القرآن الكريم- و لذلك يمكن للمتعلم أن يستمع يتدرب على الإثنين في آن واحد.


    2. هل يمكن تحسين كل الأصوات؟ أم أن هنالك أصواتاً ليس فيها قابلية التطور؟


    كل صوت له قابلية معين للتحسن و التطور, و طبعاً هي أمر نسبي.
    نعم قد تكون هناك أصوات تكون معيوبة بسبب خلل عضوي -لا سمح الله- و هذا أمر مختلف, أما في الحالة الإعتيادة فيمكن تطوير أي صوت و لكن أعيد القول بأن ذلك سيكون حسب قابلية الصوت.


    3. كيف يمكن للمبتدئ اختيار القارئ المناسب ليتبعه.
    أعتقد أننا قد ناقشنا هذا الأمر بتفصيل أعلاه


    4. كيف يمكن التمييز بين التلاوة الخالصة و القراءة التي عبرها عنها الحديث في قول النبي (ص): " وسيجيء قوم من بعدي أقوام يرجعون..."


    لا أجد أفضل مما قاله (ص) عندما سئل عن أي الناس أحسن صوتاً بالقرآن؟ قال:" من إذا سمعت قراءته، رأيت أنه يخشى الله"


    و سنفرد نقاشاً خاصاً في المستقبل عن أسباب انحدار مستوى التلاوة عند قراء الحاضر, و كيف يمكن تفادي ذلك, لأني أرى لهذا الموضوع أهمية لأنه ما فائدة التلاوة لو فقدت الإخلاص و الخشوع!




    يتبع

    تعليق

    • عاشقةالبتول
      • Jul 2009
      • 2273

      #3
      الصوت البشري و خصائصه








      أهداف الدرس:





      1. مقدمة عن الصوت و الجهاز الصوتي عند الإنسان.
      2. العلاقة بين الصوت و الأوتار و التردد.
      3.خصائص الصوت: المدى الصوتي, الاتساع الصوتي, المساحة الصوتية, المرونة الصوتية, قوة الصوت, صفاء الصوت.

      ---------------

      في هذا القسم سنتحدث عن ما يخص الصوت و تطويره. و سنقسم الموضوع على حديثين, في هذا الحديث سنتحدث عن جهاز الصوت لدى الإنسان من الناحية التشريحية, ثم سنتحدث عن كيفية تكوّن الصوت. و بعد ذلك سنتحدث عن الصفات التي تعطي لكل صوت نكهته الخاصة و عن العوامل التي تؤثر في كل منها.

      و في الحديث القادم –إن شاء الله- سنتحدث عن المهارات الصوتية و كيفية تطويرها, و عن كيفية العناية بالصوت.



      الشكل 1: موقع الأحبال الصوتية في الحنجرة.

      لا شك أن الصوت نعمة عظيمة تمكّن الإنسان من التواصل و التعبير عما يشعر به من أحاسيس و مشاعر. و قد أعطى الله سبحانه الإنسان القابلية ليتحكم بهذا الصوت و يخرجه على شكل أصوات لحنية متناسقة يطرب الإنسان لسماعها و قد يكون لها تأثير عظيم على روحه و مزاجه.

      الجهاز الصوتي و تكون الصوت:



      تقوم ثلاثة أجزاء من جسم الإنسان بلعب الأدوار المطلوبة لإنتاج الصوت, و هي (الرئتان) و (الحنجرة و الأحبال الصوتية) و (الفم و الأنف).

      تبدأ عملية التحدث من الرئتين و منهما يخرج الهواء منطلقاً إلى الحنجرة حيث يمرً بالأحبال الصوتية التي هي المرحلة الثانية في عملية إنتاج الصوت و هي أهم الأجزاء الثلاثة . و الأحبال الصوتية هي عبارة عن زوجين من الأغشية المخاطية الممتد بشكل عرضي في الجزء الأوسط من الحنجرة كما يبيّن الشكل 1. و في الشكل 2 يمكنك رؤية كيف تظهر الأحبال الصوتية للناظر إلى داخل الحنجرة من الأعلى. و تكون الاحبال الصوتية في وضعها الطبيعي مفتوحة و تقترب من ببعضها في حال التحدث على حسب الصوت المراد إصداره (انظر الشكل 3).


      الشكل 2: منظر علوي للحنجرة و الأحبال الصوتية.



      الشكل 3: الأحبال الصوتية في وضع السكوت و في وضع التحدث.

      أما الجزء الثالث فيتكون من الفم و الأنف و ملحقات الجهاز النطقي. و يتميز الأنف بكونه يلعب دورين في هذه العملية, الأول إدخال الهواء إلى الرئتين و الثاني تشكيل الصوت أثناء عملية النطق.

      و يتكون الصوت عن طريق مرور الهواء عبر الفتحة بين الأحبال الصوتية, و التي تهتز بالنتيجة مكونة الصوت. و بعد تكون الصوت نتيجة اهتزاز الأحبال الصوتية, تقوم بقية أركان الجهاز النطقي (الفم و الحلق و الأسنان و الأنف, إلخ) بتشكيل الصوت ليعكس صوت الحرف المراد نطقه. كما تساهم جدران الحنجرة بتضخيم الصوت قبل وصوله إلى الفم.

      و يختلف الصوت الناتج من حنجرة الرجل عن ذلك الناتج من حنجرة المرأة. فالرجل ينتج ترددات أصغر ( 80 -400 ذبذبة في الثانية) بينما تنتج المرأة ترددات أعلى ( 300-1500 ذبذبة في الثانية), و لذلك فصوت النساء يمتاز بالنعومة و الحدة بينما يمتاز صوت الرجال بالخشونة و الغلظة.

      و يساهم شكل الفتحة بين الأحبال الصوتية في التحكم في خصائص الصوت, حيث أن شكلها يتغير بحسب الصوت المراد إخراجه. و نقصد بالصوت هنا الطبقة الصوتية, حيث أنا سنقسم الأصوات لاحقاً على حسب طبقتها.

      أنواع الأصوات:

      هنالك عدة تقسيمات للأصوات البشرية و هي تختلف حسب نوع الفن, و لكن سنكتفي هنا بذكر و مناقشة الأصوات التي تهمنا.

      1. صوت القرار: و هو الصوت الطبيعي الذي يستخدمه الشخص حال التحدث. و يسمى بـ"الصوت الصدر" (Chest Voice) لأن اهتزازاته تحدث في منطقة الصدر. و يكون هذا الصوت غليظاً و كثيفاً. و هو اللحن الذي تبدأ به التلاوة في أغلب الأحيان.



      لكم بعض الأمثلة على القرار:

      مثال 1: الشيخ محمود عبد الحكم (قرار)

      (تحميل)


      مثال 2: الشيخ محمد صديق المنشاوي (قرار)

      (تحميل)


      مثال 3: الشيخ محمود محمد رمضان (قرار)

      (تحميل)


      تمرين: حاول تقليد أحد الأمثلة السابقة واضعاً يدك على صدرك و لاحظ الإهتزازات فيه.

      2. جواب الجواب: و هو أعلى مستوى من الصوت يمكن إصداره, و يكون حاداً و ناعماً. و يسمى بـ "صوت الرأس" (Head Voice)لأن اهتزازاته تحدث في أعلى الرأس و التجويف الأنفي.

      لكم بعض الأمثلة على جواب الجواب:

      مثال 4: الشيخ كامل يوسف البهتيمي (جواب الجواب)

      (تحميل)


      مثال 5: الشيخ الشحات محمد أنور (جواب الجواب)

      (تحميل)


      مع ملاحظة أن المثال 4 في تغيير في الطبقة في نهاية كلمة "هذا", و لكن بقية المقطع هي بجواب الجواب. و يمكنك أيضاً ملاحظة أن تفاعل الجماهير كان بجواب الجواب.

      تمرين: حاول تقليد أحد الأمثلة السابقة واضعاً يدك على رأسك و لاحظ الإهتزازات فيه.

      3. الجواب: و هو وسط بين القرار و جواب الجواب, و يكون متوسط الحدة و الكثافة..

      لكم بعض الأمثلة على الجواب:

      مثال 6: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد (جواب)

      (تحميل)


      مثال 7: الشيخ مصطفى إسماعيل (جواب)

      (تحميل)



      مثال 8: الشيخ محمد عبد العزيز حصان (جواب)

      (تحميل)


      تمرين: حاول تقليد أحد الأمثلة السابقة. هل تستطيع تحديد أين تحدث الإهتزازات؟

      4. الصوت الكاذب: أو الصوت المستعار و يسمى بالإنجليزية "ّFalsetto" و هو صوت ذو طبقة عالية و لكن يغلب عليه الطابع الهوائي. و هو صوت باهت اللون و النكهة و لكن يستخدم في العديد من الفنون كالإنشاد و غيره لأنه يحاكي الطبقات العالية و لكنه لا يحتاج إلى جهد في أداءه. و هذا الصوت لا يستخدم في تلاوة القرآن و في الإبتهالات.

      و إليكم مثالاً عليه من إحدى الأناشيد الإسلامية لفرقة منقذ البشرية في مدح النبي (ص) و يستخدم فيها الصوت الهوائي, أرجو ملاحظة أن الإنشودة تصاحبها الموسيقى (الرابط)

      (تحميل)


      و يتم اصدار الأصوات المختلفة كما ذكرنا سابقاً بتغيير شكل و مساحة الفتحة بين الأحبال الصوتية. فمثلاً عند اصدار طبقة القرار, فشكل الأحبال يصبح كما في الشكل 3. أما عند إصدار طبقة جواب الجواب, فإن القتحة تغلق بمقدار الثلثين, فيبقى منها ثلث مفتوح فقط.

      خصائص الصوت:

      لو سألتك "كيف تختلف الفواكه عن بعضها؟", ستجيبني بأن لكل فاكهة خواصاً معينة من لون و شكل و طعم. و كذلك الأصوات فهي تختلف فيما بينها نتيجة لاختلاف خصائصها. فلصوت عدة خصائص تلعب دوراً في اعطائه طابعه الخاص, و هذه الخواص تتوافر في كل صوت بدرجة معينة. فدعونا نتعرف على هذه الخصائص و أهميتها بالإضافة لكيفية تطوير كل منها.

      المدى الصوتي (Vocal Range):



      و يسميه البعض بالإرتفاع الصوتي, و شخصياً أجد أن هذه التسمية غير دقيقة لأنها تبين جانب واحدة من المسمى ألا و هو مدى الإرتفاع في الطبقة الصوتية, و كأن الدرجة المنخفضة لا تتغير من شخص لآخر. و لذلك سأعتمد التسمية الأولى في حديثي ألا و هي المدى الصوتي.

      المدى الصوتي هو المسافة بين أعلى و أدنى نقطة يصلها الصوت. و بمعنى آخر البعد بين أعلى جواب و أدنى قرار. و هذه الصفة مهمة لأنها تبين مدى التنوع في الطبقات التي يستطيع القارئ الإتيان بها. كما و أن المدى الكبير يمكن القارئ من التنويع في الطبقات و كذلك الإتيان بالقرار و جواب الجواب بدون تكلف.

      و المدى الصوتي يمكن أن يزداد كما و يمكن أن ينقص. و النقصان عادة يعود إلى:
      1. التقدم في السن
      2. إجهاد الصوت بالتمارين الغير منتظمة.
      3. إستهلاك الصوت باستخدام الطبقات العالية بطريقة غير صحيحة.

      و من المؤشرات على استخدام الصوت بطريقة غير صحيحة هي الشعور بالألم في الأحبال الصوتية. فالأداء السليم يجب أن يكون دون تكلف أو إرهاق.

      أغلب الناس يحدون من مداهم الصوتي لجهلهم بالأصوات الثلاث التي ذكرناها أي القرار و الجواب و جواب الجواب. فتجدهم يحاولون رفع صوتهم بالقرار – أقصد رفع الصوت لا الطبقة- فيجدون أنفسهم يصطدمون بالحد الأعلى للقرار. و الأسلوب الأمثل هو محاولة التدرج من الطبقة الدنيا حتى الطبقة العليا بقول "آاااه". كما في المثال التالي و المأخوذ من سلسلة "نغمات الوحي".

      (تحميل)



      و هنا أرجو ملاحظة أن المقطع يبدأ من طبقة مرتفعة بعض الشيء. لذا على المتعلم أن يحاول أن يبدأ بطبقة أكثر انخفاضاً و يتصاعد للأعلى حتى يصل إلى أعلى طبقة يستطيع الوصول إليها. و هذا التمرين يساهم في التعرف على الطبقات, و على الربط بين طبقات الصوت المختلفة.

      الآن, لاحظ الطبقة التي بدأت بها, حاول الإتيان بطبقة أكثر انخفاضاً منها. و افعل نفس الشيء مع الطبقة العليا. و أهم ما عليك مراعاته هو أن لا ترهق نفسك بما لا تستطيع عليه من طبقات. و ملاحظة أخرى هي أن الطبقات قد تختلف من وقت لآخر حسب صحة الصوت, لذا عليك بالتجربة في أوقات مختلفة.

      الإتساع الصوتي:

      و هو السعة العرضية للصوت, بعكس "المدى الصوتي" الذي هو صفة طولية. و كلما زاد اتساع الصوت كان أكثر رخامة و ثقلاً.

      و لتوضيح الفرق بين "المدى الصوتي" و "الاتساع الصوتي" يمكنك النظر إلى الشكل 4 حيث يبين أن المدى الصوتي هو مسافة طولية بين الطبقة العالية و المنخفضة. بينما الاتساع الصوتي هو ما يحدد رخامة الصوت, فكلما زاد اتساع الصوت زادت رخامته.

      و للتفريق بين المفهومين نعود للأمثلة السابقة. ففي المثال 1 و المثال 3, كلا الصوتين كانا بطبقة القرار, فما السبب في كون صوت الشيخ عبد الحكم أكثر رخامة و كثافة مقارنة بصوت الشيخ رمضان؟ الجواب أن الصوت الأول متسع أكثر من الثاني.

      و قد يتسائل القارئ الكريم, "هل يمكنني زيادة اتساع صوتي؟ و كيف ذلك؟". و الجواب أن اتساع الصوت يعتمد بدرجة أساسية على التكوين العضوي للحنجرة و الأحبال الصوتية. فالأحبال الصوتية الغليظة تنتج صوتاً رخيماً, أما الأحبال الدقيقة فتنتج صوتاً أكثر نعومة. و لذلك تلاحظ أنه عند اصابتك بالبرد, يكون صوتك أكثر رخامة بسبب انتفاخ الحنجرة و الأحبال الصوتية.

      لكن هنالك أيضاً عامل يساعد في زيادة رخامة الصوت ألا و هو الطنين. و سنتحدث عنه في قسم المهارات الصوتية لاحقاً. كما و أن كثرة التمارين و الممارسة تؤدي إلى تقوية الأحبال الصوتية و بالنتيجة زيادة اتساع الصوت.


      الشكل 4: المدى الصوتي و الاتساع الصوتي و المساحة الصوتية.

      المساحة الصوتية:

      و نقصد بها المساحة العرضية و الطولية للصوت, و هي محصلة المدى الصوتي و الاتساع الصوتي. و بالطبع فإن القدرات الصوتية تزيد كلما ازدادت المساحة الصوتية.

      المرونة الصوتية:

      و هي عكس الثقل الصوتي. فالأصوات الثقيلة يصعب عليها التنقل بسلاسة بين الطبقات الصوتية, بينما الأصوت المرنة تنتقل بسلاسة بين الطبقات.

      صفاء الصوت:

      و هي صفة تعكس مدى نقاء الصوت و خلوه من الحشرجات. و هذه الصفة تختلف من صوت لأخر و لكنها تعتمد كثيراً على العناية بالصوت. كذلك فإن إجهاد الصوت بالتمرينات العشوائية يتسبب في عدم صفاء الصوت.

      و كما أن الصفاء محبب, إلا أن بعض درجات عدم الصفاء محببة أيضاً. فمثلاً "البحة" التي تصاحب بعض الأصوات تطفي عليها جمالاً و دفئاً إضافياً.

      قوة الصوت:

      و هي صفة تعكس مدى تحمل الصوت, فكلما زادت قوة الصوت زادت قوته على تحمل الأداء الطويل. و قد كان بعض القراء القدامى يقرؤن لساعات دون أن يظهر الضعف على أصواتهم. و هذه الصفة تختلف من الناحية الخَلقية, و لكن يمكن تطويرها عن طريق العناية بالصوت, و كذلك عن طريق الإستخدام الصحيح للصوت أثناء التلاوة.

      و يمكننا الحديث عن القوة في بعدين:
      1. قوة الصوت على المدى القصير: و هي قابلية التحمل أثناء أداء تلاوة واحدة. أي متى يبدأ الصوت بالضعف خلال التلاوة. فبعض الأصوات لا تستطيع التلاوة لأكثر من ربع ساعة, بينما بعضها يواصل لساعات عدة دون تعب.
      2. قوة الصوت على المدى الطويل: و هي قابلية التحمل مع تقادم العمر. فبعض القراء توقفوا عن القراءة في سن مبكرة, بينما بعضهم استمر في التلاوة حتى سن متقدمة مع المحافظة على جمال صوته. و أذكر من الفئة الثانية, الشيخ عبد الباسط عبد الصمد و الشيخ مصطفى إسماعيل و الشيخ أحمد عامر.


      الخلاصة:



      و لكي نختصر الحديث دعونا نذكر ما على القارئ أن يفعل لكي يطور صوته.

      1. زيادة المدى الصوتي له ليتمكن من أداء طبقات متنوعة إرتفاعاً و انخفاضاً.
      2. زيادة اتساع صوته عن طريق تحقيق الطنين.
      3. زيادة المدى و الاتساع الصوتيين ينتج عنهما زيادة في المساحة الصوتية.
      4. زيادة مرونة الصوت.
      5. المحافظة على صفاء الصوت و نقاوته.
      6. زيادة قوة الصوت و تحمله.
      7. تحلية الصوت عن طريق تطوير المهارات و هذا ما سنتحدث عنه في الحديث القادم.

      و إلى لقاء جديد, أستودعكم الباري و في أمان الله.

      المناقشة:
      1. ما هي خصائص الصوت المهم تطويرها لدى القارئ؟
      2. ما هي العوامل التي تتأثر بها كل خاصية؟
      3. كيف يمكن تطوير كل خاصية؟






      يتبع

      تعليق

      • عاشقةالبتول
        • Jul 2009
        • 2273

        #4

        المهارات الصوتية و كيفية تطويرها








        أهداف الدرس:

        1. المهارات الصوتية: الطنين, الإنعطاف الصوتي, الإهتزازات الصوتية, العُرب الصوتية, طول النفس.

        في درسنا هذا سنواصل الحديث عن الصوت و لكن سيكون حديثنا هنا عن المهارات الصوتية التي يحتاج القارئ لتطويرها لتزين الصوت و تحسين الأداء.

        المهارات الصوتية:

        قبل الحديث عن المهارات الصوتية, دعونا نتحدث عن الفرق بين المهارات الصوتية و الخصائص الصوتية. إن الخصائص الصوتية هي من ذات الصوت, بمعنى أنها أمور توجد في جميع الأصوات, و لكن نسبتها تختلف من صوت لآخر. فكل صوت -مثلاً- له مدى صوتي معين, و لكن قد تمتاز بعض الأصوات بالمدى الصوتي الكبير و بعضها بالمدى الصوتي الصغير.

        أما المهارات الصوتية فهي أمور يزيدها القارئ لصوته ليزيد من حلاوته و قدراته. و تختلف الأصوات في قابليتها لتقبل المهارات. و على سبيل المثال, سنرى كيف تفيد الإهتزازات الصوتية في تجميل الصوت, و لكن ليست قابلية كل الأصوات متساوبة في الإتيان بالاهتزازات الصوتية.

        فتعالوا نتعرف سوياً على بعض المهارات الصوتية المهمة لقراء القرآن الكريم.

        1. الطنين (Resonance): و هو عبارة عن تضخم في الصوت يحدث بسبب خاصية فيزيائية معينة تعتمد على المساحة التي يتردد فيها الصوت. و في حالتنا هذه فالمساحة تعني الحنجرة و فضاء الفم و التجويف الأنفي.

        و كثير من الناس يسأل كيف أجعل صوتي أضخم و أعمق. و الجواب يكمن في الطنين الصوتي حيث أن للطنين أهمية كبيرة في جعل الصوت ذا مادة تملأ أذن المستمع. و عادة نطلق على مثل هذه الأصوات بـ"الأصوات الجهورة". و لعلك تلاحظ أن بعض القراء يرفع يده و يضعها على خده أو بجانب فمه, و لهذه الحركة تأثير في تضخيم الصوت أيضاً مشابهة لأثر الطنين, و لكن لا غنى لأي قارئ عن الطنين و إلا فإن صوته سيكون باهتاً و ضعيفاً.

        و كما يساعد الطنين في تضخيم الصوت و اكسابه جمالاً لدى المستمع, فإن الطنين يساهم في جعل القارئ أكثر راحة عند التلاوة لأنه –أي القارئ- يبذل جهداً أقل عندما يسمع صوته ينعكس بقوة إلى أذنه.

        و بسبب اختلاف تكوين الجهاز الصوتي لكل شخص, فإن المتعلم يحتاج إلى أن يكتشف الوضعية المعينة التي تسمح لصوته بالطنين. و أقصد بالوضعية هنا وضع اللسان و الحنك لأنهما العضوان الوحيدان اللذان تستطيع تحريكهما لتغيير حجم فضاء الفم. و لذلك فإن الطنين يحتاج للبحث و الاسكتشاف. و طريقته أن المتعلم سيكتشف مع الوقت أن هنالك وضعاً معينا للفم يكون عنده الصوت ضخماً. لذلك عليك بأن تقوم بتغيير وضعية فمك بحيث و حاول اكتشاف الوضعية التي تسمح لصوتك بالطنين.

        و هنا يجب توضيح أمر, أن الطنين هو تضخم طبيعي, و ليس كالتضخيم المصطنع الذي نقوم به أحيانا حين نريد صنع صوت ضخم (لإخافة الأطفال مثلاً). و الفرق هو أنك تحس بالتكلف في هذا الأخير, بينما الطنبن فلا تشعر فيه بالتكلف أبداً.

        و هنالك نصيحة مهمة و هي محاولة التقليل من استخدام المايكرفون خلال التدريب إلى أكثر قدر ممكن. لأن المايكروفون يجعل المتدرب يشعر بأن صوته ضخماً فلا يحاول تطوير الطنين لديه. و هذه النصيحة تساهم كثيراً في تقوية الصوت و تضخيمه و لعل هذا أحد أسباب كون القراء الأوائل كانوا أصحاب أصوات أقوى و أعمق من القراء المعاصرين لقلة اعتمادهم على المضخمات الصناعية.


        2.الإهتزازات الصوتية (Vibrato): عبارة عن اهتزازات في الصوت تنتج بسبب الإنتقال السريع بين الطبقات الصوتية.

        و هي من أكثر مظاهر الصوت أهمية و من أكثر الأشياء التي يتذوقها المستمع. و الإهتزازات تعتمد بدرجة كبير على مرونة العضلات المجاورة للأحبال الصوتية حيث أنه كلما زادت مرونة هذه العضلات استطاع القارئ هز صوته بدرجة أسرع مصدراً اهتزازاتٍ أسرع.

        و تتخذ الإهتزازات الصوتية أشكالاً مختلفة, و يمكن للقارئ تزين وسط المقطع أو القفلة بطرق مختلفة. و المهم ملاحظة أن استخدام الإهتزازات يجب أن لا يكون مبالغاً فيه, لأن ذلك يشوه التلاوة, خصوصاً إذا كان متكلفاً.

        و إليكم بعض الأمثلة على الإهتزازات الصوتية:

        مثال 1: الشيح الشحات أنور (في المد في كلمة "ثمود")

        (للتحميل)

        مثال 2: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد (عند كلمة "كتابك")

        (للتحميل)

        مثال 3: الشيخ محمد صديق المنشاوي (حاول التعرف على الإهتزازات)

        (للتحميل)

        مثال 4: و هذا مثال على الإهتزازات من أحد الموشحات,

        (للتحميل)

        و يمكنك ملاحظتها في الأداء الفردي, و المؤدي هو المنشد الإيراني "محمد أصفهاني".

        و لكل شخص مقدرة معينة على الإتيان بالإهتزازات الصوتية, فبعض الأصوات بطبيعتها أكثر مرونة من الأخرى. و لكن يستطيع الشخص أن يحسن من مستوى الإهتزازات لديه. و كثيراً ما تساعد الإهتزازات في تحقيق القفلات السليمة خصوصاً على بعض الكلمات الصعبة.

        و لتطوير الإهتزازات الصوتية يحتاج القارئ لمحاكاة العديد من الأمثلة و خصوصاً الصعبة منها حتى يتقنها و هذا يتطلب وقتاً و لكنه يستحق الجهد, لتأثيره على جمال الأداء.

        3. الإنعطاف الصوتي: و هو عبارة عن خروج من الطبقة الصوتية إلى طبقة مختلفة. فمثلاً الخروج من طبقة جواب الجواب إلى الجواب أو القرار, أو العكس.

        و يستخدم الإنعطاف عند الكثير من القراء للتزين أحيانا و لعكس بعض المعاني في أحيانٍ أخرى. فمثلاً يمكن نطق كلمة "السماء" بجواب الجواب, بينما كلمة الأرض بالقرار و ذلك لتبيان الفرق في المعني.

        و إليكم بعض الأمثلة على الإنعطاف الصوتي بأصوات كبار القراء, و كما ذكرنا فالإنعطاف قد يكون بالصعود لدرجة أعلى أو الهبوط لطبقة أدنى:

        مثال 5: هبوط - الشيخ كامل يوسف البهتيمي (في نهاية كلمة "هذا")

        (للتحميل)

        مثال 6: هبوط - الشيخ مصطفى إسماعيل (في نهاية كلمة "الحاقة")

        (للتحميل)

        مثال 7: هبوط - الشيخ محمد بسيوني (عند كلمة "الليل")

        (للتحميل)

        مثال 8: هبوط – الشيخ محمد شبيب (في نهاية كلمة "آلهة")

        (للتحميل)

        مثال 9: إرتفاع- الشيخ محمد شبيب ( في نهاية كلمة "إسرائيل")

        (للتحميل)


        4. العُرب الصوتية:العرب هي عبارة عن إنكسار في الصوت بشكل متعمد أو عفوي. و تدل العُرب على تمكن القارئ من صوته لمقدرته على كسر الصوت و العودة لصوته الطبيعي بطريقة سلسلة.

        و تعتير العُرب من المهارات الصوتية المجمّلة للأداء كثيراً لأنها تحاكي البكاء نوعاً ما, فتكسو التلاوة بطابع من الروحانية و الحزن. و يمكن أن تكون العرب طبيعية أو مصطنعة, و هذا يعتمد على خامة الصوت.

        و إليكم أمثلة على العُرب بأصوات كبار القراء.

        المثال 10:الشيخ كامل يوسف البهتيمي (في كلمتي "الرحمن" و "يمشون")

        (للتحميل)

        المثال 11:الشيخ محمد الليثي (في كلمتي "السماوات" و "ربنا")


        (للتحميل)

        5. طول النفس:و هو المقدرة على الإتيان بمقطع واحد طويل دون تجديد النفس. و هي لا شك من أهم المهارات التي يحتاجها القارئ. و يتميز بعض القراء بطول النفس و على رأسهم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد و الشيخ سيد متولي عبد العال و الشيخ الليثي و غيرهم.

        و إليكم بعض الأمثلة لطول النفس:

        مثال 12: الشيخ سيد متولي عبد العال

        (للتحميل)


        مثال 13: الشيخ محمد الليثي

        (للتحميل)

        و يعتمد طول النفس على أمرين: و هي كيفية أخذ النفس و كيفية صرف النفس.

        كيفية أخذ النفس (الشهيق):
        1. يجب أخذ الشهيق عن طريق الأنف, و ذلك لأن الأنف يساهم في تسخين الهواء الداخل للرئتين و تنقيته من الشوائب.
        2. الجلوس مستقيماً و عدم حني الظهر عند أخذ النفس لأن ذلك يقلل حجم الرئة و بالتالي لا يسمح بإدخال كمية كبيرة من الهواء.
        3. حجم الرئة يمكن أن يزيد مع التدريب و التمارين الرياضية كالسباحة و الجري. و كلما زادت مساحة الرئة زادت كمية الهواء الذي يمكن إدخاله فيها و بالتالي زاد طول النفس.
        4. كثير من الناس يأخذ الكمية المعتادة من الهواء كما و لو أنه يتنفس بشكل طبيعي, و لا ينتبه إلا أنه يستطيع أخذ المزيد من الهواء. لذلك عليك أن تأخذ شهيقاً عميقاً قدر إمكانك للتعرف على الكمية التي تستطيع رئتك استيعابها.


        كيفية صرف النفس (الزفير):
        1. مراعاة صفات الحروف تساهم كثيراً في الاقتصاد في صرف النفس, فالحروف فمراعاة صفة الجهر (عكس الهمس) مثلاً يساهم في توفير النفس.
        2. لاحظ أنك عند التلفظ بالآيات فإنك تقوم بعمليتين: التكلم و التنفس. و القارئ الماهر يستطيع الفصل بين العمليتين. بحيث أنه يقوم باستخدام الهواء لنطق الكلمات و تنغيمها فقط. أما عملية التنفس فيقوم بها حسب الحاجة فقط. و هذه الملاحظة صعبة الفهم للوهلة الأولى و خصوصاً عن طريق الوصف المكتوب, و التمارين وحدها كفيلة بتعريف المتعلم لكيفية تطبيق هذه النصحية.
        3. تلعب الطبقات دوراً مهماً في الحفاظ على النفس, فاستخدام الطبقات الغير صحيحة و المجهدة يؤدي إلى الإستهلاك السريع للنفس.



        و هنا بعض النصائح العامة لتطوير طول النفس:
        1. التمرن بالتدريج على الآيات الطويلة. فيجب تحديد موضع الوقف على الآية. ثم حاول قراءة المقطع حتى الموضع الذي حددته. و بعد نجاحك, قم بزيادة كلمة واحدة على المقطع و حاول تحقيق المقطع الجديد, و هكذا.
        2. النوم جيداً قبل التلاوة, فالنوم الكافي يساهم في إطالة النفس و العكس صحيح.
        3. ممارسة التمرينات الرياضية التي تساهم في توسيع حجم الرئة كالسباحة و الجري.
        4. طول النفس يعتمد على صحة الجهاز التنفسي, و لذلك يجب الإهتمام بصحة الجهاز التنفسي.
        5. يجب تجب اختلاس النفس, حتى لو كان بطريقة غير ملاحظة, لأن ذلك غش و هو أمر يستقبحه عرف القراء.



        و يجب هنا ملاحظة أن طول النفس يختلف كباقي المهارات حسب الموهبة الإلهية للقارئ, و لكن بوسع كل إنسان إطالة نفسه بناء على قابلياته.


        و بهذ يكون قد انتهى حديثنا عن المهارات الصوتية. بقي لنا موضعان في حديث الصوت هما: الكيفية الصحيحة لاستخدام الطبقات الصوتية, و نصائح حول العناية بالصوت. و إلى لقاء في درس آخر.



        المناقشة:
        سنرحيكم من المناقشة هذه المرة, و سيكون الواجب عملي هذه المرة.
        حاول (حاولي) محاكاة الأمثلة التي وردت في الدرس.










        تعليق

        • عاشقةالبتول
          • Jul 2009
          • 2273

          #5
          فن تلاوة القرآن الكريم و أدواته











          الطبقات الصوتية و العناية بالصوت




          أهداف الدرس:

          1. الطبقات الصوتية و كيفية استخدامها.
          2. حول العناية بالصوت.


          مقدمة:

          هل لاحظت يوماً و أنت تؤدي تلاوة أو نشيداً أو غيره بـأن طبقتك مرتفعة جداً بحيث أن حلقك يؤلمك و أنك لا تستطيع الوصول إلى طبقات أعلى أو تقوم بأي زخرفات فنية؟ أو أن الطبقة منخفضة جداً بحيث أن اللحن يفقد رونقه؟ إن مثل هذه النوع من الخلل في الأداء يرجع إلى الخلل في استخدام الطبقات الصوتية. فبالإضافة إلى تشويه الأداء, فالخلل في الطبقات يؤدي إلى إجهاد الصوت و يضر بالحنجرة كذلك.

          و في هذا الدرس سنحاول التعرف على الكيفية الصحيحة لاختيار و إدارة الطبقات الصوتية خلال التلاوة.

          المركز الصوتي:

          لكل شخص طبقة معينة في صوته يكون فيها تحكمه في صوته في أقصاه, و كذلك يكون الأداء بهذه الطبقة مريحاً و غير مجهد مع التمكن من الإتيان بأجمل الألحان. و هذه الطبقة تكون متوسطة فلا هي بالعالية و لا بالمنخفضة. و تسمى هذه الطبقة بـ "المركز الصوتي" (Tessitura). و هذه الطبقة تختلف من صوت إلى آخر, و على المتعلم أن يحاول اكتشاف هذه الطبقة لأن لها أهمية كبيرة كما سنبين.

          ما هي أهمية المركز الصوتي؟

          و تكمن أهمية هذه الطبقة في أن القارئ يحتاج إلى أن يجعل "جوابه" مطابقاً لهذه الطبقة و بذلك يتمكن من أداء جواب "الجواب" و "القرار" بالإضافة إلى "الجواب" بأفضل صورة و بأقل جهد. أما عندما يكون الجواب مرتفعاً عن المركز الصوتي, فأن جواب الجواب سيكون عالياً جداً بجيث يجهد الصوت, و في بعض الأحيان متعسر الوصول. و يمكننا استخلاص نفس الشيء للقرار عندما يكون الجواب منخفضاً عن المركز الصوتي.

          كيف أتعرف على المركز الصوتي الخاص بي؟

          لأن المركز الصوتي يختلف من صوت لآخر, فأن الطريقة الوحيدة لأكتشافه هي التجربة و محاولة التعرف على تلك الطبقة التي يكون أداء الشخص فيها أقل إجهاد و بحيث يشعر فيها القارئ بأن صوته يعطي أقصى ما لديه.
          و في مجال حديثنا –أي تلاوة القرآن- يحتاج القارئ –بالإضافة إلى المركز الصوتي- إلى معرفة طبقة القرار المناسبة التي يبدأ بها التلاوة. و السبب يعود إلى أن اختيار القرار المناسب, يؤدي بشكل آلي إلى تحقيق الجواب المناسب أي مستقراً على المركز الصوتي الخاص به. و لذلك فإن أهم شيء يحتاجه القارئ في هذا الجانب هو أن يجرب طبقات مختلفة للقرار في تلاوته, و عندما يتعرف على الطبقة المناسبة له يجب عليه أن يحفظها جيداً. و أقصد بالطبقة المناسبة هنا طبقة القرار التي توصله عند الإرتفاع إلى درجة الجواب المناسبة أيضاً.


          تأثير طبقة الإستعاذة على باقي أجزاء التلاوة

          يمكننا القول بأن التحكم في الطبقات الصوتية يبدأ من اختيار الطبقة المناسبة للاستعاذة في بداية التلاوة. و الآن تعالوا لنبين بعض الأمثلة على كيف يمكن أن يؤثر اختيار طبقة القرار على بقية أجزاء التلاوة.




          الشكل 1: المدى الصوتي و المركز الصوتي.

          فالنفترض أن لدينا قارئاً ذا صوت كالمبين في الشكل 1 حيث تشير النقطتين (أ) و (جـ) تباعاً إلى أدنى و أعلى طبقة يستطيع القارئ الوصول إليها. أما النقطة (ب) فتشير إلى نقطة مركز الصوت.




          الشكل 2: مثال على تلاوة معينة بطبقة سليمة.

          الآن دعونا ننظر للشكل 2. إذا قام القارئ باختيار طبقة القرار المناسبة, فإن جوابه سيستقر على مركز الصوت, و بالتالي سيكون قراره و جواب جوابه كلاهما في مجاله الصوتي. و هذا هو الوضع الأمثل للتلاوة.




          الشكل 3: مثال على تلاوة معينة بطبقة خاطئة.

          أما لو قام القارئ باختيار طبقة القرار (الإستعاذة) بحيث تكون مرتفعة بعض الشيء كما في الشكل 3, فإن جوابه سيكون أرفع من مركز الصوت, و عندها لن يستطيع الإتيان بجواب الجواب لأنه خارج مداه الصوتي. و لهذا فإن القارئ سيرهق بسرعة و لن يستطيع أداء الكثير من الألحان و الزخارف بسبب الطبقة العالية.

          و قد يسأل سائل, ماذا عن الحالة التي يكون فيها جواب الجواب مطابقاً لأعلى نقطة في المدى الصوتي (سقف الصوت). هل هي مناسبة أم لا؟

          في مقام الجواب نجيب بـ"لا" للأسباب التالية:

          1. الطبقة في العليا في الصوت ليس دائماً متاحة. بمعنى أن أعلى نقطة في الصوت تعتمد على صحة الصوت حين التلاوة, فإن كان الصوت في أفضل حالاته, تكون الطبقة العليا قوية , أما لو كان الصوت مشوباً بأي ضعف, فربما لا يستطيع القارئ الوصول إلى تلك الطبقة.

          2. لو افترضنا أن الصوت بصحة جيدة و أن القارئ يستطيع الوصول لأعلى طبقة في صوته, فذلك سيبقى مجهداً للصوت, و سيظهر الضعف على الصوت بسرعة. و لذلك يفضل أن تكون طبقة جواب الجواب منخفضة بعض الشيء عن سقف الصوت.

          3. يحتاج القارئ أن يجعل بين جواب جوابه و سقف صوته هامشاً احتياطياً, و ذلك ليتمكن في حال حدوث أي خلل من الاستمرار في استخدام طبقة جواب الجواب.

          4. هذا الهامش الذي ذكرناه في النقطة السابقة يستخدمه القراء المتمكنون لإضافة بعض الزخرفات في جواب الجواب و التي تتطلب طبقات أعلى من جواب الجواب. و إليكم المثال التالي:

          1. مقام النهاوند – الشيخ كامل يوسف البهتيمي
          (للتحميل)

          و يمكنك ملاحظة أن القارئ في المقطع يرتفع –مع كونه في طبقة جواب الجواب- إلى طبقة أعلى بطريقة زخرفية جميلة. و يطلق البعض على مثل هذه الزخارف بـ"جواب جواب الجواب".

          العناية بالصوت:

          و كما أن الصوت يتطور و يتحسن, فإنه يحتاج للعناية لكي لا يضعف و يتضرر. و قد تكون مررت خلال بحثك في الشبكة على هذا الموضوع كثيراً, و لكنك في كل مرة تصطدم بقائمة طويلة من الممنوعات التي تجعل الأمر صعباً إن لم يكن مستحيلاً. و لا شك أن هكذا طرح غير سليم هذا إن كانت المعلومات كلها صحيحة.
          و لهذا أحببت أن أطرح الموضوع بطريقة مختلفة مبنية على الملاحظات التالية:

          1. تنقسم المؤثرات على الجهاز الصوتي من الناحية الصحية للصوت إلى قسمين: القسم الأول هو عادات منها ما يحبذ ممارسته و منها ما يحبذ اجتنابه. أما القسم الثاني فهو يتعلق بالأطعمة و المشروبات منها ما يحبذ استعامله و منا ما يحبذ تجنبه.

          2. أغلب الأمور المذكورة هي تجارب شخصية, منها ما قد تنفع و منها ما قد لا ينفع. و السبب في ذلك أن التركيب الفسيولوجي مختلف من شخص لآخر و لذلك فإن ما ينفع زميلك قد يكون له أثر محدود عليك. و السبب الآخر أن هنالك عوامل أخرى كثيرة تؤثر على الصوت. فلا يكفي أن نحكم على شيء معين بأنه جيد أو سيء بمجرد استخدامه لمرة أو مرتين لأن التأثير قد يكون بسبب عامل غير الذي استخدمته..و لكن مع ذلك فتبقى هنالك بعض الأمور التي تعارف الناس على أنها مفيدة للصوت.

          3. ليست كل الأمور المحبذ تناولها أو تجنبها لازمة طوال الوقت. فالكثير منها يمكن تجنبه أو ممارسته قبل التلاوة أو في الأيام التي تكون فيها مشاركات فقط. أما بعضها الآخر فمحبذٌ اجتنابها قدر المستطاع طوال الوقت.

          4. من أهم العوامل –و قد يكون أهم عامل- في العناية بالصوت هو كيفية استخدامه. فإرهاق الصوت و استخدامه بطريقة خاطئة يستهلك من عمر الأحبال الصوتية و بالتالي يقصر من عمر الصوت.

          و إليكم بعض النصائح حول العناية بالصوت, و قد قسمتها إلى مجموعات:


          العادات:

          عادات يحبذ إلتزامها:
          1. المداومة على الرياضة و خصوصاً السباحة و الجري.
          2. المداومة على التدريبات الصوتية بشكل منتظم, و خصوصاً في بداية اليوم.
          3. إعطاء الصوت فترات راحة بين وقت و آخر, هذا يؤثر كثيراً في استرداد الصوت لقوته و جماله.
          4. المحافظة على نظافة الفم بتنظيف الأسنان و استخدام المسواك.
          5. التنويع في الطبقات حين التلاوة, و عدم الإقتصار على الطبقات العالية فقط.


          عادات يجب تجنبها:
          1. تجنب التدريبات الصوتية العشوائية.
          2. تجنب التلاوة حين يكون الصوت مجهداً أو الحنجرة ملتهبة أو في حال اصابة الجهاز النطقي أو التنفسي.
          3. تجنب التدخين بأنواعه.
          4. تجنب التعرض المباشر لأجهزة التكييف.
          5. تجنب الأغبرة و الأدخنة.
          6. تجنب الصياح بصوت عال.
          7. تجنب النوم الغير منتظم.
          8. تجنب النوم بعد الأكل مباشرة, حتى لا تصعد عصارات المعدة إلى الحلق و تضر الحنجرة و الأحبال الصوتية.
          9. تجنب تناول المشروبات الساخنة بعد التلاوة أو خلالها, و الإكتفاء بالماء الفاتر لأن الاحبال تكون وقتها متجرحة و منهكة.


          المأكولات و المشروبات:

          مأكولات و مشروبات يجب تجنبها:
          1. المأكولات و المشروبات الباردة
          2. المأكولات الحارة و الحراقة (بالبهارات).
          3. تجنب المأكولات و المشروبات الإصطناعية كالمشروبات الغازية.


          مــأكولات و مشروبات مفيدة للصوت:
          1. العسل
          2. المشروبات الدافئة كاليانسون و النعناع و الأعشاب الطبيعية الأخرى.
          3. الإكثار من شرب الماء.

          نصائح ما قبل التلاوة:

          أمور مستحسنة قبل التلاوة:
          1. تلاوة بعض الآيات بنمط الترتيل لتهيئة الحلق.
          2. مص سكر النبات.
          3. استخدام علكة اللبان أو شرب منقوع العلكة.


          أمور يجب تجنبها قبل التلاوة:
          1. تجنب الحديث قبل المستطاع.
          2. تجنب أكل المكسرات و المأكولات التي تترك بقايا خشنة في الحلق.

          3. تجنب ملىء المعدة بالطعام.

          بعض الأمور الأخرى التي يذكرونها لكن لم أجربها, كأكل اللحم المشوي, و شرب ماء الحمص المغلي بدون ملح, و الثوم, و الفواكه.

          و كذلك فإن البعض يقول بأن الشاي و القهوة تجفف الحلق و تفقد الأحبال الصوتية مرونتها, لذلك يحبذ عدم تناولها قبل التلاوة. و كذلك يذكر البعض بأن البطيخ يتلف الصوت.

          و يجب ملاحظة أن الصوت له عمر معين, يطول أو يقصر بحسب العناية التي يتلقاها. و أنه في كل مرة يصاب الجهاز التنفسي بالإلتهابات و الزكام, فذلك يستهلك من عمر الصوت. و لذلك فإن تجنب العوامل المؤدية للأمراض قدر الإمكان هو أفضل علاج.

          المناقشة:
          1. حاول التعرف على طبقة القرار المناسبة لك, و ذلك عن طريق تجربة أداء الإستعاذة بطبقات مختلفة و ملاحظة أي الطبقات تؤدي إلى تلاوة مريحة في عند الوصول للجواب و جواب الجواب.

          2. من تجربتك الشخصية, ما هي الأمور التي وجدتها تنفع أو تضر الصوت؟









          يتبع

          تعليق

          • عاشقةالبتول
            • Jul 2009
            • 2273

            #6
            أمثلة قرآنية


            1) الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي:





            من سورة الضحى





            للتحميل




            2) الشيخ أحمد صالح





            ما تيسر من سورة النمل





            للتحميل





            3) الشيخ مصطفى اسماعيل:





            من سورة يوسف




            للتحميل




            من سورة آل عمران




            للتحميل


            الموشحات


            الشيخ علي محمود





            بشراك يا نفسُ إن الصوم زكاني..





            للتحميل


            تعليق

            • محـب الحسين

              • Nov 2008
              • 46763

              #7
              درس قيم
              جزاكِ الله أحسن الجزاء

              تعليق

              • عاشقةالبتول
                • Jul 2009
                • 2273

                #8


                الله يعطيك الف الف الف عاااافيه
                ع المروؤؤؤر الجميييييل ورآآآآئع

                //

                منوووؤؤؤوور

                تعليق

                • T3B .. !
                  • Oct 2011
                  • 180

                  #9
                  بسمَ اللةة الرحمنَ الرحييمَ ..

                  بميزآنَ حسنآتكَ عزيزتيَ ..

                  جزآكَ اللةة خيييرَ ويعطيكَ العآفيةة عَ الطرحَ ..

                  ..

                  تعليق

                  • هاشم سعيد
                    • Apr 2011
                    • 973

                    #10
                    بوركتـــــــــــــــــم ...
                    على هذا الجهد ...
                    مأجــــــــــــورين ...

                    تعليق

                    • عاشقةالبتول
                      • Jul 2009
                      • 2273

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة T3B .. ! مشاهدة المشاركة
                      بسمَ اللةة الرحمنَ الرحييمَ ..

                      بميزآنَ حسنآتكَ عزيزتيَ ..

                      جزآكَ اللةة خيييرَ ويعطيكَ العآفيةة عَ الطرحَ ..

                      ..



                      الله يعطيك الف الف الف عااااافيه
                      ع المرور الجمييييييل ورآآآآئع


                      //


                      منوووووووووور

                      تعليق

                      • عاشقةالبتول
                        • Jul 2009
                        • 2273

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة هاشم سعيد مشاهدة المشاركة
                        بوركتـــــــــــــــــم ...
                        على هذا الجهد ...
                        مأجــــــــــــورين ...


                        الله يعطيك الف الف الف عااااافيه
                        ع المرور الجمييييييل ورآآآآئع


                        //


                        منوووووووووور

                        تعليق

                        • دمعة الكرار
                          • Oct 2011
                          • 21333

                          #13

                          تعليق

                          • عاشقةالبتول
                            • Jul 2009
                            • 2273

                            #14




                            الله يعطيك الف الف الف عااافيه
                            ع المرور الجميييييييل ورآآآآآآئع

                            //


                            منوووووووووور



                            تعليق

                            يعمل...
                            X