العجب بالنفس فساد للعقل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    العجب بالنفس فساد للعقل

    من النصوص التي تربط بين العجب وبين فساد العقل ما ورد عن الإمام علي(ع) (عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله)، ونحن نعرف إن الحاسد يعيش عقدة في نفسه ضد المحسود فيحاول أن يدمر الميزة التي يتميز بها من أجل أن يسقطه، وهنا يتحرك العجب من حالة غرائزية في نفس الإنسان تمثل حسد الغريزة للعقل،


    باعتبار أن الغريزة عندما تلتهب فإنها لا تملك أية ضوابط تضبط بها حركتها، بينما يملك العقل عندما يدرس الأمور بطريقة حسابية دقيقة أن يركز خطواته الفكرية على قاعدة التوازن، لأن أفقه هو أفق التأمل والتدبر والتعمق في الأشياء، وفي ضوء ذلك يتحرك العجب ليمنع العقل من دراسة الإنسان في نقاط ضعفه وقوته فلا يمكنه من تحقيق التوازن في نظرته إلى الأشياء المرتبطة به الأمر الذي يصادر عقله لحساب غريزته.
    وورد عن الإمام علي(ع): (رضاك عن نفسك من فساد عقلك)، فالرضا عن النفس يمثل مظهرا من مظاهر فساد العقل، وذلك من جهة أن العقل عندما يطل على الذات فإنه يعمل على أن يكتشف نقاط الضعف فيها ليحولها إلى نقاط فوة، وهذا هو العقل السليم الذي يدرس الأمور بدقة ليتفهم طبيعتها من دون أي تهاويل أو أية حالة انتفاخ، ولذلك فإن الإنسان يتوازن في حركته في الداخل والخارج عندما يتوازن عقله، فإذا كان الإنسان راضيا عن نفسه بحيث لا يقف أمام أية نقطة ضعف، أو أية حالة خلل موقف المكتشف لها، بل انه يرضى عن نفسه في كل شئ، فإن هذا يدل على أن عقله لا يملك خط التوازن في تفكيره.
    ويقول(ع): (إتهموا عقولكم فإنه من الثقة بها يكون الخطأ)، فعندما تتفتح على عقلك إعرف أن عقلك لا يمثل الطاقة التي تصيب دائما، لماذا؟ لأن عقلك مكون في الغالب مما قرأته، ومما عِشْتَ تجربته ومما سمعته، وربما يقع الخطأ فيما قرأت والخلل فيما جربت والضعف فيما سمعت، لذلك عندما يتكون عقلك من خلال العناصر التي قد تصيب وقد تخطئ فإن عليك أن لا تستسلم لكل ما ينطلق به فكرك الراشح من عقلك، فلعله ينطلق من العناصر الخطأ والقاعدة الخطأ، لذلك حاول أن تتهم عقلك لتعيد النظر فيما يملكه من فكر، أو لتحاور الآخرين فيما يطلق عقلك من فكر، فلعل الآخرين يكتشفون الخطأ في نتائج عقلك، كما أنك قد تكتشف الخطأ فيما تنتجه عقول الآخرين.
    وفي حديث آخر عنه(ع): ( المعجب لاعقل له), أي الذي يعجب بنفسه يتحرك من حالة غرائزية في شخصيته بحيث يعطي عقله إجازة فلا يتحرك فيما يأخذ به عقله أو يعطيه.
    وعن علي(ع): (إزراء الرجل عن نفسه ) أي عندما تتهم نفسك، وتحاول أن تكشف نقاط الضعف فيها (برهان رزانه العقل) باعتبار أن العقل يقف أمام النفس التي تحدد نقاط ضعف ونقاط قوة، لينبهها على نقاط الضعف لتقف موقفا سلبيا من نقاط ضعفها، (وعنوان وفور فضله، واعجاب الرجل بنفسه برهان نقصه وعنوان ضعف عقله) لأنه ينطلق من حالة غريزية قد تخطئ دائما، وقد تزل الإنسان عن خط التوازن بدلا من أن ينطلق من حالة عقلية.
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2
    الله يبارك بيكِ اختي الفاضله
    شكرا على الموضوع الرائع

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • محب الصدر
        • Mar 2009
        • 3783

        #4
        موضوع قيم
        جزاكِ الله كل خير

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5

          تعليق

          يعمل...
          X