التكبر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    التكبر

    مَنْ تواضع للَّه درجةً يرفعه الله درجةً حتّى يجعله الله في أعلى علّيّين، ومن تكبَّر على الله درجة يضعه الله درجة حتّى يجعله في أسفل سافلين...».
    الكِبْر حالة نفسانية للإنسان تدفعه للترفُّع والتعالي على الآخرين من الناس الذين يتعامل معهم، ويظهر ذلك في ملامحه الخارجية وأفعاله وأقواله.
    والكبرياء من صفات الله جلَّ جلاله التي يختصّ بها، ولا تكون للعباد، بل الكرامة لهم خلاف تلك الصفة، أي التواضع.
    و التكبر قد يكون بسبب صفات حسنة جيدة يمتلكها الإنسان لكنه بسبب غفلته و عدم تربيته لنفسه انحرف عن الطريق الصحيح بالتكبر , و قد تكون بسبب صفات خسيسة ساقطة , و لكن قد يتكبر البعض بسببها لبعده عن الله عز و جل .
    و التكبر على درجات ..
    فقد يكون في العقائد التي قد تكون صحيحة و قد تكون باطلة .
    و قد يكون في الصفات و الملكات التي يمتلكها هذا الإنسان و التي قد تكون محمودة و قد تكون مذمومة .
    و قد يكون التكبر في العبادات و الطاعات التي يؤجر عليها الإنسان .

    فقد يتكبَّر الإنسان بسبب علمه أو فهمه أو شهاداته أو قوّة تأثيره وبيانه... فيتكبَّر على مَنْ دونه من النَّاس أو الذين يُمكن أن يتغلَّب عليهم، وقد يصل به المطاف، نعوذ بالله تعالى، أن يتكبَّر على النَّبيين والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين، فيُناقش ما جاؤوا به وكأنَّه يُناقش فيلسوفاً أو أستاذاً وينتقد ويُصوِّب تحت شعارات مختلفة مبرِّراً فعله هذا كحرية الرأي والحضارة والثقافة!
    وقد يترك عبادات ومناسك لأنَّها لا تليق بشأنه أو لا تُناسب تاريخه وما شبَّ عليه.
    وقد يحلق لحيته ويُخالف بذلك حُكم الله تعالى بظنِّه أنَّها عادة المتخلِّفين.
    وقد يرى الحقَّ فلا يُذعن له، لأنَّه جاء من تلميذه أو زميله، وأمَّا إنْ جاء من صاحب جاه وموقع ومَنْ له مصلحة معه، قَبِل به.
    وبعضهم يحرص على ألقاب معيَّنة ليُعرف بها، خاصة إذا قُدِّم على المنابر، وبعضهم يحرص على الصفوف الأولى ليتصدَّرها بحيث يغضب لو لم يكن ذلك.
    وبعضهم لا يزور أقاربه أو جيرانه لظنِّه أنَّه أعلى منهم رتبة أو يتميَّز عنهم بأمور.
    وقد يحصل التكبُّر بسبب انتسابه إلى عائلة معيَّنة أو منطقة جغرافية أو طبقة اجتماعية أو درجة علمية... فيتَّهم الآخرين، لتبرير تكبُّره، بالسطحية والجهل والغفلة والدونيَّة، فإنْ اضطرَّ للكلام عنهم تناولهم بلفظ «العوام» دلالةً على احتقارهم، أو بأنَّهم قرويون أو «غير مثقَّفين» أو ليسوا بمستوى مناقشته أو مجالسته!
    وقد يحصل التكبُّر بسبب وفْرة المال والعقار فيظن أنَّه أكثر حنكة من النَّاس، وهو الذي سبَّب لنفسه هذا الغِنَى، ويغفل أنَّه قد يفلت منه بين يوم وآخر، والشواهد من حوله كثيرة.
    وقد يكون تكبّره بسبب جمال مظهره وحسن خَلْقه، ويحدث ذلك كثيراً من النساء، خاصة في هذه الأيام نتيجة شيوع مفاهيم مغلوطة وقِيَم مقلوبة... ويغفل هؤلاء أنَّ جمالهم يذبل مع الأيّام، وقد يخبو بحادث أو مرض... وأنَّ جمال الباطن هو الذي يرفع درجته وليس جمال الظاهر الذي يُمكن أن يكون وبالاً عليه.
    وقد يحصل التكبُّر بسبب علمه ببعض الاختصاصات أو الحِرف أو إذا حصل على شهادات علمية من معاهد معروفة، وهذا الأمر منتشر بين الأطباء والمهندسين وعلماء الطبيعة والرياضيات والآليَّات (الميكانيك)... فيُظهر الواحد ما عنده وكأنَّه ليس موجوداً عند الآخرين، بل ليسوا من مستواه ولا يفهمون ما يفهم، بل ينتقد أعمالهم وآراءهم ووجهة نظرهم ويتعجَّب ممَّا يقولون!
    عن أمير المؤمنين ((عليه السلام)) أنه قال «عجبتُ لابن آدم، أوَّلُهُ نطفة وآخره جيفة، وهو قائم بينهما وعاءٌ للغائط، ثم يتكبَّر!».
    فلماذا يتكبر الإنسان ؟ أولا يرى هذا البدن الذي يخرج منه الغائط و الأوساخ ؟ أو لا يرى كيف أنه يتحول لجيفة تأكلها الدود بعد موته ؟ ألا يرى مقامه و مستواه ؟ و إلى أين يؤول ؟ و من هو المنعم عليه و المتفضل عليه ؟ هل هو صاحب الفضل في امتلك أم أن الله سبحانه هو الذي أعطاه ما أهله لما هو فيه ؟

    بتصرف من كتاب (( في طريق السالكين )) للسيد سامي خضرة

    --
    لا تنسونا من الدعاء ...

    عن النبي (صلى الله عليه و آله ) قال :

    فمن كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله


  • عاشقةالبتول
    • Jul 2009
    • 2273

    #2
    الله يعطيك الف الف الف عااايه
    ع الطررررح الجميييييل ورآآآـــاآئع

    //

    :65: تقبلي مروري :65:

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • محب الرسول

        • Dec 2008
        • 28579

        #4
        موضوع رائع
        جزاك الله كل خير
        في ميزان اعمالك

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5

          تعليق

          • عاشقة النور
            • Jan 2009
            • 8942

            #6
            شكراً على روعة ما جت به علينا

            تحياتي القلبية


            "عاشقة النور"

            تعليق

            • هاشم سعيد
              • Apr 2011
              • 973

              #7
              أحسنتــــــــــــــــــم ...
              شكر الله سعيكم .....

              تعليق

              • دمعة الكرار
                • Oct 2011
                • 21333

                #8

                تعليق

                • ناصرة ام البنين
                  • Oct 2009
                  • 3252

                  #9
                  اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

                  مشكوره عزيزتي على الموضوع القيم
                  جعله الله في ميزان اعمالكِ الصالحه

                  تعليق

                  • دمعة الكرار
                    • Oct 2011
                    • 21333

                    #10

                    تعليق

                    يعمل...
                    X