لقد تلخصت غاية الكون وهدفيةالوجود بكل أعضائه وأقسامه في محبة محمد وآل محمد (عليهم الصلاة والسلام) فقالسبحانه في الحديث القدسي: (إني ما خلقت سماءً مبنية ولا أرضاً مدحية ولا قمراًمنيراً ولا شمساً مضيئة ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلاّ في محبةهؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء) مقطوعة من حديث الكساء... راجع من فقه الزهراءللإمام الشيرازي تجد سلسلة سند الحديث مع ذكر مصادره.
فهم وعاء مشيئة الله سبحانه ومظهر إرادته ومركز حبهومحبته والهدف الذي من أجله قام الوجود ودارت عليه حركته بصيغتها الأربع - الدائريةوالدورية والعمودية والأفقية - وكما أن الهدف هو دافع الحركة - العمودية والأفقية - وغايتها المقصودة...
فإن المحور هو مركز الحركة الدورية الدائرية الذييعطيها حركتها وهدفيتها... وفاطمة (عليها أفضل الصلاة والسلام) هي محور الخمسة... ومركز البيت الذي لأجله خلق الكون وابتدأت مسيرته... (هم فاطمة وأبوها وبعلهاوبنوها) (حديث الكساء) فهي محور هذه الحركة الكونية ومركز العمود الذي انتشرت عليهخيمة الوجود...
فبسببها (عليها الصلاة والسلام) قام البيت وترعرع أبناؤه وشعشعتآياته وعمّت خيراته وبركاته... ولولاها لم تكتمل أهداف النبوة والإمامة في سلسلتهاالطويلة... (يا محمد لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لماخلقتكما).
ومن هنا كانت فاطمة (عليها الصلاة والسلام) الحقيقة المشتركة بينجميع الرسالات والغاية المقصودة لجميع الرسل والأنبياء... (هي الصديقة الكبرى وعلىمعرفتها دارت القرون الأولى). البحار: ج 43، ح 105. والقرون هي قرون جميع الأنبياءوالأوصياء وأممهم من آدم فمن دونه حتى خاتم الأنبياء (عليهم الصلاةوالسلام).
وما بعث الله عز وجل أحداً من الأنبياء والأوصياء حتى أقرّوا بفضلالصديقة الكبرى ومحبتها وقد ورد عن الصادق (عليه السلام): (ما تكاملت النبوة لنبيحتى أقرّ بفضلها ومحبتها). راجع بهجة قلب المصطفى ص 86.
ومن هنا صارت (عليهاالسلام) معيار الإخلاص وميزان الأعمال وباب النجاة والحد الفاصل بين الإيمانوالنفاق... فقد روي: (أن حبها إيمان وبغضها نفاق) شرح الحديدي : ج 16، ص 282. وفيرواية في معنى حيّ على خير العمل: (أن خير العمل برُّ فاطمة وولدها). توحيد الصدق : ص 241.
فإن الله سبحانه يرضى لرضاها ويغضب لغضبها... ومن آذاها فقد آذى اللهومن أرضاها فقد أرضى الله، راجع نظم درى السمطين : ص 178 وغيره.
وفي حديثطويل عن الله عز وجل: (يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي منقبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام أن لا أعذّب محبيك ومحبي عترتك بالنار). سفينة النجاة : ح 2، ص 375.
وعن سلمان الفارسي قال: قال النبي (صلى الله عليهوآله): (يا سلمان من أحب فاطمة بنتي فهو في الجنة معي ومن أبغضها فهو في النار... يا سلمانحب فاطمة ينفع في مائة من المواطن أيسر ذلك المواطن القبر والموت، والقبروالميزان والمحشر والصراط والمحاسبة فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة رضيت عنه ومن رضيتعنه رضي الله عنه ومن غضَبَتْ عليه غضبتُ عليه ومن غضبتُ عليه غضب اللهعليه...
يا سلمان: ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين علياً وويل لمنيظلم ذرّيتها وشيعتها) فرائد السمطين : ج 2 ص 67.
قال أبو جعفر (عليه السلام) : والله لا يبقى في الناس إلاّ شاكّ أو كافر أو منافق إلى آخر الحديث. البحار : ج 43و 65 و 101.
وبعد كل هذا الفضل... لينظر المؤمن أين موقعه وفي أي اتجاه يضع قدمهويخطو خطواته؟ قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكمالله)
اللهم اجعلنا من خدام الزهراء وعبيدهاوالطالبين بثأرها مع وليك الحجة بن الحسن العسكري (عجل الله فرجه الشريف )