الجبر و التفويض و القضاء و القدر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    الجبر و التفويض و القضاء و القدر


    و بعد:تنازعنا معاشر المسلمين على مسائل الخلاف في الداخل ففرق أعداء الإسلام من الخارج كلمتنا من حيث لا نشعر،و ضعفنا عن الدفاع عن بلادنا،و سيطر الأعداء علينا،و قد قال سبحانه و تعالى: (و أطيعوا الله و رسوله و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم) (الأنفال/46) .
    و ينبغي لنا اليوم و في كل يوم أن نرجع إلى الكتاب و السنة في ما اختلفنا فيه و نوحد كلمتنا حولهما،كما قال تعالى: (فإن تنازعتم في شي‏ء فردوه إلى الله و الرسول) (النساء/59) .
    و في هذه السلسلة من البحوث نرجع إلى الكتاب و السنة و نستنبط منها ما ينير لنا السبيل في مسائل الخلاف،فتكون بإذنه تعالى وسيلة لتوحيد كلمتنا.
    راجين من العلماء أن يشاركونا في هذا المجال،و يبعثوا إلينا بوجهات نظرهم على عنوان :
    بيروتـص.ب 124/24 العسكري
    الجبر و التفويض و الاختيار

    أـ الجبر في اللغة

    جبره على الأمر و أجبره:قهره عليه،و أكرهه على الإتيان به.
    ب ـ الجبر في مصطلح علماء العقائد الإسلامية

    الجبر:إجيار الله تعالى عباده على ما يفعلون،خيراكان أو شرا،حسنا كان أو قبيحا،دون أن يكون للعبد إرادة و اختيار الرفض و الامتناع،و يرى الجبرية الجبر مذهبا يرى أصحابه أن كل ما يحدث للإنسان قدر عليه أزلا،فهو مسير لا مخير،و هو قول الأشاعرة (1) .فوض إليه الأمر تفويضا:جعل له التصرف فيه.
    دـ التفويض في مصطلح علماء العقائد الإسلامية

    هو أن الله تعالى فوض أفعال العباد إليهم،يفعلون ما يشاؤون،على وجه الإستقلال،دون أن يكون لله سلطان على أفعالهم، (و هو قول المعتزلة) (2) .
    هـ الاختيار في اللغة

    خيرة:فوض إليه الاختيار بين أمرين أو شيئين أو أكثر.
    وـ الاختيار في مصطلح علماء العقائد الإسلامية

    إن الله سبحانه كلف عباده بواسطة الأنبياء و الرسل ببعض الأفعال و نهاهم عن بعض آخر،و أمرهم بطاعته في‏الفعل و الترك و جعل لهم الاختيار في ما يفعلون دون أن يجبر أحدا على الفعل،و سيأتي الاستدلال عليه بحوله تعالى.
    القضاء و القدر

    أـمعاني القضاء و القدر

    تستعمل مادتا القضاء و القدر لعدة معان.
    منها في ما يخص البحث من مادة القضاء:
    أـقضى أو يقضي بين المتخاصمين،كقوله تعالى: (إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) (يونس/93) و (الجاثية/17) .
    بـقضى الله الأمر:أنبأه به،كقوله تعالى في ما أخبر به لوطا عن مصير قومه في سورة الحجر/66 : (و قضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين) .
    أي أنبأناه.جـقضى الله الشي‏ء،و به:أوجبه،أمر به،كقوله تعالى في سورة الإسراء/23: (و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) .
    أي أمر ربك و أوجب عليكم ألا تعبدوا إلا إياه.
    دـقضى الله الأمر أو الشي‏ء:تعلقت إرادته به،قدره،كقوله تعالى في سورة البقرة/117: (و إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) .
    أي إذا أراد أمرا.
    و قوله تعالى في سورة الأنعام/2:هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا) .
    أي قدر لكل انسان مدة يحيا فيها.
    و منها فيما يخص البحث من مادة القدر:

    أـقدر على الشي‏ء أو العمل:استطاع أن يفعله،يتغلب عليه فهو قادر،و القدير:ذو القوة،كقوله تعالى:
    1ـفي سورة يس:
    (أ و ليس الذي خلق السموات و الأرض بقادر على أن يخلق مثلهم) (الآية 81) .ـفي سورة البقرة :
    (و لو شاء الله لذهب بسمعهم و أبصارهم إن الله على كل شي‏ء قدير) . (الآية 20) .
    أي ذو القدرة على فعل كل شي‏ء على قدر ما تقتضي الحكمة.
    بـقدر:
    1ـقدر الرزق عليه و يقدر:ضيقه،كقوله تعالى في سورة سبأ:
    (قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر) (الاية 36)
    2ـقدر الله الأمر بقدره:دبره أو أراد و قوعه،كقوله تعالى في سورة المرسلات:
    (فقدرنا فنعم القادرون) (الآية 23) .
    جـقدر:
    1ـقدر الله الأمر:قضى به أو حكم بأن يكون،كقوله تعالى في شأن زوجة لوط،في سورة النمل/57 : (فأنجينا و أهله إلا أمر أته قدرناها من الغابرين) .
    أي حكمنا،أو قضينا عليها بأن تكون من الهالكين.ـقدر في الأمر:تمهل و تروى في إنجازه،كقوله تعالى في سورة سبأ/11 مخاطبا داود عليه السلام: (و قدر في السرد) .
    أي تمهل و ترو في صنعه كي تحكم عمله.
    دـالقدر:
    1ـالقدر:المقدار و الكمية،كقوله تعالى في سورة الحجر/21: (و إن من شي‏ء إلا عندنا خزائنه و ما ننزله إلا بقدر معلوم)
    أي بمقدار و كمية معلومة.
    2ـقدر الشي‏ء:زمانه أو مكانه،كقوله تعالى في سورة المرسلات/20ـ22: (أ لم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم) .
    أي إلى زمان محدد معلوم.
    3ـقدر الله:قضاؤه المحكم،أو حكمه المبرم على خلقه،كقوله تعالى في سورة الأحزاب/38: (سنة الله في الذين خلوا من قبل و كان أمر الله قدرا مقدورا) .
    أي قضاء محكما،و حكما مبرما.
    لعل تعدد معاني ما ينسب إلى الله من مادتي القضاءو القدر،قد أدى إلى لبس معنى ما ورد منهما في القرآن و الحديث،و اعتقاد بعض المسلمين بأن الإنسان يسير في حياته،في كل ما يعمل من خير أو شر وفق ما قضى الله عليه و قدر قبل أن يخلق.
    و يطلق في الأخبار لفظ القدري على الجبري و التفويضي كليهما (3) ،و عليه فإن القدر اسم للشي‏ء و ضده كالقرء،اسم للحيض و الطهر معا.
    و لا نطيل البحث بإيراد أقوال المعتقدين بذلك،و الإجابة عليها،و إنما نكتفي بايراد الأحاديث التي نجد فيها جوابا لتلكم الأقوال توضيحا و بيانا للأمر بحوله تعالى:
    بـ روايات من أئمة أهل البيت عليه السلام في القضاء و القدر

    أولا:عن أول أئمة أهل البيت علي بن أبي طالب عليه السلام،روي في توحيد الصدوق بسنده إلى الإمام الحسن عليه السلام،و في تاريخ ابن عساكر بسنده إلى ابن عباس و اللفظ للأول قال:دخل رجل من أهل العراق على أمير المؤمنين عليه السلام،فقال:أخبرنا عن خروجنا إلى أهل الشام أ بقضاء من الله و قدر؟فقال له أمير المؤمنين عليه السلام:«أجل يا شيخ،فو الله ما علوتم تلعة و لا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله و قدر».فقال الشيخ،عند الله أحتسب عنائي (4) يا أمير المؤمنين،فقال:«مهلا يا شيخ،لعلك تظن قضاء حتما و قدرا لازما (5) ،لو كان كذلك لبطل الثواب و العقاب و الأمر و النهي و الزجر،و لسقط معنى الوعيد و الوعد،و لم يكن على مسي‏ء لأئمة و لا لمحسن محمدة،و لكان المحسن أولى باللائمة من المذنب و المذنب أولى بالاحسان من المحسن (6) ،تلك مقالة عبدة الأوثان و خصماء الرحمن و قدرية هذه الأمة و مجوسها.يا شيخ إن الله عز و جل كلف تخييرا،و نهى‏تخديرا،و أعطى على القليل كثيرا،و لم يعص مغلوبا،و لم يطيع مكروها،و لم يخلق السماوات و الأرض و ما بينهما باطلا، (ذلك ظن الذين كفورا فويل للذين كفروا من النار) » (7) .
    قال:فنهض الشيخ و هو يقول:
    أنت الإمام الذي نرجو بطاعته*يوم النجاة من الرحمن غفراناأو ضحت من ديننا ما كان ملتبسا*جزاك ربك عنا فيه إحسانافليس معذرة في فعل فاحشة*قد كنت راكبها فسقا و عصيانا (8)
    ثانيا:عن السادس من أئمة أهل البيت عليهم السلام،الامام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام:
    «إن الناس في القدر على ثلاثة أوجه:رجل يزعم أن الله عز و جل أجبر الناس على المعاصي،فهذا قد ظلم الله في‏حكمه فهو كافر.
    و رجل يزعم أن الأمر مفوض إليهم،فهذا قد أوهن الله في سلطانه فهو كافر.
    و رجل يزعم أن الله كلف العباد ما يطيقون و لم يكلفهم ما لا يطيقون و إذا أحسن حمد الله و إذا أساء استغفر الله فهذا مسلم بالغ» (9) .
    ثالثا:و عن الثامن من أئمة أهل البيت الامام أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:
    أـ«إن الله عز و جل لم يطع باكراه،و لم يعص بغلبة،و لم يهمل العباد في ملكه،هو المالك لما ملكهم و القادر على ما أقدرهم عليه،فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن الله منها صادا،و لا منها مانعا،و إن ائتمروا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم و بين ذلك فعل،و إن لم يحل و فعلوه فليس هو الذي أدخلهم فيه» (10) .
    يعني أن الإنسان الذي أطاع الله لم يكن مجبرا على‏الطاعة،و الإنسان الذي عصاه لم يغلب مشيئة الله،بل الله شاء أن يكون العبد مختارا في فعله.
    بـقال:
    «قال الله تبارك و تعالى:
    يا ابن آدم بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء،و بقوتي أديت إلي فرائضي،و بنعمتي قويت على معصيتي،جعلتك سميعا بصيرا قويا،ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك» (11) .
    و في رواية:«عملت بالمعاصي بقوتي التي جعلتها فيك» (12) .
    و عن الامام أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال:
    أـ«لا جبر و لا تفويض و لكن أمر بين أمرين».قال:قلت:و ما أمر بين أمرين.قال:«مثل ذلك رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته بتركته ففعل تلك المعصية،فليس حيث لم يقبل منك فتركته كنت أنت الذي أمرته‏بالمعصية» (13) .
    بـ«ما استطعت أن تلوم العبد عليه فهو منه و ما لم تستطع أن تلوم العبد عليه فهو من فعل الله.
    يقول الله للعبد:لم عصيت؟لم فسقت؟لم شربت الخمر؟لم زنيت؟فهذا فعل العبد،و لا يقول له :لم مرضت؟لم قصرت؟لم ابيضضت؟لم اسوددت؟لأنه من فعل الله تعالى» (14) .
    شرح الروايات

    إن للجبر و التفويض جانبين:
    أـما كان منهما من صفات الله.
    بـما كان منهما من صفات الإنسان.
    فما كان منهما من صفات الله فينبغي أخذه منه بوساطة الأنبياء،و أوصياء الأنبياء عن الأنبياء،و ما كان من صفات الإنسان فإن قولنا:أفعل هذا أو لا أفعله دليل على أنا نفعل‏حياته لا يشابه سير الذرة و الكواكب و المجرات المسخرات بأمر الله في كل حركاتها و ما يصدر منها من آثار.
    و لم يفوض الله إليه أمر نفسه و كل ما سخر له ليفعل ما يشاء كما يحب،و كما تهوى نفسه،بل إن الله أرشده بوساطة أنبيائه كيف يؤمن بقلبه بالحق،و هداه إلى الصالح النافع في ما يفعله بجوارحه،و الضار منه،فإذا اتبع هدى الله،و سار على الطريق المستقيم خطوة أخذ الله بيده و سار به عشر خطوات ثم جزاه بآثار عمله في الدنيا و الآخرة سبعمائة مرة أضعاف عمله،و الله يضاعف لمن يشاء بحكمته و وفق سنته.
    و قلنا في المثل الذي ضربناه في ما سبق،بأن الله أدخل الإنسان المؤمن و الكافر في هذا العالم في معطم له من نوع (سلف سرويس) ،كما قال سبحانه في سورة الإسراء/20: (كلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك و ما كان عطاء ربك محظورا) .
    فلو لا إمداد الله عبيده بكل ما يملكون من طاقات‏المؤمن أن يعمل عملا صالحا،و لا الضال الكافر أن يعمل عملا ضارا فاسدا،و لو سلبهم لحظة واحدة أي جزء مما منحهم من الرؤية و العقل و الصحة و...و...لما استطاعوا أن يفعلوا شيئا،إذا فإن الإنسان يفعل ما يفعل بما منحه الله بمحض اختياره،و بناء على ما بيناه،أن الإنسان لم يفوض إليه الأمر في هذا العالم،و لم يجبر على فعل بل هو أمر بين الأمرين،و هذه هي مشيئة الله و سنته في أمر أفعال العباد،و لن تجد لسنة الله تبديلا.
    أسئلة و أجوبة

    و في هذا المقام ترد الأسئلة الأربعة الآتية:
    السؤال الأول و الثاني:كيف يكون الإنسان مختارا في ما يصدر منه من فعل،مع تسلط الشيطان عليه من حيث لا يراه،و إغوائه بما يوسوس إلى قلبه و يدعوه إلى فعل الشر؟!
    و كذلك شأن الإنسان الذي يعيش في المحيط الفاسد الذي لا يرى فيه غير الشر و الفساد أمرا؟ !
    السؤال الثالث:ماذا يستطيع أن يفعل الإنسان الذي لم تبلغه دعوة الأنبياء في بعض الغابات؟
    السؤال الرابع:ما ذنب ولد الزنا،و ما جبل عليه من حب فعل الشر بسبب فعل والديه؟!و الجواب عن السؤالين الأول و الثاني:ان الله تبارك و تعالى أتم الحجة على الإنسان بما أودع فيه من غريزة البحث عن سبب وجود كل ما رآه و التي توصله إلى معرفة مسبب الأسباب،و لذلك قال سبحانه و تعالى في سورة الأعراف/172: (أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) ،فكما أن الإنسان لن يغفل عن غريزة الجوع في حال من الأحوال حتى يملأ جوفه بالطعام،كذلك لن يغفل عن غريزة طلب المعرفة حتى يعرف مسبب الأسباب.
    و الجواب عن السؤال الثالث نقول:قال الله سبحانه: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) (البقرة/286) .
    أما السؤال الرابع،فجوابه:إن ولد الزناـأيضاـليس مجبورا على فعل الشر،و كل ما في الأمر أن الحالة النفسية للوالدين في حال ارتكابهما الزنا و ما يريان من نفسهما بأنهما باشرا بفعلهما خيانة المجتمع،و ان المجتمع يتقذر من فعلهما و يحتقر هما و يعاديهما لو اطلع على فعلهما،و أنهما عند ارتكابهما الرذيلة في حالة معاداة للنزيهين من تلك الفعلة في المجتمع و الذين هم أبرار المجتمع و أخياره و المتمسكون‏بفضائل الأخلاق و المعروفون بكل ذلك في المجتمع.
    و عليه فإن تلك الحالة النفسية العدائية منهما للمجتمع و أبراره تؤثر على النطفة حين انعقادها و تنتقل بالوارثة إلى ما يتكون من تلك النطفة،فإنه يجبل على حب الشر و العداء للخيرين و المعروفين بالفضيلة في المجتمع.
    و من الأمثلة على ذلك زياد بن أبيه و ولده ابن زياد في ما ارتكباه زمان إمارتهما في العراق (15) ،و خاصة ما فعله ابن زياد بعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام،مع جسده الشريف و أجساد المستشهدين معه من آل الرسول صلى الله عليه و آله و أنصارهم:من التمثيل بهم،و حمله رؤوسهم من بلا إلى بلد،و سوقه بنات الرسول عليه السلام سبايا إلى الكوفة و سائر ما عاملهم بها،في حين أنه لم يبق بعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام أي مقاوم لحكمهم و لم يكن أي مبرر له عندئذ في كل ما فعل من ظلم و استهانة بمقامهم في المجتمع،عدا حبه في كسرشوكة أشرف بيت في العرب و أفضله و توهينهم،و حبه للشر و عدائه الجبلي الفطري للأكرمين في المجتمع.
    و بناء على ذلك يكون حب الشر و الرغبة في إيذاء الخيرين و المعروفين بالفضيلة في المجتمع فطري في ولد الزنا،على عكس ولد الزواج الحلال و الذي ليس من فطرته حب الشر و الرغبة في إيذاء الخيرين في المجتمع،و لكنهما مع كل ذلك ليسا مجبورين على القيام بكل ما يفعلانه و يتركانه من خير و شر،و إنما مثلهما في ما جبلا عليه مثل شاب مكتمل الرجولة في الجسد و ما يتمتع به من حيوية دافقة و شهوة عارمة للجنس،مع شيخ هرم ناف على التسعين و تهدمت قواه،يعاني الفتور و فقدان القوى الجسدية،منصرف عن الشهوة الجنسية و في عدم تمكن الأخير من ارتكاب الزنا و توفر القوى الجنسية في الأول،فإن الشاب القوي مكتمل الرجولةـأيضاـغير مجبور على ارتكاب الزنا في ما إذا ارتكب ذلك ليكون معذورا في ارتكابه الرذيلة،و أما إذا تيسر له ارتكاب الزنا و خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي‏المأوى (16) ،على عكس الشيخ الهرم،فإنه لا يثاب على تركه الزنا،لأنه لم يترك الزنا مع قدرته عليه .
    و هكذا كلما تعمقنا في دراسة أي جانب من جوانب حياة الإنسان،وجدناه مختارا في ما يصدر منه من فعل،عدا ما يصدر منه عن غفلة و عدم تنبه.
    الهوامش:
    1) راجع تعريف الأشاعرة في الملل و النحل للشهرستاني بهامش الفصل في‏الملل و الأهواء،و النحل لابن حزم 1:119ـ .153
    2) راجع تعريف المعتزلة في الملل و النحل للشهرستاني بهامش الفصل في الملل و الأهواء،و النحل لابن حزم 1:55ـ .57
    3) البحار 5: .5
    4) أي إن كان خروجنا و جهادنا بقضائه تعالى و قدره لم نستحق أجرا،فرجائي أن يكون عنائي عند الله محسوبا في عداد أعمال من يتفضل عليهم بفضله يوم القيامة.
    5) بالمعنى الذي زعمته الجبرية.
    6) لأنهما في أصل الفعل سيان،إذ ليس بقدرتهما و إرادتهما،مع أن المحسن يمدحه الناس و هو يرى ذلك حقا له و ليس كذلك فليستحق اللائمة دون المذنب،و المذنب يذمه الناس و هو يرى ذلك حقا عليه و ليس كذلك فليستحق الاحسان كي ينجبر تحمله لأذى ذم الناس دون المحسن .
    7) كما في سورة ص: .27
    8) توحيد الصدوق:380،و ترجمة الامام على عليه السلام في تاريخ ابن عساكر 3:231 تحقيق الشيخ المحمودي.
    9) توحيد الصدوق:360ـ .361
    10) توحيد الصدوق: .361
    11) توحيد الصدوق 328ـ340،344،362،و الكافي 1: .160
    12) التوحيد: .362
    13) الكافي 1:160،و التوحيد: .362
    14) الطرائف.
    15) راجع بحث استلحاق زياد في المجلد الأول من كتاب عبد الله بن سبأ للمؤلف،و بحث استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في المجلد الثالث من معالم المدرستين.
    16) إشارة إلى قوله تعالى في سورة النازعات/40: (و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) .

  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    #2
    بوركتِ اختي الكريمه
    بحث قيم
    جزاكِ الله كل خير

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • هاشم سعيد
        • Apr 2011
        • 973

        #4
        بحث قيّم ...
        أحسنتــــــــــم ...

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5

          تعليق

          • عاشقةالبتول
            • Jul 2009
            • 2273

            #6
            الله يعطيك الف الف الف عاااااافيه
            ع الطرررح الجمييييل ورآآآآآئع

            //


            تقبلي مروري


            :65::65::65:
            :65::65:
            :65:

            تعليق

            • أنوار الولاية
              • Dec 2010
              • 2871

              #7
              كل الشكر لـ طرحكـ القيم
              يعطيكـ ـألف عافية
              تحياتي لكم

              تعليق

              • عاشقةالبتول
                • Jul 2009
                • 2273

                #8
                الله يعطيك الف الف الف عاااااافيه
                ع الطرررح الجمييييل ورآآآآآئع

                //


                تقبلي مروري


                :65::65::65:
                :65::65:
                :65:

                تعليق

                • دمعة الكرار
                  • Oct 2011
                  • 21333

                  #9

                  تعليق

                  يعمل...
                  X