الرفق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    الرفق

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الرفق ضد العنف والشدّة ، ويُراد به اليسر في الاَُمور والسهولة في التوصل إليها ، وأصل الرفق في اللغة هو النفع ، ومنه قولهم : أرفق فلان فلاناً إذا مكّنه مما يرتفق به ، ورفيق الرجل : من ينتفع بصحبته ، ومرافق البيت : المواضع التي ينتفع بها ، ونحو ذلك
    والذي يعنينا من الرفق هنا ، هو ما يحمل لنا معاني اللين واللطف والسهولة واليسر ؛ لما لها من دور مهم في حياة المؤمن الرسالي
    التعامل مع الآخرين نوع من الفن الانساني الذي يؤدي إلى نتائج مبهرة من خلال تفاعلهم مع الفرد وهذا يتطلب أخلاقيات راقية مصوغة بصبغة الاهية اسلامية محصلتها دوام العلقةوالقرب أكثر والفائدة الأعم
    والرفق صفة محببة لدى الناس وبها تتيسر الصعاب وتسهل الأمور ، ، كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام :
    « الرفق ييسّر الصعاب ويسهّل شديد الأسباب ».
    وقال عليه السلام : « من استعمل الرفق لان له الشديد »
    فبالرفق يتنازل الانسان عن رأيه الخاطئ وعن موقفه الخاطئ ، ويتقبل النصح والارشاد ،
    روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام : « من كان رفيقاً في أمره نال ما يريد من الناس »
    خاطب الله سبحانه نبيه الاَكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً :
    ( فما رَحمةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهم ولَو كُنتَ فظَّاً غَليظَ القلب لانفضُّوا مِن حَولِكَ فاعفُ عَنهُم واستَغفِر لَهم وشَاوِرهُم في الاَمرِ فإذا عَزَمتَ فَتَوكَّل على اللهِ)
    أي أنّ لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين ، لاَنك تأتيهم مع سماحة أخلاقك وكرم سجيتك بالحجج والبراهين
    فلولا هذا الرفق الذي اعتمده الرسول مع من أُرسل اليهم لما تمكن من استقطاب الناس حول رسالته ، إذ إن الفضاضة والغلظة المناقضة للرفق واللين إذا ما اعتُمدت خياراً منهجياً في التبليغ والدعوة إلى الحق فإنَّ مردودها سيكون عكسياً
    نحتاج إلى هذه الخصوصية في حياتنا داخل المنزل مع الزوجة والأولادوحيث اختلاف القابليات والأمزجة والأحوال
    وبها يكون الأب نموذجا يقتدى به في تعامله مع من يعيش معهم وهم بالرفق مستمعون ومنفذون لما يلقى على مسامعهم من مختلف الزوايا الحياتية دنيوية وأخروية وبها يملك الراعي أسرته بقيادته الحكيمة
    وهو بذلك كمن صاد عصفورين بحجر واحد من جهة استطاع ايصالهم إلى بر الأمان ومن جهة أخرى استطاع تمليك أمور زمامهم بالسمع والطاعة وكلها تصب في مصلحتهم جميعا
    ومن الأمور الجيدة داخل الأسرة مراعاة الزوجة وقد روي عن الإمام السجاد عليه السلام قوله في حقُّ الزوجة:
    ( أن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ جعلها لك سكناً وأُنساً وتعلم أنّ ذلك نعمةً من الله عليك ، فتكرمها ، وترفق بها ، وإن كان حقك عليها أوجب فإنّ لها عليك أن ترحمها لاَنّها أسيرك ، وتطعمها وتسقيها وتكسوها ، وإذا جهلتْ عفوتَ عنها )
    وقال سلام الله عليه :
    (وحق الصغير رحمته في تعليمه والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له)
    والمربي بشكل عام لا يريد من الناس أجراً أو شكراً ، وإنما يريد لهم الخير والسعادة بتربيتهم على أساس الخلق السامي والسلوك السليم ، فهو يريد لهم أن يكونوا صالحين ومصلحين ، فالمصلحة تعود لهم ولمجتمعهم ، فمن الطبيعي أن ينال ما يريده إذا كان رفيقاً معهم.
    وجعل الإمام زين العابدين عليه السلام الرفق حقاً من حقوق المستنصح ، فقال : « وامّا حق المستنصح ، فإنّ حقّه أن تؤدي إليه النصيحة على الحق الذي ترى له أنه يحمل ويخرج المخرج الذي يلين على مسامعه ، وتكلمه من الكلام بما يطيقه عقله ، فان لكل عقل طيقه من الكلام يعرفه ويجتنبه ، وليكن مذهبك الرحمة وفي رواية اُخرى :
    (وليكن مذهبك الرحمة والرفق به ).
    ومن الرفق عدم التكلّف في طرح الأفكار والمفاهيم ، قال أمير المؤمنين عليه السلام :
    (قولوا ما قيل لكم ، وسلّموا لما روي لكم ، ولا تَكَلَّفوا ما لم تُكَلَّفوا ، فانّما تبعته عليكم فيما كسبت أيديكم ولفظت ألسنتكم ، أو سبقت إليه غايتكم )
    ومن الرفق كما ورد في أحاديث أهل البيت عليهم السلام ابداء النصيحة بمرونة ويسر
    وبصورة شيقة وجذّابة ، وأن لا يتحدث المربي بما يفزع الناس ويشق عليهم في مسائل عذاب الله تعالى وعذاب القبر ، ومن الأفضل تقديم صفات الرحمة والرأفة والغفران على صفات الانتقام ، وفي ابداء النصيحة العامة ينبغي عدم ذكر أسماء المنحرفين أمام الملأ ، وأن تكون النصيحة سرّاً.
    ومن الرفق مراعاة الأوضاع النفسية للاِنسان في مجال العبادة الواجبة والمندوبة ، قال أمير المؤمنين عليه السلام :
    « إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً ، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل ، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض »
    وذكر الإمام جعفر الصادق عليه السلام قصة الكافر الذي أسلم فاصطحبه أحد المسلمين وأثقله بالصلاة وحمّله ما لا يطيق ، فقال له : انصرف عنّي ، فإنّ هذا دين شديد لا أطيقه
    وفي تفسير مجمع البيان عن الوالدين قال عز وجل:{ واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } أي وبالغ في التواضع والخضوع لهما قولاً وفعلاً براً بهما وشفقة عليهما والمراد بالذل ها هنا اللين والتواضع دون الهوان من خفض الطائر جناحه إذا ضمّ فرخه إليه فكأنه سبحانه قال ضمّ أبويك إلى نفسك كما كانا يفعلان بك وأنت صغير وإذا وصفت العرب إنساناً بالسهولة وترك الآباء قالوا هو خافض الجناح وقال أبو عبد الله (عليه السلام): معناه لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برأفة ورحمة ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يديك فوق أيديهما ولا تتقدم قدامهما.
    وفي تفسير الميزان قوله تعالى:
    { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً } خفض الجناح كناية عن المبالغة في التواضع والخضوع قولاً وفعلاً مأخوذ من خفض فرخ الطائر جناحه ليستعطف أمه لتغذيته، ولذا قيده بالذل فهو دأب أفراخ الطيور إذا أرادت الغذاء من أمهاتها، فالمعنى واجههما في معاشرتك ومحاورتك مواجهة يلوح منها تواضعك وخضوعك لهما وتذللك قبالهما رحمة بهما.
    هذا إن كان الذل بمعنى المسكنة وإن كان بمعنى المطاوعة فهو مأخوذ من خفض الطائر جناحه ليجمع تحته أفراخه رحمة بها وحفظاً لها.
    وفي تفسيرالقمي{ وقل لهما قولا كريماً } أي حسناً.
    أخيرا قال الامام السجاد عليه السلام : ( وحقّ أهل ملّتك : إضمار السلامة ، والرحمة لهم ، والرفق بمسيئهم ، وتألّفهم ، واستصلاحهم ، وشكر محسنهم ، وكفّ الاَذى عنهم)
    ************************************************** ******************
    تفسيرمجمع البيان
    تفسيرالميزان
    تفسير القمي
    كتاب الرفق في المنظور الاسلامي ::: مؤلف ( الاستاد أبو زلفي الخزاعي)
    كتاب ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام
  • هاشم سعيد
    • Apr 2011
    • 973

    #2
    أحسنتـــــــــــــــــــــــم ...
    موفقين لكل خير ...

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • T3B .. !
        • Oct 2011
        • 180

        #4
        بسمِ الللةة الرحمنَ الرحييمِ ..

        طرحِ رآئعِ ..

        جزآكِ اللةة خييرَ ..

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5

          تعليق

          • ناصرة ام البنين
            • Oct 2009
            • 3252

            #6
            اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم والعن عدوهم

            مشكوره عزيزتي على الموضوع القيم
            جعله الله في ميزان اعمالك الصالحه

            تعليق

            • دمعة الكرار
              • Oct 2011
              • 21333

              #7

              تعليق

              • عاشقةالبتول
                • Jul 2009
                • 2273

                #8

                الله يعطيك الف الف الف عااافيه
                ع الطرررررح الجميييييل ورآآآآآئع


                //
                :65:
                :65::65:
                :65::65::65:
                تقبلي مروري
                :65::65::65:
                :65::65:
                :65:

                تعليق

                • دمعة الكرار
                  • Oct 2011
                  • 21333

                  #9

                  تعليق

                  يعمل...
                  X