الأئمة عليهم السلام وطرق الاستفادة من القرآن الكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الـدمـع حـبـر العـيـون
    • Apr 2011
    • 21803

    الأئمة عليهم السلام وطرق الاستفادة من القرآن الكريم

    بسم رب الزهراء عليها السلام
    اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد دقات قلب الزهراء
    السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الأئمة عليهم السلام وطرق الاستفادة من القرآن الكريم
    قال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}
    قال سماحته حفظه الله : حديثنا فعلاً في جهتين:
    الجهة الاولى: أنواع وأقسام فهم القرآن
    الجهة الثانية: طرق الاستفادة المستفادة من روايات أهل البيت عليهم السلام من القرآن الكريم

    وقد ذكر سماحته حفظه الله للجهة الأولى ستة درجات، وهي:
    الدرجة الأولى: نيل القرآن وفهم معانيه، ويقصد به مرحلة استظهار معانيه وفق الفهم العرفي العربي، واستشهد له بمجموعة من الآيات الكريمة من قبيل قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} وقوله: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}
    الدرجة الثانية: التدبر في القرآن، ويقصد به الاتعاظ القلبي؛ لأنّها ليست عملية عقلية ولا استظهارية، وإنّما هي شأن من شؤون القلب والروح، فالتدبر هو استلهام الموعظة والعبرة من خلال قراءة الآيات القرآنية، واستشهد له بقوله تعالى {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
    الدرجة الثالثة: التعقل، ويقصد به الإحاطة بمعنى الآية، من قبيل قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
    الدرجة الرابعة: استحقاق القرآن، أو ما يعبّر عنها علماؤنا بتحول القرآن إلى حقيقة قائمة راسخة بنفس ورح الإنسان، من قبيل قوله تعالى: {بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}
    الدرجة الخامسة: استبطان؛وهي مرتبة التي عبّر عنها القرآن بمرتبة اللمس {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} ، وهي مرتبة عين اليقين، أي أن أصحابها بلغوا من القرآن مرتبة من اليقين إلى اللمس، ويقصد بها معرفة بطون القرآن الكريم.
    الدرجة السادسة والأخيرة: تأويل القرآن، وهي المرتبة التي يتشكّل منها منظومة معرفية متكاملة، لأنّ في القرآن محكم ومتشابه، فالتأويل العام هو جعل القرآن منظومة معرفية متكاملة مترابطة، وهي مختصة بفئة معينة، وهم الذين عبّر عنهم في القرآن بـالراسخين في العلم، وهم غير الذين أوتوا من العلم، وغير الذين أوتوا العلم، قال تعالى:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} ، وهي مرتبة لا تحصل لعلماء المسلمين، وإنّما هي خاصة بأهل بيت النبوة صلوات الله عليهم أجمعين.
    وقال سماحته بعد ذلك: ومنها انتقل إلى التحدّث عن الجهة الثانية، أعني ما يستفاد من طرق في الاستنارة والاستفادة من أحاديث أهل البيت عليهم السلام، إذ هي الدليل على الكتاب العزيز، وقد ذكر منها ستة طرق، وهي:
    الطريق الأول: الجمع بين الآيات، وهو ما عبّر عنه العلامة الطباطبائي في تفسيره بـ تفسير القرآن بالقرآن، من قبيل ما نقل عن أمير المؤمنين علي عليه السلام في أن أقل الحمل هو ستة أشهر، فلما سأله الخليفة الثانية كيف عرفت ذلك؟ فقالله من كتاب الله تعالى، وقد وضّح له ذلك بطريقة الجمع بين قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} وقوله تعالى:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}
    الطريق الثاني: الإرشاد إلى القاعدة التي قد يغفل الذهن عن اقتناصها، من قبيل مَنْ وضع المرارة على جرحه، وسأل الإمام الصادق(عليه السلام) عن صحة المسح عليها أثناء الوضوء، فأجابه بصحته؛ مستشهداً له بقوله تعالى{... وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}
    الطريق الثالث: الإرشاد إلى نكتة أو قرينة الاستظهار في نفس الآيات التي لا يلتف إليها وإنما ببركة الرواية يتلفت إليها، فعندما سأل الإمام الصادق عليه السلام من أين عرفت أن المسح ببعض الرأس، فأجاب من قوله تعالى: {... وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} .أو من قبيل تفسير قوله تعالى {بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} بأنّ المراد من بقية الله هو الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجها لشريف ، حيث ورد في الآية قرينة على توضيح المراد من بقية الله، وهو قوله بعد ذلك {إن كنتم مؤمنين} فعلم أنّ المراد من بقية الله هو الربح غير المادي، لأنّ المادي يحصل للمؤمنين وغير المؤمنين.
    الطريق الرابع: أن يكون من التفسير المفهومي، فقد أشار إلى وجود روايات تفسّر القرآن بالمفهوم، من قبيل قوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} فقد فسّرت الرواية الطعام بخصوص الحبوب، لا كل ما يأكله أهل الكتاب حتى اللحوم وغيرها، فالرواية قد حددت مفهوم الآية.
    الطريق الخامس: التفسير المصداقي، وهو أن تقوم الرواية بذكر أكل مصاديق الآية الكريمة، من قبيل تفسير قوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} بالإمام الحسين عليه السلام
    الطريق السادس: ما ورد من الروايات في مقام بيان بطون القرآن الكريم،وقد أشار إلى أن عن معرفة بطون القرآن بتأويله متوقفة على معرفة القرآن كمنظومة مترابطة، فهذا القسم من الروايات يحتاج إلى بذل الجهد من العلماء ليكون علماً يستفاد منه بطون القرآن الكريم، من قبيل تفسير الإمام الصادق عليه السلام لقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} بقوله عليه السلام : هي أمي فاطمة عليها السلام ، وهذا هو بيان لبطن الآية؛ إذ للآية مرتبة التنزيل، ومرتبة التأويل، ومرتبة التنزيل تلقاه قلب النبي صلى الله عليه وآله{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ}ومرتبة التأويل تلقاها قلب فاطمة عليه السلام، بحيث أصبح قلبها وعاء لتأويله، كما أنّ ليلة القدر هذا الظرف الزماني لنزول القرآن من السماء، فقلبها وعاء لنور القرآن وتأويله، فهنا الرواية قالت تعبيراً عن ذلك بفاطمة عليها السلام
    والنتيجة: هي أننا نريد أن نصل إلى هذه النقطة المهمة، وهي أنّه ينبغي على أهل العلم والفضل العمل على جمع المزيد من الآيات المرتبطة ببطون القرآن، وربطها مع بعضها البعض، ليستفيد منها علوم ومعرفة بطون القرآن.

    محاضرة سماحة آية الله السيد منير الخباز ونسألكم الدعاء ..
    دمتم بحب ورعاية الزهراء
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    #2

    تعليق

    • حبي حسين
      • Jan 2011
      • 1996

      #3
      سلمت اناملج الولائية غلاتي
      ع الموضوع القيم ربي يوفقج يارب





      تقبلي مروري ,,, حبي حسين

      تعليق

      • عاشقة النور
        • Jan 2009
        • 8942

        #4
        بآرك الله فيك
        وجزاك الجنة

        "عاشقة النور"

        تعليق

        • الـدمـع حـبـر العـيـون
          • Apr 2011
          • 21803

          #5
          تـوآجدك الرائــع ونــظره منك لموآضيعي هو الأبداع بــنفسه ..

          يــســعدني ويــشرفني مروورك الحاار وردك وكلمااتك الأرووع

          تعليق

          يعمل...
          X