بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

في هذا اليوم الأليم على قلب النبي المصطفى صلى الله عليه وآله والمقرح لقلب السيدة الزهراء عليها السلام ، حيث فيه رحلت عن هذه الحياة سيدة قريش الأولى ومن كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله خير زوجة وأحبها إلى قلبه لتترك في حياته ذكرى أليمة لم ينسها طوال أبداً ، إنها سليلة الشرف وأم الزهراء .. السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام ، واحدة من تلك النساء اللواتي سدن بطيب الخلق وجمال النفس وإنكار الذات والذوبان في حب الله والتقُى عن كل ما حرمه الله
نعم إنها خديجة صاحبة المال ومن كانت تُضارب بأموالها الرجال في عصر كان فيه يُعاب على المرأة أن تُدير شئون أمرها فكيف لها أن تُدير من أعظم التجارات بسبب الجهل الذي يُظهر لهم بأن المرأة عار والتعامل معها من المحال فكيف لها وهي في هذا الحال أن تضارب الرجال وتنافسهم في أعمالهم بل وتتفوق عليهم لتكون هي السيدة الأولى بقافلتها العظيمة والتي تنطلق بشموخ من أرض الحجاز لتجوب اليمن والشام وتعود محملة بعظيم الخيرات ، نعم إن ذلك العصر وفي تلك البقعة كانت المرأة تقاسي الذل وتتجرع كأس المنون على أيدي الآباء بحجة جلبها للعار
مجتمع غارقٌ من قرنيه إلى أخمص قدميه في الجهل ، يتعامل مع المرأة بوحشية قل نظيرُها ولا يتورع من أن يدفنها ويزهق روحها ويعود إلى بيته من دون أن يخفق قلبه ألماً وتدمع عينه ندماً على فعلته الشنعاء
وإذا بهذه المرأة وفي ذلك المجتمع المتوحش تكسر كل الحواجز لتبين نبوغها وتُظهر قوة شخصيتها بحيث تتمكن من إدارة أعظم تجارة وتسود كثير من الرجال ولا أحد من أعاظم القوم يُحرك ساكناً أو يتفوه ببنت شفةٍ بكلمة تحط من قدرها
نعم إنها عظيمة بأخلاقها وعظيمة في تعاملها وعظيمة في اختيارها لمن سيكون رفيق دربها في هذه الدنيا وشفيعها بعد الممات
لقد رأت في رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك الإنسان النبيل والعظيم في خُلقه وحسن تصرفه وأمانته والكرامات التي حصلت له وهو يعمل معها في تجارتها فأبت إلا أن يكون هو الزوج الذي به تنال خير الدنيا وسعادة الآخرة فخطبته لنفسها وتركت أعاظم الرجال ، لتهنأ معه بجمال الحياة وتنعم بسعادة الدارين ، وبعد أن تزوجت منه كانت له نعم الزوجة ، وقد ظهر ذلك جلياً حينما بُعِثَ من قبل الله رسولاً يُبلغ عن الله ما يضيء الدرب لعشيرته وقومه ومن ثم للعالم أجمع بل للثقلين ، فلاقى من قومه الإعتراض والأذى وبعدها حورب نفسياً ومادياً إلى أن تم لهم محاصرته في شعب أبي طالب عليه السلام لسنين ثلاث ، كان لخديجة عليها السلام الموقف العظيم ، لنشر الدين الحنيف ، حيث سخرت أموالها في خدمة الدين ليتحقق لخاتم الرسل وسيد الخلق الهدف المنشود ليكون مالها دعامة مهمة من دعائم الدين وركيزة عظيمة من الركائز التي قامت عليها الرسالة المحمدية قال تعالى وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى سورة الضحىنعم لقد أغنى الله نبيه صلى الله عليه وآله وقوى دعوته بمال خديجة عليها السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما نفعني مالٌ قط مثل ما نفعني مال خديجة م. الحاكم ج/3 صـ 182-186 لتهنأ بحب الله ورضاه عنها وتنام قريرة العين في كنف الغفور الرحيم كافياً لها أهوال القبر وعصرته التي لا تُطاق ببركة قميض رسول الله الذي كفنه بها والكفن الذي نزل به جبرائيل بأمر الله من أرض الجنان

سلام على خديجة وسلام على روحها وجسدها وجعلنا الله من المقتدين بها ومن شفعائها غداص في الحساب
ريحانه علي

في هذا اليوم الأليم على قلب النبي المصطفى صلى الله عليه وآله والمقرح لقلب السيدة الزهراء عليها السلام ، حيث فيه رحلت عن هذه الحياة سيدة قريش الأولى ومن كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله خير زوجة وأحبها إلى قلبه لتترك في حياته ذكرى أليمة لم ينسها طوال أبداً ، إنها سليلة الشرف وأم الزهراء .. السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام ، واحدة من تلك النساء اللواتي سدن بطيب الخلق وجمال النفس وإنكار الذات والذوبان في حب الله والتقُى عن كل ما حرمه الله
نعم إنها خديجة صاحبة المال ومن كانت تُضارب بأموالها الرجال في عصر كان فيه يُعاب على المرأة أن تُدير شئون أمرها فكيف لها أن تُدير من أعظم التجارات بسبب الجهل الذي يُظهر لهم بأن المرأة عار والتعامل معها من المحال فكيف لها وهي في هذا الحال أن تضارب الرجال وتنافسهم في أعمالهم بل وتتفوق عليهم لتكون هي السيدة الأولى بقافلتها العظيمة والتي تنطلق بشموخ من أرض الحجاز لتجوب اليمن والشام وتعود محملة بعظيم الخيرات ، نعم إن ذلك العصر وفي تلك البقعة كانت المرأة تقاسي الذل وتتجرع كأس المنون على أيدي الآباء بحجة جلبها للعار
مجتمع غارقٌ من قرنيه إلى أخمص قدميه في الجهل ، يتعامل مع المرأة بوحشية قل نظيرُها ولا يتورع من أن يدفنها ويزهق روحها ويعود إلى بيته من دون أن يخفق قلبه ألماً وتدمع عينه ندماً على فعلته الشنعاء
وإذا بهذه المرأة وفي ذلك المجتمع المتوحش تكسر كل الحواجز لتبين نبوغها وتُظهر قوة شخصيتها بحيث تتمكن من إدارة أعظم تجارة وتسود كثير من الرجال ولا أحد من أعاظم القوم يُحرك ساكناً أو يتفوه ببنت شفةٍ بكلمة تحط من قدرها
نعم إنها عظيمة بأخلاقها وعظيمة في تعاملها وعظيمة في اختيارها لمن سيكون رفيق دربها في هذه الدنيا وشفيعها بعد الممات
لقد رأت في رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك الإنسان النبيل والعظيم في خُلقه وحسن تصرفه وأمانته والكرامات التي حصلت له وهو يعمل معها في تجارتها فأبت إلا أن يكون هو الزوج الذي به تنال خير الدنيا وسعادة الآخرة فخطبته لنفسها وتركت أعاظم الرجال ، لتهنأ معه بجمال الحياة وتنعم بسعادة الدارين ، وبعد أن تزوجت منه كانت له نعم الزوجة ، وقد ظهر ذلك جلياً حينما بُعِثَ من قبل الله رسولاً يُبلغ عن الله ما يضيء الدرب لعشيرته وقومه ومن ثم للعالم أجمع بل للثقلين ، فلاقى من قومه الإعتراض والأذى وبعدها حورب نفسياً ومادياً إلى أن تم لهم محاصرته في شعب أبي طالب عليه السلام لسنين ثلاث ، كان لخديجة عليها السلام الموقف العظيم ، لنشر الدين الحنيف ، حيث سخرت أموالها في خدمة الدين ليتحقق لخاتم الرسل وسيد الخلق الهدف المنشود ليكون مالها دعامة مهمة من دعائم الدين وركيزة عظيمة من الركائز التي قامت عليها الرسالة المحمدية قال تعالى وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى سورة الضحىنعم لقد أغنى الله نبيه صلى الله عليه وآله وقوى دعوته بمال خديجة عليها السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما نفعني مالٌ قط مثل ما نفعني مال خديجة م. الحاكم ج/3 صـ 182-186 لتهنأ بحب الله ورضاه عنها وتنام قريرة العين في كنف الغفور الرحيم كافياً لها أهوال القبر وعصرته التي لا تُطاق ببركة قميض رسول الله الذي كفنه بها والكفن الذي نزل به جبرائيل بأمر الله من أرض الجنان

سلام على خديجة وسلام على روحها وجسدها وجعلنا الله من المقتدين بها ومن شفعائها غداص في الحساب
ريحانه علي
تعليق