الـضَـــائِعـــَـة
في عام 1080 هـ . ش " 1124هـ.ق. " هاجم ( التركمن ) ( استراباد ) وأسروا بعض أهلها, وكان من بين الأسرى فتاة وحيدة لأمها, ولذا فقد فجعت الأم بفقدها وظلت تندبها وتبكي .
وذات يوم حدثت الأم نفسها قائلة :
أيعجز من ضمن الجنة في زيارته أن يضمن لي أبنتي, لهذا عزمت على الذهاب الى مشهد المقدسة والإقامة هناك .
أما الفتاة فقد بيعت في أسواق بخارى جارية .
وذات ليلة رأى رجل مؤمن هذا في عالم المنام كأنه يغرق في لجة بحر, وفجأة يرى فتاة تمد يدها إليه وتنتشله من الغرق .
هب الرجل المؤمن من نومه وأستغرق في فكر عميق .
ترى ما تعبير هذه الرؤيا المخيفة ؟ !
خرج الرجل من منزله لشراء بعض الحاجيات, فمر بالخان حيث تحط قوافل رحالها يبيع التجار ما جاؤا به من بلدان بعيدة .
وفي الخان قال له تاجر: إن عندي جارية جميلة, فإن كانت لك رغبة فانظر .
وانطلق الرجل مع التاجر وأراه الجارية .
وعندما وقعت عيناه دهش؛ لأنها نفس الجارية التي رآها في عالم النوم, فاشتراها وعاد بها الى منزله وراح يسألها عن أصلها ونسبها .
قالتا الفتاة: أنا من أهل أستراباد, ومن جملة الأسرى الذين أخذهم التركمن عندما أغاروا على مدينتا .
رق الرجل للفتاة وقال لها: إن عندي بنون أربعة, فإن شئت زوجتك من تشائين .
قالت الفتاة : أتزوج من يقبل شرطي, وهو أن يأخذني لزيارة الإمام الرضا (ع) .
وافق أحد أولاد الرجل على شرط الفتاة وتزوجها, ثم إنطلق بعروسه الى مشهد .
ويشاء القدر أن تمرض الفتاة قبل ان تصل المدينة, فخفّ الزوج الى المرقد ودعا الله أن يقيض له من يمرض زوجته .
ولما غادر الحرم الى المسجد رأى في طريقه أمرأة عجوز فقال لها يا أمي, أنا رجل غريب وزوجتي مريضة, وأسألك أن تساعديني في تمريضها ولك ثواب الآخرة وأجرة التمريض !
وافقت المرأة العجوز ورافقت الرجل الى حيث أودع زوجته المريضة .
ولما كشفت المرأة العجوز الغطاء عن وجه المريضة صرخت هذه أبنتي والله! ثم وقعت مغشية عليها .
وأنتبهت الفتاة على صرخة امها, فلما فتحت عينيها دهشت, ثم بكت فرحاً, ونضت الماء على وجه أمها , ولم تمض سوى ساعة حتى كانت الفتاة قد غادرت فراش مرضها ودماء العافية تجري في وجهها (1) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(1)راحة الروح / علي أكبر النهاوندي : 117 .
المصدر:دنيا الفتيات، قصص وحكايات - كمال السيد
في عام 1080 هـ . ش " 1124هـ.ق. " هاجم ( التركمن ) ( استراباد ) وأسروا بعض أهلها, وكان من بين الأسرى فتاة وحيدة لأمها, ولذا فقد فجعت الأم بفقدها وظلت تندبها وتبكي .
وذات يوم حدثت الأم نفسها قائلة :
أيعجز من ضمن الجنة في زيارته أن يضمن لي أبنتي, لهذا عزمت على الذهاب الى مشهد المقدسة والإقامة هناك .
أما الفتاة فقد بيعت في أسواق بخارى جارية .
وذات ليلة رأى رجل مؤمن هذا في عالم المنام كأنه يغرق في لجة بحر, وفجأة يرى فتاة تمد يدها إليه وتنتشله من الغرق .
هب الرجل المؤمن من نومه وأستغرق في فكر عميق .
ترى ما تعبير هذه الرؤيا المخيفة ؟ !
خرج الرجل من منزله لشراء بعض الحاجيات, فمر بالخان حيث تحط قوافل رحالها يبيع التجار ما جاؤا به من بلدان بعيدة .
وفي الخان قال له تاجر: إن عندي جارية جميلة, فإن كانت لك رغبة فانظر .
وانطلق الرجل مع التاجر وأراه الجارية .
وعندما وقعت عيناه دهش؛ لأنها نفس الجارية التي رآها في عالم النوم, فاشتراها وعاد بها الى منزله وراح يسألها عن أصلها ونسبها .
قالتا الفتاة: أنا من أهل أستراباد, ومن جملة الأسرى الذين أخذهم التركمن عندما أغاروا على مدينتا .
رق الرجل للفتاة وقال لها: إن عندي بنون أربعة, فإن شئت زوجتك من تشائين .
قالت الفتاة : أتزوج من يقبل شرطي, وهو أن يأخذني لزيارة الإمام الرضا (ع) .
وافق أحد أولاد الرجل على شرط الفتاة وتزوجها, ثم إنطلق بعروسه الى مشهد .
ويشاء القدر أن تمرض الفتاة قبل ان تصل المدينة, فخفّ الزوج الى المرقد ودعا الله أن يقيض له من يمرض زوجته .
ولما غادر الحرم الى المسجد رأى في طريقه أمرأة عجوز فقال لها يا أمي, أنا رجل غريب وزوجتي مريضة, وأسألك أن تساعديني في تمريضها ولك ثواب الآخرة وأجرة التمريض !
وافقت المرأة العجوز ورافقت الرجل الى حيث أودع زوجته المريضة .
ولما كشفت المرأة العجوز الغطاء عن وجه المريضة صرخت هذه أبنتي والله! ثم وقعت مغشية عليها .
وأنتبهت الفتاة على صرخة امها, فلما فتحت عينيها دهشت, ثم بكت فرحاً, ونضت الماء على وجه أمها , ولم تمض سوى ساعة حتى كانت الفتاة قد غادرت فراش مرضها ودماء العافية تجري في وجهها (1) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(1)راحة الروح / علي أكبر النهاوندي : 117 .
المصدر:دنيا الفتيات، قصص وحكايات - كمال السيد
تعليق