تهوي إليه أفئدة المؤمنين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سكون الليل
    • Nov 2008
    • 2787

    تهوي إليه أفئدة المؤمنين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
    سيدي أبا عبد الله
    ها هي قلوب أحتبك تخفق بالشوق إلى مرقدك الطاهر وها هي نفوسهم تهوي بود وافدة عليك ، وها هي نفوسهم قد تركت كل ما يُشغلها عنك وجاءت من مسافات بعيدة وبلاد عديدة لتتطيب بريح مرقدك الطاهر وتتزين بجمال ودها لك لتشرق بشعاع نور الولاء لحضرتك وتسعد بقربها مكان خلودك
    وها هي الأرواح قد تسامت وهي تُحلق بسرور حول ضريحك الطاهر لتصل بمعيتك إلى ملكوت ربك وترى الجنان التي ستسعد بالخلود فيها في مقابل إخلاصها في الولاء لك فتهنأ وتستر لاستبشارها بالنهاية الجميلة والخاتمة المباركة التي أعدها الله لها نظير إيمانها بأنك أنت الحسين المجدد لدين جدك والصابر على أذى البغاة الذين حاربوك لا لشيء إلا لأنك رفعت راية الحق وسرت على صراط الله وعقدت العزم على الإصلاح في أمة جدك تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لا تأخذك في الله لومة لائم ، بعد أن رأيت الفساد قد استشرى والرشاد قد انزوى ، فلم تجد بداً من النهوض لإعادة الحق إلى نصابه حتى لو كلفك ذلك حياتك التي هي أثمن وأنفس شيء عندك ، فما كان منهم إلا أن يُجرعوك الموت غصة بعد غصة ويسقوك المنية بأبشع وأفضع الجرائم لم ، يراعوا لك حرمة ولم يعبأوا بمكانتك العظيمة عند ربك ، ولا بقربك من جدك رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقصدوك بسيوفهم ومزقوا جسدك برماحهم واحتزوا رأسك عطشاناً ، ورضضوا جسمك بخيولهم ومن ثم أحرقوا خيام أهلك ، وأركبوهم المطايا ليطوفوا بهم البلدان فرحين بما ارتكبوه في حقك من جرائم يندى لها الجبين ويبكي لها في السماء جبرائيل وملائكة الله الممقربين ، ويُدمى لها أفق السماء فيتلون بلون الدم صباحاً ومساءاً ، وحتى الأحجار قد بكتك دماً في ذلك اليوم الأليم الذي آذى قلب جدك المصطفى وتوجع فيه فؤاد أمك الزهراء وشهر لأجلك أبوك المرتضى سيفه القاطع لرقاب الأعداء أراد به قطع دابر ذلك الجيش اللعين الذي أبكى عيون الزهراء لكنك أبيت إلا أن تكون شهيداً فأعدت سيف أبيك في غمده حينما ناديت بصوت خافت إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني فأخذتك السيوف وقطعتك الرماح ورضت جسمك الخيول وسبت نساؤك الأعداء وأدخلتهم في مجالس الطغاة ليشمتوا بهن ويتشفوا بما جرى عليك من قتل فضيع على أيدي جلاوزتهم الملاعين
    نعم سيدي في يوم عرفة وقف الحجاج في تلك البقعة راغبين في مرضاة الله ، طالبين العفو من الله ، طامعين في جنات الله ، وفي المقابل هناك ثلة من المؤمنين قد جاءوا إليك زائرين وحول ضريحك طائفين قد تركوا الأهل والأقربين ، أتى بهم الشوق إليك ، والإيمان بأنك أنت الحسين الذي لا تخيب زائراً قصدك، وأنت الحسين سفينة النجاة التي تعبر بهم محيطات الدنيا بأمواجها العاتية لتوصلهم إلى شاطئ الأمان فيدخلوا الجنة بسلام آمنين وأنت الحسين مصباح الهدى الذي تُضيء دروبهم فيسيروا خلاله بأجسامهم وأرواحهم إلى حيث الخلود في النعيم ، وأنت الحسين باب الله إلى المؤمنين ، في تُربتك الشفاء وتحت قُبة مرقدك استجابة الدعاء ، وأنت الحسين الذي لا ترد من قصدك حتى وإن كان قبل ذاك حاملاً لأعاظم الذنوب ، فبزيارته لك تُسغل سيئاته وتَطهر نفسه وتسمو روحه ليصل بها إلى مرضاة لمعبود
    فما أجمل أن أكون لك زئراً في يوم شخصت فيه الأبصار إلى بيت الله العتيق ، وتوافدت فيه الملايين إلى تلك البقاع لأداء مناسك الحج راغبة في رحمة الرب العظيم ، فإن كان الله قد نشر رحمته على على حجاج بيته ، فقد ضاعفها هنا عند قبر وليه
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2
    جزاكِ الله كل خير اختي الفاضله

    تعليق

    • عاشقة النور
      • Jan 2009
      • 8942

      #3
      أحسنت


      تقبل الله تعالى أعمالكم وحشركم مع سيد الشهداء عليه السلام

      ورزقنا الله تعالى وإياكم زيارته في الدنيا ونيل شفاعته في الآخرة


      "عاشقة النور"

      تعليق

      • سكون الليل
        • Nov 2008
        • 2787

        #4
        شكرا لكم على المرور الكريم

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5

          تعليق

          يعمل...
          X