وطن يئن من الحديد مقيد
الاستاذ علي راضي الطلالوة
وطنٌ يئنُ منَ الحديدِ مُقيَّدُ
مُتألماً يَشْكو الهُمُومَ يُردِّدُ
وطنٌ يئنُ منَ الحديدِ مُقيَّدُ
مُتألماً يَشْكو الهُمُومَ يُردِّدُ
ومُكبَّلاً في أُمَّةٍ مَهضُومَةٍ
تَرجُو الخَلاصَ وأين ذاك الموردُ
مَظلُومَةٌ مَحْرُومةٌ في خَيرِهَا
تَسقِي الغرَيبَ وأهْلهَا تَستَبعِدُ
والشّعبُ في اَرجائهِ مُتَأزِّمٌ
للهِ يَشكُو أَمرَهُ ويُوحِّدُ
إنْ قُلتَ: لا.. قَالوا عَمِيلاً خَائِناً
تَدعُوا لِتَشْتيتَ البِلادِ وتَنشُدُ
أَوْ أَنتَ في غَيرِ البِلادِ مُوالِياً
للعُنْصُريةِ والمَذاهبِ يَقصُدُ
نَهَبُوا الحُقُوقَ وجَوَّعُوا أَبْنَاءَهَا
بل آثَرُوا فِيهَا الخَئُونَ يُعرْبدُ
هَلْ نَحنُ فِيهَا غَيرَ تُونِسِ مَذهباً
أمْ أنَّنَا فِيْ غَيرِ مِصْرٍ تَلمذُ
لا لِلسِّكُوتِ وللْخُنوعِ تَأدُّباً
بلْ حقّنا نرج ونَطلبُ عُنَّدُوا
ونقولُ لا فيها بِصَوتٍ صَاخِبٍ
لا للْقُيودِ وظُلمَكُمْ نَتَودَّدُ
إنَّ السُّجونَ لمِثلنَا هيَ أُنْشِئتْ
والعَارُ فِيهَا للتَّذللِ نَسْجدُ
غُربَاءُ في أَوطَانِنا ودِيارِنَا
بَلْ لاجِئُونَ بِأعْيُنٍ نُسْتَعبدُ
إنَّ الكَلامَ مُحرَّمٌ إنْ جِئْتَهمْ
اسمعْ ولا تَسألْ وأنتَ مُصَفَّدُ
ضَيفاً ثَقيلاً قدْ حلَلْتَ بِسَاحِهمْ
بِفُتاتِهمْ تُرمى وأنتَ مُهدَّدُ
في ملكهمْ اسماً ورقماً عندهمْ
في خانةٍ تبقى بِحَّدِّ مُحدَّدُ
وَيَرَوْكَ تنكيراً تَمرُّ بِسَاحِهم
إنْ لمْ تداسُ بِجمعهمْ وتُفنَّدُ
فَهُمُ الإلهُ بِطَاعَةٍ مَطلوبةً
والقَولُ مَسْمُوعٌ بِقَهرٍ يُرصَدُ
ويُزاحِمُوكَ بِنظْرةٍ دُونيةٍ
ويَرَوكَ مَمْلوكاً لهمْ مُتَعَهَّدُ
أبناءَنَا بِشَهادةٍ قدْ أُبعِدُوا
عِنداً وإِصْراراً بِهم مُتَوعَّدُ
قَهراً لهمْ وبجرأةٍ مَقْصُودةٍ
حتَّى يجوعَ ويصرخُ المُتشدِّدُ
والأجنبيُ يَعومُ في خَيْراتِنَا
وابنُ البلادِ بِحَسْرةٍ ومُجَرُّدُ
الخيرُ اسمٌ للبلادِ شِعارهُ
وحَقِيقُهَا كَذِبٌ وذُلٌ مُؤْصَدُ
هلْ بعدَ هذا الذُّلِ يَسْكُتُ عَاقِلٌ
أمْ هلْ تَرى فيها الكلامُ يُؤَيَّدُ
لمْ يَطلبوا غيرَ الصَّلاحِ لِنَهجِهِم
والأمنُ يأتي بَعدهُ يَتَجَسَّدُ
وقتُ التذلُّلِ انتهى في أرضِنا
والحقُّ يُؤخذُ إنْ رَضَوا أوْ عَانَدُوا
سَنَقُولُها: (لاءٌ وَأَلفٌ) إنْ أَتتْ
والله يفعل ما يشاء ويُرشِدُ
تعليق