بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم
لقد تطرقت كتب التأريخ أن الفساق الذين شاركوا في قتل العباس عليه السلام نالوا جزاءهم بعد مضي فترة وجيزة .
يذكر المدائني أن رجلاً موثوقاَ ذكر له أنه شاهد رجلاً من بني أبان بن دارم أسود الوجه و كان يعرفه من قبل بأنه جميلٌ شديد البياض ، فقال له : ما كدت أعرفك ، قال إني قتلت شاباً أمرد مع الحسين عليه السلام بين عينيه أثر السجود فما نمت ليلة إلا أتاني فيأخذ بتلابيبي حتى يأتي بي جهنم فيدفعني فيها فأصيح فما يبقى أحدٌ في الحي إلا سمع صياحي ، قال و المقتول العباس بن علي عليه السلام .
و قال ابن شهر آشوب : فسمعت بذلك جارة له فقالت : ما يدعنا ننام الليل من صياحه .
أما سبط بن الجوزي فيروي هذه الرواية فيقول أبلغني هشام بن محمد بن الأصبغ المجاشعي أنه لما أتي بالرؤوس إلى الكوفة إذا بفارس أحسن الناس وجهاً قد علق في لبان فرسه رأس غلام أمرد كأنه القمر ليلة تمامه و الفرس يمرح فإذا طأطأ رأسه لصق الرأس بالأرض فقلت رأس من هذا ؟
قال : رأس العباس بن علي عليه السلام
قلت : و من أنت ؟
قال : أنا حرملة بن كاهل الأسدي فلبثت أياماً و إذا بحرملة و وجهه أشد سواداً من القار ، قلت : رأيتك يوم حملت الرأس و ما في العرب أنظر وجهاً منك و لا أرى اليوم أقبح و لا أسود وجهاً منك فبكى و قال : و الله منذ حملت الرأس و إلى اليوم ما تمر علي ليلة إلا و اثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى نار تؤجج فيه فيدفعاني فيها و أنا أنكص فتصفعني كما ترى ثم مات على أقبح حال .
و كان من جملة المجرمين حكيم بن الطفيل الذي ضرب العباس بن علي عليه السلام غيلةً و أيضاً رمى الإمام الحسين عليه السلام بسهم . و كان قد استتر في داره خوفاً من المختار ، فأرسل إليه المختار عبد الله بن كامل فذهب إليه مع جماعة فأخذه ثم أقبل به فجاءت أخت حكيم و هي زوجة عدي بن حاتم الطائي تستغيث بعبدالله بن كامل و طلبت من عدي أن يشفع عند المختار في حكيم فلحقهم - عدي - في الطريق و علم عبدالله بن كامل فيه ، فقال ما إلي من أمره شي إنما ذلك إلى الأمير المختار .
فقالت الشيعة لابن كامل : إنا نخاف أن يشفع الأمير عدي بن حاتم في هذا الخبيث فدعنا نقتله ، قال : شأنكم به ، فأخذوا حكيم بن الطفيل و نصبوه غرضاً ثم قالوا له : سلبت ابن علي المرتضى ثيابه - أي أنه سلب العباس بن علي ثيابه - و رميت الإمام الحسين و اتخذته غرضاً ذلك و قلت تعلق سهمي بسرباله و لم يضره . و أيم الله لنرمينك كما رميته بنبال ، فرموه رشقاً واحداً فوقعت به نبال كثيرة حتى صار كالقنفذ فخر ميتاً و إلى جهنم و بنس المصير .
المصدر : كتاب قصص العباس عليه السلام
للشيخ ناصر ماجد الزبيدي
نلتمس منكم الدعـآء
أختكمـ } ترآنيم الوفـآء
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم
لقد تطرقت كتب التأريخ أن الفساق الذين شاركوا في قتل العباس عليه السلام نالوا جزاءهم بعد مضي فترة وجيزة .
يذكر المدائني أن رجلاً موثوقاَ ذكر له أنه شاهد رجلاً من بني أبان بن دارم أسود الوجه و كان يعرفه من قبل بأنه جميلٌ شديد البياض ، فقال له : ما كدت أعرفك ، قال إني قتلت شاباً أمرد مع الحسين عليه السلام بين عينيه أثر السجود فما نمت ليلة إلا أتاني فيأخذ بتلابيبي حتى يأتي بي جهنم فيدفعني فيها فأصيح فما يبقى أحدٌ في الحي إلا سمع صياحي ، قال و المقتول العباس بن علي عليه السلام .
و قال ابن شهر آشوب : فسمعت بذلك جارة له فقالت : ما يدعنا ننام الليل من صياحه .
أما سبط بن الجوزي فيروي هذه الرواية فيقول أبلغني هشام بن محمد بن الأصبغ المجاشعي أنه لما أتي بالرؤوس إلى الكوفة إذا بفارس أحسن الناس وجهاً قد علق في لبان فرسه رأس غلام أمرد كأنه القمر ليلة تمامه و الفرس يمرح فإذا طأطأ رأسه لصق الرأس بالأرض فقلت رأس من هذا ؟
قال : رأس العباس بن علي عليه السلام
قلت : و من أنت ؟
قال : أنا حرملة بن كاهل الأسدي فلبثت أياماً و إذا بحرملة و وجهه أشد سواداً من القار ، قلت : رأيتك يوم حملت الرأس و ما في العرب أنظر وجهاً منك و لا أرى اليوم أقبح و لا أسود وجهاً منك فبكى و قال : و الله منذ حملت الرأس و إلى اليوم ما تمر علي ليلة إلا و اثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى نار تؤجج فيه فيدفعاني فيها و أنا أنكص فتصفعني كما ترى ثم مات على أقبح حال .
و كان من جملة المجرمين حكيم بن الطفيل الذي ضرب العباس بن علي عليه السلام غيلةً و أيضاً رمى الإمام الحسين عليه السلام بسهم . و كان قد استتر في داره خوفاً من المختار ، فأرسل إليه المختار عبد الله بن كامل فذهب إليه مع جماعة فأخذه ثم أقبل به فجاءت أخت حكيم و هي زوجة عدي بن حاتم الطائي تستغيث بعبدالله بن كامل و طلبت من عدي أن يشفع عند المختار في حكيم فلحقهم - عدي - في الطريق و علم عبدالله بن كامل فيه ، فقال ما إلي من أمره شي إنما ذلك إلى الأمير المختار .
فقالت الشيعة لابن كامل : إنا نخاف أن يشفع الأمير عدي بن حاتم في هذا الخبيث فدعنا نقتله ، قال : شأنكم به ، فأخذوا حكيم بن الطفيل و نصبوه غرضاً ثم قالوا له : سلبت ابن علي المرتضى ثيابه - أي أنه سلب العباس بن علي ثيابه - و رميت الإمام الحسين و اتخذته غرضاً ذلك و قلت تعلق سهمي بسرباله و لم يضره . و أيم الله لنرمينك كما رميته بنبال ، فرموه رشقاً واحداً فوقعت به نبال كثيرة حتى صار كالقنفذ فخر ميتاً و إلى جهنم و بنس المصير .
المصدر : كتاب قصص العباس عليه السلام
للشيخ ناصر ماجد الزبيدي
نلتمس منكم الدعـآء
أختكمـ } ترآنيم الوفـآء
تعليق