حضور القلب في العبادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    حضور القلب في العبادة

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين

    ينبغي من إحضار القلب في حال العبادة سيما الصلاة التي هي عمود الدين ورأس الأعمال.

    قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾

    ذمهم على الغفلة مع كونهم مصلين لا لأنهم سهوا عنها وتركوها وقال تعالى: ﴿ َالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ أي يفعلونه في حال وجل قلوبهم والاتصاف بالوجل حالة العمل مستلزم بحضور القلب على أتم وجه.

    وقال النبي (ص): (الصلاة ميزان من وفى استوفى).

    وقال: (أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك).

    وقال (ص) في فضل إتمامها: ( إن الرجلين من أمتي يقومان في الصلاة وركوعهما وسجودهما وأحد وإنما بين صلاتيهما ما بين السماء والأرض).

    وقال (ص): ( أما يخاف الذي يحول وجهه في الصلاة أن يحول الله وجهه وجه حماراً)ز

    وقال (ص): ( من صلى ركعتين لم يحدث فيهما نفسه بشيء من الدنيا غفر الله له ذنوبه).

    وعنه (ص): (من حبس نفسه في صلاة فريضة فأتم ركوعها وسجودها وخشوعها ثم مجد الله عزوجل وعظمه وحمده حتى يدخل وقت صلاة فريضة أخرى لم يقطع بينهما، كتب الله كأجر الحاج المعتمر وكان من أهل عليين).

    وعنه (ص): (إن من الصلاة لما يقبل نصفها وثلثها وربعها وخمسها إلى العشر، وإن منها لما تلف الثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها وإنما لك من صلاتك ما أقبلت عليه بقلبك).

    وعن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله (ص): (إذا قام العبد المؤمن في صلاته فنظر الله إليه، أو قال: أقبل الله عليه حتى ينصرف وأظلته الرحمة من فوق رأسه إلى أفق السماء والملائكة تحفه من حوله إلى أفق السماء وكَل الله به ملكاً قائماً على رأسه يقول أيها المصلي لو تعلم من ينظر إليك ومن تناجي، ما ألتفت ولا زلت من موضعك أبداً).

    وقال الصادق (ع): ( لا تجتمع الرغبة والرهبة في قلب إلا وجبت له الجنة. فإذا صليت فأقبل بقلبك على الله عزوجل فإنه ليس من عبد مؤمن يقبل بقلبه على الله عزوجل في صلاته ودعائه إلا أقبل الله عليه بقلوب المؤمنين وأيده مودتهم إياه الجنة).

    وعن أبي حمزة الثمالي قال رأيت علي بن الحسين (عليهما السلام) يصلي فسقط رداؤه عن منكبه فلم يسوه حتى فرغ من صلاته قال: فسألته عن ذلك. فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت؟ إن العبد لا يقبل منه صلاة إلا ما أقبل فيها بقلبه، فقلت: جعلت فداك هلكنا، فقال: كلا إن الله يتم ذلك بالنوافل.

    وعن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السلام) أنهما قالا: على صلاتك فإنما لك منها ما أقبلت عليه بقلبك ولا تعبث فيها بيدك ولا برأسك ولا بلحيتك ولا تحدث نفسك ولا تتثاءب فيها ولا تمط الحديث).

    وروى الحلبي عن أبي عبدالله (ع) قال: (إذا كنت في صلاتك فعليك بالخشوع والإقبال على صلاتك فإن الله تعالى يقول: ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾

    وعنه، (ع) قال: (كان علي بن الحسين (ع) إذا قام في الصلاة تغير لونه، فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض عرقاً. وكان (ع) إذا قام في الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه إلا ما حركت الريح منه).

    وعن أبي جعفر (ع) قال: ( إن أول ما يحاسب به العبد الصلاة فإن قبلت قبل ما سواها إن الصلاة إذا ارتفعت في وقتها رجعت إلى صاحبها وهي بيضاء مشرقة تقول: حفظتني حفظك الله. وإذا ارتفعت في غير وقتها بغير حدودها رجعت إلى صاحبها وهي سوداء مظلمة تقول: ضيعتني ضيعك الله).

    وروى الفيض بن القاسم عن أبي عبدالله (ع) أنه قال (والله إنه ليأتي على الرجل خمسون سنة وما قبل الله منه صلاة واحدة فأي شيء أشد من هذا؟ والله إنكم لتعرفون من جيرانكم وأصحابكم من لو كان يصلي لبعضكم ما قبلها منه لاستخفافه بها. إن الله عزوجل لا يقبل إلا الحسن فكيف يقبل ما يستخف منه).

    وعن أبي الحسن الرضا (ع) أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول: (طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه بما تراه عيناه ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه ولم يحزن صدره بما أعطي غيره).

    وروى سفيان بن عيينة عن أبي عبدالله (ع) في قول الله عزوجل: ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾ قال: ( ليس يعنى أكثركم عملاً ولكن أصوبكم عملاً وإنما الإصابة خشية الله تعالى والنية الصادقة، ثم قال: الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل، والنية أفضل من العمل. ألا وإن النية هي العمل ثم تلا قوله عزوجل: ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ﴾ يعنى على نيته.

    وبهذا الإسناد قال سألته عن قول الله عزوجل ﴿ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ قال السليم الذي ربه وليس فيه أحد سواه وقال: وكل قلب فيه شك أو شرك فهو ساقط.

    وإنما أراد بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة.

    وعن أبان بن تغلب قال: كنت صليت خلف أبي عبدالله (ع) بالمزدلفة فلما انصرفت التفت إلي فقال: يا أبان، هذه الصلوات الخمس المفروضات من أقام حدودهن وحافظ على مواقيتهن لقي الله يوم القيامة وله عنده عهد يدخله به الجنة، ومن لم يقم حدودهن ولم يحافظ على مواقيتهن لقي الله ولا عهد له، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.

    والأخبار في ذلك كثيرة فلنقتصر على هذا القدر.

    وأعلم أنه قد استفيد منها أن قبول الصلاة موقوف على الإقبال بالقلب عليها والالتفات عما سوى الله فيها وأن قبولها يوجب قبول ما سواها من الأعمال وحينئذ فالاهتمام بهذه الصفة أمر مهم والغفلة عنها خسارة عظيمة وانحطاط قوي وغفلة رديه، حيث يدئب نفسه في الطاعة ويقوم بها آناء الليل وأطراف النهار ثم لا يجد بذلك ثمرة ولا يستفيد به فائدة ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ﴾ خصوصاً إذا ضم إلى ذلك ما روى أن الصلاة إذا ردت رد سائر عمله كما أنها قبلت قبل سائر عمله.

    فنسأل الله تعالى أن يمن علينا من فضله العميم بدوام الإقبال وقبول الأعمال
  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2
    وفقك الله اختي الفاضله
    شكرا على الموضوع الرائع

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3
      شكرا التواجدك
      في مو ضوعي

      تعليق

      • نور البتول الطاهرة
        • Aug 2010
        • 3064

        #4
        بارك الله فيك أختي ع الطرح القيم
        جزاك الله خير

        تعليق

        • محب العباس
          • May 2010
          • 1299

          #5
          موضوع جيد بارك الله بك

          تعليق

          • عاشقة النور
            • Jan 2009
            • 8942

            #6
            الله يعطيك العافيه
            كتبه الله لك في ميزآن آعمالك


            "عاشقة النور"

            تعليق

            • الـدمـع حـبـر العـيـون
              • Apr 2011
              • 21803

              #7
              اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

              اللهم الهمنا ووفقنا وإياكم لإحضار قلوبنا في عبادتك يا ارحم الراحمين

              تعليق

              • أنوار الولاية
                • Dec 2010
                • 2871

                #8
                بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً

                تعليق

                • دمعة الكرار
                  • Oct 2011
                  • 21333

                  #9
                  وجودكم جدا أسعدني
                  ومشاركتكم عطرت
                  صفحتي تقبلوو تحيااااتي

                  تعليق

                  • محـب الحسين

                    • Nov 2008
                    • 46763

                    #10
                    طرح قيم
                    جزاكِ الله خير الجزاء

                    تعليق

                    يعمل...
                    X