ليكن عاشوراء هذا العام منطلق لتوحيد الصف والكلمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جواد المنتفجي
    • May 2009
    • 27

    ليكن عاشوراء هذا العام منطلق لتوحيد الصف والكلمة



    ليكن عاشوراء هذا العام منطلق لتوحيد الصف والكلمة يوم الوفاء
    ردا على الإرهاب وفلوله المنهزمة
    جواد المنتفجي

    - 1 -
    رغم نعيق غواني الفضائيات، وهول زمجرة المفخخات اللئيمة!
    رغم صخب وضجيج سكاكين الذبح المباح ،

    رغم صفير الرياح العاوية التي تود أن تعبث بشوارعنا الجميلة !

    رغم تقطع نياط قلوب دعاة الفكر المنحرف من كثر الثغاء والنواح !

    ألا أن السيل العارم من ذلك النزف الذي تخثر على ارض الوطن الشماء ، والذي سوف لن يتوقف جريانه لأجيال متعاقبة من اجل دية وطننا العراق الأشم ، فمنذ أن سال الدم من نحر الحسين سيد الشهداء لينال وسام الشهادة في سوح هذا الوطن .. وطن كان ولا يزال يقف بصلابة بوجه أعت هجمة شرسة تريد النيل من كل ما جاء بأفقه نبينا المصطفى ( ص ) وضحى من اجله أحفاده الأتقياء.. وطن كان ولا يزال يشع منه ضياء الصالحين ممن أصروا على أن يوهبون حياتهم لفارس همام لولا ضربة سيفه لما توحدت الكلمة ! ولولا غرز رمحه لما أطيح بالرؤوس العفنة ، لتنقشع عنا الحلكة التي ظلت كدوامة تطغي مع همومنا اليومية ، ونحن ندور بين كواكب غافية لعقود خلت..

    ولكن الطواغيت .. كل الطواغيت ، ومن حالفهم من عبدت الجبت والوثن ، والذين خسروا كل شيء بعد أن راهنوا على رجحان كفتهم ، فاكتسحتهم وبلا هوادة رياح الإصرار الهابة من صوب أمجاد التاريخ الذي صنعه أولئك المؤمنين الأتقياء ، والذين لا زالت ذكراهم تعطر أفول الزمن ..

    وبعض من يأس تشوبه ريح صفراء عاوية ، وكثير مما يبثونه عبر مرئياتهم الخادعة كجرعات سم ، والكثير من البقع الفاقعة التي تحيطها هالات سوداء ، كانت قد انحدرت من سنينها العجاف لتنتفض للتو من مخابئ أسلافهم ، هبت لتخترق جدار صف الوطن الأشم.. فصدتهم قامات الرجال.. رجال أبات كانوا كالدروع الحصينة قوامها، وبالرغم من السيل الجارف من نزف الدم الذي سال على ارض ، والذي لم ينضب جريانه يوما كدية وفاء لهذا الوطن حينما راح يسقي كل بقاع الأرض ، الدم الذي كان كالعشق المبهور القادم من سالف الأعوام المسلوبة ، سال في هذا الوقت بالذات ، وبرفق لتسدل أرواحهم بأجنحتها الرحيمة على صنا الوطن الآفل ، فمن دمهم ودمنا سنملأ شطآنك السرمدية لتكون دوما الأجمل والأحب !

    وهذا هو مغزى الأسطورة يا أحبتي ، فلنبتدأ سوية بترتيل نشيد هذه الحكاية .. هيا لنوقف جريان نزيف هذا الدم.. هيا لنتمالك أنفسنا ، ورباط جأشنا

    هيا لنلم الشمل ، ولتكن ضربتنا القاصمة أينما شئنا مؤلمة..

    فبأقلامنا نفتت غريزتهم القاتلة ، وبألفة كلمتنا نشتت صف جموعهم الكافرة..

    فهيا هلموا لنشد على أيدي بعضنا .. لنلم جمعنا تحت وطن موحدا ،

    وحتى انتم يا شمات القابعين بين جدران تلك الفضائيات الغانيات هلموا أيضا

    وتهيؤا لمعركتنا الفاصلة...فيوم ( الوفاء ) قادم أنشاء الله والذي سيحتفل به العراقيين جميعا

    والإحساس بالفقدان قاعدة، وكل ما عدى ذلك استثناء !

    -2 -
    نعم يوم ( الوفاء ) لشعب عرف بعراقته ..هو يوم الولادة الحقيقة.. الولادة الجديدة الحق.. الحق الذي رفرفت راياته من جديد على كل بقاع هذا الوطن، الحق الذي نسوه ، بينما كنا نحن نشم منه عبق رفات ممن دفنهم المغول والتتر قسرا في بطائح الأرض الهامدة ..
    هي ذي الصرخة الناطقة بالحق .. الصرخة التي ينبغي أن تطلقها أفواه جموعنا المؤمنة لقوام مسيرتنا آلاتية الظافرة، فالصمت المطبق كاد أن ينخر كل شيء فينا.. بل ولا يزال يمط بشمعه الأحمر على طول وعرض خطوط الشفاه الساكتة ..

    -3-
    هل يا تراهم نسوا أيضا: كم هي غالية فدية العقيدة والوطن ؟ فاليوم ، وبينما نحن سنعيش ذكرى فاجعة استشهاد الأمام الحسين (ع) الأليمة ، أثبتت كوكبة من أبناء البصرة الذين استشهدوا بإحدى مفخخاتهم الملعونة ، ممن هبوا من كل صوب وحدب ،بأنهم أبناء بررة لهذه الوطن المعطاة ، أذن لتتذكر كل يوم وقفتهم البطلة
    لنتذكر شهدائنا.. يا من ترقد رفاتكم الطاهرة بين بطائح هذا الوطن ، يا من علمتمونا كيف يفتدى الوطن، فمن أجلك يا وطني يا مقلع الشهداء، من أجلك وأجلهم يا سيدي .. نفديكم بفلذات قلوبنا..

    فالإحساس بالفقدان قاعدة، وكل ما عدى ذلك استثناء!

    وإلا فلماذا لا زال خلود أولئك الذين ودعناهم منذ قرون في واقعة ( الطف ) الخالدة باقية في خلدنا يحتفي بهم الفارس الذي نسميه الوطن ؟ أنشودة خلفتها لنا آلاف السنين،

    حكايات تقص علينا بشجاعة مسيرة الملايين الزاحفة من كل صوب وحدب يوم فجروا قبة ضريح الأماميين العسكريين..حكايات زوقت أسطورتها صفحات التاريخ كرونق القصيدة.. وستظل كحزم من نور ، تأتينا لتنور أواخر الليل الذي كان يمر علينا طويلا، كخاطرة طيبة تنساب خلسة من الذاكرة ، وبهدوء تنهمر وتنساب منا الدموع ،دموع الخشوع لهذا الوطن الأسطورة .. أواه يا لجمر الدموع كلما حلت علينا ذكرى آل البيت العطرة !

    فكلما ازداد حفر ملحها أقبية الجفون ..

    صرخنا بنشيج مثار:

    - أواه يا أيها لشهداء

    لا فرارا من ذكراكم ،

    فهذا محال

    فدتكم كل العيون التي ستبقى بخلودكم حالمة

    -4-
    وتجّول في ذاكرتنا معاني تلك الأنشودة.. كبلابل تتلو أساريرها في ساعات السحر ، فمن أبصرها بروية ، أو تمعن جيدا في النعوش التي تشيع في شوارع مدننا اثر استشهادهم في عملياتهم الجبانة، كنا نراها كفيروزات رص نحتها لينّز منها عبق الأيمان والأمل ، الأمل الموشوم بالفرح.. الأمل الذي من فرط إحساسنا به صار كالجود الذي طالما سمعنا به، ولكننا وبهمة الغيارى من هذه البقعة سنراه .. بل وسنلمسه في يوما ما بعزيمتهم ..وفقهم الله جميعا .. هكذا صار صوتهم كعصف لا يهدأ ولا يحد .. يأتينا من آخر الدنيا ماخرا عواء صديد المحن.. حتى ظننا أن بشراه والذي طالما حلمنا به ربما سيفاجئنا يوما !
    أو ربما سيأتينا في غير ميعاده بغتة. فالإحساس بالفقدان قاعدة، وكل ما عدى ذلك استثناء!

    -5-
    هو ذا مغزى مشاوير هذه الأحاجي يا أحبة التي سأتلوها عليكم:
    فمن كوكب آخر.. كوكب غير الأرض والشمس والقمر، ربما من نيزك، أو جرم سماوي آخر لا أفقه أين هو يحلق بالضبط.. شعرت بأنني سقطت عنوة من إغفاءتي لطول شدي المفرط لتضحياتهم الجلل ، ووجدتني وكأنني أسير في مدن كان دخانها يتصاعد من لهب خانق ، في البدء ظننتها الفوهات الساخنة الواقعة في آتون براكين خط الاستواء ، ولما استفقت من صدمتي صدفة ، وجدتني أدور حول محور عازل يسمونه ممن لاقيتهم هناك مركز نواة الأرض ، إذ ذاك فطنت إلى نفسي وأنا اقف على شطان الوطن الآفل ..

    الوطن الأحب .. انظر وبخشوع إلى طيف ممن ارتحلوا كشهداء ليلتحقوا بركب الخالدين منذ أن توالت قوافلهم في الساعات الأول من فجر معارك ( الطف ) الخالدة.. كانت يداي مرفوعتان لله .. كعذقان متدليان .. يتأرجحان صوب المنائر المذهبة للأئمة الأطهار التي ظل شعاع أقبيتها محفورة في ضمائرنا ، وعلى بعد أميال من تلك الأقبية كانت هناك بيارق خضر تنثر همي ريح باردة ، كانت تطفي كل بقع القارات المحترقة بين ثنايا هذا الكون المفتون بالدمار ، وكثيرا من حزم النور ، والوفير من أصوات الحق راحوا يبددون الوحشة التي ملئت قفار كل الأمكنة والزوايا ، بعد ما كان لاشيء يضيء مفازاتها القصية سوى وهج يلفينا بين الفينة والأخرى من عصف صواريخ الدمار الذي خلفه الشرر المتطاير ، وأزيز رصاصات بنادق شرذمة مجامعهم الحاقدة .. غزاة الأرض الذين لفونا من عالم أخر .. عوالم غير مأهولة لا وجود لها على سطح هذه الفانية.. جاءوا ليدمروا كل ما هو جميل ، فبمجرد ضغطهم على زر صغير يقتلون آلاف الأبرياء ، بل وكادوا أن يغتالون فرحة الأمل المتافق في عيون الجيران والأهل ، فلا تتعجبوا وأن لم يتوانوا أبدا عن بقر البطون ، وتثليج العقول ، وقتل حتى الرضع ! لحظتها لم تعد تتملكنا سوى تلك الهمهمات التي ما فتئت إلا أن يعلوها صراخا ينط من هوى الأفئدة ، فأواه يا لهذه القلوب ! أواه يا لهذا البكاء العارم الذي لا ينقطع جريانه بمجرد ذكر هدير عشق الشهداء لهذا الوطن ..

    أحدهم قال ، وهو يخترق حشود الواقفين على ناصيتي صوبي ذلك الشارع الذي فجرت انهره إحدى مفخخاتهم الحاقدة بعد أن شمر عن ساعديه وهو يرفع إحدى الجثامين الصغيرة إلى الأعلى لتعانق عنان السماء:

    - تعالوا ! انظروا..هو ذا الطفل ( عبد الله الطفل ) الذي قتلوه في حضن أمه بعد أن ذبحوها وأبيه، فلا تتعجبوا من هذا، لقد قتلوهما أمام أنظار الجميع جهرا وعلانية !نعم اغتالوا عيونهما لأنها كانت تشع بفرح الأمل، وها هو التاريخ يعيد نفسه فهلا تتذكرون ( عبد الله الرضيع ) وهو يستشهد بين أحضان الامام الحسين (ع) ؟

    ثمة طفلة كانت قد زينت ضفائرها بشرائطها المدرسية اندلقت باكية من باب مدرستها القريبة من الحدث ، لما سمعت لحظتها دوي تلك الانفجارات الصاخبة ، قالت مرتبكة ، والكلمات قد أيبست على شفتيها يند منها الخجل:

    - انظروا إلى فياء تلك الشجرة ! أنظروها جيدا.. كيف صارت موحشة بعد أن قتلوا عصافيرها ذات الزقزقة اليتيمة بشظية طائشة ، وهي عائد للتو من هجرتها لتهنئا ومن جديد بأعشاشها التي بنتها قبل هجرتها.. مسكينة لقد رفضت غربتها ، وأصرت على أن لا تموت ألا وهي واقفة على أشجار الوطن الآفل ! ولكني سابني لها عشا من جديد في حديقة داري رغم انف التكفيريين! أما المعزيين الذين توافدوا على سرادق مآتم ممن كانوا قد ذبحوا جورا وظلما.. فقد حزموا أمرهم فيما بينهم على قرار ألا وهو:

    - الإرهاب:هو العدو اللدود للشعوب المضطهدة ! ولكن وبضع من نفرهم الضال أرادوا أن يدمروا ما تبقى لنا بحزام ناسف ، ألا انهم اصطدموا بذلك الجدار .. جدار صارت تغلفه وحدتنا !وبدون انفعال مثار .. يتردد السؤال الذي ما برح يختلج أفكارنا...

    - متى الانتصار على الإرهاب الذي لم يخلف ألا الدمار ؟

    ويبزغ قمرك الفتي يا سيدي الوطن ..فها هي رايات عاشوراء ترفرف في كل ربوعك

    يا من خلدك الزمن ! وينط سحرك الآفل من بين الكواكب التي برؤاك لازالت حالمة، وها هو يوم ( الوفاء ) قادم ..يوم ستشرق فيه الشمس هناك كالكلمة التي أشهرت حروفها بوجه الإرهابيين، كان لمعان أشعتها كالحزم، وكأنها هالات فرحة راح ينث منها الأمل ، وكأنه يبدد الوحشة المظلمة ، بل صار كالزهو الذي يرسم لنا أمانينا القادمة، وأمست الجموع ، كل الجموع تهتف من لحظتها لتنادي بوحدة الكلمة:

    - رغم انهم قتلوا نبضات الحب في صدورنا ،

    رغم انهم حطموا صحون الانتظار

    ألا أننا ابتدعنا صمودنا

    من تضحيات آل البيت عليهم السلام جميعا

    من رايات عاشوراء

    وكفن الشهداء

    فدتك قلوبنا يا وطننا الآفل

    فلا فرارا من حبك يا وطني ..

    هو ذا أخر قرارا ..

    لا فرار منك …

    هذا محال !






  • عاشقة ابو الفضل العباس ع
    • Jan 2010
    • 345

    #2
    اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم

    بارك الله فيكي اخي الكريم

    واعظم الله لك الاجر والى شعية امير المؤمنين علي ابن ابي طاااااااالب علية السلام


    بمصاااااااب الامام الحسين ابن علي... غريب كربلاااااااااااء

    المقتول ظمآنااااااا في كربلاء


    وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااة حسينااااااااااة واة غربيااااااااااااااااااااااااااااااة



    ياحسين ياحسين ياحسين يا حسين



    تعليق

    • محـب الحسين

      • Nov 2008
      • 46763

      #3
      أحسنت اخي العزيز
      جزاك الله خير الجزاء

      تعليق

      • بسمة الربيع
        • Feb 2011
        • 872

        #4
        عظم الله لنا ولكم الاجر
        الله يحمي احباب اهل البيت
        من كل شر
        بحق الحبيب المصطفى
        وآل بيته الاطهار
        اجسنت أخي الكريم
        جزاك الله كل خير

        :65: :65: :65:

        تعليق

        يعمل...
        X