الجوار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    الجوار


    اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



    الجوار




    كان الإمام الحسن عليه السلام جالساً إلى جانب أمّه الزَّهراء عليها السلام، يراقبها بعد أن انتهت من صلاتها، وقد جلست الزَّهراء كعادتها، للدّعاء والابتهال. بدأت الزّهراء الدّعاء، فذكرت الجيران، كلّ جار باسمه؛ المسافر منهم تدعو له بالعودة غانماً سالماً، والمحتاج تدعو له بسدّ حاجته، والمريض بشفائه، والمهموم بكشف غمّه وهمِّه، والضّالّ بالهداية له. لم تنسَ أحداً منهم، الكلّ كان حاضراً في بالها وهي بين يدي ربّها. سألها الحسن مستغرباً: يا أمَّاه، أراك لا تدعين لنفسك وأنت أحقُّ بالدّعاء؟ عندها، أجابته الزَّهراء قائلةً كلمتها.. طبعتها في قلبه الصّغير وأرادتها أن تكون لنا قدوة

    يا بُنيّ، الجار ثُمّ الدار




    الإسلام يوصي بالجار

    إنَّ الإسلام هو دين التَّواصل الاجتماعيّ بامتياز، وقد دعا إليه بكلِّ أنواعه، منطلقاً في ذلك من خلال رؤيةٍ حضاريَّةٍ بنى على أساسها التَّوجيهات والتَّشريعات المتعدِّدة. ولتحقيق هذه الرّؤية الحضاريَّة، عمل الإسلام وفق منظومةٍ أساسها التَّهدئة، هذه التَّهدئة المطلوبة التي تقي المجتمع من التوتّرات التي قد تنشأ بين أفراده، ولا سيّما الّذين يتشاركون الدّوائر الاجتماعيّة الضيّقة، كالأسرة والجيرة وغيرها من الدّوائر. ولم يكتف الإسلام باعتماد نظام الحقوق والواجبات، بل أوجد أرضيّةً روحيّةً تجمعها، وأعطاها بُعداً إيمانياً، لتتعمّق هذه العلاقات وتتأصّل، فلا تبقى أسيرة القوانين والمحاكم والدعاوى

    وهذا ما نراه تحديداً في الحديث عن علاقة الجيران بعضهم ببعض، حيث المطلوب من هذه العلاقة المحكومة بالتّماس اليوميّ بين النّاس، أن يُسحَب منها فتيل الأزمات وتغيب عنها التوترات، وخصوصاً مع الاختلاف في الأمزجة والأفكار، وفي ظلّ التّنوّع في الأديان والمذاهب والتّوجّهات السّياسيّة والعادات والتّقاليد. وهذا ما انصبّ عليه جهد الإسلام، فركَّز على أهميّة الجيرة واعتبرها قيمة، ثم نظّم هذه العلاقة، ورسم لها الحدود الشرعيّة الّتي تَضْمَنُها

    فمن حيث إبراز الأهميّة، ها هو جبريل ينزل على رسول الله، مرّةً بعد أخرى، وفي كلّ مرّةٍ كانت وصيّته الجار

    وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

    ما زال جبرائيل يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه سيورّثه

    وفي وصيّته لولديه الحسن والحسين، قال علي عليه السلام

    الله الله في جيرانكم، فإنّهم وصيّة نبيّكم، مازال يوصي بهم حتّى ظننّا أنّه سيورّثهم

    وهنا نستطرد إلى قول الشاعر

    يلومونني أن بعتُ بالرّخص منزلي ولم يعرفوا جاراً هناك ينغّـصُ

    فقلت لهم كفّوا الملام فإنّمــا بجيرانها تغلو الدّيار وترخصُ




    صور أخرى للجوار


    وهنا، لا بدّ من أن نذكر أنّ هناك صوراً أخرى للجوار تدخل في مصداق الجوار، وتترتّب عليها الكثير من الأحكام، والله سيُحاسب عليها فهناك جوار العمل، وجوار السوق، وجوار الشارع، وجوار مقعد الدراسة، وجوار السيارة والطائرة، كما هناك جوار الأرض مثلاً للجار حق الشفعة وجوار الأوطان ولا بدّ أيضاً من أن نذكر جوار المسجد وللمسجد على جيرانه الكثير من الحقوق وفّقنا الله لأدائها لقد بنى الإسلام العلاقة بين الجيران على أساس التّكافل والتّعاون، والتّراحم والتّعاطف، ولم يجعلها اختياراً، بل قرنها بالإيمان وبالعلاقة مع الله. وقد أشار إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أكثر من حديث

    أحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمناً

    لقد نعم أهلنا في الماضي بقيمة الجوار، عندما كانت البيوت مفتوحةً على بعضها بعضاً، يتبادلون أطباق الطعام والحاجيات، يستقرضون ويُقرضون، كنّا نجد هذا الشّعور بالأمان فكان الواحد منهم لا يخاف ظروف الفقر والعوز، لأنّه كان يجد دوماً مَنْ يقف إلى جانبه في الحزن كما في الفرح

    نسألكم الدعاء

  • الـدمـع حـبـر العـيـون
    • Apr 2011
    • 21803

    #2
    سلمت على روعه طرحك
    نترقب المزيد من جديدك الرائع
    دمت ودام لنا روعه مواضيعك

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3
      يسلموووعلى المرور
      الطيب والتعليق الاجمل
      تقبلي تحياااااااااااااااااتي

      تعليق

      • عاشقة النور
        • Jan 2009
        • 8942

        #4
        ..يعطيك ربي دوآآم..

        الصحه والعافيه على..اختيارك للموضوع


        "عاشقة النور"

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5
          تشرفت بمرورك وزدت شرف
          بردك الجميل والرائع تقبلي تحياااتي

          تعليق

          • محب العباس
            • May 2010
            • 1299

            #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد وال محمد
            جزاك الله خير الجزاء موضوع غايه في الروعه
            ننتظر ابداعك وجديدك
            تقبل مروري ... محب العباس

            تعليق

            • دمعة الكرار
              • Oct 2011
              • 21333

              #7
              وجودك اسعدني
              وأضاء صفحتي
              فلك الشكر

              تعليق

              يعمل...
              X