
عند خروج الإمام الحسين عليه السلام من مكة، جاء إليه أخوه محمد بن الحنفية وأخذ بزمام ناقته، قائلاً له: يا أخي، ألم تعدني النظر فيما سألتك؟! فأجابه الإمام عليه السلام :"بلى"
قال محمد: فما حداك على الخروج عاجلاً ؟
فقال الإمام عليه السلام :"أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله بعدما فارقتك، فقال: يا حسين، أخرج فإن الله شاء أن يراك قتيلا!"
فقال محمد بن الحنفية: إنا لله وإنا إليه راجعون، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنتَ تخرج على مثل هذه الحال ؟
فقال الإمام عليه السلام :قد قال لي: إن الله شاء أن يراهن سبايا."
لقد علل الإمام عليه السلام حمله لأهله ونسائه معه، بأن ذلك تحقيق لمشيئة الله تعالى، وقد أشار إلى ذلك في المدينة مع محاورته لأم سلمة:
"يا أماه، قد شاء الله عز وجل أن يراني مقتولاً مذبوحاً ظلماً وعدواناً، وقد شاء الله أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مشردين" وأراد الله لهذا الركب النسائي أن يكون المسيرة الإعلامية التبليغية الكبرى من بعد الإمام عليه السلام ، إذ لولاها لما كان يمكن للثورة الحسينية أن تحقق كامل أهدافها في عصرها وفي ما بعدها من العصور.
إذن فحمل الإمام عليه السلام لودائع النبوة من ضرورات نجاح الثورة الحسينية، وكان لا بدّ أن يقوم بذلك حتى لو لم يكن هناك احتمال لتعرض هذه الودائع النبوية للأذى والسجن إذا بقين في المدينة أو مكة وهذا الاحتمال ورد بقوة ، وكان يوم خرج الإمام عليه السلام من مكة الثامن من ذي الحجة.
نسـ الدعاء محبتكم اختكم ... حبي حسين ـألكم
تعليق