
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
فاطمة عليها السلام مشرق الأنوار

قال رسول الله صلى الله عليه وآله
فاطِمَةُ بَضعَةٌ مِنّي فَمَن أغضَبَها أغضَبَني
إذ عبّر عن فاطمة بأنّها بضعة من وجوده و إنيّته ذاك الذي كان أوّل ما خلق و أفصح من نطق وإسم الله الأعظم في الأسماء الحسنى ومثل الله الأعلى في الأمثال العليا قد عبّر عنها بأنها السبيكة المسبوكة من وجوده فعدّ غضبها غضبه الذي غضبه غضب الله وهذا مقام يحكي من تفرّع فاطمة من مثَل نور الله وانعكاس غضب الله ورسوله ورضاهما في غضب الصديقة الكبرى ورضاها
وقد نقل الفريقان أنّه قال لفاطمة عليها السلام
إنّ اللهَ يَغضَبُ لِغَضَبِكِ وَ يَرضى لِرِضاكِ
ومقام العصمة الذي هو أعلى مراتب الكمال الإنساني لا يكون إلا بدوران غضب العبد ورضاه مدار رضا الله وغضبه سبحانه
وإذا كانت العصمة الكبرى تعني وصول الإنسان الكامل إلى مقام يرضى معه برضا الله ويغضب لغضب الله بقول مطلق فإن فاطمة الزهراء عليها السلام وصلت إلى مرتبة يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها بقول مطلق .. وهذا مقام يحار فيه الكمّل! تلك هي مشرق الأنوار لنجوم سماء الولاية ومخزن الأسرار لتخوم كتاب الهداية وهي الحجة وأم الجج الأطهار
نسألكم الدعاء
تعليق