بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
العقل أسير ولكن عند مَنْ؟
إنه أسير عند الهوى المتأمر في حياة الإنسان؛ فيأمر العقل ويصبح أسيراً تحت سيطرته. ويقول (عليه السلام): ((أكثر مصارع العقول تحت بُروق المطامع)) .
وفي كلمة أخرى يشير الإمام علي (عليه السلام) إلى أن العقل إنما يمارس دوره القيادي الصحيح في حياة الإنسان إذا لم تقيده الأهواء ورغبات الدنيا حيث يقول:
((شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى وسلم من علائق الدنيا)) .
كما يتحدث الإمام (عليه السلام) عن حدوث حالة اختراق الشهوات لعقل الإنسان فيقول: ((قد خرقت الشهوات عقله)) .
وعنه (عليه السلام): ((ذهاب العقل بين الهوى والشهوة)) .
ويقول أيضاً: ((عدو العقل الهوى)) .
إذن النفس لها قدرة التحكم بالعقل واستخدامه، ومن هنا تبرز أهمية النفس ويكمن الخطر، ومن هنا نجد القرآن الحكيم يعلق سعادة الإنسان وفلاحه ونجاحه على مدى سلامة نفسه، يقول تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ
مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}.
إذن فالمسألة مسألة النفس، من يزكي نفسه فقد فاز فوزاً عظيماً، لذا يجب أن نولي قضية صحة النفس وسلامتها أهمية كبرى.
تعليق