إظهار الولاء لفاطمة سلام الله عليها
إنّ الأحاديث الواردة في مقام فاطمة سلام الله عليها بالمئات وربما كانت بالألوف رغم إحراق الظالمين للكثير منها، ومن ذلك ما رواه الخاصّة والعامّة في العديد من الكتب المختلفة: جاء عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله قد سجد خمس سجدات بلا ركوع، فقلت: يارسول الله، سجود بلا ركوع! فقال: «نعم، أتاني جبرئيل فقال: يامحمّد، إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ علياً، فسجدت، ورفعت رأسي فقال لي: إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ فاطمة، فسجدت، ورفعت رأسي فقال لي: إنّ الله يحبّ الحسن، فسجدت، ورفعت رأسي فقال لي: إنّ الله يحبّ الحسين، فسجدت، ورفعت رأسي فقال لي: إنّ الله يحبّ من أحبّهم، فسجدت ورفعت رأسي»[2].
والسؤال هنا: ما المقصود بمن أحبّهم؟ الجواب: أنتم وأمثالكم، فالرسول صلّى الله عليه وآله يسجد شكراً على نعمة حبّ الله تعالى لمحبّي أهل البيت سلام الله عليهم حتّى الذين لم تكن درجاتهم رفيعة.
بالمقابل كيف ينبغي أن نشكر الله تعالى؟ فإذا كان الله تعالى يحبّنا لحبّنا أهل البيت سلام الله عليهم فكيف يكون شكرنا له تعالى؟
۞ العمل بنيّة الزهراء سلام الله عليها محفوف بالبركة
الجواب: إظهار حبّنا وولائنا لفاطمة محور أهل البيت سلام الله عليهم.
فقد نقل أحد المؤمنين أنّ المرحوم ثقة المحدّثين والمؤلّف الجليل الشيخ عباس القمّي قدّس سرّه صاحب الكتب العديدة وفي طليعتها كتاب مفاتيح الجنان الذي يستفيد منه ملايين المؤمنين كان في صحن أمير المؤمنين سلام الله عليه في إحدى الزيارات المعروفة وكان الشيخ في أواخر عمره مريضاً متعباً قد اتّكأ على جدار الصحن.
فسأله: لماذا أنت واقف هنا؟
أجاب: إنّ الحسرة تغمرني إذ أرى المؤمنين يوفّقون للزيارة من قرب ويلمسون الضريح وأنا محروم من ذلك.
فقلت له: انظر كيف أنّ كلّ من يدخل الحرم الشريف آخذ بيده نسخة من كتاب مفاتيح الجنان؟! فأنت تدخل مع كلّ زائر.
فبعد ألف سنة من تاريخ المعصومين سلام الله عليهم نرى أن الشيخ عباس قد فاز فوزاً عظيماً … وعندما سألوه لماذا تميّز كتاب مفاتيح الجنان عن بقية مؤلّفاتك الكثيرة؟ قال: ببركة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، لأنّي عندما ألّفته قصدت بكتابته السيّدة الزهراء سلام الله عليها، وربما لم يصرف الشيخ عباس القمّي من عمره إلاّ القليل جدّاً فيه، ومع ذلك بلغ هذه العظمة بحيث إنّ كلّ من يقرأ مفاتيح الجنان يؤجر معه الشيخ عباس، كما في الحديث الشريف: «الدالّ على الخير كفاعله»[3].
بالطبع بقيّة الناس إذا قصدوا بأفعالهم القربة إلى الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها صاحبة العظمة عند الله وأهل البيت عليهم السلام فإنّهم بلا شكّ يصلون إلى هذا المقام العظيم.
۞ من يعمل لفاطمة يحظى بعناية الإمام المهدي
عن بشّار المكاري قال: دخلت على أبي عبدالله عليه السلام بالكوفة وقد قدّم له طبق رطب طبرزد[4] وهو يأكل فقال: يابشّار اُدن فكُل فقلت: هنّاك الله، وجعلني فداك، قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي! أوجع قلبي، وبلغ منّي فقال لي: بحقّي لمّا دنوت فأكلت قال: فدنوت فأكلت فقال لي: حديثك (وسؤال الإمام هنا هو سؤال العارف). قلت: رأيت جلوازاً[5] يضرب رأس امرأة، ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد. قال: ولِمَ فعل بها ذلك؟ قال: سمعت الناس يقولون إنّها عثرت فقالت: لعن الله ظالميك يافاطمة، فارتكب منها ما ارتكب.
قال: فقطع (الإمام) الأكل ولم يزل يبكي حتّى ابتلّ منديله، ولحيته، وصدره بالدموع، ثمّ قال: يابشّار قم بنا إلى مسجد السهلة فندعو الله عزّ وجلّ ونسأله خلاص هذه المرأة. قال: ووجّه بعض الشيعة إلى باب السلطان، وتقدّم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله فإن حدث بالمرأة حدث صار إلينا حيث كنّا. قال: فصرنا إلى مسجد السهلة، وصلّى كل واحد منّا ركعتين، ثمّ رفع الصادق عليه السلام يده إلى السماء وقال: أنت الله - إلى آخر الدعاء - قال: فخرّ ساجداً لا أسمع منه إلاّ النفس ثمّ رفع رأسه: فقال: قم فقد أطلقت المرأة.
قال: فخرجنا جميعاً، فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجّهناه إلى باب السلطان فقال له عليه السلام: ما الخبر؟ قال: قد أطلق عنها. قال: كيف كان إخراجها؟ قال: لا أدري ولكنّني كنت واقفاً على باب السلطان، إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها: ما الذي تكلّمت؟ قالت: عثرت فقلت: لعن الله ظالميك يافاطمة، ففعل بي ما فُعل.
قال: فأخرج مائتي درهم وقال: خُذي هذه واجعلي الأمير في حلّ.
فأبت أن تأخذها، فلمّا رأى ذلك منها دخل، وأعلم صاحبه بذلك ثمّ خرج فقال: انصرفي إلى بيتك فذهبت إلى منزلها.
فقال أبو عبدالله عليه السلام: أبت أن تأخذ المائتي درهم؟ قال: نعم وهي والله محتاجة إليها.
قال: فأخرج من جيبه صرّة فيها سبعة دنانير وقال: اذهب أنت بهذه إلى منزلها فأقرئها منّي السلام وادفع إليها هذه الدنانير.
قال: فذهبنا جميعاً فأقرأناها منه السلام فقالت: بالله أقرأني جعفر بن محمّد السلام؟!
فقلت لها: رحمك الله، والله إنّ جعفر بن محمّد أقرأك السلام.
فشقّت جيبها ووقعت مغشيّة عليها.
قال: فصبرنا حتّى أفاقت، وقالت: أعدها عليّ، فأعدناها عليها حتّى فعلت ذلك ثلاثاً ثمّ قلنا لها: خذي! هذا ما أرسل به إليك، وأبشري بذلك، فأخذته منّا، وقالت: سلوه أن يستوهب أمته من الله فما أعرف أحداً تُوسّل به إلى الله أكثر منه ومن آبائه وأجداده عليهم السلام[6].
أقول: إذا كان الإمام الصادق سلام الله عليه يبكي وتنحدر دموعه على صدره الشريف من أجل امرأة سجنت من أجل فاطمة سلام الله عليها، ويقصد مسجد السهلة ويدعو لخروجها من السجن، فهل من المعقول أنّ الإمام الحجّة سلام الله عليه صاحب مصيبة أجداده الطاهرين وعلى رأسهم الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها لا يدعو لكم ولا يعتني بكم إذا قدّمتم شيئاً لجدّته الزهراء سلام الله عليها؟!
إذن كلّما قدّم الإنسان شيئاً لأهل البيت سلام الله عليهم خاصّة الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها التي جعلت محوراً – في حديث الكساء الشريف وتعريف الله الملائكة بأهل البيت سلام الله عليهم - لهم فإنّ ذلك من توفيقه بل كلّ من يبتلى من أجل فاطمة سلام الله عليها فإنّه ذو حظّ عظيم، والعكس صحيح أيضاً، فمن يتمكّن من تقديم شيء لأهل البيت ويقصّر فهو مسلوب التوفيق.
إنّ الأحاديث الواردة في مقام فاطمة سلام الله عليها بالمئات وربما كانت بالألوف رغم إحراق الظالمين للكثير منها، ومن ذلك ما رواه الخاصّة والعامّة في العديد من الكتب المختلفة: جاء عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله قد سجد خمس سجدات بلا ركوع، فقلت: يارسول الله، سجود بلا ركوع! فقال: «نعم، أتاني جبرئيل فقال: يامحمّد، إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ علياً، فسجدت، ورفعت رأسي فقال لي: إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ فاطمة، فسجدت، ورفعت رأسي فقال لي: إنّ الله يحبّ الحسن، فسجدت، ورفعت رأسي فقال لي: إنّ الله يحبّ الحسين، فسجدت، ورفعت رأسي فقال لي: إنّ الله يحبّ من أحبّهم، فسجدت ورفعت رأسي»[2].
والسؤال هنا: ما المقصود بمن أحبّهم؟ الجواب: أنتم وأمثالكم، فالرسول صلّى الله عليه وآله يسجد شكراً على نعمة حبّ الله تعالى لمحبّي أهل البيت سلام الله عليهم حتّى الذين لم تكن درجاتهم رفيعة.
بالمقابل كيف ينبغي أن نشكر الله تعالى؟ فإذا كان الله تعالى يحبّنا لحبّنا أهل البيت سلام الله عليهم فكيف يكون شكرنا له تعالى؟
۞ العمل بنيّة الزهراء سلام الله عليها محفوف بالبركة
الجواب: إظهار حبّنا وولائنا لفاطمة محور أهل البيت سلام الله عليهم.
فقد نقل أحد المؤمنين أنّ المرحوم ثقة المحدّثين والمؤلّف الجليل الشيخ عباس القمّي قدّس سرّه صاحب الكتب العديدة وفي طليعتها كتاب مفاتيح الجنان الذي يستفيد منه ملايين المؤمنين كان في صحن أمير المؤمنين سلام الله عليه في إحدى الزيارات المعروفة وكان الشيخ في أواخر عمره مريضاً متعباً قد اتّكأ على جدار الصحن.
فسأله: لماذا أنت واقف هنا؟
أجاب: إنّ الحسرة تغمرني إذ أرى المؤمنين يوفّقون للزيارة من قرب ويلمسون الضريح وأنا محروم من ذلك.
فقلت له: انظر كيف أنّ كلّ من يدخل الحرم الشريف آخذ بيده نسخة من كتاب مفاتيح الجنان؟! فأنت تدخل مع كلّ زائر.
فبعد ألف سنة من تاريخ المعصومين سلام الله عليهم نرى أن الشيخ عباس قد فاز فوزاً عظيماً … وعندما سألوه لماذا تميّز كتاب مفاتيح الجنان عن بقية مؤلّفاتك الكثيرة؟ قال: ببركة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، لأنّي عندما ألّفته قصدت بكتابته السيّدة الزهراء سلام الله عليها، وربما لم يصرف الشيخ عباس القمّي من عمره إلاّ القليل جدّاً فيه، ومع ذلك بلغ هذه العظمة بحيث إنّ كلّ من يقرأ مفاتيح الجنان يؤجر معه الشيخ عباس، كما في الحديث الشريف: «الدالّ على الخير كفاعله»[3].
بالطبع بقيّة الناس إذا قصدوا بأفعالهم القربة إلى الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها صاحبة العظمة عند الله وأهل البيت عليهم السلام فإنّهم بلا شكّ يصلون إلى هذا المقام العظيم.
۞ من يعمل لفاطمة يحظى بعناية الإمام المهدي
عن بشّار المكاري قال: دخلت على أبي عبدالله عليه السلام بالكوفة وقد قدّم له طبق رطب طبرزد[4] وهو يأكل فقال: يابشّار اُدن فكُل فقلت: هنّاك الله، وجعلني فداك، قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي! أوجع قلبي، وبلغ منّي فقال لي: بحقّي لمّا دنوت فأكلت قال: فدنوت فأكلت فقال لي: حديثك (وسؤال الإمام هنا هو سؤال العارف). قلت: رأيت جلوازاً[5] يضرب رأس امرأة، ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد. قال: ولِمَ فعل بها ذلك؟ قال: سمعت الناس يقولون إنّها عثرت فقالت: لعن الله ظالميك يافاطمة، فارتكب منها ما ارتكب.
قال: فقطع (الإمام) الأكل ولم يزل يبكي حتّى ابتلّ منديله، ولحيته، وصدره بالدموع، ثمّ قال: يابشّار قم بنا إلى مسجد السهلة فندعو الله عزّ وجلّ ونسأله خلاص هذه المرأة. قال: ووجّه بعض الشيعة إلى باب السلطان، وتقدّم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله فإن حدث بالمرأة حدث صار إلينا حيث كنّا. قال: فصرنا إلى مسجد السهلة، وصلّى كل واحد منّا ركعتين، ثمّ رفع الصادق عليه السلام يده إلى السماء وقال: أنت الله - إلى آخر الدعاء - قال: فخرّ ساجداً لا أسمع منه إلاّ النفس ثمّ رفع رأسه: فقال: قم فقد أطلقت المرأة.
قال: فخرجنا جميعاً، فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجّهناه إلى باب السلطان فقال له عليه السلام: ما الخبر؟ قال: قد أطلق عنها. قال: كيف كان إخراجها؟ قال: لا أدري ولكنّني كنت واقفاً على باب السلطان، إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها: ما الذي تكلّمت؟ قالت: عثرت فقلت: لعن الله ظالميك يافاطمة، ففعل بي ما فُعل.
قال: فأخرج مائتي درهم وقال: خُذي هذه واجعلي الأمير في حلّ.
فأبت أن تأخذها، فلمّا رأى ذلك منها دخل، وأعلم صاحبه بذلك ثمّ خرج فقال: انصرفي إلى بيتك فذهبت إلى منزلها.
فقال أبو عبدالله عليه السلام: أبت أن تأخذ المائتي درهم؟ قال: نعم وهي والله محتاجة إليها.
قال: فأخرج من جيبه صرّة فيها سبعة دنانير وقال: اذهب أنت بهذه إلى منزلها فأقرئها منّي السلام وادفع إليها هذه الدنانير.
قال: فذهبنا جميعاً فأقرأناها منه السلام فقالت: بالله أقرأني جعفر بن محمّد السلام؟!
فقلت لها: رحمك الله، والله إنّ جعفر بن محمّد أقرأك السلام.
فشقّت جيبها ووقعت مغشيّة عليها.
قال: فصبرنا حتّى أفاقت، وقالت: أعدها عليّ، فأعدناها عليها حتّى فعلت ذلك ثلاثاً ثمّ قلنا لها: خذي! هذا ما أرسل به إليك، وأبشري بذلك، فأخذته منّا، وقالت: سلوه أن يستوهب أمته من الله فما أعرف أحداً تُوسّل به إلى الله أكثر منه ومن آبائه وأجداده عليهم السلام[6].
أقول: إذا كان الإمام الصادق سلام الله عليه يبكي وتنحدر دموعه على صدره الشريف من أجل امرأة سجنت من أجل فاطمة سلام الله عليها، ويقصد مسجد السهلة ويدعو لخروجها من السجن، فهل من المعقول أنّ الإمام الحجّة سلام الله عليه صاحب مصيبة أجداده الطاهرين وعلى رأسهم الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها لا يدعو لكم ولا يعتني بكم إذا قدّمتم شيئاً لجدّته الزهراء سلام الله عليها؟!
إذن كلّما قدّم الإنسان شيئاً لأهل البيت سلام الله عليهم خاصّة الصدّيقة الزهراء سلام الله عليها التي جعلت محوراً – في حديث الكساء الشريف وتعريف الله الملائكة بأهل البيت سلام الله عليهم - لهم فإنّ ذلك من توفيقه بل كلّ من يبتلى من أجل فاطمة سلام الله عليها فإنّه ذو حظّ عظيم، والعكس صحيح أيضاً، فمن يتمكّن من تقديم شيء لأهل البيت ويقصّر فهو مسلوب التوفيق.
__________________
تعليق