المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهات حول الشيعة


تراب البقيع
30-03-2009, 05:04 AM
الشبهة الأولى: حول رؤية الله عزوجل
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يقولون إن الله تعالى يستحيل أن يرى لا في الدنيا ولا في الآخرة، ويردون الأحاديث التي تنص على أن الله تعالى يرى في الآخرة.
الجواب
قال الله تعالى (ا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) الأنعام ـ 103.
وقال تعالى خطاباً لموسى عليه السلام (ن تراني) الأعراف ـ 143.
قال الزمخشري في كتابه (الأنموذج): (ن للتأبيد، وعليه، تدل الآية على عدم رؤيته تعالى إلى الأبد)
وقال تعالى: (وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا، لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيراً. يوم يرون الملائكة لابشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراً) الفرقان ـ 21 ـ 22.
تتضمن الآية إخباراً عن أمور ثلاثة:
1 ـ أن لقاء الله أمر قطعي محتوم وإن كان لا يرجوه المستكبرون.
2 ـ قال المنكرون لقاء الله: لولا أنزل الملائكة أو نرى ربنا.
3 ـ أنهم يوم القيامة يرون الملائكة.
فالآية تحكي أنهم لم يؤمنوا بالله وقالوا: أو نرى ربنا، فأجابهم الله تعالى بأنهم يوم القيامة يرون الملائكة، ولوكانت رؤية الله تعالى مقدورة لأجابهم الله بها. فالذي يحصل يوم القيامة هو لقاء الله، دون رؤيته. وأما ما دل بظاهره من الأحاديث على رؤيته تعالى يوم القيامة فهو أربعة أحاديث فقط في كتب أهل السنة، وهي: حديث جرير، وأبي هريرة، وابن رزين، وصهيب.
وهي فضلاً عن الخدشة في سندها أخبار آحاد لا تفيد يقيناً، فلا يجوز بناء الإعتقادات عليها، بل لابد من الدليل القطعي على المعتقد، وقد قال الله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً) الإسراء ـ 36.
وقد ثبت بالقطع واليقين استحالة رؤيته تعالى، وقامت البراهين العقلية والنقلية على نفي الجسمية عنه وتنزيهه عنها سبحانه وتعالى. ومعنىلقاء الله يوم القيامة إدراكه بدون واسطة حتى واسطة البصر، فإن اللقاء والملاقاة يصدقان بالنسبة إلى الاعمى الفاقد البصر. وبعد ذلك، توجد عدة براهين عقلية على استحالة كون واجب الوجود تعالى جسماً، لأن الجسم محدود في المكان والزمان.
قلنا في كتابنا (جامع براهين أصول الاعتقادات) ص 64 ـ 67 يدل على استحالة كون واجب الوجود جسماً براهين عديدة، نذكر جملة منها.
البرهان الأول: أن الجسم ما كان له أبعاد ثلاثة من العرض والطول والعمق، فهو مركب من أبعاض، والمركب مفتقر في وجوده إلى وجود أبعاضه، وما كان مفتقراً في وجوده فليس واجب الوجود.
البرهان الثاني: تناهي الجسم وكونه محفوفاً بالأعدام من الجوانب الستة، والواجب يمتنع أن يتطرق العدم إليه بوجه من الوجوه، وقد ثبت ذلك من طرق عديدة.
منها: أنه لو كان الجسم غير متناهي الأبعاد نفرض فيه نقطة خرج منها خطان فحصل منها زاوية، وامتد الخطان بامتداد الجسم، فلو كان الجسم غير متناه لامتد الخطان إلى غير النهاية.
ولما كان مقدار الإنفراج بين خطي الزاوية بنسبة مقدار امتداد الخطين، فإن كون الخطين غير متناهيين يستلزم أن يكون الإنفراج بينهما أيضاً غير متناه، وذلك يناقض كونه محصوراً بين خطين.
ومنها: أنه إذا فرض خط ممتد إلى غير النهاية، وفرضنا إلى جانبه كرة تدور حول محور الخط المتصل بين قطبي الكرة، وأحد قطبيها فوق الخط غير المتناهي والآخر تحته، وقبل شروعها في الدوران نفرض خطاً خارجاً من الكرة عمودياً على خط المحور موازياً للخط غير المتناهي، يمتد معه إلى غير النهاية، فإذا دارت الكرة إلى جهة الخط غير المتناهي يتقاطع الخط الخارج من الكرة مع الخط غير المتناهي نقطةً فنقطة.
فأول نقطة يتقاطع فيها الخطان فيها هي نقطة من الخطين لا نقطة للخطين قبلها، وإلا لكان التقاطع فيها قبل تلك النقطة.
فثبت أن أول نقطة التقاطع آخر نقطة من الخطين، فالخطان متناهيان لا محالة، فكيف فرض كونهما غير متناهيين !
ومنها: برهان التطبيق، وهو أنه لو فرضنا ست خطوط خرجت من نقطة من داخل الجسم إلى الجهات الست، ممتدة بامتداد الجسم، ثم قطعنا من كل خط قطعة من جانب تلك النقطة.
فلو فرضنا تطبيق محل القطع من الخط على النقطة التي بدأ منها أصل الخط قبل القطع، فإما أن يمتد إلى غير النهاية، فيكون الزائد مثل الناقص، وهو ممتنع، أو يقصر عنه بمقدار تلك القطعة فيكون متناهياً. وكذا أصل الخط لزيادته عليه بمقدار تلك القطعة فقط لا أكثر. فثبت تناهى أبعاد كل جسم.
ويمكن تقرير البرهان بدون فرض التطبيق: بأنه إن كان باقي الخط بعد قطع قطعة منه مساوياً لأصل الخط قبل القطع لزم مساواة الجزء مع الكل، وهو محال، وإن كان أقل منه لزم كونه متناهياً، وكذلك أصل الخط لكونه أكثر منه بمقدار تلك
القطعة فقط.
البرهان الثالث: إن كل جسم حادث، فيستحيل أن يكون واجب الوجود جسماً، ويتضح ذلك ببيان أمور:
1 ـ لا ينفك الجسم عن الحركة أو السكون بالبداهة، فإن الجسم إما ساكن في مكان أومتحرك من مكان إلى مكان آخر
لا محالة.
2 ـ معنى الحركة هو الكون في الآن الأول في مكان وفي الآن الثاني في مكان آخر، ومعنى السكون هو الكون في الآن الأول في مكان والكون في الآن الثاني في ذلك المكان بعينه. فكل جسم قد تشكل من كونين: الكون في الآن الأول في مكان، والكون في الآن الثاني في ذلك المكان أو في مكان آخر.
3 ـ الكون في الآن الأول في مكان، والكون في الآن الثاني في ذلك المكان أو مكان آخر، وجودان متمايزان يمكن أن يوجد أحدهما ولا يوجد الآخر.
4 ـ كل جسم له وجود خاص وتشخص يتمايز به عن الأجسام الأخرى ويغايرها، وذلك التشخص هو الكون في زمان خاص في مكان خاص. ولما كان منبع التشخص هو الوجود، وكان تشخصه بذاته كانت اللوازم والمشخصات كلها منبعثة من وجود الجسم، فيكون تبدل الكون في زمان خاص في مكان خاص مستلزماً لتبدل وجود ذلك الجسم.
5 ـ الكون هو الوجود، فتبدله هو تبدل الوجود، فالجسم لا يزال يتبدل وجوده، وله في كل آن وجود غير وجوده في الآن السابق عليه، وغير وجوده في الآن اللاحق عليه. فالحركة والتبدل إنما هو في وجوده لا في أمر خارج عن وجوده، فالحركة في ذاته وجوهره، فثبت أن كل جسم له حركة جوهرية.
6 ـ إن حقيقة الحركة هي الإنعدام والإنوجاد، الإنعدام من الآن الأول والإنوجاد في الآن الآخر. فكل جسم ينوجد وينعدم آناً فآناً، وكل وجود له في آن مسبوق بعدمه وملحوق بعدمه.
نعم لو لاحظنا ماهية الجسم، فليست الحركة والسكون داخلة في ماهيته، بل هما خارجتان عن ماهية الجسم عارضتان عليها. أما أن وجود الجسم وكونه، غير مغاير لوجوده وكونه في الآن الأول، فلبداهة أنه ليس له وجودان في آن واحد أحدهما وجوده والثاني وجوده في ذلك الآن، بل ليس له إلا وجود واحد، فتبدله في الآن الثاني هو انعدام وجوده في الآن الأول وانوجاد وجود آخر له... وهكذا في الآنات المتوالية إلى آخرها. ولا ينافي ذلك أن لوجوداته في الآنات المتوالية صورة متصلة ويقال له جسم واحد باعتبارها، كما أن الصورة الإتصالية للحركة تقتضي إطلاق حركة واحدة عليها من أولها إلى آخرها.
فإن قلت: إن مقولة (تى) من المقولات العرضية التسعة، ولها طرفان طرفه الآخر هو الزمان، والزمان ينتزع من حركة الفلك.
قلت: نعم الزمان ـ أي الليالي والأيام وأجزاؤها ـ منتزعة من حركة الفلك الذي فيه الشمس، أو من الحركة الوضعية لكرة الأرض ودورانها حول محور نقطة مركزها، كما انكشف ذلك في القرون الأخيرة بالعيان.
ولكنه لما ثبت بالبرهان المذكور الحركة الجوهرية والذاتية للأجسام، فإن نسبة الآنات التي تركب منها الزمان إليها وإلى حركة الفلك مستوية، فينتزع منها الآنات، سواء كان للفلك حركة مكانية أم لا.
8 ـ فالجسم لا يزال حادثاً يتجدد حدوثه في كل آن، والحادث في كل آن غير الحادث في الآن المتقدم عليه.
9 ـ فثبت أن الجسم يستحيل أن يكون واجب الوجود، وأنه تعالى ليس بجسم بالضرورة، لأنه يمتنع عليه العدم، وكيف يجوز عليه العدم ومنه وجود جميع الموجودات، وهو مكون جميع الكائنات، من المجردات، والأجسام، والأرضين، والسماوات، والأمكنة،والأزمنة، والسكنات، والحركات، والحالات، والآنات.

تراب البقيع
30-03-2009, 05:06 AM
الشبهة الثانية: حول الجبر والتفويض
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يقولون بالأمر بين الأمرين، ويردون رأي الأشاعرة الذين يعتقدون بالجبر.
الجواب
الأشاعرة من أهل السنة اعتقدوا بالجبر، والمعتزلة منهم اعتقدوا بالتفويض، والإمامية اعتقدوا تبعاً لما ورد عن الأئمة المعصومين: بالأمر بين الأمرين. ونحن نبدأ أولاً بإبطال الجبر والتفويض بآيات التنزيل، ثم نتبعه بما ورد عن أئمتنا عليهم السلام في نفيهما وإثبات الأمر بين الأمرين.
الآيات الدالة على نفي الجبر
النوع الأول: ما تضمن إسناد الاساءة والإحسان إلى نفس العبد كقوله تعالى في الإسراء ـ 15 وفي يونس ـ 108 وفي الزمـر ـ 41 (ن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها) وقوله تعالى في سباء ـ 50 (قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي). والآيات على هذا النمط كثيرة جداً.
النوع الثاني: الآيات المشتملة على تنزيه ساحة الربوبية عن الظلم كقوله تعالى في النساء ـ 40 (إن الله لا يظلم مثقال ذرة) وهي أربعون آية.
النوع الثالث: الآيات الدالة على أن الله تعالى يختبر عباده هل يختارون الايمان والطاعة، أو الكفر والمعصية، كقوله تعالى في الملك ـ 2 (خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)، وهي نحو سبع وستين آية.
النوع الرابع: الآيات المتضمنة دعوة العباد إلى الايمان والهداية والحذر والتضرع والتقوى وأمثالها، ورجاء تحققه منهم، والظاهرة في أن الله تعالى يحب تلك الأمور من عباده، كقوله تعالى في الأنعـام ـ 154 (علهم بلقاء ربهم يؤمنون) وفي السجـدة ـ 126 (تنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون) وفي التوبة ـ 126 (وليـنذروا قـومهم إذا رجعـوا إليهم لعلهم يحـذرون) وفي الأنعـام ـ 42 (فأخـذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضـرعـون). وفي البقرة ـ 187 (كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون). وهذه الآيات سبع وتسعون آية.
النوع الخامس: الآيات الدالة على أن الثواب والعقاب جزاء ماكسبه العبد، كقوله تعالى في البقرة ـ 281،وآل عمران ـ 161 (ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) وفي الجاثية ـ 22 (ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون) وفي المدثر ـ 38 (كل نفس بما كسبت رهينة) وفي النساء ـ 111 (ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه) وفي الكهف ـ 106 (ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزواً) وفي الملك ـ 6
(وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير) وفي آل عمران ـ 198 (كن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار). وفي البينة ـ 8 (جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار). وهذه الآيات كثيرة بين آيات الكريم.
النوع السادس: آيات الذم والتوبيخ للكفار والفساق، فإنه لايصح إلامع كونهم مختارين في أفعالهم،كقوله تعالى في البقرة ـ 28 (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم). وفي آل عمران ـ 101 (وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله) وفي المزمل ـ 17 (فكيف تتقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً) وفي آل عمران ـ 98 (تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون) وفي العنكبوت ـ 167 (فبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون) وفي المؤمنون ـ 105 (ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون).
النوع السابع: الآيات المصرحة باستناد الكفر والايمان والطاعة والعصيان إلى العباد، كقوله تعالى في إبراهيم ـ 8 (وقال موسى إن تكفروا ومن في الأرض جميعاً فإن الله لغني حميد) وفي آل عمران ـ 19 (ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب). وفي ص ـ 28 (نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين) . وفي النور ـ 52 (ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون). وفي المائدة ـ 78 (ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون).
وقد نقلنا هذه الآيات من باب المثال، وإلا فالآيات التي تدل على استناد الأفعال إلى العباد أكثر من ذلك.
النوع الثامن: الآيات الدالة على تخيير العباد في الايمان والكفر والطاعة والعصيان، كقوله تعالى (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف ـ 29.
النوع التاسع: الآيات التي تحث على المسارعة إلى أفعال الخير
قبل فواتها، كقوله تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم)
آل عمران ـ 133.
النوع العاشر: ما دل من الآيات على الإستعانة بالله تعالى كقوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) الحمد ـ 4، فإنها
تدل على أن العبد هو الفاعل لأفعاله، وأن الله تعالى يعينه على أفعال الخير.
النوع الحادي عشر: الآيات المتضمنة لاستغفار الأنبياء، كما في الأعـراف ـ 23 (ربنا ظلمنـا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).
النوع الثاني عشر: الآيات الدالة على اعتراف الكفار يوم القيامة باستناد الكفر والمعصية إلى أنفسهم، كقوله تعالى (قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائفين) المدثر ـ 43 ـ 45.
النوع الثالث عشر: الآيات الدالة على تمني الكفار وطلبهم يوم القيامة الرجوع إلى الدنيا ليعملوا الأعمال الصالحة، كما في المؤمنون 99 ـ 100 (رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً)
الآيات الدالة على نفي التفويض
منها: الآيات المتضمنة لإسناد الهداية التكوينية إلى الله تعالى وهي ثمان وسبعون آية، كقوله تعالى (ولئك الذين هدى، فبهداهم اقتده...) الأنعام ـ 90.
وهذه الآيات تدل على أن الهداية من الله تعالى، إلا أن هناك آيات أخر تدل على أن لاختيار العبد مدخلاً في هدايته، كقوله تعالى في الكهف ـ 29 (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وفي الروم ـ 44 (ومن كفر فعليه كفره ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون).
فكون الهداية من الله تعالى بمعنى أن الله تعالى قد أعطى عبده قوة الإدراك، وجعله محفوفاً ومحاطاً بآيات الهداية وبراهين المعرفة، ومنع عنه تسويلات شياطين الإنس والجن، ووفقه للهداية.. ولولا ذلك لكان العبد ساقطاً في حضيض الكفر والعصيان، فهو تعالى شأنه أحق بحسنات العبد من نفسه.
وأما ضلالة العبد فهي ناشئة من سوء اختياره، وأنه حتى مع تسويلات إبليس وغيره فهو غير مسلوب الاختيار، وقد أعطاه الله تعالى قدرة الايمان والكفر، وقوة المعرفة والتمييز، وجعل آيات الهداية وبراهين التوحيد في معرض نظره ومرأى بصره، فليس ضلال العبد من ناحية الله سبحانه، وإن كان له تعالى قوة قاهرة على عباده، (ولو شاء لهدى الناس جميعاً) وقهرهم على الهداية طوعاً أو كرهاً، إلا أنه تعالى حيث سهل على العبد طريق الهداية وأعطاه أسبابها، وجعله مختاراً في الإهتداء وعدمه، كان له المنة عليه، وإن اختار العبد الضلال وترك الإهتداء، كانت عليه الحجة.
ومثل ذلك مثل من أعطى فقيراً درهماً ليشتري به الخبز فاشترى به سماً فشربه وقتل نفسه، فليس على معطي الدرهم لومٌ في ذلك، بل له الفضل على الفقير حيث أعطاه الدرهم ليصرفه في مصلحة نفسه لا في هلاكها.
ومنها: ما دل على نفي القوة والقدرة عن غير الله جلت عظمته، كقوله تعالى شأنه في الكهف ـ 39 (ا قوة إلا بالله) ولا تنافي بين هذا المعنى وبين اختيار العبد وقدرته على الفعل، فإنه في قبال القدرة الربوبية عاجز محض لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، وإذا لو حظ أن الله قد أعطاه القدرة والقوة، وأن قدرته إنما هي من آثار قدرته تعالى آيات، على ثبوت القدرة للعباد كقوله يرتفع التنافي بين ثبوت القدرة للعباد ومفاد قوله تعالى (ا قوة إلا بالله). وقد دلت عد عز من قائل في الكهف ـ 29 (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). وفي الروم ـ 44 (ومن كفر فعليه كفره ومن عمل صالحاً فلا نفسهم يمهدون). وفي النمل ـ 4 (ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي لغني كريم).
ومنها: ما دل على أن النفع والضرر بيد الله، كقوله تعالى في الأعراف ـ 188 (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولاضراً إلا ماشاء الله) والمراد منه بملاحظة نحو قوله تعالى في الكهف ـ 29 (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وفي الأنعام ـ 112 (و شاء ربك ما فعلوه) وآية 137 (ولو شاء الله ما فعلوه) أن العبد قد أعطاه الله قدرة الفعل ليؤمن إن شاء ويكفر إن شاء، إلا أن الله تعالى لو أراد منعه لسلبت منه القدرة ولم يقدر العبد على فعل ما أراده.
وسيجيء أن هذا أحد وجوه الأمر بين الأمرين.
إثبات الأمر بين الأمرين
إعلم أن المستفاد من مجموع الطائفتين المتقدمتين من الآيات الكريمة على تعدد أنواعها، أن ما يصدر من العبد له جهتان، فمن إحدى الجهتين يستند إلى العبد، لكونه صادراً عنه باختياره وإرادته، وهو واضح بحسب الآيات المتقدمة، والقرآن مشحون بإسناد الأفعال إلى الناس، ومن الجهة الأخرى له ارتباط بالساحة الربوبية سبحانه وتعالى، وقد عرفت الآيات الكثيرة الدالة على نسبة الهداية والإضلال إليه تعالى.
وأما كيفية الإرتباط فهي على ما يستفاد من الآيات على أحد وجوه ثلاثة:
الأول: أن وجود العبد وما يصدر عنه من فعل من الجوارح والجوانح، إنما هو من ناحية الخلاق المتعال جلت عظمته، وقد أعطاه الله القدرة على فعل الخيرات والشرور، ليختار الخير ويصل إلى أعلى درجات العليين، التي لا يصل إليها إلا بالإختيار.
فإذا صدر من العبد فعل فالعلة لوجود الفعل هو العبد، والله تعالى علة لوجود نفس العبد وإمكاناته، وقدرته على اختياره الفعل والترك، فهو علة بعيدة لوجود الفعل.
الثاني: أن قدرة الباري جلت عظمته محيطة بأفعال العباد، فإن شاء منعهم عما يختارون من الأفعال وأوقعهم في غيرها، قال الله تعالى (و شاء لهداكم أجمعين) فهو جلت عظمته حيث خلق هذه النشأة لأجل الامتحان، فقال عز من قائل (خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)، فلم يمنعهم عما يختارون من الكفر والايمان، بل جعل ذلك في نطاق مشيئتهم، قال تعالى
(فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف ـ 39.
وملخص هذا الوجه أن أفعال العباد مرتبطة به تعالى من حيث عدم المانع وعدم معارضته لما يختاره الناس.
الثالث: إن الشهوات والمشتهيات، أعني غرائز الشهوة ومتعلقاتها في الخارج التي توقع العبد في الضلالة والإنحراف عن طريق الهدى، كلها من قبل الله تعالى، وقد أعطاه القدرة في إيجاد أي عمل يريده من الحسنات أو السيئات، لأجل الفتنة والامتحان، ليبلوه في هذه النشأة.
فحيث أن تلك الغرائز مثلها مثل بعض أجزاء العلة التي تمامها من ناحيته تعالى، صدق بنحو من الصدق أن الإضلال منه تعالى، وإن كان وقوع العبد في الضلالة باختيار العبد وإرادته.
ويشهدلصدق الإضلال مع عدم إرادة وقوع الغير في الضلالة، قوله تعالى عن الأصنام حكاية عن إبراهيم في (رب إنهن أضللن كثير الناس) إبراهيـم ـ 36 مع أن وقوعهم في الضلال كان بإرادة أنفسهم لا محالة، وإلا فالأصنام ليست إلا منحوتات مسندة فاقدة للإدراك، لا يمكن أن توقع العباد في الضلال، حيث لا إرادة لها.
ومحصل هذا الوجه: أن شرائط فعل العبد التي هي جزء من العلة التامة لأفعاله من ناحية الله تعالى.
ويدل على ثبوت الأمر بين الأمرين أيضاً قوله تعالى في الأنفال ـ 17 (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) فإنها صريحة في إسناد الرمي إلى نفس العبد لقوله تعالى (إذ رميت) وإن كانت متضمنة لسلب الإستناد إليه أيضاً، بقوله تعالى (وما رميت) فهي تدل على مذهب الأمر بين الأمرين.

تراب البقيع
30-03-2009, 05:06 AM
الشبهة الثالثة: حول زيارة قبور الأنبياء والأئمة والأولياء
يشكل على الشيعة بأنهم يعتقدون بجواز زيارة قبور الأنبياء والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم، والأولياء، ويشيدونها ويتبركون بها، ويصلون ويدعون عندها، مع أنه ورد النهي عن اتخاذ القبور مساجد وعن بناء المساجد على القبور.
الجواب
لم يرد النهي عن الزيارة في أثر من الآثار، وإنما نهى عنه الوهابيون، وقد تعرضنا للجواب عنه في كتابنا (الجامع لبراهين أصول الاعتقادات) ننقله هنا بعينه، فقد قلنا في ص413 ـ 416:
منع الوهابية من شدالرحال إلى زيارة النبي صلى الله عليه وآله فضلاً عن غيره، ونقل القسطلاني في (شرح صحيح البخاري) وابن حجر الهيثمي في (الجوهر المنظم) عن ابن تيمية قدوة الوهابيين تحريم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع شد الرحال وبدونه ! وعن الملا على القاري في المجلد الثاني من شرح الشفا إنه قال (قد فرط ابن تيمية من الحنابلة حيث حرم السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما أفرط غيره حيث قال كون الزيارة قربة معلوم من الدين، وجاحده محكوم عليه بالكفر، ولعل الثاني أقرب إلى الصواب، لأن تحريم ما أجمع العلماء فيه بالإستحباب، يكون كفراً، لأنه فوق تحريم المباح المتفق عليه في هذا الباب) انتهى.
إثبات مشروعية زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
تدل علىمشروعية زيارته صلىالله عليه وآله وسلم وفضيلتها، كما في (كشف الإرتياب) 362 ـ 372، الأدلة الأربعة:
الدليل الأول: كتاب الله العزيز: قال تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول، لوجدوا الله تواباً رحيماً) النساء ـ 64.
قال السمهودي في (وفاء الوفاء) مجلد 2 ص 411 (العلماء فهموا من هذه الآية العموم لحالتي الموت والحياة واستحبوا لمن أتى القبر أن يتلوها).
الدليل الثاني: السنة الشريفة، والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة، نقلهـا السمهودي في وفاء الوفاء ـ مجلد 4 ص 394 ـ 403، ونقلها غيره، ونحن ننقلها منه، وربما نترك بعض أسانيدها، وقد تكلم هو على أسانيدها بما فيه كفاية.
1 ـ الدار قطني في السنن وغيرها، والبيهقي، وغيرهما بالأسانيد من طريق موسى بن هلال العبدي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع عن ابن عمر، قال رسول الله صلى الله عليه
(وآله) وسلم (ن زار قبري وجبت له شفاعتي).
2 ـ البزار من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري، عن عبدالرحمن بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم (ن زار قبري حلت له شفاعتي).
3 ـ الطبراني في الكبير والأوسط، والدار قطني في أماليه، وأبوبكر بن المقري في معجمه من رواية مسلمة بن سالم الجهني، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (ن جاءني زائراً
لا تحمله حاجة إلا زيارتي، كان حقاً عليَّ أن أكون له شفيعاً
يوم القيامة).
قال: والذي في معجم ابن المقري (ن جاءني زائراً كان حقاً على الله عزوجل أن أكون له شفيعاًيوم القيامة).قال (وأورد الحافظ ابن السكن هذا الحديث في باب ثواب من زار قبر النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم من كتابه السنن الصحاح المأثورة، ومقتضى ما شرطه في خطبته أن يكون هذا الحديث مما أجمع على صحته) انتهى. وهو بإطلاقه شامل للزيارة في الحياة وبعد الموت.
4 ـ الدار قطني والطبراني في الكبير والأوسط، وغيرهما، من طريق حفص بن داود القاري، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (ن حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي) قال (ورواه ابن الجوزي في مثير الغرام الساكن بسنده وزاد وصحبتي). ورواه ابن عدي في كامله بسنده بهذه الزيادة، ورواه أبو يعلى بسنده بدون الزيادة، وفي بعض الروايات (ن حج فزارني في حياتي). ورواه الطبراني في الكبير والأوسط من طريق عائشة بنت يونس امرأة الليث، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (ن زار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي).
أقول: ورواه بلفظه الأول السيوطي في الجامع الصغير، عن أحمد في مسنده، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، عن الحارث.
5 ـ ابن عدي في الكامل من طريق محمد بن محمد بن النعمان، عن جده، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (ن حج البيت ولم يزرني فقد جفاني). قال السبكي (وذكر ابن الجوزي له في الموضوعات طرفاً منه).
6 ـ الدار قطني في السنن من طريق موسى بن هرون، عن محمد بن الحسن الجيلي، عن عبد الرحمن بن المبارك عن عون بن موسى، عن أيوب عن نافع، عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (ن زارني في المدينة كنت له شهيداً وشفيعاً).
7 ـ أبوداود الطيالسي عن سوار بن ميمون أبي الجراح العبدي، عن رجل من آل عمر، عن عمر قال (عت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من زار قبري، أو قال من زارني كنت له شفيعاً أو شهيداً) الحديث.
8 ـ أبوجعفر العقيلي من رواية سوار بن ميمون، عن رجل من آل الخطاب عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم (ن زارني متعمداً كان في جواري يوم القيامة) الحديث.
9 ـ الدار قطني وغيره، من طريق هارون بن قزعة، عن رجل من آل حاطب، عن حاطب قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (ن زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي) الحديث.
10 ـ أبو الفتح الأزدي من طريق عمار بن محمد، عن خاله سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدالله قال: رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (ن حج حجة الإسلام وزار قبري، وغزا غزوة وصلى في بيت المقدس، لم يسأله الله عزوجل فيما افترض عليه).
11 ـ أبو الفتوح بسنده من طريق خالد بن يزيد، عن عبد الله بن عمر العمري، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (ن زارني بعد موتي فكأنما زارني وأنا حي، ومن زارني كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة).
12 ـ ابن أبي الدنيا من طريق إسماعيل بن أبي فديك، عن سليمان بن يزيد الكعبي، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال (ن زارني بالمدينة كنت له شفيعاً وشهيداً يوم القيامة، وفي رواية كنت له شهيدا أو شفيعاً يوم القيامة) ورواه البيهقي بهذا الطريق، ولفظه (ن زارني محتسباً إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة).
13 ـ ابن النجار في أخبار المدينة بسنده عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (ن زارني ميتاً فكأنما زارني حياً، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة)
14 ـ أبوجعفر العقيلي بسنده عن ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (ن زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي، ومن زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيداً أو قال شفيعاً).
15 ـ بعض الحفاظ في زمن ابن مندة بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم (ن حج إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كتبت له حجتان مبرورتان) قال: والحديث في مسند الفردوس.
16 ـ يحيى بن الحسن بن جعفر الحسيني، في أخبار المدينة، بسنده عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ن زار قبري بعد موتي، فكأنما زارني في حياتي، ومن لم يزرني فقد جفاني).
وروى ابن عساكر بسنده عن علي (ن زار قبر رسول كان في جوار رسول الله صلى الله عليه وآله).
17 ـ يحيى أيضاً بسنده عن رجل، عن بكر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم (ن أتى المدينة زائراً لي وجبت له شفاعتي يوم القيامة) الحديث.
انتهت الأحاديث التي أوردها السمهودي وهي مع كثرتها يعضد بعضها بعضاً، وتعضدها الأحاديث الآتية، مع أنه لا حاجة لنا إلى الإستدلال بها، للسيرة القطعية وعمل المسلمين البالغ حد الضرورة.
الدليل الثالث: الاجماع، فقد أجمع المسلمون خلفاً عن سلف من عهد النبي صلى الله عليه وآله والصحابة إلى يومنا هذا قولاً وعملاً على زيارة قبره صلى الله عليه وآله ولم يشذ عنهم أحد إلا الوهابيون. بل إن استحباب زيارة قبور الأنبياء والصالحين، بل وسائر المؤمنين ومشروعيتها ملحق بالضروريات عند المسلمين، فضلاً عن الإجماع، وسيرتهم مستمرة عليها من عهد النبي صلى الله عليه وآله والصحابة والتابعين وتابعيهم، وجميع المسلمين في كل عصر، وفي كل صقع، عالمهم وجاهلهم، صغيرهم وكبيرهم، ذكرهم وأنثاهم. فلا يكون إنكار ذلك إلا مصادمة للبديهة وإنكاراً للضروري.
قال السمهودي في (وفاء الوفاء) نقلاً عن السبكي (قال عياض: زيارة قبره صلى الله عليه (وآله) وسلم سنة بين المسلمين مجمع عليها، وفضيلة مرغوب فيها) انتهى.
قال السبكي (وأجمع العلماء على استحباب زيارة القبور للرجال كما حكاه النووي، بل قال بعض الظاهرية بوجوبها. واختلفوا في النساء، وامتاز القبر الشريف بالأدلة الخاصة به، لهذا أقول: إنه لا فرق بين الرجال والنساء).
الدليل الرابع: دليل العقل فإ نه يحكم بحسن تعظيم من عظمه الله تعالى، والزيارة نوع من التعظيم، وفي تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم بالزيارة وغيرها، تعظيم لشعائر الإسلام، وإرغام لمنكريه.
وأما زيارة سائر القبور ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يزور أهل البقيع وشهداء أحد. وروى ابن ماجة بسنده عنه صلى الله عليه وآله وسلم (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة) وبسنده عن عائشة أنه صلى الله عليه وآله وسلم رخص في زيارة القبور وقال (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة) ورواه مسلم إلى قوله فزوروها. وروى النسائي (ونهيتكم عن زيارة القبور فمن أراد أن يزور فليزر) وفي حاشية السندي عن الزوائد إن رجال إسناده ثقات.
وقد زار النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبر أمه وهي مشركة بزعم الخصم، روى، وابن ماجة والنسائي، بأسانيدهم، عن أبي هريرة (زار النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكركم بالموت). قال النووي في شرح صحيح: هو حديث صحيح بلا شك.
وروى مسلم أنه كلما كانت ليلة عائشة من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول
(السلام عليكم دار قوم مؤمنين وآتاكم ما توعدون) وعلم صلى الله عليه وآله وسلم عائشة حين قالت له كيف أقول لهم يا رسول الله ؟ قال: قولي (السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين) رواه.
ونحن وإن كنا نعتقد بأن آباء النبي وأمهاته كلهم مؤمنون، تبعاً لما ثبت عندنا بالأحاديث الصحيحة، ولا نقبل أن أم النبي صلى الله عليه وآله كانت مشركة، ولكنا أوردنا الحديث لنحتج به على من يحرم الزيارة.

تراب البقيع
30-03-2009, 05:07 AM
الشبهة الرابعة: حول شفاعة الأنبياء والأئمة والأولياء
يشكل على الشيعة بأنهم يعتقدون بشفاعة الأنبياء والأئمة عليهم السلام ويخاطبونهم طالبين منهم الشفاعة إلى الله تعالى.
الجواب
الدليل على صحة الإعتقاد بالشفاعة هو القرآن الكريم، وقد تعرضنا لذلك بالتفصيل في كتابنا (الجامع لبراهين أصول الإعتقادات) ص 419 ـ 422.
والشفاعة في منطق القرآن الكريم على قسمين:
الأول: الشفاعة من دون الله تعالى: وهي التي نفاها الله سبحانه وتعالى عن غيره بقوله (يس لهم من دونه ولي ولا شفيع). الأنعام ـ 51 وآيات أخرى.
والشفاعة المطلقة تتوقف على السلطة على إنفاذ حاجة المستشفع، وإلزام المشفوع إليه بقضائها حتى مع عدم رضاه، والشفاعة بهذا المعنى لا تكون لغير الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: (قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السماوات والأرض) الزمر ـ 44
والإعتقاد بشفاعة أحد عند الله سبحانه وتعالى بهذا المعنى شرك، وهي التي عبد الوثنيون الأصنام من أحلها كما نطق به القرآن الكريم.
الثاني: الشفاعة بإذن الله تعالى: والشفاعة بهذا المعنى استثناها الله في القرآن الكريم من نفي الشفاعة، وأثبتها لمن يشاء من عبـاده فقال تعالى (ن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) البقرة ـ 255 وقال تعالى (ا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء) النجم ـ 26 وقال تعالى (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) الأنبياء ـ 28.
وهذا القسم من الشفاعة ليس إلا مجرد سؤال حاجة المشفوع من الله سبحانه وتعالى.
ومن الشفاعة: الاستغفار لغيره، وقد أذن الله لنبيه صلى الله عليه وآله في الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات فقال تعالى:
(واستغفر لهم وشاورهم في الأمر) آل عمران ـ 159 (واستغفر لهم الله) النور ـ 62 (واستغفر لهن الله) الممتحنة ـ 12
وقد وعد الله المغفرة لمن استغفر الله واستشفع برسول الله صلى الله عليه وآله في طلب المغفرة له، فقال تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما) النساء ـ 64
وقد أخبر سبحانه عن استغفار الملائكة للمؤمنين فقال
(ويسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا... فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم) غافر ـ 7
وأخبر أيضاً عن دعاء نوح عليه السلام وطلبه المغفرة للمؤمنين حيث قال (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات) نوح ـ 28 وعن دعاء إبراهيم عليه السلام وطلبه المغفرة للمؤمنين حيث قال (ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) ابراهيم ـ 41
وقد علَّم الله تعالى المؤمنين والمؤمنات طلب المغفرة من الله تعالى، ففي سورة آل عمران ـ آية 16 (ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار) وفي آية 147 (ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا) وغيرهما من الآيات.
وقد منع الله سبحانه وتعالى من الإستغفار للمشركين، فقال تعالى (ا كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم. وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه) التوبة ـ 113 و 114
ومنع من الإستغفار للكفار وأكد على عدم قبوله، فقال تعالى (إستغفر لهم أو لا تستغفر لهم، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله) التوبة ـ 80
ومنع أيضاً من الإستغفار للمنافقين فقال تعالى (واء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) المنافقون ـ 6

تراب البقيع
30-03-2009, 05:08 AM
الشبهة الخامسة: حول التوسل بالأنبياء والأولياء
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يتوسلون بالأنبياء والأئمة عليهم السلام، وبالأولياء والصالحين، وأنهم يقسمون على الله تعالى بحقهم، ويعتقدون بأن ذلك مؤثر في استجابة الدعاء.
الجواب
إن تحريم التوسل بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وبسائر الأنبياء والأئمة عليهم السلام وكذا بالأولياء الصالحين، هو من مبتدعات الوهابيين. قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) المائدة ـ 35
قال السمهودي الشافعي في كتابه: وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى (قد يكون التوسل به صلى الله عليه (وآله) وسلم بطلب ذلك الأمر منه بمعنى أنه صلى الله عليه (وآله) وسلم قادر على التسبب فيه بسؤاله وشفاعته إلى ربه، فيعود إلى طلب دعائه، وإن اختلفت العبارة، ومنه قول القائل له أسألك مرافقتك في الجنة... الحديث، ولا يقصد به إلا كونه صلى الله عليه (وآله) وسلم سبباً وشافعاً). وفي كتاب كشف الارتياب ص 252 روى النسائي والترمذي وغيرهما إنه صلى الله عليه (وآله) وسلم علم بعض أصحابه أن يدعو ويقول
(هم إني أسئلك وأتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة، يا محمد يا رسول الله، إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي، أللهم فشفعه لي) ونقل السمهودي في وفاء الوفا ج 2 ص 422 عن القاضي عياض في الشفاء بسند جيد عن أبي حميد، قال (ناظر أبوجعفر أمير المؤمنين مالكاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال مالك: يا أمير المؤمنين، لا ترفع صوتك في هذا المسجد، فإن الله تعالى أدب قوماً فقال (ا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي... الآية) ومدح قوماً فقال (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله... الآية) وذم قوماً فقال (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات... الآية) وإن حرمته ميتاً كحرمته حياً، فاستكان لها أبوجعفر، فقال يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم. فقال: لم تصرف وجهك عنه، وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله، قال الله تعالى (ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم... الآية) انتهى.
وذكر صاحب كتاب خلاصة الكلام أن هذا الحديث أورده السبكي في كتابه شفاء السقام في زيارة خير الأنام، والسمهودي في كتابه خلاصة الوفا، والقسطلاني في المواهب اللدنية، وابن حجر في تحفة الزوار والجوهر المنظم، وذكر كثيره من مؤلفي كتب المناسك في آداب زيارة النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم.
قال ابن حجر في كتابه الجوهر المنظم (رواية ذلك عن الإمام مالك جاءت بالسند الصحيح الذي لا مطعن فيه.
وقال الزرقاني في شرح المواهب: ورواها ابن فهد بإسناد جيد، ورواها القاضي عياض في الشفا بإسناد صحيح رجاله ثقات، ليس في إسنادها وضاع ولا كذاب. وقال: ومراده بذلك الرد على من نسب إلى مالك كراهية استقبال القبر)
وفي الصواعق المحرقة لابن حجر أن الإمام الشافعي توسل بأهل البيت النبوي حيث قال:
آل النبـــي ذريعتـــي وهــم إليـــه وسيـلـتي
أرجو بهم أعطى غداً بيـدي اليمين صحيفتي
وزاد في كشف الإرتياب ص260 (ا أئمة أهل البيت الطاهر النبوي فأدعيتهم المأثورة عنهم التي تبلغ حد التواترطافحة بالتوسل بجدهم صلى الله عليه وآله وسلم وبآله وبحقه وحقهم، والأقسام عليه تعالى بهم، وهم أعرف بسنة جدهم وبأحكام ربهم، من ابن تيمية وابن عبدالوهاب وأتباعهما من أعراب نجد، فهم باب مدينةعلم المصطفى، وورثة علمه الذين أمرنا بأن
نتعلم منهم).
وقال في كشف الإرتياب ص 260 (ومن أنواع التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم استقبال قبره الشريف وقت الدعاء، فإنه في الحقيقة توسل به صلى الله عليه وآله وسلم وبقبره الشريف، وقد جرت عليه سنة المسلمين خلفاً عن سلف وقرناً بعد قرن وجيلاً بعد جيل، وأفتى باستحبابه الإمام مالك إمام دار الهجرة في قوله للمنصور: لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى، بل استقبله واستشفع به.
قال في كتاب خلاصة الكلام: ذكر علماء المناسك أن استقبال قبره الشريف صلى الله عليه وآله وسلم وقت الزيارة والدعاء أفضل من استقبال القبلة.
قال في الجوهر المنظم: ويستدل لاستقبال القبر أيضاً بأنا متفقون على أنه صلى الله عليه (وآله) وسلم حي في قبره يعلم زائره، وهو صلى الله عليه (وآله) وسلم لو كان حياً لم يسع الزائر إلا استقباله واستدبار القبلة، فكذا يكون الأمر حين زيارته في قبره الشريف. ثم نقل قول مالك للمنصور المشار اليه آنفاً. ثم قال: قال العلامة الزرقاني في شرح المواهب: إن كتب المالكية طافحة باستحباب الدعاء عند القبر مستقبلاً له مستدبراً للقبلة.
ثم نقل عن مذهب أبي حنيفة والشافعي والجمهور مثل
ذلك وقال: وأما مذهب الإمام أحمد ففيه اختلاف بين علماء مذهبه، والراجح عند المحققين منهم أنه يستقبل القبر الشريف كبقية المذاهب)
وقال في ص 258 (قال السمهودي: ذكر كثير من علماء المذاهب الأربعة في كتب المناسك عند ذكرهم زيارة النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أنه يسن للزائر أن يستقبل القبر الشريف ويتوسل إلى الله تعالى في غفران ذنوبه وقضاء حاجاته ويستشفع به صلى الله عليه (وآله) وسلم.
وفي ص 263: روى أبو حنيفة في مسنده عن ابن عمر قال من السنة أن تأتي قبر رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم من قبل القبلة، وتجعل ظهرك الى القبلة وتستقبل القبر وتسلم.
وقال ابن جماعة في منسكه الكبير: ومذهب الحنفية... إلى أن قال: ثم يدور إلى أن يقف قبالة الوجه المقدس مستدبر القبلة فيسلم).

تراب البقيع
30-03-2009, 05:08 AM
الشبهة السادسة: حول توريث الأنبياء
يشكلون على الشيعة بأنهم يعتقدون بأن الأنبياء يورثون ما يملكون لورثتهم كغيرهم من المسلمين، ويكذبون حديث أبي بكر (نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة)
الجواب
اعتقاد الشيعة بأن الأنبياء يورثون ما يملكون لورثتهم كسائر الناس هو الحق الذي صرح به القرآن الكريم، ففي النمل ـ 16
(وورث سليمان داود) وفي مريم 5 ـ 7 في دعاء زكريا عليه السلام (وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا. يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى، لم نجعل له من قبل سميا).
ومن المسلَّم به عند جميع المسلمين أن حديث (انورث) تفرد بنقله أبوبكر، وأنه مخالف لنص القرآن الكريم ولا يوجد له مؤيد، فلا يمكن أن ينسخ به القرآن، خاصة بعد أن رده أهل البيت عليهم السلام، وكذبته فاطمة الزهراء عليها السلام التي هي سيدة نساء العالمين بالنص القطعي عند الجميع، وأفحمت الخليفة بأنه لايعقل أن يخبر النبي بذلك أبابكر وحده ولا يخبر به ورثته ! بل العجب كل العجب ممن يضعِّفون القرآن الى حد أنهم ينسخون آياته برواية صحابي تفرد بها، مع أن أهل البيت المطهرين ردوها وكذبوها!!

تراب البقيع
30-03-2009, 05:09 AM
الشبهة السابعة: الإفتراء على الشيعة بأن الرسالة كانت لعلي
توجد تهمة رائجة على الشيعة بأنهم يعتقدون بأن النبوة كانت لعلي عليه السلام ـ معاذ الله ـ لكن جبرئيل عليه السلام أعطاها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ! ويفترون عليهم بأنهم يقولون بعد صلاتهم: خان الأمين، ثلاث مرات، ويرفعون أيديهم استنكاراً.
الجواب
هذا بهتان عظيم على الشيعة، وإهانة لأمين وحي الله تعالى، مكذوبة على لسان الشيعة، ولا يمكن أن ينطق بها، فلعلها صدرت من بعض الغلاة الذين حكم الشيعة بكفرهم. والشيعة يكـبِّرون الله تعالى بعد صلواتهم ويقولون ثلاث مرات
(الله اكبر) ويرفعون أيديهم للتكبير، وهذا ثابت في كتب فقههم وسيرتهم، لأن أفضل التعقيب بعد الصلاة عندهم: تكبير الله ثلاثاً، ثم تسبيح الزهراء عليها السلام، وهو ذكر الله تعالى مئة مرة أربعاً وثلاثين تكبيرة، وثلاثاً وثلاثاً تسبيحة، وثلاثاً وثلاثاً تحميدة.

تراب البقيع
30-03-2009, 05:10 AM
الشبهة الثامنة: حول أحاديث نصب النبي علياً وصياً وخليفة
يشكلون على الشيعة بأنهم يدعون أن النبي أوصى بالخلافة والإمامة لعلي وولده عليهم السلام، وأن الصحابة خالفوا وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
الجواب
لقد ثبت عند الشيعة والسنة أن النبي صلى الله عليه وآله نصب علياً عليه السلام خليفةً وإماماً من بعده، بمحضر جماعات المسلمين عند رجوعه من حجة الوداع في غدير خم، ونادى بذلك في جموعهم حتى شاع وذاع وملأ صيته الأسماع والأصقاع، وقد بلغت أسانيد خبر الغدير في كتب السنة فوق حد التواتر في الكثرة، وجاوزت ميزان ما يوجب القطع واليقين.
وقد جمعنا في كتابنا (الجامع لبراهين أصول الإعتقادات) ستة وخمسين ومأتي سند من أسانيد حديث الغدير من كتب إخواننا السنة، وذكرنا في تبيين دلالته وصراحته في إمامة علي عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، بما فيه غني وكفاية، ننقله هذا ملخصاً:
روى ابن عساكر في تاريخ دمشق ج 2 ص 45 قال (خبرنا أبوبكر محمد بن الحسين بن المرزقي، أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن، أنبأنا العباس بن أحمد، أنبأنا نصر ابن عبدالرحمان أبو سليمان الوشاء، أنبأنا زيد بن الحسن الأنماطي، أنبأنا معروف بن خربوذ المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد، قال: لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء، متقاربات أن ينزلوا حولهن، ثم بعث اليهن فصلى تحتهن، ثم قام فقال: أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير، أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسئول وأنتم مسئولون، فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت، فجزاك الله خيرا. قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق، وأن البعث بعد الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور ؟ قال: بلى نشهد بذلك. قال: أللهم أشهد. ثم قال: أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وإني أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ثم قال: أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون علي الحوض، حوضي أعرض مما بين بصري وصنعاء، فيه آنية عدد النجوم، قدحان من ذهب وقدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله عزوجل، وطرف بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا. وعترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ حوضي).
هذه خلاصة الحديث ونذكر خلاصة عدد من أسانيده
المنتهية إلى صحابة الرسول صلى الله عليه وآله سلم من كتب إخواننا السنة، وهي على ما ظفرنا عليه في كتبهم بعد إسقاط المكررات:
1 ـ ينتهي إلى زاذان، عن ثلاثة عشر رجلاً ـ مسند أحمد
ج 1 ص 84
2 ـ ينتهي إلى زياد بن أبي زياد، عن اثني عشر بدرياً ـ مسند أحمد ج 1 ص 88
3 ـ ينتهي إلى سعيد بن وهب، عن خمسة أو ستة ـ الخصائص للنسائي ـ ص 21 ـ ومسند أحمد ج 5 ص 366
4 ـ ينتهي أيضاً إلى سعيد بن وهب، عن ستة ـ الخصائص ـ
ص 40 و 26
5 ـ ينتهي أيضاً إلى سعيد بن وهب، عن ستة ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 28
6 ـ ينتهي أيضاً إلى سعيد بن وهب، عن ثلاثة عشر ـ مجمع الزوايد ـ ج 9
7 ـ إلى سعيد بن وهب وزيد بن يثيغ، عن اثنى عشر ـ مسند أحمد ـ ج 1 ص 118
8 ـ أيضاً إلى سعيد بن وهب وزيد بن يثيغ، عن نفر ـ كفاية الطالب ـ ص 18
9 ـ إلى زيد بن يثيغ، عن ستة ـ الخصائص ـ ص 26
10 ـ ينتهي إلى عمرو ذي مر وسعيد بن وهب وابن يثيغ، عن ثلاثة عشر ـ تاريخ دمشق ج 2 ص 18
11 ـ أيضاً إلى عمرو ذي مر وسعيد بن وهب، عن ستة أو سبعة ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 19
12 ـ أيضاً إلى سعيد بن وهب وعبد خير، عن عدة ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 20
13 ـ إلى زيد بن أرقم، عن ستة عشر رجلاً ـ مسند أحمد ـ ج 5 ص 370
14 ـ أيضاً إلى أبي الطفيل، عن ناس كثير ـ مسند أحمد ـ ج4 ص 370
15 ـ أيضاً إلى أبي الطفيل، عن ثلاثين رجلاً ـ مسند أحمد ـ ج 4 ص 370
16 ـ أيضاً إلى أبي الطفيل، عن سبعة عشر رجلاً ـ الإصابة ـ ج 4 ص 156
17 ـ أيضاً إلى أبي زميلة، عن عدة ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ـ
18 ـ أيضاً إلى عبدالرحمان بن أبي ليلى عن اثنى عشر رجلا مسند أحمد ـ ج 1 ص 118
19 ـ ينتهي أيضاً إلى عبد الرحمان بن أبي ليلى ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 9
20 ـ ينتهي أيضاً إلى عبدالرحمان ابن أبىليلى ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 9
21 ـ ينتهي إلىعمروبن سعد، عن ستة ـ الخصائص ـ ص 21
22 ـ ينتهي إلى عميرة بن سعد، عن اثني عشر رجلاً ـ حلية الاولياء ـ ج 5 ص 26
23 ـ ينتهي إلى عميرة، عن ثمانية عشر رجلاً ـ تاريخ بغداد ـ ج 2 ص 13
24 ـ ينتهي أيضاً إلى عميرة، عن ثمانية ـ تاريخ بغداد ـ ج 2 ص 13
25 ـ ينتهي إلىعمرو ذي مر، عن أناس ـ الخصائص ـ ص40
26 ـ ينتهي إلى أبي قلابة، عن بضعة عشر رجلاً ـ الكنى والأسماء ـ ج 2 ص 61
27 ـ ينتهي إلى ابى إسحاق السبيعي، عن بضعة عشر رجلاً ـ مشكل الآثار ـ ج 2 ص 307
28 ـ إلى أبي هريرة وأنس وأبي سعيد، عن تسعه رجال وغيرهم ـ مجمع الزوائد ـ ج 9 ص 708
29 ـ ينتهي إلى عمر بن عبدالعزيز، عن عدة ـ حلية الاولياء ـ ج 5 ص 364
30 ـ ينتهي إلى عبد خير وعمرو ذي مرة وحبة العرني، عن اثني عشر رجلاً ـ مناقب ابن المغازلي ـ ص 20
31 ـ ينتهي إلى الأصبغ بن نباتة، عن عدة ـ الإصابة ـ ج 4 ص 80
32 ـ ينتهي إلى رياح بن الحارث، عن نفر من الأنصار ـ مسند أحمد ـ ج 5 ص 419
33 ـ ينتهي أيضاً إلى رياح بن الحارث، عن نفر ـ مسند أحمد ـ ج 5 ص 419
34 ـ ينتهي إلى سلمة، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن اسيد الغفاري ـ مناقب أحمد
35 ـ ينتهي أيضاً إلى سلمة، عن حذيفة بن أسيد ـ صحيح الترمذي ـ ج13 ص165 ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 45
36 ـ ينتهي إلى معروف، عن حذيفة بن أسيد الغفاري
37 ـ ينتهي إلى أسعد بن زرارة، عن أبيه ـ موضح الأوهام ـ ج 1 ص 91
38 ـ ينتهي إلى عيسى بن طلحة، عن طلحة بن عبد الله ـ الكافي الشافي ـ ص 95
39 ـ ينتهي إلى سعد بن أبي وقاص ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 53
40 ـ ينتهي إلى عمر بن الخطاب ـ تاريخ دمشق ـ ج 2
ص 80
41 ـ ينتهي إلى مالك بن الحويرث ـ تاريخ دمشق ـ ج 2
ص 80
42 ـ ينتهي إلى حبشي بن جنادة ـ المعجم الكبير ـ ص 127
43 ـ ينتهي إلى عمرو ذي مر ـ البداية والنهاية ـ ج 5
ص 210
44 ـ ينتهي إلى عبد الله بن باميل ـ الإصابة ـ ج 2 ص 374
45 ـ ينتهي إلى طلحة ـ الكافي الشافي ـ ص 95
46 ـ ينتهي إلى حبة بن جوين العرني ـ أسد الغابة ـ ج 1
ص 376
47 ـ ينتهي إلى حميد بن عمارة ـ مجمع الزوائد ـ ج 9
ص 107
48 ـ ينتهي إلى بشر بن حرب عن جرير ـ المعجم الكبير للطبراني ـ ص 127
49 ـ ينتهي إلى حميد الطويل، عن أنس ـ مناقب ابن المغازلي ـ
50 ـ ينتهي إلى سعد بن مالك ـ مستدرك الصحيحين ـ ج 3 ص 116
51 ـ ينتهي إلى أبي الحمراء ـ أرجح الطالب ـ ص 581
52 ـ ينتهي إلى موسى بن أيوب بسنده، عن أبي هريرة ـ تاريخ بغداد ـ ج 8 ص 290
53 ـ إلى البزار بسنده، عن أبي هريرة ـ مناقب الخوارزمي ص 94
54 ـ ينتهي إلى إبراهيم بن الحسين بسنده عن أبي هريرة ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 72
55 ـ ينتهي إلى أبي إسحاق الخطابي، عن أبي هريرة ـ ج2 ص 74
56 ـ ينتهي إلى منصور بن أبي الأسود، عن أبي هريرة ـ
ج 2 ص 74
57 ـ ينتهي إلى أبي يعلى، عن أبي هريرة ـ تاريخ دمشق ـ
ج 2 ص 74
58 ـ ينتهي إلى عبد الله بن عدي، عن أبي هريرة ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 75
59 ـ ينتهي إلى حبشون بسنده، عن أبي هريرة ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 75
60 ـ ينتهي إلى علي بن شعيب بسنده عن أبي هريرة ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 76
61 ـ ينتهي إلى الدقاق بسنده عن أبي هريرة ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 77
62 ـ ينتهي إلىسمرة بن جندب ـ تاريخ دمشق ـ ج2 ص 71
63 ـ ينتهي إلىشريط بن أنس ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 72
64 ـ ينتهي إلى أبي ليلى بن سعيد ـ الجرح والتعديل ـ ج 4 ص 431
65 ـ ينتهي إلى قبيصة، عن جابر بن عبد الله ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 65
66 ـ ينتهي بسند آخرإليه أيضاً ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص63
67 ـ ينتهي إلى محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 65
68 ـ ينتهي إلى أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر ـ مناقب ابن المغازلي ـ ص 25
69 ـ ينتهي إلى عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن المنكدر ـ كفاية الطالب ـ ص 14
70 ـ ينتهي من طريق آخر اليه أيضاً ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 62
71 ـ ينتهي إلى عبدالرحمان بن بهمان ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 63
72 ـ ينتهي إلى ابن عباس عن بريدة ـ الخصائص ـ ص 21
73 ـ ينتهي من طريـق آخر إلى ابـن عباس عن بريـدة ـ الخصائص ـ ص 21
74 ـ ينتهي إلى طاووس عن بريدة ـ المعجم الصغير ـ ج 1 ص 71
75 ـ ينتهي من طريق آخر إلى طاووس عن بريدة ـ حلية الأولياء ـ ج 4 ص 23
76 ـ ينتهي إلى سعيد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه ـ مسند أحمد ـ ج 5 ص 358
77 ـ ينتهي من طريق آخر إليه أيضاً ـ مسند أحمد ـ ج 5
ص 358
78 ـ ينتهي إلى سعيد بن عمير عن ابن بريدة عن أبيه ـ الخصائص ـ ص 21
79 ـ ينتهي إلى المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس ـ تاريخ بغداد ـ ج 12 ص 343
80 ـ ينتهي إلى عمر بن ميمون عن ابن عباس ـ مسند أحمد ـ ج 1 ص 331
81 ـ ينتهي إلى عامر بن واثلة ـ تلخيص المستدرك ـ ج 3
ص 109
82 ـ ينتهي من طريق آخر إلى عامر بن واثلة ـ الخصائص ـ ص 24
83 ـ ينتهي إلى عبدالرحمان بن أبي ليلى ـ تاريخ بغداد ـ
ج 14 ص 236
84 ـ ينتهي من طريق آخر إلى عبدالرحمان بن أبي ليلى ـ تفسير ابن كثير ـ ج 2 ص 14
85 ـ ينتهي من طريق ثالث إلى عبدالرحمان بن أبي ليلى ـ تفسير ابن كثير ـ ج 2 ص 14
86 ـ ينتهي إلى جندع بن عمرو بن مازن ـ أسد الغابة ـ ج 1 ص 308
87 ـ ينتهي إلى طاووس عن أبيه ـ مناقب أحمد بن حنبل ـ مخطوط
88 ـ ينتهي إلى أبي ليلىبن سعيد عن أبيه ـ الجرح والتعديل ـ ج 4 ص 431
89 ـ ينتهي إلى يعلى بن مرة ـ أسد الغابة ـ ج 3 ص 233
90 ـ ينتهي إلى أبي أيوب ـ المعجم الكبير ـ ص 157
91 ـ ينتهي من طريق آخر إلى أبي أيوب ـ أسد الغابة ـ ج 5 ص 6
92 ـ ينتهي إلى أبي بسطام مولى أسامة ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 86
93 ـ ينتهي إلى علقمة عن أبي سعيد ـ التاريخ للبخاري ـ
ج 2 ص 194
94 ـ ينتهي إلى العبدي عن أبي سعيد ـ مناقب الخوارزمي ـ
95 ـ ينتهي إلى بنت كعب عن أبي سعيد ـ البداية والنهاية ـ ج 5 ص 208
96 ـ ينتهي إلى العبدي عن أبي سعيد ـ مناقب الخوارزمي ـ
97 ـ ينتهي إلى على بن خادم عن أبي سعيد ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 69
98 ـ ينتهي إلى أبي عبيد عن ابن ميمون عن زيد بن أرقم ـ مسند أحمد ـ ج4 ص 372
99 ـ ينتهي إلى عوف عنه عن ابن ميمون عن زيد بن أرقم ـ الخصائص ـ ص 22
100 ـ ينتهي إلى شعبه عنه عن ابن ميمون عن زيد بن أرقم ـ تاريخ الإسلام ـ ج 2 ص 196
101 ـ ينتهي بطريق آخر عن شعبة عنه عن زيد بن أرقم ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 42
102 ـ ينتهي إلى ابن واثلة عن زيد بن أرقم ـ مستدرك الصحيحين ـ ج 3 ص 109
103 ـ ينتهي إلى الحكم بن أبي سليمان عن زيد بن أرقم ـ مناقب ابن المغازلي ـ ص 23
104 ـ ينتهي إلى الحسن بن كثير عن زيد بن أرقم ـ فضائل الصحابة ـ للسمعاني، مخطوط
105 ـ ينتهي إلى يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 41
106 ـ ينتهي إلى عبد الملك عن زيد بن أرقم ـ مسند أحمد ـ ج 4 ص 370
107 ـ ينتهي إلى عطية العوفى عن زيد بن ارقم ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 39
108 ـ ينتهي بطريق آخر إلى عطية عنه ـ مسند أحمد ـ ج 4 ص 370
109 ـ ينتهي إلى أبي الطفيل عن زيد بن أرقم ـ الخصائص ـ ص 21
110 ـ بطريق آخر إلى أبي الطفيل عن زيد بن أرقم ـ المعجم الكبير ـ ص 127 مخطوط
111 ـ بطريق آخر إلى أبي الطفيل عن زيد بن أرقم ـ كفاية الطالب ـ ص 13 ـ 14
112 ـ بطريق آخر إلى أبي الطفيل عن زيد بن أرقم ـ تفسير ابن كثير ـ ج 2 ص 14
113 ـ ينتهي إلى أبي مريم أو زيد بن أرقم ـ البداية والنهاية ـ ج 7 ص 348
114 ـ ينتهي إلى أبي سريحه أو زيد بن أرقم ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 36
115 ـ ينتهي إلى حذيفة بن أسيد أو زيد بن أرقم ـ المعجم الكبير ـ ص 157 مخطوط
116 ـ ينتهي إلى أبي عبد الله الشامي عن زيد بن أرقم ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 38
117 ـ ينتهي إلى أبى الضحى عن زيد بن أرقم ـ مناقب ابن المغازلي ـ ص 20
118 ـ ينتهي إلىامرأة زيد بن أرقم عنه ـ مناقب ابن المغازلي ـ ص 16
119 ـ ينتهي إلى حبيب الاسكاف عن زيد بن أرقم ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 41
120 ـ ينتهي إلى أبي اسحاق عن زيد بن أرقم ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 41
121 ـ ينتهي إلى يزيد بن طلحة ـ البداية والنهاية ـ ج 5
ص 108
122 ـ ينتهي إلى أبي إسحاق السبيعي عن البراء بن عازب ـ الكنى والأسماء ـ ج 1 ص 160
123 ـ ينتهي إلى عبد بن ثابت عن البراء بن عازب ـ مناقب الخوارزمي ـ ص 93
124 ـ ينتهي من طريق آخر إلى البراء بن عازب ـ فرائد السمطين ـ ج 1 ص 64
125 ـ ينتهي من طريق ثالث إلى البراء بن عازب ـ فرائد السمطين ـ ج 1 ص 65
126 ـ ينتهي من طريق رابع إلى البراء بن عازب ـ سنن ابن ماجة ـ ج 1 ص 55
127 ـ ينتهي من طريق خامس إلى البراء بن عازب ـ مسند أحمد ـ ج 4 ص 281
128 ـ ينتهي من طريق سادس إلى البراء بن عازب ـ مسند أحمد ـ ج 4 ص 282
129 ـ ينتهي من طريق سابع إلى البراء بن عازب ـ البداية والنهاية ـ ج 5 ص 208
130 ـ ينتهي من طريق ثامن إلى البراء بن عازب ـ البداية والنهاية ـ ج 5 ص 208
131 ـ ينتهي من طريق تاسع إلى البراء بن عازب ـ البداية والنهاية ـ ج 5 ص 208
132 ـ ينتهي من طريق عاشر إلى البراء بن عازب ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 48
133 ـ ينتهي من طريق حادي عشر إلى البراء بن عازب ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 50
134 ـ ينتهي من طريق ثاني عشر إلى البراء بن عازب ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 50
135 ـ ينتهي إلى أبي إسحاق عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم ـ تاريخ دمشق ـ ج2 ص 52
136 ـ ينتهي إلى حذيفة بن اليمان ـ دعاة الهداة ـ للحسكاني
137 ـ ينتهي إلى عمار بن ياسر ـ فرائد السمطين ـ ج 1
ص 195
138 ـ ينتهي إلى فاطمة الزهراء عليها السلام ـ أرجح المطالب ـ ص 448 و571
139 ـ ينتهي إلى عبد الله بن مسعود ـ مناقب ابن المغازلى ـ ص 23
140 ـ ينتهي إلى عمرو ذى مر عن علي عليه السلام ـ ميزان الاعتدال ـ ج2 ص 303 وتاريخ دمشق ج 2 ص 30
141 ـ ينتهي بطريق آخر عنه عن علي عليه السلام ـ فرائد السمطين ـ ج 1 ص 67
142 ـ ينتهي إلى أبي مريم ورجل من جلساء علي عن علي عليه السلام ـ مسند أحمد ـ ج 1 ص 152
143 ـ ينتهي إلى عمر بن علي عن علي عليه السلام ـ البداية والنهاية ـ ج 5 ص 221
144 ـ ينتهي إلى عامر بن واثلة عن علي عليه السلام ـ مناقب الخوارزمي ـ ج 1 ص 41
145 ـ ينتهي إلى سلمان عن علي عليه السلام ـ مناقب الخوارزمي ـ ج 1 ص 41
146 ـ ينتهي إلى زيد بن وهب وعبد خير عن علي عليه السلام ـ تفسير ابن كثير ـ ج 2 ص 14
147 ـ ينتهي إلى الحسين بن علي عن علي عليه السلام ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 26
148 ـ ينتهي إلى عمر بن علي عن علي عليه السلام ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 28
149 ـ ينتهي إلى أبي الطفيل عن علي عليه السلام ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 20
150 ـ ينتهي إلى زيد بن أرقم عن علي عليه السلام ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 20
151 ـ ينتهي إلى جماعة عن ابن أبي أوفى ـ الكنى للبخاري ـ ص 66
152 ـ ينتهي إلى عطية عن ابن أبي أوفى ـ مناقب ابن المغازلي ـ ص 24
153 ـ ينتهي إلىعميرة بن سعد ـ مناقب ابن المغازلى ـ ص26
154 ـ ينتهي إلى عمرو بن العاص ـ مناقب الخوارزمي ـ
ص 125
155 ـ ينتهي إلى عبدالرحمن بن سابط عن سعد بن أبي وقاص ـ سنن ابن ماجة ـ ج 1 ص 58
156 ـ ينتهي إلى عامر بن سعد عن سعد بن أبي وقاص ـ تاريخ الاسلام للذهبي ـ ج 2
157 ـ ينتهي إلى أيمن عن سعد بن أبي وقاص ـ الخصائص ـ ص 4
158 ـ ينتهي إلى عائشة بنت سعد عن سعد بن أبي وقاص ـ الخصائص ـ ص 24 ـ 25
159 ـ ينتهي من طريق آخر إلى سعد عن سعد بن أبي وقاص ـ البداية والنهاية ـ ج 5 ص 208
160 ـ ينتهي إلى أبي الطفيل عن أبي قدامة ـ أسد الغابة ـ ج5 ص 276
161 ـ ينتهي إلى يعلى عن عامر بن ليلى ـ أسد الغابة ـ ج 3 ص 93
162 ـ ينتهي إلى يعلى بن مرة عن يزيد أو زيد بن شراحيل ـ أسد الغابة ـ ج 2 ص 233
163 ـ ينتهي إلى حذيفة بن أسيد وعامر بن ليلى بن ضمرة ـ أسد الغابة ـ ج 3 ص 92
164 ـ ينتهي من طريق آخر أيضاً إلى عامر بن ليلى ـ أسد الغابة ـ ج 3 ص 93
165 ـ ينتهي إلى أبي عمرة عن عمرو بن محض ـ أسد الغابة ـ ج 3 ص 307
166 ـ ينتهي إلى أبي زينب ـ أسد الغابة ـ ج 3 ص 307
167 ـ ينتهي إلىسهل بن حنيف ـ أسدالغابة ـ ج 3ص 307
168 ـ ينتهي إلىخزيمة بن ثابت ـ أسد الغابة ـ ج3 ص 307
169 ـ ينتهي إلى عبد الله بن ثابت الأنصاري ـ أسد الغابة ـ ج 3 ص 307
170 ـ ينتهي إلىحبشي بن جنادةـ أسدالغابة ـ ج 3 ص307
171 ـ ينتهي إلىعبيدبن عازب ـ أسد الغابة ـ ج 3 ص 307
172 ـ ينتهي إلى نعمان بن عجلان ـ أسد الغابة ـ ج 3
ص 307
173 ـ ينتهي إلىثابت بن وديعة ـ أسدالغابة ـ ج 3 ص 307
174 ـ ينتهي إلى أبي فضالة الأنصاري ـ أسد الغابة ـ ج 3 ص 307
175 ـ ينتهي إلى ابن عمر ـ تاريخ دمشق ـ ج 2 ص 83
176 ـ ينتهي إلى ناجية بن عمرو الخزاعي ـ أسد الغابة ـ ج 5 ص 6
177 ـ ينتهي إلى مقداد بن عمرو ـ أسد الغابة ـ ج 5 ص 6
178 ـ ينتهي من جهة العامة إلى زر بن حبيش عن عبد الله بن بديل بن ورقاء ـ رجال الكشي ـ ص 45
179 ـ ينتهي إلى الاصبغ عن عبيد بن عازب الانصاري ـ أسد الغابة ـ ج 3 ص 307 و ج 5 ص 205
180 ـ ينتهي إلى عمرو بن العاص ـ مناقب الخوارزمي ـ 126 الإمامة والسياسة ـ ص 93
181 ـ ينتهي من جهة العامة إلى قيس بن سعد بن عبادة ـ رجال الكشي ـ ص 45
182 ـ ينتهي إلى ابن عباس ـ مسند أحمد ـ ج 1 ص 331
183 ـ ينتهي إلى جابر بن سمرة ـ كنز العمال ـ ج 6 ص398 عن ابن أبي شيبة با سناده عنه
184 ـ ينتهي إلى سليم بن قيس عن عدة منهم أبوذر ـ فرائد السمطين ـ ج 1 ص 315
185 ـ ينتهي إلى حسان بن ثابت ـ فرائد السمطين ـ ج 1 ص 73
186 ـ ينتهي إلى حبيب بن بديل بن ورقاء ـ أسد الغابة ـ ج1 ص 368
187 ـ ينتهي إلى قيس بن ثابت بن شماس ـ أسد الغابة ـ ج 1 ص 367
188 ـ ينتهي إلى هاشم بن عتبة ـ أسد الغابة ـ ج 1 ص368
طرق أخرى لحديث الغدير
قد روي حديث الغدير في كتب أهل السنة من طرق أخرى، وعن جماعة من الصحابة غير هؤلاء لم نقف على أسانيدها فيما بأيدينا من كتبهم وهي:
189 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه كما في الطرائف
ص 140 ـ وأبوبكر الجعابي كما في المناقب ج 3
ص 25 ـ عن ابي بكر بن أبي قحافة
190 ـ رواه الحافظ بن عقدة في كتابه كما في الطرائف ـ
ص 142
191 ـ رواه الحافظ أبوبكر الجعابي كما في المناقب ـ ج 3 ص 26 عن أبي بن كعب
192 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه كما في الطرائف ـ ص142 عن أسماء بنت عميس الخثعمية
193 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه كما في الطرائف ـ ص142 عن أم سلمة أم المؤمنين
194 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه كما في الطرائف ص142 عن جبلة بن عمرو الانصاري
195 ـ رواه الحافظ بن عقدة في كتابه كما في الطرائف ـ ص 141 وأبوبكر الجعابي كما في المناقب ـ ج 3 ص 26 عن الحسين بن علىالسبط الشهيدصلوات الله عليه
196 ـ رواه أبوبكر الجعابي، كما في المناقب ـ ج 3 ص 26 عن خالد بن الوليد
197 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتاب الولاية، كما في الطرائف ـ ص 142 عن سعيد بن سعد بن عبادة
198 ـ رواه ابن حجر في الاصابة ـ ج 2 ص 255 عن عامر بن عمير النميري
199 ـ رواه الحافظ بن عقدة في كتاب الولاية، كما في الطرائف ـ ص 142 عن عائشة بنت أبي بكر
200 ـ رواه ابن المغازلي في مناقبه ـ ص 27 في ضمن العشرة المبشرة، عن عبدالرحمان بن عوف
201 ـ رواه ابن عقدة والخوارزمي في مقتله ـ ص 48 عن عبدالرحمان بن يعمر الديلمي
202 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه، كما في الطرائف ـ ص 141 عن عبدالله بن أبى عبدالاسد المخزومي
203 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه، كما في الطرائف ـ ص 142 عن عبد الله بن بشير المازني
204 ـ رواه الحافظ بن عقدة في كتابه، كما في الطرائف ـ ص 141 عن عبد الله بن جعفر
205 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه، كما في الطرائف ـ ص 141 عن عثمان بن عفان
206 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه، كما في الطرائف ـ ص 142 عن أبي وسمة وحشي بن حرب
207 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه، كما في الطرائف ـ ص 142 عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله
208 ـ رواه أبو حاتم وابن عساكر ومحب الدين الطبري، كما في ارجح المطالب ـ ص 339 عن ابن شريح
209 ـ رواه أبوبكر الجعابي، كما في المناقب ـ ج 3 ص 24 وابن عقده كما في الطرائف ـ ص 141 عن رفاعة بن عبدالمنذر
210 ـ رواه الحافظ ابن عقدة، كما في الطرائف ـ ص 141 وابن المغازلي في مناقبه ـ ص 27 في ضمن العشرة المبشرة عن الزبير بن العوام
211 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه، كما في الطرائف ـ ص 142 عن زيد بن عبد الله
212 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه، كما في الطرائف ـ ص 142 عن سعد بن جنادة
213 ـ رواه أبوبكر الجعابي، كما في المناقب ـ ج 3 ص 26 عن سعد بن عبادة
214 ـ رواه الحافظ ابن عقدة، في كتابه كما في الطرائف ـ ص 141 عن سلمان الفارسي
215 ـ رواه الحافظ ابن عقدة، في كتابه كما في الطرائف ـ ص 141 عن سلمة بن عمرو بن الاكوع
216 ـ رواه الحافظ ابن عقدة، في كتابه كما في الطرائف ـ ص 142 عن أبي أمامة الصدي بن عجلان الباهلي
217 ـ رواه الحافظ ابن عقدة، في كتابه كما في الطرائف ـ ص 142 عن ضميرة الاسدي
218 ـ رواه الفضل بن محمد عن سعيد بن زيد، لأنه أحد العشرة المبشرة الذين رواه عنهم ابن المغازلي في مناقبه ـ ص 27
219 ـ رواه ابن حجر عن موسى بن أكتل عن عامر بن عمير ـ الاصابة ـ ج 2 ص 255
220 ـ رواه ابن حجر عن عامر بن ليلى الغفاري ـ الاصابة ـ ج 3 ص 257
221 ـ رواه الطبراني با سناده عن عبد الله بن حنطب ـ إحياء الميت ـ
222 ـ رواه الخوارزمي عن عبد الله بن ربيعة ـ مقتل الخوارزمي ـ ص 48
223 ـ رواه الخوارزمي عن عمرو بن شراحيل ـ مقتل الخوارزمي ـ ص 48
224 ـ رواه الطبراني وأحمد بن حنبل عن عمرو بن مرة ـ كنز العمال ـ ج 6 ص 154
225 ـ رواه ابن عقدة، كما في الطرائف ـ ص 141 وأبوبكر الجعابي، كما في المناقب ـ ج 3 ص 26 عن أبي الهيثم بن التيهان
226 ـ رواه ابن عقدة، كما في الطرائف ـ ص 141 وأبوبكر الجعابي كما في المناقب ـ ج 3 ص 26 عن أبي رافع
227 ـ رواه ابن عقدة، كما في الطرائف ـ ص 142 والخوارزمي في مقتله ـ ص 48 عن أبي ذويب
228 ـ رواه ابن عقدة،كمافي الطرائف ـ ص142عن أم هاني
229 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه، عن زيد بن حارثة، كما في الطرائف ـ ص 142
230 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه، عن عبد الله بن أبي أوفى الاسلمي، كما في الطرائف ـ ص 142
231 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، كما في الطرائف ـ ص 141
232 ـ رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه، عن عبدالرحمان بن مدلج، كما في الطرائف ـ ج 3 ص 142
233 ـ رواه الحافظ أبو نعيم في الحلية، عن أبي الطفيل عن سبعةعشر منهم عدى بن حاتم،كمافي الينابيع ـ ص38
234 ـ رواه ابو نعيم في الحلية، عن أبي الطفيل عن سبعة عشر منهم عقبة بن عامر، كما في الينابيع ـ ص 38
235 ـ رواه ابن عقدة في كتابه، عن عمر بن أبي سلمة، كما في الطرائف ـ ص 141
236 ـ رواه ابن عقدة والخوارزمي، عن عمران بن حصين، كما في مقتله ـ ص 48
237 ـ رواه ابن عقدة والخوارزمي، عن عمرو بن الحمق، كما في مقتله ـ ص 48
238 ـ رواه ابن عقدة في كتابه، عن فاطمة بنت حمزة، كما في الطرائف ـ ص 142
239 ـ رواه ابن عقدة في كتابه، عن المقداد بن عمرو، كما في الطرائف ـ ص 141
240 ـ رواه ابن عقدة في كتابه، عن أبي برزة فضلة بن عتبة، كما في الطرائف ـ ص 141
241 ـ رواه ابن عقدة في كتابه، عن عطية بن بسر، كما في الطرائف ـ ص 142
242 ـ رواه الحافظ أبوبكر الجعابي، عن عبادة بن الصامت، كما في المناقب ـ ج 3 ص 26
243 ـ رواه الحافظ أبوبكر الجعابي، عن عبد الله بن أنيس، كما في المناقب ـ ج 3 ص 26
244 ـ رواه الحافظ أبوبكر الجعابي، عن عروة بن أبي الجعد، كما في المناقب ـ ج 3 ص 26
245 ـ رواه الحافظ أبوبكر الجعابي، عن عمرو بن حريث، كما في المناقب ـ ج 3 ص 26
246 ـ رواه الحافظ أبوبكر الجعابي، عن عبدالاعلى بن عدي، كما في المناقب ـ ج 3 ص 26
247 ـ رواه الحافظ أبوبكر الجعابي، عن عثمان بن حنيف، كما في المناقب ـ ج 3 ص 26
248 ـ رواه الحافظ أبوبكر الجعابي، عن بشير بن عبدالمنذر، كما في المناقب ـ ج 3 ص 26
249 ـ رواه الحافظ أبوبكر الجعابي، عن قيس بن عاصم، كما في المناقب ـ ج 3 ص 26 ذكر الجعابي عن أبي كاهل كما في المناقب ـ ج 3 ص 26
250 ـ رواه الحافظ أبوب
251 ـ رواه الحافظ أبوبكر الجعابي، عن أبي رفاعة، كما في المناقب ـ ج 3 ص 26
252 ـ رواه الحافظ أبوبكر الجعابي، عن حباب بن عتبة، كما في المناقب ـ ج 3 ص 26
253 ـ رواه الحافظ أبوبكر الجعابي، عن جندب بن سفيان، كما في المناقب ـ ج 3 ص 26
254 ـ رواه الحافظ أبوبكر الجعابي، عن خباب بن سمرة، كما في المناقب ـ ج 3 ص 26
آيات بيعة الغدير
الآية الأولى: قوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدى القوم الكافرين) المائدة ـ 67. نزلت هذه الآية في تبليغ ولاية علي عليه السلام، وقد روى ذلك إخواننا السنة في مصادرهم، وأورد صاحب (الغدير) ج 1 ص 214 ـ 223 روايتها من (ثلاثين) كتاباً من كتبهم.
الآية الثانية: قوله تعالى (يوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً) المائدة ـ 3. أورد روايتها في (الغدير) ج1 ص 230 ـ عن (تة عشر) كتاباً من كتب السنة.
الآية الثالثة: قوله تعالى (ائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع، من الله ذي المعارج) المعارج ـ 1. نزلت هذه الآية في رجل بلغه قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ن كنت مولاه فعلي مولاه) فقال: أللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء ! فما لبث حتى رماه الله بحجر فوقع على رأسه فقتله، وأنزل الله تعالى الآية. أورده في (الغدير) ج 1 ص 239 ـ 246 عن (ثلاثين) كتاباً من كتب السنة.
بيعة الصحابة علياً وتهنئته
قال المؤرخ الطبري (فعند ذلك بادر الناس بقولهم نعم سمعنا أطعنا على أمر الله ورسوله بقلوبنا، وكان أول من صافق النبي صلى الله عليه وآله وعلياً، أبوبكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس، إلى أن صلى الظهرين في وقت واحد، وامتد ذلك إلى أن صلى العشاءين في وقت واحد وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثاً). وقد أورد في الغدير ج 1 ص 272 تهنئة عمر بن الخطاب عن (تين) كتاباً من كتب السنة.
معنى كلمة المولى في اللغة
المولى والولي صفتان من الولاية، وحقيقتها في جميع مشتقاتها (تقلد أمر والقيام به). قال في الصحاح (ولي الوالي البلد، وولى الرجل البيع، ولايةً، وأوليته معروفاً، ويقال في التعجب ما أولاه للمعروف، وتقول: فلان وليه، وولي عليه. وولاه الأمير عمل كذا، وولاه بيع الشيء، وتولى العمل: تقلده).
وقال في النهاية (والولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل، إلى أن قال: وكل من ولي أمرا فهو مولاه ووليه، إلى أن قال: وقول عمر لعلي: أصبحت مولى كل مؤمن، أي ولي كل مؤمن).
وقال في القاموس (ولي الشيء وعليه ولايةً، أو هي المصدر، وبالكسر الخطة والامارة والسلطان، وأوليته الأمر وليته إياه، إلى أن قال: تولى الأمر تقلده، وأولى على اليتيم أوصى، واستولى على الامر أي بلغ الغاية).
وقال في لسان العرب (قال سيبويه: الولاية بالكسر الاسم مثل الامارة والنقابة، لأنه اسم لما توليته وقمت به، وإذا أرادوا المصدر فتحوا. إلى أن قال: والولي ولي اليتيم الذي يلي أمره ويقوم بكفايته، ووليُّ المرأة الذي يلي عقد النكاح عليها ولايةً عنها، لا يستبد بعقد النكاح دونه، وفي الحديث (يما المرأة نكحت بغير إذن موليها فنكاحها باطل، وفي رواية وليها أي متولي أمرها. فحقيقة كلمة المولى، من يلي أمراً ويقوم به ويتقلده، وما عدوه من المعاني له فإنما هي مصاديق أطلقت عليها من باب إطلاق اللفظ الموضوع لحقيقة على مصاديقها، كإطلاق كلمة الرجل على زيد وعمرو وبكر، فيطلق لفظ المولى على الرب، لأنه القائم بأمر المربوبين، وعلى السيد لأنه القائم بأمر العبد، وعلى العبد لأنه يقوم بحاجة السيد، وعلى الجار وابن العم والحليف والصهر، لأنهم يقومون بنصرة صاحبهم فيما يحتاج إلى نصرتهم. فاللفظ مشترك معنوي)
فمعنى قوله صلى الله عليه وآله (ن كنت مولاه فعلي مولاه) من كنت متقلداً أمره وقائماً به فعليٌّ متقلد أمره وقائم به، وهذا صريح في قيادة الأمة وإمامتها وولايتها، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قائد الأمة ووليها وسلطانها والقائم بأمرها، فثبت لعلي عليه السلام ما ثبت له من الولاية العامة والقيادة التامة.
هذا ما يقضي به التأمل في كلام أئمة اللغة، وإن أبيت إلا عن تعدد معاني المولى وأنه مشترك لفظي وضع لكل واحد من معانيه بوضع مستقل، فلا شك أن معناه الذي يناسب الحديث هو الأول. وقد تعرض لذكره جماعة من الأقدمين، قال أبو عبيدة في كتاب غريب القرآن (المولى بمعنى الأولى، واستشهد بقول الأخطل في عبدالملك بن مروان:
فأصبحت مولاها من الناس كلهم
وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا
وقال الأنباري في كتابه تفسير المشكل في القرآن ما لفظه (الولي والمولى الأولى بالشيء).
وقال الزجاج والفراء كما في تفسير الفخر الرازي ـ ج 29 ص 227 طبع مصر (المولى يجيء بمعنى الأولى). وقد حكي عن أبي العباس المبرد: أنه قال الولي الذي هو الأولى والأحق).
وقال الزمخشرى في تفسيره ـ ج 4 ص 66 طبع مصر (وحقيقة مولاكم محراكم ومقمنكم، أي مكانكم الذي يقال فيه هو أولى بكم).
وقال الحلبي في التقريب (المولى حقيقة في الأولى، لاستقلالها بنفسها ورجوع سائر الأقسام في الإشتقاق إليها، لأن المالك إنما كان مولى لكونه أولى بتدبير رقيقه وتحمل جريرته، والمملوك مولى لكونه أولى بطاعة مالكه، والمعتق كذلك، والناصر لكونه أولى بنصرة من نصره، والحليف لكونه أولى بنصرة حليفه، والجار لكونه أولى بنصرة جاره والذب عنه، والصهر لكونه أولى بمصاهره، والإمام لكونه أولى بمن يليه، وابن العم لكونه أولى بنصرة محبه)
وإذا كانت لفظة مولى حقيقة في الأولى وجب حملها عليها دون سائر معانيها، لافتقارها إلى القرينة الصارفة عن المعنى الموضوع له كما لا يخفى.
شواهد إضافية على دلالة حديث الغدير
الشاهد الأول: مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجماهير الناس قبل إيراد هذا المقال بقوله (ت أولى بكم من أنفسكم) ثم فرع عليه بقوله (ن كنت مولاه فعلي مولاه) فإن أخذ الإقرار منهم بكونه أولى بهم من أنفسهم قبل قوله من كنت مولاه فعلي مولاه، لا يكون إلا لأجل أحد أمرين، إما لأجل تحقيق شرط القضية وإقرارهم بتحققه ليترتب عليه تاليها فيتعين إرادة معنى الأولى من لفظ المولى دون غيره من معانيه، فالمعنى ألست أولى بكم من أنفسكم، فمن كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه، وإما لأجل إلزامهم بأن لا يأبوا ما يريد أن يعقبه بجعله الزعيم عليهم والمتصرف في شؤونهم. فليس مفاده حينئذ إلا توليه علي عليه السلام عليهم. فتتعين إرادة ما هو متضمن لمعنى التسلط من معاني كلمة المولى كالسيد والمتصرف دون غيره من معانيه.
وعلى كلا التقديرين فالحديث يدل على كون علي عليه السلام نافذ التصرف فيهم، يجب عليهم الإنقياد له، ولا يجوزمنعه عن التصرف في شؤونهم.
أقول: وقد روى قوله صلى الله عليه وآله (ن كنت مولاه فعلي مولاه) بعد قوله (ت أولى بكم من أنفسكم) بألفاظ متقاربة، الكثيرون من علماء الفريقين، منهم:
1 ـ أحمد بن حنبل. 2 ـ ابن ماجة. 3 ـ النسائي.
4 ـ الشيباني. 5 ـ أبو يعلى. 6ـ الطبري. 7 ـ الترمذي.
8 ـ الطحاوي. 9 ـ ابن عقدة. 10 ـ العنبري. 11 ـ أبو حاتم. 12 ـ الطبراني. 13 ـ القطيعي. 14 ـ ابن بطة. 15 ـ الدار قطني. 16 ـ الذهبي. 17 ـ الحاكم. 18 ـ الثعلبي. 19 ـ أبو نعيم. 20 ـ ابن السمان. 21 ـ البيهقي. 22 ـ الخطيب.
23 ـ السجستاني. 24 ـ ابن المغازلي. 25 ـ الحسكاني.
26 ـ العاصمي. 27 ـ الخلعي. 28 ـ السمعاني.
29 ـ الخوارزمي. 30 ـ البيضاوي. 31 ـ الملا. 32 ـ ابن عساكر. 33 ـ أبو موسى. 34 ـ أبو الفرج. 35 ـ ابن الاثير. 36 ـ ضياء الدين. 37 ـ قز أوغلي. 38 ـ الكنجي.
39 ـ التفتازاني. 40 ـ محب الدين. 41 ـ الوصابي.
42 ـ الحمويني. 43 ـ الايجي. 44 ـ ولي الدين. 45 ـ الزرندي. 46 ـ ابن كثير. 47 ـ الشريف. 48 ـ شهاب الدين.
49 ـ الجزري. 50 ـ المقريزي. 51 ـ ابن الصباغ. 52 ـ الهيثمي. 53 ـ الميـبـدى. 54 ـ ابن حجـر. 55 ـ أصيل الدين.
56 ـ السمهودي. 57 ـ كمال الدين. 58 ـ البدخشي.
59 ـ الشيخاني. 60 ـ السيوطي. 61 ـ الحلبي. 62 ـ ابن كثير. 63 ـ السهارنيوري. 64 ـ ابن حجر المكي.
الشاهد الثاني: دعاؤه صلى الله عليه وآله بعد إلقاء هذا المقال في حق علي عليه السلام بقوله (هم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله) المروي بطرق كثيرة في آخر الحديث، فإنه يدل على أن الأمرالذي بلغه في حق علي يحتاج إلى النصرة والموالاة له، وأنه سيكون له أعداء وخاذلون، ويدل أيضاً على عصمته، وأنه لا يقدم على أمر إلا في رضا الله تعالى.
الشاهد الثالث: الإخبار الواردة بطرق كثيرة، الدالة على نزول قوله تعالى (يوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) في تلك المناسبة، فإن ما يكون سبباً لكمال الدين وتمام النعمة على المسلمين ليس إلا ما كان من أصول الدين، التي بها يتم نظام الدنيا والدين وتقبل الأعمال، ويؤيد هذه الأخبار ما في بعض طرق الحديث من أنه صلى الله عليه وآله قال عقيب لفظ الحديث (ه أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب) وفي بعض الطرق (وتمام دين الله بولاية علي بعدي).
الشاهد الرابع: الأخبار الدالة على نزول قوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) الآية في قضية غدير خم، فهي تدل دالة على أهمية ما أمر بتبليغه فيها بحيث كان تركه مساوقاً لترك الرسالة، وأنه من أصول الإسلام، ولكنه ليس التوحيد والنبوة والمعاد، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بلغها من بدء رسالته، فلا يبقى إلا إمامة علي عليه السلام، التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحذر في تبليغها عن مخالفة الناس، ولذلك قال له الله تعالى (والله يعصمك من الناس).
الشاهد الخامس: الأخبار الواردة في نزول قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) في واقعة الغدير بعد تبليغ ولاية علي عليه السلام، فهي تدل على أن إكمال الدين وإتمام نعمة الاسلام كان بتبليغ ولاية علي عليه السلام وإمامته.
الشاهد السادس: قوله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض طرق الحديث (إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي، فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني).
الشاهد السابع: إلقاء هذا المقال الشريف عقيب أخذ الشهادة منهم بالوحدانية والشهادة بالنبوة، كما هو المذكور في كثير من طرق الحديث، مما يدل على أن ما أفاده بهذا المقال أمر مهم يبتني عليه الاسلام.
الشاهد الثامن: أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال قبله (إنه يوشك أن أدعى فأجيب) وهذا يدل على مخافته من ترك أمر مهم، يجب عليه تبليغه قبل ارتحاله، وليس هو إلا ولاية علي.
الشاهد التاسع: أنه صلى الله عليه وآله قال بعد تبليغ الولاية لجماهير المسلمين (فليبلغ الحاضر الغائب) فيدل هذا اهتمامه الشديد في إيصال هذا الموضوع إلى جميع المسلمين، لم يكن معلوماً لهم جميعاً.
الشاهد العاشر: أنه قال صلى الله عليه وآله بعد تبليغ الولاية (هم أنت شهيد عليهم أني قد بلغت ونصحت) فدل على أنه قد بلغ أمراً جليلاً عظيماً خطيراً وأداه إلى الناس، وأتم الحجة عليهم، وأفرغ ذمته بأدائه.
الشاهد الحادي عشر: القرائن الحالية، وهي كثيرة واضحة الدلالة على المقصود، كنزوله صلى الله عليه وآله في حر الهجير، وقد ذكر حفاظ الحديث وأئمة التاريخ أن شدة الحر كانت إلى حد أن بعض الناس وضع ثوبه على رأسه، وبعضهم كان يلفه برحله، وبعضهم استظل بنافته ودابته، وبعضهم استظل بالصخور. ثم ترتيب النبي صلى الله عليه وآله منبراً مرتفعاً من الأقتاب أو الأحجار، حتى يشرف على المسلمين، الذين قدرهم بعض من المؤرخين بسبعين ألفا (70000) وبعضهم بثمانين ألفاً (80000) وبعضهم بمأة ألف (100000).
ثم أمره صلى الله عليه وآله برجوع من تقدم، وتوقف
من تأخر.
ثم ما رواه الجمهور من أنه صلى الله عليه وآله أخذ علياً
معه على المنبر وأمسك بيده ورفعها حتى بأن بياض إبطيه بمجمع من الناظرين.
الشاهد الثاني عشر: بيعة الناس لعلي ومصافقتهم بيده، وتهنئتهم النبي صلى الله عليه وآله وعلياً، ورووا أن أول من قام بالتهنئة والبخبخة عمر بن الخطاب، وقد ورد حديث تهنئته لعلي عليه السلام بطرق كثيرة تربو على الستين، فقد روى الحافظ أبو سعيد النيسابوري المتوفى سنة 407 في كتابه شرف المصطفى على ما في الغدير، بإسناده عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل، وبإسناد آخر عن أبي سعيد الخدري ولفظه (ثم قال النبي هنئوني هنئوني أن خصني الله بالنبوة، وخص أهل بيتي بالامامة) فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال: طوبى لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
وروى المورخ الطبري في كتاب الولاية بإسناده عن زيد ابن أرقم أن النبي صلى الله عليه وآله قال (قولوا أعطيناك على ذلك عهداً من أنفسنا وميثاقاً بألسنتنا وصفقةً بأيدينا، نؤديه إلى أولادنا وأهالينا، لا نبغي بذلك بدلاً) إلخ.
وروى صاحب كتاب روضة الصفا ـ ج 1 ص 173، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جلس في خيمة وأجلس أمير المؤمنين علياً عليه السلام في خيمة أخرى، وأمر الناس بأن يهنئوا علياً في خيمته، ولما ختم تهنئة الرجال أمر رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم أمهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه!!
وقال الغزالي في كتاب سر العالمين في المقالة الرابعة ما لفظه (ولكن أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته عليه السلام في يوم غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول (ن كنت مولاه فعلي مولاه) فقال عمر: بخ بخ لك يا أبا الحسن، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، فهذا تسليم ورضى وتحكيم، ثم بعد هذا غلب الهوى بحب الرياسة، وحمل عمود الخلافة، وعقود البنود، وخفقان الهواء في قعقعة الرايات، واشتباك ازدحام الخيول، وفتح الامصار، سقاهم كأس الهوى فعادوا إلى الخلاف الاول، فنبذوا الحق وراء ظهورهم، واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون) انتهى.
الشاهد الثالث عشر: واقعة الحارث بن النعمان الفهري، وقد رواها جم كثير منهم الثعلبي في تفسيره، أنه لما كان رسول الله بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي. وقال (ن كنت مولاه فعلي مولاه) فشاع ذلك في كل بلد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله صلى الله عليه
(وآله) وسلم على ناقة له حتى أتى الأبطح، فنزل عن ناقته وأناخها وعقلها، ثم أتى النبي وهو في ثلة من الصحابة فقال (يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه، وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلناه، وأمرتنا بالحج فقبلناه. ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا فقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه ! فهذا شيء منك أم من الله؟ فقال صلى الله عليه وآله (والله الذي لا إله إلا هو، أن هذا إلا من الله). فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول: أللهم إن كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجاة من السماء أوائتنا بعذاب أليم. فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله. انتهى.
وقد روي بعدة طرق كثيرة أن قوله تعالى (ائل بعذاب واقع) نزل في هذه الحادثة.
الشاهد الرابع عشر: استئذان حسان بن الثابت من النبي صلى الله عليه وآله في أن ينظم في أن ينظم الواقعة، وشعره متواتر نقلته كتب الفريقين، قال:
يناديهم يـوم الغديــر نبيهم نجم وأسمـع بالرسـول مناديـا
فقال فمن مولاكم ونبيكم؟ فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهلـك مـولانا وأنـت نبينـا ولم تلـق منا في الولاية عاصيا
فقــال له: قـم يـا علي فإنني رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له أتباع صـدق مواليا
هناك دعـا اللهم وال وليـه وكن للذي عادى علياً معاديا
قال ابن الجوزي وأبوعبدالله الكنجي الشافعي: فقال له النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم (يا حسان لا تزال مؤيداً بروح القدس ما كافحت عنا بلسانك).
وقال قيس بن عبادة الأنصاري هذه الأبيات وأنشدها بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام يوم صفين.
قلـــت لمـا بغى العـدو علينــا حسبنا ربنا ونعم الوكيل
وعلــي إمامنـا وإمــام لـوانــا أتـــــى بـــــه التنـزيـــل
يوم قال النبي من كنت مولاه فهذا مولاه خطب جليل
الشاهد الرابع عشر: أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام جاء الى رحبة الكوفة بمجتمع الناس واستنشدهم على هذا الحديث رداً على مخالفيه في أمر الخلافة، فقال (نشد الله رجلاً سمع النبي يوم غدير خم يقول (ن كنت مولاه فعلي مولاه) فقام جماعة وشهدوا بالحديث، وقد كثر نقل هذه المناشدة بحيث كاد أن يبلغ حد التواتر أو بلغ. فمنها ما رواه الحمويني في فرائد السمطين: فقام زيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وسلمان، وأبوذر فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو قائم على المنبر وهو يقول (يها الناس إن الله عزوجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي، والذي فرض الله عزوجل على المؤمنين في كتابه طاعته، فقرن بطاعته طاعتي، وأمركم بولايته) إلخ.
الشاهد الخامس عشر: وقوع التعبير عن هذه الواقعة في بعض الأحاديث بالنصب وإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نصب علياً عليه السلام لمقام الولاية.
ومن الواضح أنه لا يعبر عن مجرد إثبات المحبة بالنصب.

تراب البقيع
30-03-2009, 05:11 AM
الشبهة التاسعة: مَن هم آل النبي وأهل بيته
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يحصرون أهل بيت النبي وآله والعترة والقربى بعلي وفاطمة وأولادهما عليهم السلام، ويخرجون زوجات النبي وأعمامه من (الآل).
الجواب
يدل على اختصاص أهل البيت بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام: نص رسول الله صلى الله عليه وآله على ذلك، وقد روت ذلك كتب أهل السنة عن جماعة من الصحابة عنه صلى الله عليه وآله، ففي صحيح الترمذي ـ ج 13 ص 200 طبع مصر ـ روى بسنده عن عمر بن أبي سلمة قال نزلت هذه الآية على النبي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في بيت أم سلمة، فدعا النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فاطمة وحسناً وحسيناً وعلياً خلف ظهره فجللهم بكساء، ثم قال (هم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله ؟ قال (نت على مكانك وأنت إلى خير). قال: وفي الباب عن أم سلمة، ومعقل بن يسار، وأبي الحمراء، وأنس.
وننقل هنا جملة من أسانيد نص النبي صلى الله عليه وآله على اختصاص آية التطهير بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام من كتب أهل الستة، من كتابنا (جامع براهين أصول الاعتقادات، فمنها:
1 ـ ينتهي إلى عمر بن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن أم سلمة (تاريخ بغداد) ج 9 ص 126
2 ـ ينتهي إلى الحسين بن الحسن، عن أبي سعيد الخدري، عن أم سلمة (تاريخ بغداد) ج 9 ص 126
3 ـ ينتهي إلى هشام بن سالم، عن وهب بن عبد الله، عن أم سلمة (المعجم الكبير) ص 134
4 ـ ينتهي إلى عبدالملك بن سليمان، عن عطاء عن أم سلمة
(المعجم الكبير) ص 134
5 ـ ينتهي إلى شريك بن نمر، عن عطاء عن أم سلمة (عالم التنزيل) ص 213
6 ـ ينتهي إلى محمد بن سوقة عمن حدثه، عن أم سلمة ( اخلاق النبي) ص 116
7 ـ ينتهي إلى عبدالله بن أبي رياح، عمن سمع، عن أم سلمة (تفسير الثعلبى) مخطوط
8 ـ ينتهي إلى عبدالله بن أبي رياح، عمن حكيم بن سعد، عن أم سلمة (تفسير ابن كثير) ج 3 ص 483
9 ـ ينتهي إلى عطية عن أبيه، عن أم سلمة (تفسير ابن كثير) ج 3 ص 483
10 ـ ينتهي إلى عطية عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة (تفسير ابن كثير) ج 3 ص 483
11 ـ ينتهي إلى سفيان بن زيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة (صحيح الترمذي) ج 13 ص 248
12 ـ ينتهي إلى زبيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة (وضع الاوهام) ج 2 ص 281
13 ـ ينتهي إلى عبدالحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة (ند أحمد) ج 6 ص 298
14 ـ ينتهي إلى داود بن أبى عوف، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة (القول الفصل) ج 2 ص 177
15 ـ ينتهي إلى الاجلح، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة (ند أحمد) ج 2 ص 173
16 ـ ينتهي إلى أثال، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة
(تاريخ البخاري) ج 1 ص 70
17 ـ ينتهي إلى شعيب بن المنيع، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة (تاريخ البخاري) ج1 ص 70
18 ـ ينتهي إلى جعفر بن عبدالرحمن، عن الحكم بن سعيد، عن أم سلمة (تاريخ البخاري) ج 1 ص 70
19 ـ ينتهي إلى محمد بن شيرين، عن أبى هريرة، عن أم سلمة (تفسير جامع البيان) ج 22 ص 7
20 ـ ينتهي إلى عوام بن حوشب، عن ابن عمه، عن عائشة (القول الفصل) ج 2 ص 215
21 ـ ينتهي إلى مصعب بن شيبه، عن صفية، عن عائشة
(السنن الكبرى) ج 2 ص 149
22 ـ ينتهي إلى الاوزاعي، عن أبي عمار، عن واثلة بن الأصقع (تدرك) ج2 ص 152
23 ـ ينتهي إلى عبدالرحمن بن عمرو، عن شداد بن عبد الله، عن واثلة بن الأصقع (ير أعلام النبلاء) ج 3 ص 212
24 ـ ينتهي إلى الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري (جامع البيان) ج 22 ص 6
25 ـ ينتهي إلى أبي الحجاف، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري (المعجم الصغير) ج 1 ص 134
26 ـ ينتهي إلى عمران بن، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري (تايخ بغداد) ج 10
27 ـ ينتهي إلى ابن عمر الكرماني، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري (طبقات المحدثين) 149
28 ـ ينتهي إلى عبدالرحمان بن أبى بكر، عن إسماعيل، عن أبيه عبدالله بن جعفر (القول الفصل) ص 185
29 ـ ينتهي إلى عبدالرحمان بن أبى بكر، عن ابن عباس
(رجح المطالب) ص 54
30 ـ ينتهي إلى حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك (ند أحمد) ج 3 ص 259
31 ـ ينتهي إلى عبدالرحمان بن أبى بكر عن حميد، عن أنس بن مالك (المستدرك) ج 3 ص 159
32 ـ ينتهي إلى عباد بن أبى يحيى، عن أبي داود ص 6 عن أبي الحمراء (الكنى للنجاري) ص 25
33 ـ ينتهي إلى يونس بن أبى إسحاق، عن أبي داود عن أبي الحمراء (نتخب ذيل المذيل) ص 83
34 ـ ينتهي إلى منصور بن أبي الاسود، عن أبي داود، عن أبي الحمراء (المعجم الكبير) ص 134
35 ـ ينتهي إلى أبي إسحاق السبيعي، عن أبي داود، عن أبي الحمراء (تاريخ الاسلام) ج 2 ص 97
36 ـ ينتهي إلى عمير أبي عرفجة، عن عطية (الغابة) ج 3 ص 413
37 ـ ينتهي إلى العوفي، عن عمرو بن عطية والحسين بن الحسن، عن عطية (تاريخ بغداد) ج 9 ص 126
38 ـ ينتهي إلى بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن سعد جامع البيان ج 22 ص 8
39 ـ ينتهي إلى أبي بلح عمرو بن ميمون المستدرك ج 3
ص 132
40 ـ ينتهي إلى يحيى بن عبيد عن عطار بن أبي رياح، عن عمر بن أبى سلمة (صحيح الترمذى) ج 13 ص 200
41 ـ ينتهي إلى يحيى بن عبيد، عن سهل بن سعد
(الاستيعاب) ج 2 ص 460
42 ـ ينتهي إلى أبي هريرة، عن سهل بن سعد (الاستيعاب) ج 2 ص 56
43 ـ ينتهي إلى بريدة الاسلمي، عن سهل بن سعد
(الاستيعاب) ج 2 ص 56
44 ـ ينتهي إلى عبدالله بن عمر، عن سهل بن سعد (الاستيعاب) ج 2 ص 56
45 ـ ينتهي إلى عمران بن الحصين، عن سهل بن سعد (الاستيعاب) ج 2 ص56
46 ـ ينتهي إلى سلمة بن الاكوع عن سهل بن سعد (الاستيعاب) ج 2 ص 56
47 ـ ينتهي إلى معقل بن يسار (صحيح الترمذي) ج 13 ص 248
وأخيراً فحديث آية التطهير واختصاصها بهؤلاء عليهم السلام، كما قال الحداد الحضرمي، من الأحاديث الصحيحة المشهورة المستفيضة المتواترة معنى، اتفقت الأمة على قبوله، وقال بصحته سبعة عشر حافظاً من كبار حفاظ الحديث.

تراب البقيع
30-03-2009, 05:11 AM
الشبهة العاشرة: حول عصمة الأئمة من أهل البيت
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يعتقدون بعصمة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.
الجواب
يعتقد الشيعة الامامية باشتراط العصمة في الامام المنصوب من الله تعالى، ومما يدل عليه قوله تعالى في إبراهيم (إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)
البقرة ـ 124. وقال تعالى (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) الطلاق ـ 1. وقال تعالى (ومن يتعدحدود الله فأولئك هم الظالمون) البقرة ـ 229.
فالعصمة شرط في الإمامة الآلهية، وقد انحصرت العصمة في الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، للاجماع على عدم عصمة غيرهم، ودلالة آية التطهير على عصمة علي والحسن والحسين عليهم السلام، ودلالة النصوص المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عصمة جميع الائمة الاثني عشر عليهم السلام.
قال الله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) الاحزاب ـ 33 وقد دلت الآية الشريفة على عصمة أهل البيت عليهم السلام، فإن إرادة تطهيرهم إرادة تكوينية لا محالة، إذ الارادة التشريعية بالطهارة عن الرجس بمعنى التكليف بالطهارة لا يختص بأهل البيت، بل يعم جميع المكلفين. مضافاً إلى أن الإرادة التشريعية تتعلق بفعل المكلف، وقد تعلقت الارادة في الآية بفعل الله سبحانه وتعالى وهو إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم منه. وإراداته تعالى التكوينية لا تتخلف عن المراد، فقد قال عز من قائل (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) يس ـ 82.
ومن البديهي أيضا أنه ليس المراد من الرجس الرجس البدني الظاهري، بل الرجس الباطني من الشرك والكفر والشك ودنس الذنوب والمعاصي وكل ما يعد رجساً.
فإن قلت: يحتمل أن يراد من التطهير أنه تعالى غفر ذنوبهم.
قلت: إن المغفرة لا تطهر الدنس الحادث في نفس العاصي، بل توجب رفع العقوبة عنه، ضرورة أن مغفرة المعصية لا توجب انقلابها عما وقعت عليه. هذا مضافا إلى أن مغفرة الذنب لا تكون إلا بعد تحققه، فالمذنب عند صدور الذنب منه غير مطهر، والآية دلت على التطهير الشامل.

تراب البقيع
30-03-2009, 05:12 AM
الشبهة الحادية عشرة: حول معجزات الأئمة
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يعتقدون بأن للأئمة عليهم السلام معجزات كمعجزات الأنبياء عليهم السلام.
الجواب
المراد من المعجزات التي نعتقد أنها للأئمة عليهم السلام هو: الكرامات الخاصة لهم لإثبات امامتهم ووصيتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله، وكونهم حجة الله على الناس، والواسطة بينهم وبين رسول الله. راجع كتاب (إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات) فإنه قد أورد فيه النصوص والمعجزات للأئمة الاثني عشر عليهم السلام بالآثار والروايات المتواترة الواصلة إلى حد القطع واليقين. وإن شئت الاطلاع على بعض كراماتهم ومعجزاتهم المضبوطة في كتب أهل السنة، فراجع إلى المجلد الحادي عشر والثاني عشر والتاسع عشر من كتاب (إحقاق الحق) فقد تضمن جملة مما ورد منها في كتب إخواننا السنة، مع ذكر أسماء الكتب وتعيين الصفحة والطبع.

تراب البقيع
30-03-2009, 05:12 AM
الشبهة الثانية عشرة: حول التسمية بـ (عبد النبي) وأمثاله
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يسمون أولادهم (عبد النبي، وعبدالرسول، وعبد علي، وعبدالحسين...) وهي تسميات لا تجوز، لأن العبودية لغير الله شرك بالله تعالى.
الجواب
الشرك: هو عبادة غير الله تعالى، إما وحده وإما بإشراكه مع الله تعالى. والعبادة: هي الخضوع للمعبود بقصد ألوهيته وربوبيته، أما مجرد استعمال لفظة عبد في قبال مخلوق فلا يدل على أنه عابد له، بل ورد في القرآن والسنة ما يدل على صدقه لبعض الناس بالنسبة إلى بعض، قال الله تعالى (وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم) النور ـ 32، فهل يعني ذلك أن المملوك يعبد سيده، وكذلك عبد النبي وعبدالحسين معناه أنه كالمملوك للنبي والحسين صلوات الله على نبينا وآله الطاهرين. ومن العجيب أن الذين يشكلون على الشيعة وغيرهم من المسلمين بسبب تسميتهم (عبد النبي) يقولون لبعضهم ولرؤسائهم (سيدي أو مولاي) ولا يرون فيها بأساً!

تراب البقيع
30-03-2009, 05:13 AM
الشبهة الثالثة عشرة: حول حب أهل البيت
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يحبون أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله أكثر مما يحبون الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله، ويعتقدون أن حبهم كاف للنجاة من النار ودخول الجنة.
الجواب
هذا بهتان صريح، فإن الشيعة لا يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله إلا لأنهم أهل بيت رسول الله، ومن أجل حب رسول الله صلى الله عليه وآله. وحبهم لرسول الله إنما هو لأجل أنه رسول الله، فلا معنى لكون حبهم لأهل بيت رسول الله أكثر من حبهم لرسول الله صلى الله عليه وآله، ولا معنى لأن يكون حبهم لرسول الله صلى الله عليه وآله أكثر من حبهم لله تعالى.

تراب البقيع
30-03-2009, 05:14 AM
الشبهة الرابعة عشرة: حول تفسير آيات القرآن وتأويلها
يفتري بعضهم على الشيعة بأنهم يؤولون آيات القرآن على غير ظاهرها، لتأييد مذهبهم ومدح أئمتهم.
الجواب
لا يمكن إنكار نزول جملة وافية من آيات القرآن الكريم في فضل علي، أو فيه وسائر أهل البيت المعصومين عليهم السلام. وقد وردت أحاديث كثيرة في كتب أهل السنة في آيات متعددة من القرآن الكريم، تفسرها بفضائل علي، أو بفضائله وفضائل سائر أهل البيت المعصومين عليهم السلام. وقد جمع منها فى كتاب إحقاق الحق ـ ج 3 و 9 و 14 مأتين وخمساً وخمسين آية، أورد بعد كل واحدة منها الاحاديث التي تفسرها بفضائلهم عليهم السلام من كتب السنة مع تعيين صفحاتها.

تراب البقيع
30-03-2009, 05:14 AM
الشبهة الخامسة عشرة: حول تهمة الشيعة بالغلو
يتهم بعضهم الشيعة بالغلو في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبأنهم ينقصون من مقام الصحابة، لأنهم يفضلون علياً وأهل بيته على كل الصحابة.
الجواب
يدل على أفضلية علي عليه السلام على سائر الصحابة الأحاديث المتواترة من طرق السنة، كقوله صلى الله عليه وآله
(ن كنت مولاه فعلي مولاه) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي (نت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) وحديث الطير الدال على أن علياً أحب الخلق إلى الله بعد رسوله، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (نا مدينة العلم وعلي بابها) وأمره صلى الله عليه وآله بسد أبواب الصحابة إلى المسجد إلا باب علي، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (نا وعلي أبوا هذه الأمة) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (الناس من شجر شتى وأنا وعلي من شجرة واحدة) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم
(الصديقون ثلاثة وعلي بن أبي طالب أفضلهم) إلى غير ذلك من الاحاديث الواردة في مصادر السنة والشيعة.
وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما روي في كتب السنة بين الصحابة وقال لعلي (نت أخي ) رواه من الصحابة ابن عباس، وسعيد بن المسيب، وابن عمر، وزيد بن أبي أوفى، وأنس، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن اليمان، ومخدوج بن زيد، وأبو أمامة، وجميع بن عمير، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد، وعبدالرحمان بن عويم، وأبو هريرة.
وقد أخرج أحمد بن حنبل في كتاب (فضائل الصحابة) بسنده عن عكرمة، عن ابن عباس، قال سمعته يقول (يس من آية في القرآن يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد في القرآن وما ذكر علياً إلا بخير).
ونقله عنه في (ذخائر العقبى) ص 89 ط مصر.
وأخرجه الطبراني، وابن أبي حاتم، كما في الصواعق المحرقة ـ ص 125 طبع مصر و (تاريخ الخلفاء) ص 116 طبع لاهور.
وروى أبو نعيم في (حلية الأولياء) ج 1 ص 64 ط مصر بسنده عن ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ا أنزل الله آية فيها يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي رأسها وأميرها).
وكفى في أفضليته ما قاله أحمد بن حنبل (ا جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب) روى ذلك عنه المستدرك، والاستيعاب، وكامل ابن الأثير، وكفاية الطالب، والرياض النضرة، وتهذيب التهذيب، وفتح الباري في شرح البخاري، وتاريخ الخلفاء، والسيرة الحلبية، والروض الأزهر، وإسعاف الراغبين، وغيرها.
ويدل على أفضلية فاطمة سلام الله عليها الحديث المتفق عليه عند أهل السنة (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة) رواه جماعة من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، ومنهم حذيفة كما في صحيح الترمذي ج 13 ص 197، ومنهم عائشة كما في صحيح البخاري ج 4 ص 203، ومنهم أم سلمة كما في صحيح الترمذي ج 13 ص 250.
ويدل على أفضلية الحسن والحسين عليهما السلام الحديث المتفق عليه أهل السنة (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) رواه جماعة من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، منهم أبوسعيد الخدري، كما في صحيح الترمذي ج 13 ص 190، ومسند أحمد بن حنبل ج 3 ص 3، ومنهم حذيفة كما في صحيح الترمذي ج 13 ص 197، ومنهم عبد الله بن عمر كما في سنن ابن ماجة ج 1 ص 56.
وقد نزل في علي وفاطمة والحسن والحسين سورة هل أتى، واختصت بهم آية التطهير (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فقد روي اختصاصها بعلي وفاطمة والحسن والحسين عن جماعة من الصحابة، منهم واثلة بن الاصقع، وعمرو بن أبي سلمة، وعائشة، وأم سلمة، وسعد بن أبي وقاص، وأبو سعيد، وعلي عليه السلام، وجعفر بن أبي طالب، وأبو برزة، وصبيح، وابن عباس، وأنس، وأبو الحمراء، وعطية، وسهل بن سعد، وأبوهريرة، وبريدة، وعبد الله بن عمر، وعمران بن الحصين، وسلمة بن الاكوع، ومعقل بن يسار. وقد تقدم ذلك. ومنهم عبد الله بن الزبير، روى عنه الهيثمي في مجمع الزوائد، والسيوطي في الجامع الصغير من طريق البزاز. وكذا في سائر كتب أهل السنة مثل إحياء الميت للسيوطي ص 113 والصواعق المحرقة لابن حجر ص 184 ومفتاح النجا ص 9 وينابيع المودة ص 187 والفتح الكبير ص 133 وأرجح المطالب ص 330 والسيف اليماني المسلول ص 9. ومنهم عامر بن واثلة، روى عنه الحافظ الدولابي في الكني والأسماء ج 1 ص 76 بسنده إليه. ومنهم سلمة بن الاكوع روى عنه ابن المغازلي والشافعي في المناقب بسنده إليه، وروى عنه في غيره من كتب أهل السنة منها (رجح المطالب) ص 330 وينابيع المودة ص 28. ومنهم على بن ابيطالب عليه السلام روى عنه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى ـ ص 20 من طريق ابن السري.

تراب البقيع
30-03-2009, 05:15 AM
الشبهة السادسة عشرة: حول عقيدة الشيعة بحفصة وعائشة
يتهم بعضهم الشيعة بأنهم يسبون أمهات المؤمنين، خاصة عائشة وحفصة، وينسبون إليهما الفاحشة والعياذ بالله.
الجواب
هذا بهتان عظيم، ومتى نسب الشيعة عائشة وحفصة إلى الفحشاء ؟ ! كلا وحاشا، بل إنما أنكروا عليهما معصيتهما الله ورسوله، وحكموا بمعصيتهما ومخالفتهما أمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وآله، وتدل على ذلك الآية النازلة في حقهما في سورة التحريم ـ 4 (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما، وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير) .
وأنكروا على عائشة أنها شجعت طلحة والزبير على نكث بيعتهما لعلي عليه السلام، وجمعت أنصاراً من المنافقين، وركبت على جمل وخرجت مع طلحة والزبير على أمير المؤمنين عليه السلام، وحاربوه في حرب الجمل المعروفة، وكانوا له ظالمين

تراب البقيع
30-03-2009, 05:15 AM
الشبهة السابعة عشرة: حول صلح الإمام الحسن مع معاوية
يشكل بعضهم على الشيعة بأن الإمام الحسن عليه السلام قد صالح معاوية وأنهى الخلاف الذي كان بينهما، ولم يسمع لكلام أصحابه الذين كانوا يريدون إدخاله في الفتنة.. وهذا يدل على أن سياسة أهل البيت تجاه الصحابة ليست سياسية معادية كما يدعي الشيعة.
الجواب
لم يكن إقدام الحسن بن علي عليهما السلام على الصلح مع معاوية وعدم مواصلته بالحرب معه تخطئة لأبيه عليهما السلام، بل لأجل الضعف الحاصل في جيشه وحدوث الإختلاف بينهم، وقلة من يطيعه منهم، وقد استولى الطمع في حطام الدنيا على قلوبهم، فمالوا إلى معاوية، فعلم عليه السلام أنه لا تكون نتيجة الحرب مع معاوية إلا غلبة معاوية وسفك دماء المؤمنين وقتل عامة محبي أهل البيت، فلم ير بداً من الصلح مع معاوية لحقن دمائهم.
وأما الرضا القلبي بسلطنة معاوية وخلافته فحاشا الإمام الحسن عليه السلام من ذلك. ومن راجع ظروف مصالحة الإمام الحسن وشروط الصلح التي أخذها على معاوية، من أي مصدر تاريخي، يعلم بأن اعتقاد الإمام الحسن وأبيه وأخيه في معاوية وجميع بني أمية اعتقاد واحدٌ لا فرق فيه.

تراب البقيع
30-03-2009, 05:16 AM
الشبهة الثامنة عشرة: حول الحلف بالنبي والأئمة
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يحلفون بالنبي والأئمة عليهم السلام وذرياتهم، مع أن الحلف بغير الله تعالى لا ينعقد ولا يجوز.
الجواب
لم يقل أحد من الفقهاء حتى من أهل السنة بحرمة الحلف بغير الله تعالى، ومن المتداول بين الناس أنهم يحلفون بكل عزيز كولدهم وسائر الاعزاء عندهم، وكيف يحرم الحلف بغير الله وقد وقع في مواضع متعددة من القرآن الكريم كقوله تعالى (والتين والزيتون وهذا البلد الامين) وقوله تعالى (ونفس وما سويها) نعم الثابت في الشريعة أن اليمين الشرعي لا ينعقد إلا إذا كان الحلف بالله تعالى وأسمائه وصفاته الحسنى. فهذه عند الجميع هو اليمين الشرعية، وما سواها لا ينعقد يمينا ولكنه أسلوب تأكيد غير محرم.

تراب البقيع
30-03-2009, 05:17 AM
الشبهة التاسعة عشرة: حول الميزان في قبول الأحاديث وعدمه
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم لا يقبلون روايات الصحابة، ولا كتب الحديث الصحيحة عند جمهور المسلمين كالصحاح الستة، ولا يستندون على أحاديثها في فقههم، بل لا ينقلون أحاديثها في كتبهم إلا للرد عليها، ويستندون بدل ذلك على ما رووه عن أهل البيت عليهم السلام فقط.
الجواب
إن مبنى فقه الشيعة في حجية الخبر الواحد على اشتراط كون سلسلة رواته موثوقاً بهم، سواء كان مروياً في كتب الشيعة أو كتب السنة، ولا يكفي عندهم مجرد تسمية الكتاب صحيحاً، بل لا بد من إحراز وثاقة كل واحد واحد من الرواة الواقعين في سند الحديث، سواء كان الراوي شيعياً أو سنياً، وسواء كان الكتاب المروي فيه الحديث من كتب الشيعة، أو من كتب السنة، وذلك لقوله تعالى (إن جائكم فاسق بنباء فتبينوا) وقوله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم).
وأما استنادهم في الفقه على أحاديث أهل البيت عليهم السلام، فلكونهم حجة على الأمة بعد رسول الله بنصه صلى الله عليه وآله، كما يدل عليه الحديث المتفق عليه بين المسلمين. وقد تعرضنا لحديث الثقلين وأسانيده في كتابنا (الجامع لبراهين أصول الاعتقادات) فقد رواه الترمذي ـ ج 13 ص 200 بسنده عن زيد بن أرقم، وبسند آخر عن أبي سعيد (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض. وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما).
وقد شهد بكثرة طرقه جماعة من علماء السنة، منهم ابن حجر في الصواعق، وقال (روى حديث الثقلين ثلاثون صحابياً، وإن كثيراً من طرقه صحيح وحسن). ومنهم الحضرمي في القول الفصل، ج 1 ص 49، قال (قد روي حديث الثقلين عن بضعة وعشرين صحابياً وورد من طرق صحيحة مقبولة، وهو من الأحاديث المتواترة، أجمع الحفاظ على القول بصحته).
والمستفاد من تضاعيف رواياته أنه صدر عن رسول الله صلى الله عليه وآله في أربع مواضع: يوم عرفة حيث خطب وهو على ناقته القصوى وفي مسجد خيف وفي خطبة الغدير عند رجوعه من حجة الوداع ويوم قبض صلوات الله عليه وآله في خطبته على المنبر.
وإليك فهرساُ بطرقه وأسانيده من كتب السنة:
1 ـ ينتهي إلى الأعمش، عن عطية عن أبي سعيد ـ طبقات ابن سعد ـ ج 2 ص 114
2 ـ بسند آخر ينتهي إلى الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد ـ مناقب ابن المغازلي ـ ص 235
3 ـ بسند ثالث ينتهي إلى الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد ـ مناقب ابن المغازلي ـ ص 235
4 ـ ينتهي إلى ابن نمير، عن عبد الملك ابن أبي سليمان، عن عطية، عن أبي سعيد ـ مناقب أحمد
5 ـ ينتهي إلىعلي بن مسهر، عن عبد الملك ابن أبي سليمان، عن عطية، عن أبي سعيد ـ المعجم الكبير ـ ص 137
6 ـ ينتهي إلى هارون بن سعد، عن عطية، عن أبي سعيد ـ المعجم الصغير ـ ج 1 ص 135
7 ـ ينتهي إلى فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد ـ المعرفة والتاريخ ـ ص 537
8 ـ ينتهي إلى كثير النواء، عن عطية، عن أبي سعيد ـ المعجم الصغير ـ ص 73
9 ـ ينتهي إلى أبي إسرائيل، عن عطية، عن أبي سعيد ـ المعرفة والتاريخ ـ ص 537
10 ـ ينتهي إلى محمد بن مظفر البغدادي، عن أبي سعيد ـ مفتاح النجا ـ ص 51
11 ـ ينتهي إلى سلمان الفارسي ـ ينابيع المودة ـ ص 36
12 ـ ينتهي إلى جعفر بن عون، عن أبي حيان، عن يزيد بن حيان، عن زيدبن أرقم ـ سنن الدرامي ـ ج 2 ص 431
13 ـ ينتهي إلى يعلى بن عبيد، عن أبي حيان، عن يزيد بن حيان، عن زيدبن أرقم ـ سنن البيهقي ـ ج10 ص 113
14 ـ ينتهي إلى إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي حيان، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم ـ صحيح مسلم ـ ج 7 ص 122
15 ـ ينتهي إلى محمد بن فضيل وجرير، عن أبي حيان، عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم ـ صحيح مسلم ـ ج 7 ص 123
16 ـ ينتهي إلى علي بن مسهر، عن أبي حيان، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم ـ مناقب ابن المغازلي ـ ص 236
17 ـ ينتهي إلىحسان بن سعيد، عن ابن مسروق،عن زيد بن حيان، عن زيدبن أرقم ـ صحيح مسلم ـ ج7 ص123
18 ـ ينتهي إلى الأعمش، عن يزيد بن حيان ـ المعجم الكبير ـ ج 5 ص 190
19 ـ ينتهي إلى أبي سعيد، عن حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم ـ صحيح الترمذي ـ ج 13 ص 200
20 ـ ينتهي إلى الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم ـ المعجم الكبير ـ ج 5 ص 190
21 ـ ينتهي إلى الأعمش، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم ـ المعجم الكبير ـ ج 5 ص 190
22 ـ بسند آخر ينتهي إلى أبي الضحى، عن زيد بن أرقم ـ المعجم الكبير ج 5 ص 190
23 ـ بسند ثالث ينتهي إلى أبي الضحى، عن زيد بن أرقم ـ المعجم الكبير ـ ج 5 ص 190
24 ـ ينتهي إلى الحسن بن عبد الله، عن مسلم بن صبيح، عن زيد بن أرقم ـ المستدرك ـ ج 3 ص 148
25 ـ ينتهي إلى كهيل، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم ـ وسيلة المآل ـ ص 55
26 ـ ينتهي إلى حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم ـ المستدرك ـ ج 3 ص 109
27 ـ ينتهي إلى حكم بن جبير عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم ـ المعجم الكبير ـ ص 137
28 ـ ينتهي إلى على بن ربيعة، عن زيد بن أرقم ـ المعرفة والتاريخ ـ ص 536
29 ـ ينتهي إلى الحسين بن عبد الله، عن زيد بن أرقم ـ فرائد السمطين ـ ج 2 ص 142
30 ـ ينتهي إلىزيد بن ثابت ـ المعجم الكبير ـ ج 5 ص 171
31 ـ بسند آخر ينتهي إلى زيد بن ثابت ـ المعجم الكبير ـ
ج 5 ص 171
32 ـ بسند ثالث ينتهي إلى زيد بن ثابت ـ المعجم الكبير ـ
ج 5 ص 171
33 ـ بسند رابع ينتهي إلى زيد بن ثابت ـ المعجم الكبير ـ
ج 5 ص 171
34 ـ ينتهي إلى الانماطي، عن معروف بن خربوذ، عن أبي طفيل، عن حذيفة بن أسيد ـ المعجم الكبير ـ ص 157
35 ـ ينتهي إلى زيد بن الحسن، عن معروف بن خربوذ، عن أبي طفيل عن حذيفة بن أسيد ـ فرائد السمطين ـ
ج 2 ص 574
36 ـ ينتهي إلى أحمد بن عبد الله بن سلام، عن حذيفة بن اليمان ـ ينابيع المودة ـ ص 35
37 ـ ينتهي إلى عروة بن خارجة، عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها ـ ينابيع المودة ـ ص 30
38 ـ ينتهي إلى جعفر بن محمد، عن أبيه عن جابر بن عبدالله ـ صحيح الترمذي ـ ج 13 ص 199
39 ـ ينتهي إلى عبدالرحمن بن خلاد، عن جابر بن عبد الله ـ ينابيع المودة ـ ص 40
40 ـ ينتهي إلى الحسين بن علي عليه السلام، عن علي عليه السلام ـ فرائد السمطين ـ
41 ـ ينتهي إلى عابر بن واثلة، عن علي عليه السلام ـ مناقب ابن المغازلي ـ ص 117
42 ـ ينتهي إلى محمد بن عمر بن علي عن أبيه، عن علي عليه السلام ـ كنز العمال ـ ج 1 ص 340
43 ـ ينتهي إلى عبيد الله بن موسى، عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام ـ وسيلة المآل ـ ص 57
44 ـ ينتهي إلى اصبغ بن نباتة، عن علي عليه السلام ـ ينابيع المودة ص 39
45 ـ ينتهي إلى سليم بن قيس، عن علي عليه السلام ـ ينابيع المودة ـ ص 114
46 ـ ينتهي إلى أصبغ بن نباتة، عن أبي رافع ـ ينابيع المودة ـ ص 39
47 ـ ينتهي إلى محمد بن عبد الرحمن بن خلاد ـ أرجح المطالب ـ ص 341
48 ـ عن حذيفة بن اليمان ـ ينابيع المودة ـ ص 36
49 ـ عن طلحة ـ ينابيع المودة ـ ص 35
50 ـ عن عبدالرحمن بن عوف ـ ينابيع المودة ـ ص 35
51 ـ عن سعد بن أبي الوقاص ـ ينابيع المودة ـ ص 35
52 ـ من طرق ابن أعثم الكوفي ـ عن ابن عباس كتاب السفينة ـ
53 ـ من عطاء عن أبي يحيى، عن ابن عباس ـ ينابيع المودة ـ ص 35
54 ـ عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن الحسن بن علي عليه السلام ـ ينابيع المودة ـ ص 20
55 ـ عن انس ـ ينابيع المودة ـ ص 191
56 ـ عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ أرجح المطالب ـ ص 337
57 ـ عن جبير بن مطعم ـ ينابيع المودة ـ ص 31
58 ـ عن عبد الله بن حنطب ـ إحياء الميت ـ ص 115
59 ـ عن صخرة الأسلمي ـ ينابيع المودة ـ ص 38
60 ـ عن عبد بن حميد ـ ينابيع المودة ـ ص 38
61 ـ عن أبي ذر ـ المعجم الكبير ـ ج 5 ص 538
62 ـ عن أبي هريرة ـ مجمع الزوائد ـ ج 9 ص 163
63 ـ عن أم هاني ـ وسيلة المآل ـ ص 59
64 ـ عن أم سلمة ـ أرجح المطالب ـ ص338 وينابيع المودة ـ ص 36
ومما ينبغي ذكره أن الحديث الذي جعلوه معارضاً له (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي) لم يرد له أيُّ رواية في صحاحهم الستة، ولا يمكن أن يرويه أحد من الصحابة المخالفين لأهل البيت عليهم السلام، لأن شعار سنة النبي كان شعار أهل البيت، أما الصحابة المخالفون لهم فقد رفعوا شعار (حسبنا كتاب الله) ومنعوا كتابة سنة النبي صلى الله عليه وآله وروايته في عهد أبي بكر وعمر وعثمان، وجمعوا ما دون منها وأحرقوه، وكانوا يعاقبون على روايتها إلا ما رووه هم.

تراب البقيع
30-03-2009, 05:18 AM
الشبهة العشرون: حول رفض القياس والاستحسان
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يرفضون القياس والإستحسان والمصالح المرسلة في الفقه، التي استند عليها الصحابة والتابعون، وأنهم يتهمون من يعمل بها بأنه يقيس الدين كما قاس إبليس فقال (خلقتني من نار وخلقته من طين)
الجواب
القياس: هو إثبات حكم موضوع في الشريعة لموضوع آخر لمجرد مشابهته في بعض الجهات. ومن المعلوم أن مجرد مشابهة موضوعين في بعض الجهات لا يستلزم اشتراكهما في الحكم، فكم من موضوع في الشريعة يشابه موضوعاً آخر في بعض الجهات لكنه يفترق عنه في الحكم.
وأما الإستحسان: فهو إستحسان فعل أو تركه والفتوى على طبقه. وهو بدعة محضة، وهل البدعة إلا نسبة ما يستحسنه إلى الشرع والفتوى به على أنه من الشريعة ! كيف ولم يلتزم أهل السنة غير المعتزلة منهم بتبعية الأحكام الشرعية للمصالح والمفاسد.
ونحن معاشر العدلية وإن التزمنا بها، لكن أنى لفقيه الاحاطة بمصالح أفعال الله تعالى وأحكامه، فإن عمله تعالى محيط بالمصالح والمفاسد غير المتناهية، والعقول الناقصة لأفراد البشر يمتنع عليها الإحاطة بالمصالح والمفاسد غير المتناهية، فلا يمكن لها استكشاف حكم الله بمجرد ملاحظة مصلحة أو مفسدة في مورده.
نعم لو ورد في النص المأثور تعليل للحكم وكانت العلة عامة شاملة لغير مورد النص، كان دليلاً على عدم اختصاص الحكم بمورد النص، وشموله لما وجدت فيه علته.
والذي أوقعهم في البدعة في أحكام الشريعة هو إعراضهم عن الطريقة التي عينها رسول الله صلى الله عليه وآله للمسلمين لتلقي أحكام الاسلام، بقوله المشهور المتواتر (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما) فجعل أهل بيته حجة عليهم ككتاب الله تعالى، وبين أن علم الشريعة مودع عندهم فقال (نا مدينة العلم وعلي بابها) وقال علي عليه السلام (علمني رسول الله ألف باب من العلم ينفتح من كل باب ألف باب) وأودعها علي عند الأئمة المعصومين، وورثوها واحداً بعد واحد سلام الله عليهم أجمعين.

تراب البقيع
30-03-2009, 05:18 AM
الشبهة الحادية والعشرون: حول الجمع بين الصلاتين
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يجمعون الصلوات الخمس في ثلاثة أوقات، فيجمعون بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، مع أن سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها الخمسة.
الجواب
ثبت عند الجميع أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد جمع بين صلاتي الظهر والعصر من غير خوف ولا سفر، ففي جامع الأصول ج 6 ص 459 نقلاً عن صحيح مسلم قال (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعاً من غير خوف ولا سفر) زاد في رواية وقال أبو الزبير (ت سعيداً لم فعل ذلك ؟ فقال: سألت ابن عباس عما سألتني فقال: أراد أن لا يحرج أمته) وفي أخرى نحوه وقال (في غير خوف ولا مطر)
وقد ثبت عندنا من أحاديث أهل البيت عليهم السلام أنه إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الفريضتين معاً إلا أن هذه قبل هذه، وإذا دخل المغرب فقد دخل وقت الفريضتين معاً إلا أن هذه قبل هذه.
وإذا كان الله تعالى قد أجاز الجمع وأن رسوله قد جمع بغير عذر ليخفف على أمته، فهل يجب على المسلمين أن يشددوا على أنفسهم ويوجبوا التفريق حتى تفوتهم صلاة العصر والعشاء، كما يتفق ذلك لبعض عوام السنة بل وبعض علمائهم!

تراب البقيع
30-03-2009, 05:19 AM
الشبهة الثانية والعشرون: حول زواج المتعة
يشكل بعضهم على الشيعة بأنهم يحللون زواج المتعة، مع أنه حكم منسوخ.
الجواب
نزل القرآن بجواز نكاح المتعة، قال الله تعالى (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة) النساء ـ 24
ولم تنزل آية أخرى تنسخها، ولا ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله نسخها. ففي جامع الأصول ـ ج 12 ص 135 ح 8953: في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال (كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، حتى نهى عنه عمر في شأن عمرو بن حريث) أخرجه.
وقال في ج 3 ص 465 حديث 1406: في صحيح مسلم والنسائي في رواية أخرى قال أبوذر (ا تصلح المتعتان إلا لنا خاصة، يعني متعة النساء ومتعة الحج)
قال الرازي في تفسيره ـ ج 10 ص 25 (الحجه الثالثة لجواز المتعة ما روي أن عمر رضي الله عنه قال على المنبر: متعتان كانتا مشروعتين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أنهى عنهما: متعة الحج، ومتعة النكاح).
وهذا منه تنصيص على أن متعة النكاح كانت موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقوله (وأنا أنهى عنهما) يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما نسخه، وإنما عمر هو الذي نسخه. وإذا ثبت هذا فنقول: هذا الكلام يدل على أن حل المتعة كان ثابتاً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه عليه السلام ما نسخه، وأنه ليس ناسخ إلا نسخ عمر، وإذا ثبت هذا وجب أن لا يصير منسوخاً، لأن ما كان ثابتاً في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وما نسخه الرسول، يمتنع أن يصير منسوخاً بنسخ عمر، وهذا هو الحجة التي احتج بها عمران بن الحصين حيث قال: إن الله أنزل في المتعة آية وما نسخها بآية أخرى، وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمتعة وما نهانا عنها، ثم قال رجل برأيه ما شاء، يريد أن عمر نهى عنها. فهذا جملة وجوه القائلين بجواز المتعة انتهى).

تراب البقيع
30-03-2009, 05:19 AM
الشبهة الثالثة والعشرون: حول نشأة مذهب الشيعة
يفتري بعضهم على الشيعة بأن مذهب التشيع مستحدث، وأنه نشأ بتأثير الفرس المجوس واليهود.
الجواب
ليس التشيع لعلي عليه السلام مستحدثاً ولا الشيعة فرقة مستحدثة، بل قد ورد ذكر فضلهم بعنوان (شيعة علي) في الأحاديث المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وآله في كتب إخواننا السنة.
ونكتفي هنا بذكر ما أوردنا من أحاديثهم في (وسوعة المحاسن والمساوي في الاسلام) فقد روى ابن حجر في الصواعق المحرقة ـ ص 96 طبع مصر، قال: أخرج الديلمي، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يا علي إن الله غفر لك، ولذريتك وولدك، ولأهلك، ولشيعتك، فأبشر فإنك الأنزع البطين) .
ورواه ابن المغازلي في المناقب، والحمويني في فرائد السمطين، والمناوي في كنوز الحقايق ـ ص202، القندوزي في ينابيع المودة ـ ص 270 أبوبكر بن شهاب في رشفة الصادي ص 81 طبع مصر وغيرهم.
وروى أيضاً من طريق الديلمي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (يا علي أنت وشيعتك تردون عليَّ الحوض رواة مرويين مبيضة وجوههم، وإن أعدائكم يردون عليَّ الحوض ظماء مقمحين) رواه المناوي في كنوز الحقائق ـ ص 203 طبع بولاق، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة ـ ص 182 طبع مصر، ورواه محمد صالح الترمذي في المناقب المرتضوية ـ ص 101 طبع بمبئي.
وروى الديلمي في فردوس الأخبار، عن أم سلمة رضي الله عنهاقالت: قال رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم (علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة) . ورواه المناوي في كنوز الحقائق ـ ص 98 والقندوزي في ينابيـع المودة ـ ص 180 و 237
طبع اسلامبول.
وروى سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ـ ص 59، عن أبي سعيد الخدري قال: نظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي بن أبيطالب فقال (هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة).
وروى الخطيب الخوارزمي في المناقب ـ ص 178 قال: وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان، أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني إجازة، عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري رضي الله عنه وأرضاه، في داره بإصبهان في سكة الخور، أخبرني الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه بن فورك الأصبهاني، حدثني أحمد بن محمد بن السري، حدثني المنذر ابن محمد بن المنذر، حدثني أبي، حدثني عمي الحسين بن سعد، عن أبيه عن إسماعيل بن زياد البزاز، عن إبراهيم بن مهاجر، حدثني يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علي عليه السلام قال: سمعت علياً عليه السلام يقول (حدثني رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، وأنا مسنده إلى صدري فقال: أي على ألم تسمع قول الله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية، أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غراً محجلين) ورواه السيوطي في الدر المنثور ـ ج 6 ص 379 طبع مصر.
وروى الخطيب البغدادي في كتابه موضح أوهام الجمع والتفريق ـ ج 1 ص 43 طبع حيدرآباد الدكن، قال: ثم أخبرني أبوالحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر، أخبرنا علي بن عمر الدار قطني، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الحافظ، حدثنا أحمد بن حازم، حدثنا سهل بن عامر، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن أبي الحجاف، عن محمد بن عمرو بن الحسن، عن زينب، عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال لعلي (يا أبا الحسن أما إنك وشيعتك في الجنة).
وروى الهيثمي في مجمع الزوائد ـ ج10 ص 21 طبع مصر قال (روى عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندي، فقعدت إليه فاطمة ليلة ومعها علي، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأسه إليها فقال (بشر يا علي أنت وشيعتك في الجنة).
وروى في ج 9 ص 173 عن أبي هريرة في حديث قال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم لعلي (أنت معي وشيعتك في الجنة) . ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ـ ج 12 ص 289 طبع مصر.
وروى ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) ص 293 ح 335 قال: أخبرنا القاضي أبو جعفر محمد بن إسماعيل العلوي، حدثنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن عثمان المزني الحافظ المقلب بابن السقاء، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن علي الرازي، حدثنا علي بن الحسن بن عبيد الرازي، حدثنا اسماعيل بن أبان الأزدي، عن عمرو بن حريث، عن داود بن سليك، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا لاحساب عليهم، ثم التفت إلى علي، فقال: هم من شيعتك وأنت إمامهم) ورواه الخوارزمي في مناقبه ـ ص 229. ابن حسنويه الموصلي في در بحر المناقب ـ ص 119 والقندوزي في ينابيع المودة ـ ص 124.
يضاف إلى هذه الأحاديث الواقع التاريخي الذي تشهد به مصادر السنة والتاريخ، وتصرح بأن التشيع لعلي عليه السلام نشأ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله مباشرةً حيث اغتنم القوم فرصة اشتغال علي وأهل البيت بخبازة النبي صلى الله عليه وآله ودبروا بيعة أبي بكر على رغم وصايا النبي المشددة وأخذه البيعة له منهم في غدير خم، فسبب ذلك احتجاج علي ومن شايعه وامتناعهم عن بيعة أبي بكر، وكان هجوم عمر على دار فاطمة لإحراقها، وغير ذلك من الحوادث، فعرف الذين ناصروا علياً عليه السلام وأطاعوا الرسول فيه وفي أهل بيته باسم (شيعة علي) وعرف مذهبهم باسم (ذهب الشيعة) ولم يكن فيهم لا يهود ولا مجوس، بل كانوا مضطهدين من السلطة وكان اليهود والنصارى محبوبين عند السلطة، حتى سمحت لكعب الأحبار، وأمثاله رسمياً بالجلوس في مسجد النبي وتحديث الناس بالإسرائيليات وسمحت للقصاص أن يجلسوا في المساجد ويرووا للمسلمين قصص اليهود والنصارى وقصص الجاهلية، وشجعت شعراء الغزل والخمريات والمدح والهجاء، وفي نفس الوقت منعت أهل البيت وغيرهم من نشر الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله! معتذرة بخوفها أن يختلط الحديث بآيات القرآن ! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.