~,,اللهم صل ع محمد وآل محمد وعجل فرجهم قريباا,,~
س / ما وجه اختياركم لهذا الموضوع -خصوصاً مع كونه مصدر قلق ورعب عند الكثير من الناس-
وهل تعتقدون أن الجهل بالمستقبل، هو منشأ أساسي لهذا الحالة؟..
لا شك بأن تعبير الموت، وما يتعلق به: من المغتسل، والتكفين، والتجهيز.. من المواضيع التي تورث حالة من
حالات الخوف والقلق.. حتى أن البعض لا يقصد المقبرة أبداً؛ لأن هذا يذكره بما ينغص لذته!.. والحال بأن
الموت هو النهاية الطبيعية، التي سوف نواجهها شئنا أم أبينا.. وقد قال الصادق (علية السلآم ):(لم يخلق الله عزّ وجلّ
يقيناً لا شكّ فيه، أشبه بشكٍ لا يقين فيه من الموت)؛أي يقين فيه كثير من الشك، إذ أن أغلب الناس تأخذهم
الغفلة في هذه الحياة عن الاستعداد للآخرة، فمن ذا الذي لا يخشى ملك الموت، وينظر إليه على أنه رسول
الله، جاء لينقله من عالم الضيق والوحشة، إلى عالم رحب فسيح؟!.. وفي روايات أهل البيت (عليهم السلآم )
تشبه الحياة والموت بالولادة: حيث الجنين في بطن أمه، يعيش محصوراً في ظلمات ثلاث لمدة محدودة، ثم لا يلبث
أن يتحرر ويخرج إلى عالم أرحب.. فالذي ينتقل من هذه النشأة، يتذكر ضيق الدنيا وتفاهتها.. ومع أن
القرآن الكريم يعبر عن الدنيا باللهو واللعب، غير أنها مزرعة المستثمرين، الذين يجعلونها وسيلة لا هدفاً بحد
ذاته.. فالذي يعتقد بأن الموت هو النهاية، أو هو عبارة عن العدم والفناء؛ لا شك في أنه سيخاف وينفر من
الموت.. أما المؤمن؛ فإن الموت بالنسبة له بداية لحياة خالدة، لا تقاس نعيماً بالدنيا وما فيها من المتاع.. ومن
هنا قيل:بأن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر؛قياساً لما سيواجهه .
ومن الطبيعي أن الإنسان يحب البقاء في المكان الآمن، فهو إذا ما أوشك على سفر إلى بلدة ما، وعلم بأنه
مكان مجهول، ومن الممكن أن تكتنفه المخاطر والأعداء؛ فقطعاً سيستنكف عن هذا السفر.. وقد
ورد في بعض الروايات -ما مضمونه-: بأن الإنسان عندما يموت ينتقل إلى الآخرة بآخر ما كان مشغولاً به،
فالإنسان المتعلق قلبه -مثلا- ببناء منزل، وكل همه وغمه أن ينجزه؛ فإنه عندما يموت، يذهب للآخرة بهذا
الهم الذي كان في جوفه.. فإذن، إن الجهل بعواقب الموت، وعدم المعرفة لما
سيؤول إليه أمره من بواعث الخوف.
قيل للإمام محمد بن علي الجواد (علية السلآم ): ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت؟.. قال:لأنهم جهلوه
فكرهوه، ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله عزّ وجلّ لأحبّوه، ولعلموا أنّ الآخرة خيرٌ
لهم من الدنيا ،ثم قال (علية السلآم ):
يا أبا عبد الله!.. ما بال الصبي والمجنون يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي للألم
عنه؟.. قال: لجهلهم بنفع الدواء.
قال: والذي بعث محمداً بالحقّ نبياً!.. إنّ مَن استعدّ للموت حقّ الاستعداد، فهو أنفع له من هذا الدواء لهذا
المتعالج.. أما إنهم لو عرفوا ما يؤدّي إليه الموت من النعيم؛ لاستدعوه وأحبّوه أشدّ ما يستدعي
العاقل الحازم الدواء لدفع الآفات واجتلاب السلامة.
وسئل الحسن (علية السلآم ): ما الموت الذي جهلوه؟.. قال:أعظم سرورٍ يرد على المؤمنين، إذا نُقلوا عن
دار النكد إلى نعيم الأبد!.. وأعظم ثبورٍ يرد على الكافرين، إذا نُقلوا عن
جنّتهم إلى نار لا تبيد ولا تنفد!..
"عاشقة النور"
س / ما وجه اختياركم لهذا الموضوع -خصوصاً مع كونه مصدر قلق ورعب عند الكثير من الناس-
وهل تعتقدون أن الجهل بالمستقبل، هو منشأ أساسي لهذا الحالة؟..
لا شك بأن تعبير الموت، وما يتعلق به: من المغتسل، والتكفين، والتجهيز.. من المواضيع التي تورث حالة من
حالات الخوف والقلق.. حتى أن البعض لا يقصد المقبرة أبداً؛ لأن هذا يذكره بما ينغص لذته!.. والحال بأن
الموت هو النهاية الطبيعية، التي سوف نواجهها شئنا أم أبينا.. وقد قال الصادق (علية السلآم ):(لم يخلق الله عزّ وجلّ
يقيناً لا شكّ فيه، أشبه بشكٍ لا يقين فيه من الموت)؛أي يقين فيه كثير من الشك، إذ أن أغلب الناس تأخذهم
الغفلة في هذه الحياة عن الاستعداد للآخرة، فمن ذا الذي لا يخشى ملك الموت، وينظر إليه على أنه رسول
الله، جاء لينقله من عالم الضيق والوحشة، إلى عالم رحب فسيح؟!.. وفي روايات أهل البيت (عليهم السلآم )
تشبه الحياة والموت بالولادة: حيث الجنين في بطن أمه، يعيش محصوراً في ظلمات ثلاث لمدة محدودة، ثم لا يلبث
أن يتحرر ويخرج إلى عالم أرحب.. فالذي ينتقل من هذه النشأة، يتذكر ضيق الدنيا وتفاهتها.. ومع أن
القرآن الكريم يعبر عن الدنيا باللهو واللعب، غير أنها مزرعة المستثمرين، الذين يجعلونها وسيلة لا هدفاً بحد
ذاته.. فالذي يعتقد بأن الموت هو النهاية، أو هو عبارة عن العدم والفناء؛ لا شك في أنه سيخاف وينفر من
الموت.. أما المؤمن؛ فإن الموت بالنسبة له بداية لحياة خالدة، لا تقاس نعيماً بالدنيا وما فيها من المتاع.. ومن
هنا قيل:بأن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر؛قياساً لما سيواجهه .
ومن الطبيعي أن الإنسان يحب البقاء في المكان الآمن، فهو إذا ما أوشك على سفر إلى بلدة ما، وعلم بأنه
مكان مجهول، ومن الممكن أن تكتنفه المخاطر والأعداء؛ فقطعاً سيستنكف عن هذا السفر.. وقد
ورد في بعض الروايات -ما مضمونه-: بأن الإنسان عندما يموت ينتقل إلى الآخرة بآخر ما كان مشغولاً به،
فالإنسان المتعلق قلبه -مثلا- ببناء منزل، وكل همه وغمه أن ينجزه؛ فإنه عندما يموت، يذهب للآخرة بهذا
الهم الذي كان في جوفه.. فإذن، إن الجهل بعواقب الموت، وعدم المعرفة لما
سيؤول إليه أمره من بواعث الخوف.
قيل للإمام محمد بن علي الجواد (علية السلآم ): ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت؟.. قال:لأنهم جهلوه
فكرهوه، ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله عزّ وجلّ لأحبّوه، ولعلموا أنّ الآخرة خيرٌ
لهم من الدنيا ،ثم قال (علية السلآم ):
يا أبا عبد الله!.. ما بال الصبي والمجنون يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي للألم
عنه؟.. قال: لجهلهم بنفع الدواء.
قال: والذي بعث محمداً بالحقّ نبياً!.. إنّ مَن استعدّ للموت حقّ الاستعداد، فهو أنفع له من هذا الدواء لهذا
المتعالج.. أما إنهم لو عرفوا ما يؤدّي إليه الموت من النعيم؛ لاستدعوه وأحبّوه أشدّ ما يستدعي
العاقل الحازم الدواء لدفع الآفات واجتلاب السلامة.
وسئل الحسن (علية السلآم ): ما الموت الذي جهلوه؟.. قال:أعظم سرورٍ يرد على المؤمنين، إذا نُقلوا عن
دار النكد إلى نعيم الأبد!.. وأعظم ثبورٍ يرد على الكافرين، إذا نُقلوا عن
جنّتهم إلى نار لا تبيد ولا تنفد!..
"عاشقة النور"
تعليق