الامال الطويلة عند الانسان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    الامال الطويلة عند الانسان

    الآمال الطويلة عند الإنسان..
    قال الإمام علي ( عليه السلام ) لرجل سأله موعظة : ( لا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير العمل ، ويرجو التوبة بطول الأمل ، يقول في الدنيا بقول الزاهدين ، ويعمل فيها بعمل الراغبين ، إن أُعطي منها لم يشبع ، وإن منع لم يقنع ، يعجز عن شكر ما أوتي ، ويبتغي الزيادة فيما بقي ، وينهى ولا ينتهي ، ويأمر بما لا يأتي ، يحب الصالحين ولا يعمل عملهم ، ويبغض المذنبين وهو أحدهم ، يكره الموت لكثرة ذنوبه ، ويقيم على ما يكره الموت من أجله ، إن سقم ظل نادماً ، وإن صحّ أمن لاهياً ، يعجب بنفسه إذا عوفي ويقنط إذا ابتلي ، إن أصابه بلاء دعا مضطرّاً ، وإن ناله رخاء أعرض مغتراً .
    تغلبه نفسه على ما يظن ، ولا يغلبها على ما يستيقن ، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه ، ويرجو لنفسه بأكثر من عمله ، إن استغنى بطر وفتن ، وإن افتقر قنط ووهن ، يقصر إذا عمل ، ويبالغ إذا سأل ، إن أعرضت له شهوة أسلف المعصية وسوّف التوبة ، وإن عرته محنة انفرج عن شرائط الملّة ، يصف العبرة ولا يعتبر ، ويبالغ في الموعظة ولا يتّعظ ، فهو بالقول والغرم مغنماً ، يخشى الموت ولا يبادر الفوت
    يستعظم من معصية غيره ما يستقل أكثر منه في نفسه ، ويستكثر من طاعته ما يحقره من طاعة غيره ، فهو على الناس طاعن ولنفسه مداهن ، اللهو مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء ، يحكم على غيره لنفسه ولا يحكم عليها لغيره ، يرشد غيره ويغوي نفسه ، فهو يطاع ويعصي ، ويستوفي ولا يوفي، يخشى الخلق في غير ربّه ولا يخشى ربّه في خلقه ) .
    لقد بيّن الإمام علي ( عليه السلام ) المسافة التي تفصل الخيال والأماني مع العمل ، بعبارات عميقة تتغلغل في طيّات النفس ، وتعرف الإنسان ما يعمل في باطنه من أفكار ؛ إذ ينبغي على الإنسان أن لا تخدعه الأماني الطيّبة ، أي لا يكتفي بها معتبراً نفسه إنساناً طيّباً ، وأن يبادر إلى العمل الصالح ، فهو وحده الذي يجعله من زمرة الطيبين .
    وقد جاء في القرآن الكريم : ( لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ) ، ذلك أنّ أساس سعادة البشر هو في العمل والمثابرة ، العالم عالم حركة ونشاط ، فلا توجد قطرة أو ذرّة دون عمل ، فالسحب والرياح والضباب والشمس والأفلاك وكل شيء آخر في هذا الوجود هو في حركة ودوران ، والإنسان شأنه شأن الموجودات الأخرى في حالة حركة ، وإذن فعليه أن يتحرّك في المدار المنشود لكي يصل إلى سعادته .
    عادة ما يكون الأفراد الذين يمتازون بالروح العالية والنشاط الدائم أقل إبتلاء من غيرهم بالأماني البعيدة والخيالات الغارقة في الأوهام ، ذلك أنّهم يفكّرون تفكيراً عملياً ومنطقياً ، ويتمنّون أماني معقولة تدور في فلك حياتهم ، فلا يحلقون بأجنحة من الخيال والوهم ؛ غير أنّ الأفراد الذين يعانون من أمراض نفسية والمصابين بالخمور والمسلوبي الهمّة والإرادة يكتفون بركوب سفن الخيال التي تبحر بهم بعيداً في عالم الوهم حيث لا عمل ولا نشاط .
    وهذا ما عبّر عنه الدين الحنيف بطول الأمل الذي يعاني منه الكثير من الناس ، إضافة إلى معاناتهم من كثرة التشكيك والكلام الذي لا طائل من ورائه ، من غير أن يفكّر بالمبادرة إلى إصلاح نفسه ، وإنقاذها من مستنقع الوهم
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    #2
    أحسنتِ اختي العزيزه
    جزاكِ الله خير الجزاء

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • الـدمـع حـبـر العـيـون
        • Apr 2011
        • 21803

        #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
        مشكوره على الموضواع الرئع والجميل
        في ميزان اعمالك ان شاء الله موفقين
        تحياتي

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5

          تعليق

          يعمل...
          X