حقيقة الطاعة وسرها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار

    • Oct 2011
    • 21333

    حقيقة الطاعة وسرها


    حقيقة الطاعة وسرها
    حقيقة الطاعة والتقوى
    والطاعة: هي الخضوع للّه عز وجل، وامتثال أوامره ونواهيه.

    والتقوى: من الوقاية، وهي صيانة النفس عما يضرها في الآخرة، وقصرها على ما ينفعها فيها.

    وهكذا تواترت أحاديث أهل البيت عليهم السلام حاثة ومرغبةً على طاعة اللّه تعالى وتقواه، ومحذّرة من عصيانه ومخالفته.

    قال الامام الحسن الزكي عليه السلام في موعظته الشهيرة لجنادة: "إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، وأعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، وإذا أردت عزاً بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان، فاخرج من ذلّ معصية اللّه إلى عز طاعة اللّه عز وجل".

    وقال الصادق عليه السلام: "إصبروا على طاعة اللّه، وتصبّروا عن معصية اللّه، فإنما الدنيا ساعة، فما مضى فلست تجد له سروراً ولا حزناً، وما لم يأت فلست تعرفه، فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها، فكأنك قد اغتبطت"7.

    وقال عليه السلام: "إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس، فيأتون باب الجنة فيضربونه، فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر. فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنّا نصبر على طاعة اللّه ونصبر عن معاصي اللّه. فيقول اللّه عز وجل: صدقوا، ادخلوهم الجنة، وهو قول اللّه عز وجل: ﴿إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾(الزمر:10) 8.

    وقال الباقر عليه السلام: "اذا أردت أن تعلم أن فيك خيراً، فانظر الى قلبك، فان كان يحب أهل طاعة اللّه عز وجل ويبغض أهل معصيته ففيك خير، واللّه يحبك. وإن كان يبغض أهل طاعة اللّه، ويحبّ أهل معصيته فليس فيك خير، واللّه يبغضك، والمرء مع من أحب"9.

    وقال عليه السلام: ما عرف اللّه من عصاه، وأنشد:

    تعصي الاله وأنت تظهر حبّه هذا لعمرك في الفعال بديع
    لو كان حبك صادقاً لأطعته إنّ المحب لمن أحبّ مطيع

    وعن الحسن بن موسى الوّشا البغدادي قال: كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا عليه السلام في مجلسه، وزيد بن موسى حاضر، وقد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول نحن ونحن، وأبو الحسن مقبل على قوم يحدّثهم، فسمع مقالة زيد، فالتفت اليه. فقال: يا زيد، أغرّك قول بقالي الكوفة إنّ فاطمة أحصنت فرجها، فحرّم اللّه ذريتها على النار، واللّه ما ذلك إلا للحسن والحسين، وولد بطنها خاصة، فأمّا أن يكون موسى بن جعفر يطيع اللّه، ويصوم نهاره، ويقوم ليله، وتعصيه أنت، ثم تجيئان يوم القيامة سواء، لأنت أعزّ على اللّه منه! إنّ علي بن الحسين كان يقول: "لمحسننا كفلان من الأجر، ولمسيئنا ضعفان من العذاب".

    قال الحسن بن الوشا: ثم التفت اليّ وقال: يا حسن، كيف تقرأون هذه الآية؟ ﴿وقال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح﴾(هود:46).

    فقلت: من الناس من يقرأ "عَمِل غير صالح" ومنهم من يقرأ "عَمَل غير صالح" نفاه عن أبيه.

    فقال عليه السلام: "كلا لقد كان ابنه، ولكن لمّا عصى اللّه عز وجل، نفاه اللّه عن أبيه، كذا من كان منّا ولم يطع اللّه فليس منا، وأنت إذا أطعت اللّه فأنت منّا أهل البيت" 10.

    وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله على الصفا، فقال: "يابني هاشم، يابني عبد المطلب، إني رسول اللّه اليكم، وإنّي شفيق عليكم، وإن لي عملي، ولكل رجل منكم عمله، لا تقولوا إن محمداً منا وسندخل مدخله، فلا واللّه ما أوليائي منكم ولا من غيركم، يا بني عبد المطلب إلا المتّقون، ألا فلا أعرفكم يوم القيامة تأتون تحملون الدنيا على ظهوركم، ويأتى الناس يحملون الآخرة، ألا إنّي قد أعذرت اليكم فيما بيني وبينكم، وفيما بيني وبين اللّه تعالى فيكم" 11.

    وعن جابر قال: قال الباقر عليه السلام: "
    يا جابر أيكتفي من إنتحل التشيع، أن يقول بحبنا أهل البيت؟! فواللّه ما شيعتنا إلا من اتقى اللّه وأطاعه - الى أن قال: فاتقوا اللّه واعملوا لما عند اللّه، ليس بين اللّه وبين أحد قرابة، أحبّ العباد الى اللّه تعالى وأكرمهم عليه أتقاهم، وأعملهم بطاعته.

    يا جابر، واللّه ما يتقرب الى اللّه إلا بالطاعة، ما معنى براءة من النار، ولا على اللّه لأحد من حجة، من كان للّه مطيعاً فهو لنا وليّ، ومن كان للّه عاصياً فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع"12.

    وعن المفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فذكرنا الأعمال، فقلت أنا: ما أضعف عملي. فقال: "مه؟!إستغفر اللّه. ثم قال: إن قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى. قلت: كيف يكون كثير بلا تقوى؟ قال: نعم، مثل الرجل يطعم طعامه، ويرفق جيرانه، ويوطئ رحله، فاذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه، فهذا العمل بلا تقوى. ويكون الآخر ليس عنده شيء، فاذا ارتفع له الباب من الحرام لم يدخل فيه"13.

    قال الشاعر:

    ليس من يقطع طريقاً بطلا إنما من يتق اللّه البطل

    فاتق اللّه فتقوى اللّه ما جاورت قلب امرئ إلا وصل

    * أخلاق أهل البيت عليهم السلام، السيد محمد مهدي الصدر، دار الكتاب الإسلامي، ص: 1
    83
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 47132

    #2
    أحسنتِ اختي الكريمه
    جزاكِ الله خيرا

    تعليق

    • دمعة الكرار

      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • ضياء الحسين

        • Dec 2011
        • 442

        #4
        اللهم صل على محمد وآل محمد

        بــــارك الله فيـــك خيتــــوو

        والله يجعل هالطرح في ميزآن اعمــــالــــك

        موفقه خيتووو:65:

        تعليق

        • دمعة الكرار

          • Oct 2011
          • 21333

          #5

          تعليق

          • عاشقة النور

            • Jan 2009
            • 8942

            #6
            ربي يعطيكِ الصحة والعآفيه
            وجزآكِ الله الجنة

            "عاشقة النور"

            تعليق

            • دمعة الكرار

              • Oct 2011
              • 21333

              #7
              الله يعطيكي العافية أختي العزيزة على
              المرورالطيب تقبلي تحياتي

              تعليق

              يعمل...
              X