المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جرحُ فاطمة عليها السلام


دمعة الكرار
13-01-2012, 02:09 AM
قال نبي الرحمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " " فاطمة بضعة مني ، فمن أغضبها أغضبني " [1]
وقال ( صلى الله عليه و آله ) : " يا فاطمة إنّ اللّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك " [2]

في هذه الكلمات تتضح لنا عدة نتائج واضحة ومهمة , وهي كالتالي :



البضعة هي البضعة

1- قوله (صلى الله عليه وآله ) " فاطمة بضعة " حيث إن البضعة هي القطعة , وبهذا يريد الإشارة لكون الصديقة الزهراء ( عليها السلام ) قطعة منه , وهذا أمر طبيعي من الناحية الأولية فكل والدين يريان أن الأبناء قطعٌ منهما , وقد قال أحد الشعراء :
إنما أولادنا أكبادنا () تمشي على الأرضِ
لذا ينبئ كأي أب حنون على ابنته ويغدق عليها معاني الحب والرحمة والشفقة , ومن ناحية أخرى أراد تجسيد كمالات ومقامات النبوة والإنسانية في شخص فاطمة الزهراء ( عليها الصلاة والسلام ) باعتبارها جزء لا يتجزأ من النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) وفرعٌ من الأصل , وهي بهذه المكانة تحتلُ مساحة عظيمة في جسد الإسلام ومقامًا كبيرا في القران الكريم , ولطفًا من الألطاف والرحمات الربانية على كافة المؤمنين والمؤمنات , وتتجلى هذه الرحمة عند قوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) [3] للنبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ليعطي الصديقة الطاهرة ( عليها السلام ) نفس المعنى فهي رحمة على المسلمين , وقد ذكرت أسماء بنت عميس ( رضي الله عنها ) قالت : فرأيتها رافعة يديها إلى السماء، وهي تقول: اللّهمّ إنّي أسألك بمحمّد المصطفى وشوقه إليّ، وببعلي عليّ المرتضى، وحزنه عليّ، وبالحسن المجتبى وبكائه عليّ، وبالحسين الشهيد وكآبته عليّ، وببناتي الفاطميّات وتحسّرهنّ عليّ، أن ترحم وتغفر للعصاة من أُمّة محمّد، وتدخلهم الجنّة، إنّك أكرم المسؤولين وأرحم الراحمين. [4]
مما يؤكد حبها ورأفتها وشفقتها على الأمة بوجه عام والموالين بوجه خاص .



العنصر النفسي والذات

2- قوله (صلى الله عليه وآله ) " فاطمة بضعة مني " وفي كلمته ( صلى الله عليه وآله ) :" مني " ليؤكد مقامها وفضلها وشرفها وعظمتها وكمالها وجلالها من جهة , وليعطيها ذاتيةَ تحصرها دون غيرها فيه ( صلى الله عليه وآله ) ليكتمل بهذا المعنى إيماننا بأفضلية الزهراء ( عليها السلام ) على نساء العالمين من الأولين والآخرين , حيث استمدت هذه الأفضلية من أبيها , وعضّد الله تعالى ذلك في آية المباهلة :" ونساءنا " في كونها ممثلة لكل نساء العالمين الأولين والآخرين كما أنه ممثلٌ للعالم بأجمعه , ولو راجعنا كتب التاريخ لوجدناه ( صلى الله عليه وآله ) اشار للطاهرين بهذا الخصوص , ومنها على سبيل المثال :
() الإمام علي ( عليه السلام ) - ورواه أحمد بن حنبل أيضا عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وآله وزاد فيه : ان عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدى [5]
()وفي الأمامين الطاهرين الحسن والحسين ( عليهما السلام فقد روى بسنده عن يعلى بن مرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : حسين مني و أنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً حسين سبط من الأسباط .".[6]
وعن سلمان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم يقول : الحسن و الحسين ابناي ، من أحبهما أحبَّني ، و من أحبني أحبه الله ، و من أحبه الله أدخله الجنة ، و من أبغضهما أبغضني ، و من أبغضني أبغضه الله ، و من أبغضه الله أدخله النار .[7]
قال : هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين .

ففيما سبق يتضح أن أهل آية التطهير ومنْ اختصهم الله بفضله وكرامته لهم ما للرسول ( صلى الله عليه وآله ) لهم ذاتية الحصر دون غيرهم حتى ينفردوا بالمقام الطاهر والمكانة السامية للقيام بدور الإمامة والوصاية والولاية في الأرض , ولا يقوم بهذا إلا من هيأه الله وأهلَه لاستلام هذا المنصب العظيم , ولا يكون ذلك إلا لمن يحمل عناصر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) النفسية وخصائصه في الولاية ..عدا النبوة فهو خاتم النبيين والمرسلين ( صلوات الله وسلامه عليه ).
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ حَبيبَةِ حَبيبِكَ وَ نَبِيِّكَ ، وَ اُمِّ اَحِبّائِكَ وَ اَصْفِيائِكَ ، الَّتِي انْتَجَبْتَها وَ فَضَّلْتَها وَ اخْتَرْتَها عَلى نِساءِ الْعالَمينَ ، اَللّـهُمَّ كُنِ الطّالِبَ لَها مِمَّنْ ظَلَمَها وَ اسْتَخَفَّ بِحَقِّها ، وَ كُنِ الثّائِرَ اَللّـهُمَّ بِدَمِ اَوْلادِها ، اَللّـهُمَّ وَ كَما جَعَلْتَها اُمَّ اَئِمَّةِ الْهُدى ، وَ حَليلَةَ صاحِبِ اللِّواءِ ، وَ الْكَريمَةَ عِنْدَ الْمَلاَءِ الاَْعْلى ، فَصَلِّ عَلَيْها وَ عَلى اُمِّها صَلاةً تُكْرِمُ بِها وَ جْهَ أبيها مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ تُقِرُّ بِها اَعْيُنَ ذُرِّيَّتِها ، وَ اَبْلِغْهُمْ عَنّي في هذِهِ السّاعَةِ اَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَ السَّلامِ.



[1] صحيح البخاري 4 / 210 .
[2] مستدرك الحاكم : 3 / 154 ، و مجمع الزوائد : 9 / 203 .
[3] سورة الأنبياء — 107 .
[4] وفاة فاطمة (عليها السّلام) للبلادي البحراني
[5] أحمد بن حنبل في المناقب على ما في احقاق الحق : 5 / 293 ، والترمذي في صحيحه : 13 / 164 .
[6] صحيح الترمذي : 2 / 307 ، في مناقب الحسن و الحسين عليهما السلام
[7] مستدرك الصحيحين : 3 / 166 .

حبي محمد واله
13-01-2012, 05:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل ع محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام على مكسورة الاضلاع مخفية القبر
فاطمة الزهرااء

{كلنا فداكـ يا محمد }
بُورك طرحكِ
و لاعدمنا هذا التواجد النير
ووفقكـ الباري ورعاكـ

دمعة الكرار
13-01-2012, 05:16 PM
http://im16.gulfup.com/2012-01-13/1326462259389.gif (http://www.gulfup.com/show/X8nrmckxedzwgk)

عأشق أبوفأضل
14-01-2012, 12:07 PM
بارك الله فيك

احسنت ووفقك الله

محب الرسول
14-01-2012, 03:45 PM
بارك الله بك
في ميزان اعمالك
جزاك الله كل خير

عاشقة النور
14-01-2012, 08:19 PM
اسأل الله ان يجعله في ميزان أعمالك
بنتظآر جديد

"عاشقة النور"

دمعة الكرار
14-01-2012, 11:47 PM
http://im14.gulfup.com/2012-01-14/1326573557896.gif (http://www.gulfup.com/show/X34mcbtdllvnb)