ند حوالي ساعتان وأنا أتقلب على فراشي وأحاول أن أغفو
ولو قليلا لاكن تأبى عيني عن النوم و أشعر بأن
دقائق الساعةتدور بحركة بطيئة ؟وأن الزمن يكاد يتوقف .وأن صباح الغد بعيدجدا .فجلست ورفعت يدي الى السماء وقلت
يارب أعني وأجبر بخاطري ويسر أموري وأرزقني من فضلك
وكرمك يا أكرم الأكرمين .لقد تعودت أن أدعو بهذا الدعاء
الذي علمتني أياه امي اذا أقدمت على أمر معين
وقرأت بعض الأيات القرأنيةلتساعدني على تهدئة نفسي من القلق الذي يساورني فيما سيكون
الغد الذي أنتظره منذ سنين طويلة من المشقة والحرمان
وأكثر ما يشغل بالي تحقيق لأمي أملها بي وحلم الزمان .
وأخفف عنهابعض من قسوة الأيام و مازلت في هذا الحال حتى بذا صوت الأذان لبدء يوما جديد وأملا بأجمل الأيام
فنهضت من فراشي فوصل الى سمعي صوت أمي وهي تتمتم بالدعاء
والأستغفار كعادتها في كل يوم
فتوجهت اليها وخاطبتها مازحا بقولي
ان شاء الله لم تنسي من فضل دعواتك يا ام أحمد
فردت علي بأبتسامتها الملائكية وكيف أنساك
يا ثمرت عمري وحياتي
انني دعوت لك اليوم دعاء مخصوص يختلف
عن بقية الأيام
فسألتها وماهو هذا الدعاء؟
فأجابت والسرور بادئ على وجهها
لقد دعوت لك بأن يرزقك الله بزوجة صالحة
فقلت لها وأين أجد هذه المرأة !
يا أمي العزيزة؟
فقالت الله هو الذي يقسم الأرزاق وبيده يرزقك أمرأة تسر خاطرك فقلت لها
كلامك صحيح لاكن لدي شرط يصعب وجودها في أكثر النساء
فتغير وجه أمي وبدا عليه علامات الحيرة والقلق
خيرا أن شاء الله يا أستاذ أحمدوماهو هذا الشرط
فقلت لها أن تكون زوجتي تمتلك قلبا كاقلبك الأبيض وروحا
كاصفاء روحك فسكت وخجلت من نفسي ولم أستطع أن أكمل وأقول لها أن يكن لها وجه جميلا يشبه وجهك الذي لم أرى أحدا بجماله رغم معاناة الحياة
فردت علي بتواضعها المعروف وبساطتها
شرطك ليس صعبا ويوجد من هو أفضل مني
الأتخافين ياأمي أن هذه الزوجة تبعدني عنك فقالت لا أنا
أعرفك أنك مثل الذهب الأصيل الذي لايغيره الزمان لأنك مثل
والدك رحمه الله فرددت معها يرحمه الله .
بعدها سألتها ها يا أم أحمد ماذا تريدين هديتك بعد أن يمن الله علي من رزقه وفضله وأستلم الوضيفة ؟
فردت علي لا أريد شيئا سوى أن أراك سعيداو موفقافي حياتك
وأنا يا حبيبي لا ينقصني شيئ لتهديني أياه
فشعرت لأول مرة بأن أمي غير صادقة في كلامها
لأنها محتاجة لكل شيئ حتى أن ملابسها تكاد تكون عديمة الأوان وعديمة الفائدة لأنها التي تقدم لنا كل ما نحتاج
على حساب نسيان نفسها والتضحية بكل طاقتهاو صحتها
من أجل توفير لقمة العيش لنا
بعد أن توفي والدي مند عشرين عام
نعم عشرين عاما مضت ومازلت أتذكر ذلك اليوم المشؤم
الذي قلب حياتي من السعادة الى الشقاءو
تفاصيل الحادث المؤلم الذي تعرضنا له جميعا عندما أصطدمت سيارتنا بشاحنة كان سائقها أحد الأسيوين السكارة
وأخر شيئ أتذكره صوت أبي وهو يأمرنا بالنزول لأسفل الكرسي لحمايتنا من شدة الأصتدام .
ولما أفقت من نومي عرفت أنني كنت في غيبوبة دامت عشر أيام .وأن والدي العزيز توفاه الله
وأختي ترقد في المشفى ومصابة بشلل تام
والحمد لله أن والدتي حماها الله وأنجاها لتكون لنا أما وأبا
تتحمل صعوبة المسؤلية والجهدالبدني الكبير بأختي المريضة زهراء
وحاجتها للكثير من المال لتكملة العلاج
مما أضطر أمي أن تعمل ليل نهار لتوفر لنا مانحتاج
دون الحاجة لأي كان
والحمد لله أنني كنت طوال سنوات دراستي من أوائل الطلاب
ووفقني ربي للحصول على وضيفة با مميزات جدا رائعة .
والأن أن الأوان لأرد لأمي ولو قليلا من معروفهاعلي
وأخفف عنها بعض الشقاء بشيئ يسعدها ويدخل على قلبها
الفرح والسرور التي أفتقدتها من ذلك اليوم المشؤم
لكن ماذا أقدم لها ؟
فصار هذا الأمر يشغل فكري لعدة أيام
حتى ذلك اليوم عند مارجعت من الدوام قبل وقتي المعتاد
وعند ما دخلت البيت لم تشعر أمي بوجودي
لأنها مندمجة بكل مشاعرها وأحاسيسها الى النظر لتلك
الأفواج المتجها سيرا للأمام الحسين عليه السلام .
وكانت دموعها تنزل وتتنهد حسرات
ولما رأيتها بذاك الحال تركتهاو لم انطق بأي كلام .
وبعدعدة أيام أقبلت عليها وقبلت جبينها وأنا في غاية السعادة والأطمئنان لأنني توصلت لمرفة هدية تليق بها.
فسألتها أماه ماذا تتمنين في هذه الحياة؟
فأجابت كعادتها مع تنهيدة الم
أمنيتي أن أراك سعيدا وأن يمن الله على أختك زهراء بالصحةو العافية.
فقلت لها أنا أعرف كل هذا يا أمي
لكني أقصد أن تتمني شيئ لك أنت فقط
فقالت لا أتمنى شيئ غير الذي قلته لك
فلففت يداي لأحتضانها من جانب ضهرها
ولوحت لها ما بيدي لأريها هديتي لها
فقالت لي ماهذا يا أحمد ؟
قلت لها أنها تذكرة سفر لزيارة الامام
ولتكوني بعد أسبوع من ضمن قافلة الزوار
فأدارت وجهها الي وقالت لا ياحبيبي
كيف أذهب وأترك زهراء لا لا ثم لا
فقلت لها أنني معهاو لن أتركها وسوف أهتم
بكل حاجاتها كما تهتمين أنت بها.
فردت علي نعم أعرف حنانك عليها وأنك لم تقصر معها بشيئ
لكن من المستحيل أن أتركها وأسافر عنها
وبينما أنا وأمي نتجادل الكلام
لم ندرك بأن زهراء كانت تسمع لحديثنا
فجائت بكرسيها المتحرك بالقرب منا
فخيم علينا لحضت صمت ونحن ننظر ردت فعلها
فشعرت من نظراتها والدموع التي تحبسها
بأن هناك شيئ يكاد يتفجر بداخلها
فحاولت أن أبدى لها ببعض الكلمات وأبرر لها
ماتحتاجه أمنا من بعض التعويض على مافات
لكنها سارعت بالكلام بصوت يغلب عليه حشرجة
بالعبرات التي تكاد تخنق كلماتها
فقالت أماه لا ترفضي هدية أحمد أنها هبة من السماء
فلا تجعليني يا أمي أنا من يكون سبب في حرمانك منها
فردت عليها أمي لا يازهراء
أنت وأخوك أحمد بنسبة لي أجمل وأروع هبة من رب العالمين وأن شاء الله بعد أن تشفي سوف نذهب جميعا
لزيارة الحسين
فردت زهراء لا داعي للتأجيل يا أمي
فمسكت زهراء بكل قوتها على أطراف الكرسي المتحرك
وحاولت الوقوف فغمرتني الدهشة والتعجب ومشاعر يصعب وصفها
فصرخت أمي زهراااااء أنتي تقفين أنت تقفين يعني شفيتي يا زهراء نعم شفيتي فردت زهراء ودموعها تمتزج مع
دموع والدتي نعم يا أمي فمن أجلك ومن أجل الحسين
سوف أقف وأمشي وأذهب معك ليسجلنا الحسين من السائرين
فمدت أمي يداها الي وظمتني الى صدرها مع زهراء
و لم أتمالك دموعي من السقوط
ومن يومها تغير حالنا الى أحسن حال
وهاهي أمي الغالية تذهب كل عام لزيارة الحسين عليه السلام .
ونسألكم الدعاء لنا بالوصول و الزيارة
ولو قليلا لاكن تأبى عيني عن النوم و أشعر بأن
دقائق الساعةتدور بحركة بطيئة ؟وأن الزمن يكاد يتوقف .وأن صباح الغد بعيدجدا .فجلست ورفعت يدي الى السماء وقلت
يارب أعني وأجبر بخاطري ويسر أموري وأرزقني من فضلك
وكرمك يا أكرم الأكرمين .لقد تعودت أن أدعو بهذا الدعاء
الذي علمتني أياه امي اذا أقدمت على أمر معين
وقرأت بعض الأيات القرأنيةلتساعدني على تهدئة نفسي من القلق الذي يساورني فيما سيكون
الغد الذي أنتظره منذ سنين طويلة من المشقة والحرمان
وأكثر ما يشغل بالي تحقيق لأمي أملها بي وحلم الزمان .
وأخفف عنهابعض من قسوة الأيام و مازلت في هذا الحال حتى بذا صوت الأذان لبدء يوما جديد وأملا بأجمل الأيام
فنهضت من فراشي فوصل الى سمعي صوت أمي وهي تتمتم بالدعاء
والأستغفار كعادتها في كل يوم
فتوجهت اليها وخاطبتها مازحا بقولي
ان شاء الله لم تنسي من فضل دعواتك يا ام أحمد
فردت علي بأبتسامتها الملائكية وكيف أنساك
يا ثمرت عمري وحياتي
انني دعوت لك اليوم دعاء مخصوص يختلف
عن بقية الأيام
فسألتها وماهو هذا الدعاء؟
فأجابت والسرور بادئ على وجهها
لقد دعوت لك بأن يرزقك الله بزوجة صالحة
فقلت لها وأين أجد هذه المرأة !
يا أمي العزيزة؟
فقالت الله هو الذي يقسم الأرزاق وبيده يرزقك أمرأة تسر خاطرك فقلت لها
كلامك صحيح لاكن لدي شرط يصعب وجودها في أكثر النساء
فتغير وجه أمي وبدا عليه علامات الحيرة والقلق
خيرا أن شاء الله يا أستاذ أحمدوماهو هذا الشرط
فقلت لها أن تكون زوجتي تمتلك قلبا كاقلبك الأبيض وروحا
كاصفاء روحك فسكت وخجلت من نفسي ولم أستطع أن أكمل وأقول لها أن يكن لها وجه جميلا يشبه وجهك الذي لم أرى أحدا بجماله رغم معاناة الحياة
فردت علي بتواضعها المعروف وبساطتها
شرطك ليس صعبا ويوجد من هو أفضل مني
الأتخافين ياأمي أن هذه الزوجة تبعدني عنك فقالت لا أنا
أعرفك أنك مثل الذهب الأصيل الذي لايغيره الزمان لأنك مثل
والدك رحمه الله فرددت معها يرحمه الله .
بعدها سألتها ها يا أم أحمد ماذا تريدين هديتك بعد أن يمن الله علي من رزقه وفضله وأستلم الوضيفة ؟
فردت علي لا أريد شيئا سوى أن أراك سعيداو موفقافي حياتك
وأنا يا حبيبي لا ينقصني شيئ لتهديني أياه
فشعرت لأول مرة بأن أمي غير صادقة في كلامها
لأنها محتاجة لكل شيئ حتى أن ملابسها تكاد تكون عديمة الأوان وعديمة الفائدة لأنها التي تقدم لنا كل ما نحتاج
على حساب نسيان نفسها والتضحية بكل طاقتهاو صحتها
من أجل توفير لقمة العيش لنا
بعد أن توفي والدي مند عشرين عام
نعم عشرين عاما مضت ومازلت أتذكر ذلك اليوم المشؤم
الذي قلب حياتي من السعادة الى الشقاءو
تفاصيل الحادث المؤلم الذي تعرضنا له جميعا عندما أصطدمت سيارتنا بشاحنة كان سائقها أحد الأسيوين السكارة
وأخر شيئ أتذكره صوت أبي وهو يأمرنا بالنزول لأسفل الكرسي لحمايتنا من شدة الأصتدام .
ولما أفقت من نومي عرفت أنني كنت في غيبوبة دامت عشر أيام .وأن والدي العزيز توفاه الله
وأختي ترقد في المشفى ومصابة بشلل تام
والحمد لله أن والدتي حماها الله وأنجاها لتكون لنا أما وأبا
تتحمل صعوبة المسؤلية والجهدالبدني الكبير بأختي المريضة زهراء
وحاجتها للكثير من المال لتكملة العلاج
مما أضطر أمي أن تعمل ليل نهار لتوفر لنا مانحتاج
دون الحاجة لأي كان
والحمد لله أنني كنت طوال سنوات دراستي من أوائل الطلاب
ووفقني ربي للحصول على وضيفة با مميزات جدا رائعة .
والأن أن الأوان لأرد لأمي ولو قليلا من معروفهاعلي
وأخفف عنها بعض الشقاء بشيئ يسعدها ويدخل على قلبها
الفرح والسرور التي أفتقدتها من ذلك اليوم المشؤم
لكن ماذا أقدم لها ؟
فصار هذا الأمر يشغل فكري لعدة أيام
حتى ذلك اليوم عند مارجعت من الدوام قبل وقتي المعتاد
وعند ما دخلت البيت لم تشعر أمي بوجودي
لأنها مندمجة بكل مشاعرها وأحاسيسها الى النظر لتلك
الأفواج المتجها سيرا للأمام الحسين عليه السلام .
وكانت دموعها تنزل وتتنهد حسرات
ولما رأيتها بذاك الحال تركتهاو لم انطق بأي كلام .
وبعدعدة أيام أقبلت عليها وقبلت جبينها وأنا في غاية السعادة والأطمئنان لأنني توصلت لمرفة هدية تليق بها.
فسألتها أماه ماذا تتمنين في هذه الحياة؟
فأجابت كعادتها مع تنهيدة الم
أمنيتي أن أراك سعيدا وأن يمن الله على أختك زهراء بالصحةو العافية.
فقلت لها أنا أعرف كل هذا يا أمي
لكني أقصد أن تتمني شيئ لك أنت فقط
فقالت لا أتمنى شيئ غير الذي قلته لك
فلففت يداي لأحتضانها من جانب ضهرها
ولوحت لها ما بيدي لأريها هديتي لها
فقالت لي ماهذا يا أحمد ؟
قلت لها أنها تذكرة سفر لزيارة الامام
ولتكوني بعد أسبوع من ضمن قافلة الزوار
فأدارت وجهها الي وقالت لا ياحبيبي
كيف أذهب وأترك زهراء لا لا ثم لا
فقلت لها أنني معهاو لن أتركها وسوف أهتم
بكل حاجاتها كما تهتمين أنت بها.
فردت علي نعم أعرف حنانك عليها وأنك لم تقصر معها بشيئ
لكن من المستحيل أن أتركها وأسافر عنها
وبينما أنا وأمي نتجادل الكلام
لم ندرك بأن زهراء كانت تسمع لحديثنا
فجائت بكرسيها المتحرك بالقرب منا
فخيم علينا لحضت صمت ونحن ننظر ردت فعلها
فشعرت من نظراتها والدموع التي تحبسها
بأن هناك شيئ يكاد يتفجر بداخلها
فحاولت أن أبدى لها ببعض الكلمات وأبرر لها
ماتحتاجه أمنا من بعض التعويض على مافات
لكنها سارعت بالكلام بصوت يغلب عليه حشرجة
بالعبرات التي تكاد تخنق كلماتها
فقالت أماه لا ترفضي هدية أحمد أنها هبة من السماء
فلا تجعليني يا أمي أنا من يكون سبب في حرمانك منها
فردت عليها أمي لا يازهراء
أنت وأخوك أحمد بنسبة لي أجمل وأروع هبة من رب العالمين وأن شاء الله بعد أن تشفي سوف نذهب جميعا
لزيارة الحسين
فردت زهراء لا داعي للتأجيل يا أمي
فمسكت زهراء بكل قوتها على أطراف الكرسي المتحرك
وحاولت الوقوف فغمرتني الدهشة والتعجب ومشاعر يصعب وصفها
فصرخت أمي زهراااااء أنتي تقفين أنت تقفين يعني شفيتي يا زهراء نعم شفيتي فردت زهراء ودموعها تمتزج مع
دموع والدتي نعم يا أمي فمن أجلك ومن أجل الحسين
سوف أقف وأمشي وأذهب معك ليسجلنا الحسين من السائرين
فمدت أمي يداها الي وظمتني الى صدرها مع زهراء
و لم أتمالك دموعي من السقوط
ومن يومها تغير حالنا الى أحسن حال
وهاهي أمي الغالية تذهب كل عام لزيارة الحسين عليه السلام .
ونسألكم الدعاء لنا بالوصول و الزيارة
تعليق