تويت
ألكفيف المحروم يفقد المعيل
===================
جــهــزت لحــده ملائـك ربـي ** وعـلى قـبره يـمــوت الكفـيف
لـذ بـمثـوى حـيدر ثـــم نـادي ** أيها الترب أين غاب العطوف
لـذ بـمثـوى حـيدر ثـــم نـادي ** أيها الترب أين غاب العطوف
* * * *
ما ينقل أنه بعد دفن الإمام أمير المؤمنين (ع) رجع الحسنان ومعهما من خواصهما وأهل بيتهما جماعة، فمروا على خربة في الكوفة فسمعوا انيناً فقفوا اثره فإذا به رجلٌ قد توسل لبنه وهو يحن حنين الثكلى الوالهه، فوقف عنده الحسن والحسين عليهما السلام وسألاه عن حاله.
فقال: اني رجلٌ غريب لا أهل لي قد أعوزتني المعيشة وأتيت الى هذه البلدة منذ سنة وكل ليلةٍ يأتيني شخصٌ اذا هدأت العيون بما أقتات به من طعام وشراب ويجلس معي يأنسني ويسليني عمّا انا فيه من الهم والحزن وقد فقدته من ثلاثة أيام.
فقالا: ما إسمه؟ قال كنت أسأله عن اسمه فيقول إنما أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة.
فقالا: أسمعنا شىء من حديثه؟
قال: دأبه التسبيح والتقديس والتكبير والتهليل وإن الأحجار والحيطان تجيب بإجابته وتسبح بتسبيحه.
فقالا: هذه صفات سيدنا ومولانا أمير المؤمنين (ع).
ما ينقل أنه بعد دفن الإمام أمير المؤمنين (ع) رجع الحسنان ومعهما من خواصهما وأهل بيتهما جماعة، فمروا على خربة في الكوفة فسمعوا انيناً فقفوا اثره فإذا به رجلٌ قد توسل لبنه وهو يحن حنين الثكلى الوالهه، فوقف عنده الحسن والحسين عليهما السلام وسألاه عن حاله.
فقال: اني رجلٌ غريب لا أهل لي قد أعوزتني المعيشة وأتيت الى هذه البلدة منذ سنة وكل ليلةٍ يأتيني شخصٌ اذا هدأت العيون بما أقتات به من طعام وشراب ويجلس معي يأنسني ويسليني عمّا انا فيه من الهم والحزن وقد فقدته من ثلاثة أيام.
فقالا: ما إسمه؟ قال كنت أسأله عن اسمه فيقول إنما أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة.
فقالا: أسمعنا شىء من حديثه؟
قال: دأبه التسبيح والتقديس والتكبير والتهليل وإن الأحجار والحيطان تجيب بإجابته وتسبح بتسبيحه.
فقالا: هذه صفات سيدنا ومولانا أمير المؤمنين (ع).
عليك أمـيـر الـمـؤمـنيـن تأسـفي ** وحزني وإن طال الزمان طويل
مـصابٌ أصيب الـدين منه بفادحٍ ** تـكــاد لــه شـم الـجـبـال تـزول
فليس بمجدٍ فيك وجدي ولا البكا ** مـفيدٌ ولا الصبـر الجميل جميل
مـصابٌ أصيب الـدين منه بفادحٍ ** تـكــاد لــه شـم الـجـبـال تـزول
فليس بمجدٍ فيك وجدي ولا البكا ** مـفيدٌ ولا الصبـر الجميل جميل
فقال الرجل: ما فعل الله به.
فقالا وهما يبكيان: قد أفجعنا فيه أشقى الأشقياء إبن ملجم وها نحن راجعون من دفنه، فلما سمع الرجل ذلك منهما لم يتمالك دون أن رمى بنفسه على الأرض وجعل يضرب برأسه الصخور ويحثوا على رأسه التراب ويصرخ صراخ المعولة الفاقدة فأبكى من كان حاضراً:
فقالا وهما يبكيان: قد أفجعنا فيه أشقى الأشقياء إبن ملجم وها نحن راجعون من دفنه، فلما سمع الرجل ذلك منهما لم يتمالك دون أن رمى بنفسه على الأرض وجعل يضرب برأسه الصخور ويحثوا على رأسه التراب ويصرخ صراخ المعولة الفاقدة فأبكى من كان حاضراً:
وإن سـإم الـباكون فـيك بـكائهـم ** مــلالاً فــإنـي لـلبكــاء مـطــيــل
ومـا هــي فـيـك نـفـسٌ نـفـيـسـةٌ ** يـجـلـلـهـا حـر الأســى فـتسـيـل
عليك سلام الله ما إتضح الضحى ** وما عاقبت شمس الأصيل أفول
ومـا هــي فـيـك نـفـسٌ نـفـيـسـةٌ ** يـجـلـلـهـا حـر الأســى فـتسـيـل
عليك سلام الله ما إتضح الضحى ** وما عاقبت شمس الأصيل أفول
ثم قال لهما: بالله ما إسمكما وإسم أبيكما؟
فقالا له: أبونا أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب وأنا الحسن وهذا أخي الحسين وهاؤلاء بقية أولاده وأقربائه وجملةٌ من أصحابه ها نحن الآن راجعين من دفنه.
فقال: سألتكما بالله وبجدكما رسول الله وأبيكما ولي الله إلى ما عرجتما بي على قبره لأجدد به عقداً فقد تنغص عيشي بقتله وتكدرت حياتي بعد دفنه فأخذه الحسن (ع) بيده اليمنى والحسين (ع) بيده اليسرى والناس من ورائهما بالبكاء والعويل حتى اتو الى قبره المنور الشريف فجثى عليه ذلك الرجل وجعل يمرغ جسمه عليه ويحثوا التراب على رأسه حتى غشي عليه وهم حوله يبكون وقد أشرفوا على الهلاك من كثرة البكاء والنحيب فلما أفاق من غشوته رفع كفيه الى السماء وقال: اللهم اني أسألك بحق من سكن هذه الحفرة المنورة أن تلحقني به وتقبض روحي اليك فإني لا أقدر على فراقه فاستجاب الله دعائه فما موجدوه الى مثل الخشبة الملقاة فجهزوه ودفنوه بجنب أمير المؤمنين (ع)
---------------
(1) مجمع مصائب أهل البيت(ع)/ ج2/ 96- 97 نقلاً عن وفاة امير المؤمنين(ع)- للبلادي.
فقالا له: أبونا أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب وأنا الحسن وهذا أخي الحسين وهاؤلاء بقية أولاده وأقربائه وجملةٌ من أصحابه ها نحن الآن راجعين من دفنه.
فقال: سألتكما بالله وبجدكما رسول الله وأبيكما ولي الله إلى ما عرجتما بي على قبره لأجدد به عقداً فقد تنغص عيشي بقتله وتكدرت حياتي بعد دفنه فأخذه الحسن (ع) بيده اليمنى والحسين (ع) بيده اليسرى والناس من ورائهما بالبكاء والعويل حتى اتو الى قبره المنور الشريف فجثى عليه ذلك الرجل وجعل يمرغ جسمه عليه ويحثوا التراب على رأسه حتى غشي عليه وهم حوله يبكون وقد أشرفوا على الهلاك من كثرة البكاء والنحيب فلما أفاق من غشوته رفع كفيه الى السماء وقال: اللهم اني أسألك بحق من سكن هذه الحفرة المنورة أن تلحقني به وتقبض روحي اليك فإني لا أقدر على فراقه فاستجاب الله دعائه فما موجدوه الى مثل الخشبة الملقاة فجهزوه ودفنوه بجنب أمير المؤمنين (ع)
---------------
(1) مجمع مصائب أهل البيت(ع)/ ج2/ 96- 97 نقلاً عن وفاة امير المؤمنين(ع)- للبلادي.
تعليق