بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------
للوقاية من أخطار أيّ موجود خطر علينا، في البِداية نَلتَزِم حالة الإنتباه و التّوجه الّتام، لما يترتب عليه من أخطار، فعندما يستيقظ الإنسان كلّ يوم صباحاً، عليه أن يُوصي نفسه و معها على مستوى الحَذر، من شطَحات لسانه وأفكاره، لأنّ هذا العضو من البدن إذا تعامل معه الإنسان، من موقع الإنضباط في خطّ المسؤوليّة، فسوف يصعد به إلى أوج السّعادة و الكَمال
و إذا أطلق له العِنان، فسيورد صاحبه في المهالك، فهو وَحشٌ ضارَي لا همّ له إلاّ التّدمير و التّخريب، وقد ورد هذا المعنى بصورة جملية وتعبيرات مؤثّرة في رواياتنا الشّريفة، منها ما ورد عن سعيد بن جُبير، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، حيث قال:
«إذا أَصبَحَ إبنُ آدَمَ أَصْبَحَتْ الأَعْضاءُ كُلُّها تَشْتَكِي اللِّسانَ أَي تَقُولُ إِتَّقِ اللهَ فِينا فَإِنَّكَ إِنْ اسْتَقَمْتَ إِسْتَقَمنا وَإِنْ إِعوَجَجْتَ إِعوَجَجنا»...المحجّة البيضاء، ج5، ص193.
و جاء عن إمامنا السّجاد(عليه السلام):
«إِنَّ لِسان إبنِ آدَمَ يُشْرِفُ عَلى جَمِيعِ جَوارِحِهِ كُلَّ صَباحُ فَيَقُولُ كَيفَ أَصْبَحْتُم؟! فَيَقُولُونَ بِخَير إِنْ تَرَكْتَنا وَيَقُولُونَ اللهَ اللهَ فِينا، وَيُناشِدُونَهُ وَيَقُولُونَ إِنَّما نُثابُ وَنُعاقَبُ بكَ»...الكافي، ج2، ص15، ح13.
فإذا فكّر الإنسان في مضمون كلامه، و دوافعه و نتائجه، فسيكون بإمكانه أن يَتجنّب كثيراً من الشّطحات، و الذّنوب التي تنطلق من موقع الغفلة، نعم فإنّ إطلاق العِنان لِلّسان من موقع اللاّمبالاة و الإستهانة، بإمكانه أن يوقعه في أنواع الذّنوب و المَهالك في حركةِ الحياة.
و نقرأ في تعبير ورد عن الإمام الحسن العسكري(عليه السلام)، أنّه قال: «قَلْبُ الأَحْمَقِ في فَمِهِ، وَفَمُ الحَكِيمِ فِي قَلْبِهِ»... بحار الأنوار، ج75، ص374.
فَمن البَديهي، أنّ المراد من القلب هُنا هو العقل والفكر، وَ وُجود اللّسان في موقع الأمام أو الخلف، هو كنايةٌ عن التدبّر والتفكّر في محتوى الكلمات و الألفاظ، قبل النّطق بها، و بالفِعل كم يكون جميلاً، لو أنّنا حسبنا لكلامنا حسابه، و فكّرنا في كلّ كلمة نريد أن نقولها، و الدّوافع و النّتائج التي ستعقبها، و هل أنّها من اللّغو أو ممّا يفضي إلى إيذاء مؤمن، أو إلى تأييد ظالم وأمثال ذلك، أو أنّها تنطلق من موقع الدّوافع الإلهيّة، و لغرض حماية المظلوم، و في طريقٌ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و كسب مَرضاة الله تعالى؟!.
ونَختم هذا الكلام، بحديث يمنح قلب الإنسان نوراً و صفاءً، و قد ورد عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه قال:
«إِنْ أَحبَبتَ سَلامَةَ نَفْسِكَ وَسَترَ مَعايبِكَ، فَاقْلِل كَلامَكَ وَأَكْثِر صَمْتَكَ، يَتَوفَّرْ فِكْرُكَ وَيَستَنِرُ قَلْبُكَ»....غُرر الحكم، ص216، ص4252.
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------
للوقاية من أخطار أيّ موجود خطر علينا، في البِداية نَلتَزِم حالة الإنتباه و التّوجه الّتام، لما يترتب عليه من أخطار، فعندما يستيقظ الإنسان كلّ يوم صباحاً، عليه أن يُوصي نفسه و معها على مستوى الحَذر، من شطَحات لسانه وأفكاره، لأنّ هذا العضو من البدن إذا تعامل معه الإنسان، من موقع الإنضباط في خطّ المسؤوليّة، فسوف يصعد به إلى أوج السّعادة و الكَمال
و إذا أطلق له العِنان، فسيورد صاحبه في المهالك، فهو وَحشٌ ضارَي لا همّ له إلاّ التّدمير و التّخريب، وقد ورد هذا المعنى بصورة جملية وتعبيرات مؤثّرة في رواياتنا الشّريفة، منها ما ورد عن سعيد بن جُبير، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، حيث قال:
«إذا أَصبَحَ إبنُ آدَمَ أَصْبَحَتْ الأَعْضاءُ كُلُّها تَشْتَكِي اللِّسانَ أَي تَقُولُ إِتَّقِ اللهَ فِينا فَإِنَّكَ إِنْ اسْتَقَمْتَ إِسْتَقَمنا وَإِنْ إِعوَجَجْتَ إِعوَجَجنا»...المحجّة البيضاء، ج5، ص193.
و جاء عن إمامنا السّجاد(عليه السلام):
«إِنَّ لِسان إبنِ آدَمَ يُشْرِفُ عَلى جَمِيعِ جَوارِحِهِ كُلَّ صَباحُ فَيَقُولُ كَيفَ أَصْبَحْتُم؟! فَيَقُولُونَ بِخَير إِنْ تَرَكْتَنا وَيَقُولُونَ اللهَ اللهَ فِينا، وَيُناشِدُونَهُ وَيَقُولُونَ إِنَّما نُثابُ وَنُعاقَبُ بكَ»...الكافي، ج2، ص15، ح13.
فإذا فكّر الإنسان في مضمون كلامه، و دوافعه و نتائجه، فسيكون بإمكانه أن يَتجنّب كثيراً من الشّطحات، و الذّنوب التي تنطلق من موقع الغفلة، نعم فإنّ إطلاق العِنان لِلّسان من موقع اللاّمبالاة و الإستهانة، بإمكانه أن يوقعه في أنواع الذّنوب و المَهالك في حركةِ الحياة.
و نقرأ في تعبير ورد عن الإمام الحسن العسكري(عليه السلام)، أنّه قال: «قَلْبُ الأَحْمَقِ في فَمِهِ، وَفَمُ الحَكِيمِ فِي قَلْبِهِ»... بحار الأنوار، ج75، ص374.
فَمن البَديهي، أنّ المراد من القلب هُنا هو العقل والفكر، وَ وُجود اللّسان في موقع الأمام أو الخلف، هو كنايةٌ عن التدبّر والتفكّر في محتوى الكلمات و الألفاظ، قبل النّطق بها، و بالفِعل كم يكون جميلاً، لو أنّنا حسبنا لكلامنا حسابه، و فكّرنا في كلّ كلمة نريد أن نقولها، و الدّوافع و النّتائج التي ستعقبها، و هل أنّها من اللّغو أو ممّا يفضي إلى إيذاء مؤمن، أو إلى تأييد ظالم وأمثال ذلك، أو أنّها تنطلق من موقع الدّوافع الإلهيّة، و لغرض حماية المظلوم، و في طريقٌ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و كسب مَرضاة الله تعالى؟!.
ونَختم هذا الكلام، بحديث يمنح قلب الإنسان نوراً و صفاءً، و قد ورد عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه قال:
«إِنْ أَحبَبتَ سَلامَةَ نَفْسِكَ وَسَترَ مَعايبِكَ، فَاقْلِل كَلامَكَ وَأَكْثِر صَمْتَكَ، يَتَوفَّرْ فِكْرُكَ وَيَستَنِرُ قَلْبُكَ»....غُرر الحكم، ص216، ص4252.
تعليق