بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
تفكيرُ الإنسانِ بالموتِ رادعٌ عن ارتكابهِ الآثامَ..
اللهم صل على محمد وال محمد
تفكيرُ الإنسانِ بالموتِ رادعٌ عن ارتكابهِ الآثامَ..
يروى إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) تبعَ جنازة، فشاهد رجلا ً يضحك، فأراد الإمام أن ينبّهه، فقال له (عليه السلام): (كأن الموت فيها على غيرنا كُتِب، وكأن الحق فيها على غيرنا وَجَب، وكأن الذي نرى من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون، نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم كأننا مخلدون، قد نسيّنا كل واعظ وواعظة، ورُمينا بكل جانحة، طوبى لمن ذل في نفسه....).
إن تفكير الإنسان بالموت، وجعله دائماً نصب العين؛ لا ريب إنه الصواب والمنطق، فهذا التفكير يجعل الإنسان يهيئ نفسه قدر المستطاع، ويأخذ حذره، ويكون مستعدا لهذا الضيف، الذي لابد وأن يحلّ به، إن لم يكن اليوم، فغداً أو بعد غد.
ففي أغلب الحالات يحيا الإنسان في غفلة، نتيجة انشغاله بالدنيا ولذائذها، وعندما تأتيه بعض المنبهات؛ تراه يستمر في غفلته، وهنا يريد أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يبين هذه الغفلة، التي لها مناشئ كثيرة ..لكنه (عليه السلام) يريد أن يشير بقوله: (كأن الموت فيها على غيرنا كُتِب، وكأن الحق فيها على غيرنا وَجَب ..) إلى إن هذا الموت الذي جرى على هذا المتوفى لا يجري علينا؛ وهذا ناشئ ليس من الحقيقة، وإنما منشؤه خيالاتنا، لذا لا نستعد لتلك الرقدة الطويلة، فتجد احدنا يثب على مال أخيه وعلى المعاصي بشراهة، وآخر يتناول أعراض الآخرين، والآخر يحاول هتك ستر الله تبارك وتعالى، محاولاً التمرد على ما أوجبه على خلقه، وتجد الإنسان بين هذه وتلك، إلى أن يحمل كما حُمل غيره ..
الإنسان إذا لم يتّعظ بالموت فبماذا يتعظ ؟ ففي بعض الحالات المشاهدة الخارجية تجعل الإنسان يتعظ، وفي حالات أخرى بالكلمة الطيبة، فالإنسان إذا لم يتعظ بحالة ومشاهدة تتكرر يومياً، كما لا يتعظ بكلام الله تعالى، ولا بكلام الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، فبأي شيء يتعظّ إذن؟!
لابد للإنسان أن تكون له وقفة، يراجع من خلالها نفسه وأعماله، ويقول الماضي قد مضى، ويجب أن أبدأ الآن من جديد، على الإنسان أن يتدارك ما فاته، وأن يتهيأ للمستقبل..فالشيطان يظل يتربص بابن آدم من أجل إغوائه، خاصة ضعاف النفوس منهم.. فأمير المؤمنين (عليه السلام) يريد أن ينبّه الغافل، فالإنسان عندما يغفل يرتكب الموبقات، ويقتل ويهتك ويفعل ما يحلو له، حيث لا يوجد عنده رادع ووازع عن فعل السيئات.
ثم يقول(عليه السلام): (وكأن الحق فيها على غيرنا وَجَب) نحن عندما نتكلم، كثيراً ما نُخرّج أنفسنا عن الخطاب، وكأن النصيحة والحق لا يوجه لنا، وكأننا مستثنون أو غير معنيين بالأمر، هذا كلام غير صحيح، حيث إننا محاسبون، ويجب علينا إتباع الحق.. ويقول(عليه السلام) : (وكأن الذي نرى من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون)، يقول الامام (عليه السلام) نطبّق السفر على الموت، وشتّان بينهما، فالسفر الطبيعي ننتظر غائباً ويعود .. بينما الموت هو الذي ينتظرنا ..فحالة الموت تستوجب منّا اليقظة والعمل، فعلينا أن نهيئ أنفسنا لتلك الرحلة، ثم يقول(عليه السلام): (نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم كأننا مخلدون قد نسينا كل واعظ وواعظة ).
عندما نضع الشخص المتوفى في القبر، علينا أن نتأمل بأننا أيضاً سنصير إلى نفس هذا المثوى ..عندما تسأل الإنسان وتقول له: هل ستموت أم انك ستبقى؟ فيقول طبعاً سأموت وهو متيقن من هذا الجواب، ولكن عندما ترى عمله، فانه يعمل عمل الخالدين، ولذلك فإن الموت من الأمور اليقينية، لكن العمل معه من الأمور التي قد لا تنسجم مع هذا اليقين .. نحن نجزم بالموت، لكن عندما نعمل؛ نعمل كعمل الإنسان الذي يشك بأنه سيموت.. والشيطان يسوّف التوبة، وأصدقاء السوء أيضاً يمنعون الإنسان عن التفكير بالموت، ويزينون له الأشياء حتى ينغمس هذا المسكين في الآثام وفي المعاصي ..
ثم يقول (عليه السلام): (قد نسيّنا كل واعظ وواعظة ورُمينا بكل جانحة) إن الإنسان تارة واعظ مثلا ً، الأب يوفّق أن يعظ أبناءه، وهذا توفيق للأب .. على الابن أن يحترم هذه الخصوصية عند الأب ويسمع الأب، فالأب يضع عصارة تجاربه عند فلذة كبده ..أيضاً المدرس عندما ينصح ويعظ، على الطالب أن يفتح آذانه ويصغي لهذه النصيحة والموعظة ..
أخيراً، فان من جملة أسباب تأثيرات الشخص بالواعظ، هو تأثيره في نفسيته، وإن الواعظ ليس بالضرورة أن يكون رجلا ً معمماً، فالواعظ هو الشخص الذي ممكن كلامه أن يؤثر بالآخرين، فالأب كلامه يؤثر في الأولاد، وكذلك المعلم أيضاً كلامه يؤثر في التلاميذ..فالموعظة مطلوبة وخصوصاً من المدرسين للطلبة، من خلال صياغة هذا الطالب.. صياغة يشكرك عليها في المستقبل، ما دام كلامك مؤثراً فيه فلابد أن تؤدي هذه النصيحة.
"عاشقة النور"
إن تفكير الإنسان بالموت، وجعله دائماً نصب العين؛ لا ريب إنه الصواب والمنطق، فهذا التفكير يجعل الإنسان يهيئ نفسه قدر المستطاع، ويأخذ حذره، ويكون مستعدا لهذا الضيف، الذي لابد وأن يحلّ به، إن لم يكن اليوم، فغداً أو بعد غد.
ففي أغلب الحالات يحيا الإنسان في غفلة، نتيجة انشغاله بالدنيا ولذائذها، وعندما تأتيه بعض المنبهات؛ تراه يستمر في غفلته، وهنا يريد أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يبين هذه الغفلة، التي لها مناشئ كثيرة ..لكنه (عليه السلام) يريد أن يشير بقوله: (كأن الموت فيها على غيرنا كُتِب، وكأن الحق فيها على غيرنا وَجَب ..) إلى إن هذا الموت الذي جرى على هذا المتوفى لا يجري علينا؛ وهذا ناشئ ليس من الحقيقة، وإنما منشؤه خيالاتنا، لذا لا نستعد لتلك الرقدة الطويلة، فتجد احدنا يثب على مال أخيه وعلى المعاصي بشراهة، وآخر يتناول أعراض الآخرين، والآخر يحاول هتك ستر الله تبارك وتعالى، محاولاً التمرد على ما أوجبه على خلقه، وتجد الإنسان بين هذه وتلك، إلى أن يحمل كما حُمل غيره ..
الإنسان إذا لم يتّعظ بالموت فبماذا يتعظ ؟ ففي بعض الحالات المشاهدة الخارجية تجعل الإنسان يتعظ، وفي حالات أخرى بالكلمة الطيبة، فالإنسان إذا لم يتعظ بحالة ومشاهدة تتكرر يومياً، كما لا يتعظ بكلام الله تعالى، ولا بكلام الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، فبأي شيء يتعظّ إذن؟!
لابد للإنسان أن تكون له وقفة، يراجع من خلالها نفسه وأعماله، ويقول الماضي قد مضى، ويجب أن أبدأ الآن من جديد، على الإنسان أن يتدارك ما فاته، وأن يتهيأ للمستقبل..فالشيطان يظل يتربص بابن آدم من أجل إغوائه، خاصة ضعاف النفوس منهم.. فأمير المؤمنين (عليه السلام) يريد أن ينبّه الغافل، فالإنسان عندما يغفل يرتكب الموبقات، ويقتل ويهتك ويفعل ما يحلو له، حيث لا يوجد عنده رادع ووازع عن فعل السيئات.
ثم يقول(عليه السلام): (وكأن الحق فيها على غيرنا وَجَب) نحن عندما نتكلم، كثيراً ما نُخرّج أنفسنا عن الخطاب، وكأن النصيحة والحق لا يوجه لنا، وكأننا مستثنون أو غير معنيين بالأمر، هذا كلام غير صحيح، حيث إننا محاسبون، ويجب علينا إتباع الحق.. ويقول(عليه السلام) : (وكأن الذي نرى من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون)، يقول الامام (عليه السلام) نطبّق السفر على الموت، وشتّان بينهما، فالسفر الطبيعي ننتظر غائباً ويعود .. بينما الموت هو الذي ينتظرنا ..فحالة الموت تستوجب منّا اليقظة والعمل، فعلينا أن نهيئ أنفسنا لتلك الرحلة، ثم يقول(عليه السلام): (نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم كأننا مخلدون قد نسينا كل واعظ وواعظة ).
عندما نضع الشخص المتوفى في القبر، علينا أن نتأمل بأننا أيضاً سنصير إلى نفس هذا المثوى ..عندما تسأل الإنسان وتقول له: هل ستموت أم انك ستبقى؟ فيقول طبعاً سأموت وهو متيقن من هذا الجواب، ولكن عندما ترى عمله، فانه يعمل عمل الخالدين، ولذلك فإن الموت من الأمور اليقينية، لكن العمل معه من الأمور التي قد لا تنسجم مع هذا اليقين .. نحن نجزم بالموت، لكن عندما نعمل؛ نعمل كعمل الإنسان الذي يشك بأنه سيموت.. والشيطان يسوّف التوبة، وأصدقاء السوء أيضاً يمنعون الإنسان عن التفكير بالموت، ويزينون له الأشياء حتى ينغمس هذا المسكين في الآثام وفي المعاصي ..
ثم يقول (عليه السلام): (قد نسيّنا كل واعظ وواعظة ورُمينا بكل جانحة) إن الإنسان تارة واعظ مثلا ً، الأب يوفّق أن يعظ أبناءه، وهذا توفيق للأب .. على الابن أن يحترم هذه الخصوصية عند الأب ويسمع الأب، فالأب يضع عصارة تجاربه عند فلذة كبده ..أيضاً المدرس عندما ينصح ويعظ، على الطالب أن يفتح آذانه ويصغي لهذه النصيحة والموعظة ..
أخيراً، فان من جملة أسباب تأثيرات الشخص بالواعظ، هو تأثيره في نفسيته، وإن الواعظ ليس بالضرورة أن يكون رجلا ً معمماً، فالواعظ هو الشخص الذي ممكن كلامه أن يؤثر بالآخرين، فالأب كلامه يؤثر في الأولاد، وكذلك المعلم أيضاً كلامه يؤثر في التلاميذ..فالموعظة مطلوبة وخصوصاً من المدرسين للطلبة، من خلال صياغة هذا الطالب.. صياغة يشكرك عليها في المستقبل، ما دام كلامك مؤثراً فيه فلابد أن تؤدي هذه النصيحة.
"عاشقة النور"
تعليق