الامام الحسن عليه السلام يجني ثمار الصلح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    الامام الحسن عليه السلام يجني ثمار الصلح

    الإمام الحسن (ع) يجني ثمار الصلح
    وكان هدف الإمام الحسن (ع) من الصلح فضح معاوية ، وهدم أسس سلطته القائمة على القيم الجاهلية ، وتنظيم صفوف المعارضة من جديد ، واستغلال كل فرصة لبث روح الإيمان والتقوى في ضمائر الناس .
    وفيما يلي نذكر بعضاً من مواقف الإمام مع سلطة معاوية التي كانت تهز عرشه ، وتُلهم معارضيه أسلوب مقاومته :
    أ - بُعَيْدَ المصالحة صعد معاوية المنبر ، وجمع الناس فخطبهم وقال : إن الحسن بن علي رآني للخلافة أهلاً ، ولم يَر نفسه لها أهلاً ، وكان الحسن (ع) أسفل منه بمرقاة .
    فلمّا فرغ من كلامه قام الحسن (ع) فحمد اللـه تعالى بما هو أهله ، ثمّ ذكر المباهلة ، فقال :
    " فجاء رسول اللـه (ص) من الأنفس بأبي ، ومن الأبناء بي وبأخي ، ومن النساء بأمّي . وكنّا أهله ونحن آله ، وهو منّا ونحن منه .
    ولمّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول اللـه (ص) في كساء لأُمِّ سلمة رضي اللـه عنها خيبري ثم قال : اللـهمّ هؤلاء أهل بيتي وعترتي ، فَأذهِبْ عنهم الرِّجسَ وطهّرهم تطهيراً . فلم يكن أحد في الكساء غيري وأخي وأبي وأُمّي ولم يكن أحد تصيبه جنابة في المسجد ويولد فيه إلاّ النبي (ص) وأبي تكرمة من اللـه لنا وتفضيلاً منه لنا ، وقد رأيتم مكان منزلتنا من رسول اللـه (ص) .
    وأمر بسدِّ الأبواب فسدَّها وترك بابنا ، فقيل له في ذلك فقال : أَمَا إنّي لم أسدَّها وأفتح بابه ، ولكنَّ اللـه عزَّ وجلَّ أمرني أن أسدَّها وأفتح بابه .
    وإنَّ معاوية زعم لكم أنّي رأيته للخلافة أهلاً ، ولم أرَ نفسي لها أهلاً فكذب معاوية ، نحن أولى بالناس في كتاب اللـه عزَّ وجلَّ وعلى لسان نبيه (ص) ، ولم نزل أهل البيت مظلومين ، منذ قبض اللـه نبيه (ص) ، فاللـه بيننا وبين من ظلمنا حقّنا ، وتوثّب على رقابنا ، وحمل الناس علينا ، ومنعنا سهمنا من الفيء ومنع أُمَّنا ما جعل لها رسول اللـه (ص) .
    وأُقسم باللـه لو أنَّ الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول اللـه (ص) لأعطتهم السماء قطرها ، والأرض بركتهـــا ، وما طمِعتَ فيها يا معاوية . فلمّا خرجتْ من معدنها تنازعتها قريش بينها ، فطمعتْ فيها الطُّلَقـاء ، وأبناء الطُّلَقاء - أنت وأصحابك - وقد قال رسول اللـه (ص) : ما ولّت أُمّة أمرها رجلاً وفيهم من هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتّى يرجعوا إلى ما تركوا ، فقد تركت بنو إسرائيل هارون وهم يعلمون أنّه خليفة موسى فيهم واتّبعوا السامريَّ ، وقد تركت هذه الأُمّة أبي وبايعوا غيره ، وقد سمعوا رسول اللـه (ص) يقول : " أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوَّة " ، وقد رأَوا رسول اللـه (ص) نصب أبي يوم غدير خم وأمرهم أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب .
    وقد هرب رسول اللـه (ص) من قومه ، وهو يدعوهم إلى اللـه تعالى حتّى دخل الغار ، ولو وجد أعواناً ما هرب ، وقد كفَّ أبي يده حين ناشدهم ، واستغاث فلم يُغَثْ فجعل اللـه هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه ، وجعل اللـه النبيَّ (ص) في سعة حين دخل الغار ولم يجد أعواناً . وكذلك أبي وأنا في سعة من اللـه حين خذلتنا هذه الأمة ، وبايعوك يا معاوية . وإنما هي السنن والأمثال يتبع بعضها بعضاً .
    أيها الناس : إنكم لو التمستم فيما بين المشرق والمغرب ، أن تجدوا رجلاً ولده نبيّ غيري وأخي لم تجدوا ، وإنّي قد بايعت هذا وإن أدري لعلّه فتنة لكم ومتاع إلى حين " (1).
    ب - ومرة أخرى صعد معاوية المنبر ونال من أمير المؤمنين فتحداه الإمام الحسن (ع) بما فضحه أمام الملأ . تقول الرواية :
    " بعد أن تمت المصالحة سار معاوية حتّى دخل الكوفة فأقام بها أيّاماً فلمّا استتمّت البيعة له من أهلها صعد المنبر ، فخطب الناس وذكر أمير المؤمنين (ع) ونال منه ، ونال من الحسن (ع) ما نال ، وكان الحسن والحسين (ع) حاضرَين ، فقام الحسين (ع) ليردَّ عليه ، فأخذ بيده الحسن (ع) فأجلسه ، ثمَّ قام فقال :
    ايّها الذاكر عليّاً ، أنا الحسن وأبي عليٌّ ، وأنت معاوية وأبوك صخر ، وأُمي فاطمة وأُمّك هند ، وجدّي رسول اللـه (ص) وجدُّك حرب ، وجدَّتي خديجة وجدَّتك قتيلة ، فلعن اللـه أخملنا ذكراً وألأَمنا حَسَباً ، وَشرنا قَدماً ، وأقدمنا كفراً ونفاقاً . فقالت طوائف من أهل المسجد : آمين آمين " (2).
    ج - وفي الشام حيث رَكَّز معاوية سلطته خلال عشرات السنين . ولفقَ أكاذيب على الإسلام حتى كاد يخلق للناس ديناً جديداً . وقف الإمام الحسن المجتبى (ع) يعارض نظامه الفاسد ، ويبيِّن أنه وخطه الأولى بالقيادة . يقصّ علينا التاريخ الحادثة التالية :
    رُوي أنَّ عمرو بن العاص قال لمعاوية : إنَّ الحسن بن علي رجل عَيِيٌّ ، وإنه إذا صعد المنبر ورمقوه بأبصارهم خجل وانقطع ، لو أذنت له . فقال معاوية : يا أبا محمّد لو صعدت المنبر ووعظتنا !. فقام فحمد اللـه وأثنى عليه ، ثمَّ قال :
    " مَن عرفني فقد عرفني ، ومَن لم يعرفني فأنا الحسن بن عليّ ، وابن سيدّة النّساء فاطمة بنت رسول اللـه (ص) . أنا ابن رسول اللـه ، أنا ابن نبيِّ اللـه ، أنا ابن السراج المنير ، أنا ابن البشير النّذير ، أنا ابن من بُعث رحمة للعالمين ، أنا ابن من بُعث إلى الجنِّ والإنس ، أنا ابن خير خلق اللـه بعد رسول اللـه ، أنا ابن صاحب الفضائل ، أنا ابن صاحب المعجزات والدّلائل ، أنا ابن أمير المؤمنيـن ، أنا المدفوع عن حقّي، أنا واحدُ سَيِّدَي شباب أهل الجنّة ، أنا ابن الُّركن والمقام ، أنا ابن مكّة ومنى ، أنا ابن المشعر وعرفات " .
    فاغتاظ معاوية وقال : خذ في نعت الرُّطب ودعْ ذا ، فقال : الرِّيح تنفخه والحرُّ ينضجه ، وبرد اللّيل يطيّبه ، ثمَّ عاد فقال :
    " أنا ابن الشفيع المطاع ، أنا ابن من قاتل معه الملائكة ، أنا ابن من خضعت له قريش ، أنا ابن إمام الخلق وابن محمّد رسول اللـه (ص) " .
    فخشي معاوية أن يفتتن به النّاس ، فقال : يا أبا محمّد انزل فقد كفى ما جرى . فنزل فقال له معاوية : ظننتَ أن ستكون خليفة ، وما أنت وذاك ، فقال الحسن (ع) :
    " إنّما الخليفة ممن سار بكتاب اللـه ، وسنّة رسول اللـه ، ليس الخليفة من سار بالجور وعطّل السنّة ، واتّخذ الدُّنيا أباً وأُمّاً ، ملك ملكاً مُتّع به قليلاً ، ثمَّ تنقطع لذَّته ، وتبقى تَبِعَتُه " .
    وحضر المحفل رجل من بني أُمية وكان شاباً فأغلظ للحسن كلامه ، وتجاوز الحدَّ في السبِّ والشتم له ولأبيه . فقال الحسن (ع) : اللـهمَّ غيّر ما به من النّعمة واجعله أُنثى ليُعتبر به ، فنظر الأمويُّ في نفسه وقد صار امرأة قد بدَّل اللـه له فرجه بفرج النّساء وسقطت لحيته ، فقال الحسن (ع) : أُعْزُبي ! مالكِ ومحفل الرِّجال ؟ فإنّكِ امرأة .
    ثمَّ إنَّ الحسن (ع) سكت ساعة ، ثمَّ نفض ثوبه ونهض ليخرج ، فقال ابن العاص : اجلس فانّي أسألك مسائل . قال (ع) : سل عمّا بدا لك ، قال عمرو : أخبرني عن الكرم والنجدة والمروءة ، فقال (ع) :
    " أمّا الكرم فالتبرُّع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال . وأما النجدة فالذَّبُّ عن المحارم ، والصّبر في المواطن عند المكاره . وأما المروءة فحفظ الرجل دينه ، وإحرازه نفسه من الدنس ، وقيامه بأداء الحقوق وإفشاء السلام " .
    فخرج (الإمام الحسن عليه السلام) فعذل معاوية عمراً . فقال : أفسدت أهل الشام . فقال عمرو : إليك عنّي . إن أهل الشام لم يحبوك محبة إيمان ودين . إنّما أحبوك للدنيا ينالونها منك ، والسيف والمال بيدك ، فما يغني عن الحسن كلامه .
    ثم شاع أمر الشاب الأموي ، وأتت زوجته إلى الحسن فجعلت تبكي . وتتضرع فرقَّ لها ودعا فجعله اللـه كما كان (3).




    الإمام الحسن (عليه السلام) قدوة وأسوة

    تأليف
    السيد محمد تقي المدرسي

  • محب الرسول

    • Dec 2008
    • 28579

    #2
    بارك الله بكٍِ اختي الفاضله

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3
      يسلمووو على المرور الطيب

      تعليق

      • عاشقة النور
        • Jan 2009
        • 8942

        #4
        السلام عليك سيدي ومولاي

        سلمت يمناك عالطرح الرائع

        "عاشقة النور"

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5
          يسلمووو على المرور الطيب

          تعليق

          • الـدمـع حـبـر العـيـون
            • Apr 2011
            • 21803

            #6
            سلام الله على سيدي ومولاي ابامحمد الحسن بن علي عليهم سلام الله
            بوركت جهودك المميزه
            موفقه

            تعليق

            • دمعة الكرار
              • Oct 2011
              • 21333

              #7
              الله يعطيج العافية على المرور
              تقبلي تحياتي

              تعليق

              • نور الزهراء
                • May 2012
                • 3660

                #8



                جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ

                بآرَكـَ الله فيكـِ عَ آلمَوضوعْ

                آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـِ بآلريآحينْ

                دمْت بـِ طآعَة الله ..}

                تعليق

                يعمل...
                X