المحاورالسبعة لخطبة مولاتنا الزهراء عليها السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    المحاورالسبعة لخطبة مولاتنا الزهراء عليها السلام

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم

    السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
    اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين


    المحور الأول :
    توحيد الله وصفاته وهدف التكوين
    تحليل عميق و مختصر لمسائل التوحيد و صفات الخالق و أسمائه الحسنى و هدف الخلقة.

    النص :
    الحمد الله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم و الثناء بما قدم، من عموم نعم ابتدأها، و سبوغ آلاء أسداها، و تمام منن والاها!
    جمَّ عن الإحصاء عددها، و نأى عن الجزاء أمدها، و تفاوت عن الإدراك أبدها، و ندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها و استحمد إلى الخلائق بأجزالها، و ثنى بالندب إلى أمثالها.
    و أشهد أن لا إله إلاّ الله، وحده لا شريك له، كلمة جعل الإخلاص تأويلها و ضمن القلوب موصولها، و أنار في الفكر معقولها.
    الممتنع من الأبصار رؤيته، و من الالسن صفته، و من الأوهام كيفيته.
    إبتدع الأشياء لا من شىء كان قبلها، و أنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها.
    كونها بقدرته و ذرأها بمشيئته من غير حاجة منه إلى تكوينها، ولا فائدة له في تصويرها إلاّ تثبيتاً لحكمته، و تنبيهاً على طاعته، و إظهاراً لقدرته، و تعبداً لبريته و إعزازاً لدعوته ثم جعل الثواب على طاعته ووضع العقاب على معصيته، زيادةً لعباده عن نقمته و حياشةً لهم إلى جنته.

    المناقشة :

    في القسم الأول للخطبة عدداً من المسائل المهمة الجديرة بالبحث:
    1- الالتفات إلى الحقيقة التي نعيشها، و هي أنَّ نِعَمَ الله جل و علا قد أحاطت بكلِّ وجودنا حتى غرقنا فيها، و هذا الأمر يحيي فينا حسَّ الشكر و الثناء بل و يجرنا إلى معرفة ذاته الطاهرة.
    و هذا ما يعتمد عليه علماء علم الكلام - العقائد - تحت عنوان «وجوب شكر المنعم» في مسألة وجوب معرفة الله سبحانه و تعالى.
    2- إذا كان الله سبحانه و تعالى قد دعى عباده إلى شكر نِعمه، فليس ذلك من باب الحاجة له، بل ليكتسب العباد من خلاله - الشكر - لياقةً أكبر و درجةً أعلى و بالتالي تشملهم نعماً أوفر.
    3 ـ إنّ العباد عاجزون عن أداء حق الشكر لله، لأن التوفيق للشكر هو نعمةٌ بحد ذاته، كما أن آلات الشكر من - فكر و يد لسان - هي أيضاً من نِعم الله، لذا ليس لهم إلا الاعتراف بالعجز. «و كيف أؤدي حق شكرك و شكرك يحتاج إلى شكر».
    4 ـ الإخلاص هو روح التوحيد، تطهير الروح من دَنس الشرك بالله، و منح القلب كرهينة لحبه، و الخضوع و الخنوع لأمره و خلاصة القول تجاهل و نبذ كل ما لا يُرضي الله و نسيان كل شىء سواه!
    5 ـ في الواقع أن التوحيد قد أودع فطرة الإنسان منذ البدء و يشع هذا النور الإلهي في أعماق كل إنسان، و كل واحد منهم يسمع من باطنه نداء «الله اكبر»، و لهذا فعند ما يتضاعف البلاء و تتمزق أستار الغفلة يظهر هذا الإشعاع بوضوح أكثر من أي وقت آخر، و ينجذب الجميع لا إرادياً نحو أنفسهم مرددين «لا إله إلا هو».

    - لا يمكن درك كُنه ذاته حتى بالتفكر العميق، حيث:«كُلّما مَيّز تُمُوهُ بأوْهامِكمْ في أدَقَّ مَعانِيهِ مخلوقٌ مصنوع مثلُكُم مردُودٌ إليْكُم»كما لايمكن معرفة كنه صفاته، لذا يجب أن نعترف جميعاً بأن:
    «وَ ما عَرَفُناكَ حَقَّ معرفَتِكَ»
    «ما عَبْدناكَ حَقَّ عِبادَتِكَ».
    ـ تعد مسألة الخلق و التكوين البدائي واحدةً من المسائل المهمة، فلم تكن هناك مادةٌ مصنوعةٌ من قبل حتى يخلق الله منها هذا العالم، بل أن الخلق و التكوين قد تم من العدم، و قد اختصت هذه الخلقة بذاته الطاهرة حتى صعب على البعض تصور ذلك.
    8 ـ المسألة المهمة الأخرى في أمر الخلق و التكوين هي أن المصورين يعتمدون دائماً في تصويرهم و رسوماتهم على ما يستلهمونه من الطبيعة، و أحياناً يقومون بخلط أشكال مختلفة ليُبدعوا في صنع شكل جديد، أما الله سبحانه و تعالى فهو المبدع الذي صوّر العالم و جسّمه دون تحضير مسبق أو تمثيل قبلي.
    9 ـ البحث المهم الآخر في هذا المحور من الخطبة التأريخية لسيدة النساء() هو الغنى المطلق لله عن كل شيء.
    من البديهي أن الوجود اللامتناهي من جميع النواحي للذات المقدّسة يجعلها غنيّة مطلقة عن كلّ نوع من أنواع الحاجة. لأن «الحاجة» تدل على «النقص» و النقص ينحصر في الموجودات التي يمكن تصوّرها،
    لا في ذات الحق الغير متناهية.
    10 ـ و أخيراً فإن المسألة المهمة الاخرى التي طُرحت في هذا المحور هي «هدف الخلق»، حيث تلخص سيدة الإسلام ذلك في جُمل قصيرة عظيمة المعنى:
    أ ـ تبيين و توضيح الحكمة الإلهية اللامتناهية.
    ب ـ دعوة العباد إلى طاعته.
    ج ـ الإشارة إلى قدرته المطلقة.
    د ـ دعوة العباد إلى عبوديته.
    هـ ـ منح أنبيائه القوة.
    هذه هي الأهداف التي بيّنتها فاطمة الزهراء() في مسألة الخلق، والمُلفت للنظر أن هذه الأهداف ملازمةً لبعضها البعض، فعند ما يرى العبد آثار حكمة الخالق و قدرته في عالم الوجود الواسع ينقاد إلى طاعته، و يتوجه إلى عبوديته و ينعقد بمدارج كماله.
    و من ناحية أخرى، يكون للأنبياء نفوذ أكثر و أعمق في قلوب الناس عند ما يكون حديثهم مرتكزاً على نظام خلق عالم الوجود، فتسهل عليهم مسألة الهداية.
    و عليه فلم يخلق الله الكون حتى يستفيد، بل إن الهدف هو أن يجود على العباد، فإرادته في أن ينتهجوا سبيل الهداية، فدعاهم إلى قربه، وليسيروا على نهجه فيستحقوا المزيد من كرمه و لطفه.

    المراجع :
    الزهراء سيدة نساء العالمين
    لسماحة آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
  • حسينية فاطمية
    • Mar 2010
    • 2505

    #2
    السلام عليك ياسيدتي ومولاتي يا زهراء

    بارك الله فيكي اختي العزيزة ع المجهود الطيب

    بارك الله بكي وبقلمك الولائي

    تقبلي مروري وتحياتي

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • ** خـادم العبـاس **
        • Mar 2009
        • 17496

        #4
        شكرا جزيلا لك اختي الكريمه

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5
          يسلموو على المرور الطيب

          تعليق

          يعمل...
          X