ثورة الامام الحسين عليه السلام تسبيح الملائكة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دمعة الكرار
    • Oct 2011
    • 21333

    ثورة الامام الحسين عليه السلام تسبيح الملائكة

    ثورة الإمام الحسين عليه السلام تسبيح الملائكة
    إن لثورة الإمام الحسين (عليه السلام ) مزايا وخصائص ، غير متوفرة في أية ثورة اُخرى عبر تاريخ البشرية برمته , وذلك لأنها ثورة الغيب والروح على المحسوس والمادة , ثورة الحق على الباطل , ثورة الشراكة والشورى على الطغيان والاستبداد , ثورة الرحمن على الشيطان , وهي تسبيح الملائكة , وأناشيد العاشقين , وتراتيل المتهجدين , وضمير الثائرين , وغاية المجتهدين , ودموع المحبين , وصلاة الخاشعين .

    لذلك لم يكن الربح أو الخسارة , والنصر أو الشهادة في ساحة تلك الثورة ، هو المقياس عند سيدها (عليه السلام) , بل كان هدفه أكبر من ذلك بكثير , فلقد كان يريد أن يصل الإسلام المحمدي النقي إلى قلوب الناس جميعا , حتى آخر جيل من أجيال البشرية على الأرض ، إسلام الرحمة والمحبة والسلام , إسلام المساواة والعدالة والحرية , إسلام الكرامة والإباء وصون الحقوق , فهو الذي يقول
    (( إني لم أخرج أشراً ولا بَطِراً ولا مفسداً ولا ظالما , وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) , أريد أن آمرَ بالمعروف وأنهى عن المنكر).

    ويقول (عليه السلام)
    ((سمعت جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله) يقول : من رأى سلطاناً جائراً , مستحلاً لحرم الله , ناكثاً لعهد الله , مخالفاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله , يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان , فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول , كان حقاً على الله أن يدخله مدخله)) .

    كان (عليه السلام) يريد أن يُعبد الله وحده , فلا يشاركه في ذلك أحد من أولئك الذين ثار عليهم , وهذا من أهم ما يميزها عن غيرها من الثورات عبر التاريخ , فلقد كان زعيمها من المكانة عند الله أسماها , ومن الرتبة أعلاها , ومن النفوس أزكاها , وكان عند المسلمين إماما واجب الطاعة ، بنصوص الهية قرآنية ونبوية كانت تعيش معهم في كل لحظة من لحظات حياتهم , بل هي من ضروريات الإسلام التي يعرفها ويعلم بها الصغير والكبير, والجاهل والعالم , والصديق والعدو , والمؤمن والمنافق , بل حتى غير المسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم ,
    فلا ينكر إمامته وعصمته إلا منكر لله ورسالاته ، وعدو لرسله وأنبيائه , وأنها كانت من الوضوح ومازالت ، وإن الذين سمعوها من جده الأطهر الأكرم الأزكى (صلى الله عليه واله) , كانوا يرددونها على الملأ باستمرار, فحفظتها الأجيال جيلا بعد جيل ، في قلوبها الطاهرة , وضمائرها الحيّة , وفي كتبها وقراطيسها , يلقنونها الأطفال أناشيدا يتغنون بها صباحاً مساءا , ويتبركون بها لشفاء صدورهم وذهاب عللهم , حتى أصبحت من المتواترات التي لاتقبل الإجتهاد .

    لذلك كان فعله - عليه أفضل صلاة الله وسلامه - وقوله وتقريره سنة ، أعطت الضوء الأخضر للأخيار من أبناء هذه الأمة ، كي يثوروا على الطغيان والظلم والإستبداد والجهل والفساد , وأخذ الثوار يقضّون مضاجع الظالمين , ويحرمونهم لذة الإنتصار المزعوم على الإسلام , ويحيلون بينهم وبين النيل من فكره ومبادئه الأساسية ، وكانوا في صميم الأحداث , وفي الخندق الأول للمواجهة .

    هكذا حفظ لنا الإمام الحسين (عليه السلام) الدين ، ناصعاً مشرقاً واضحاً ومباركا , بفضل كمال إيمانه بالله تعالى , وعشقه له , وتعلقه به , واستعداده لخوض المنايا في سبيله وسبيل مبادئه العليا , وثباته على ذلك كله حتى أتاه اليقين , تجسيدا لقول جده ( صلى الله عليه وآله) : (( حسين مني وأنا من حسين , أحب الله من أحب حسينا )) .

    وبكلمة أخرى كأنه ( صلى الله عليه وآله) أراد أن يقول : أنا أؤدي الأمانة واوصل الرسالة , والحسين يحميها من أعداءها , ويمنعهم من تغيير مسارها ، ومحو تعاليمها ، وتبديل أهدافها , وهكذا وصل نور هذه الثورة إلينا .

    فعرّفنا معنى الصلاة ومعنى الحب ومعنى السلام والحرية والعدالة , وعرّفنا معنى إنسانيتنا التي لم نعرفها كما ينبغي إلا بالحسين وتضحياته ، وصبره وإيمانه ، وبسالته وشجاعته , لذلك يجدر بكل الشعوب في العالم ، أن تطلع على تفاصيل هذه الثورة , وأن تتخذ منها شعاراً لسلوكها , وطريقا لحريتها , وصراطاً لربها , ومنهاجاً لحياتها , وسبيلاً لكرامتها , وعبرةً لحاضرها ومستقبلها , ودرساً لنيل حقوقها , ومعرفة لواجباتها , وأعتقد أن من واجب الإنسانية جمعاء أن تخلد الحسين ( عليه السلام) وثورته بأحسن مايكون , عسى أن تتمكن من رؤية النور في سجن أزماتها المظلم , تلك الأزمات الروحيّة والماديّة التي طالما استعصتْ على الحل , واثقلتْ كاهل الإنسانية بوجع لايهدأ , وحزن لاينتهي , وظلام لاينقشع , وظلم لايزول ..


    فشكرا لك ياأبا الثوار وسيد الشهداء , ياسبط الرحمة وإمام المحبة , وعاشق الحرية ومنشد السلام , وطالب الإصلاح ومنار العاشقين , وملاذ المستضعفين ومجير الخائفين , ومنجد الفقراء والمحتاجين , ودليل العارفين , وسبيل المؤمنين , وراية المهتدين .

    وسلام الله على تلك الدموع التي يذرفها العاشقون على محراب دمك , وعلى تلك القلوب التي فتحت أبوابها لحبك , وعلى تلك الأرواح الزاكية التي جاهدت بين يديك , وسلام الله على تلك الأيادي التي قطعت ثمنا لزيارتك , وعلى تلك الأجساد التي يفجرها الحاقدون وهي تحمل أرواحها في الطريق اليك , وعلى تلك النفوس التي آمنت بثورتك ، وسارت على نهجك حتى الشهادة , وسلام عليك ياأبا عبد الله ورحمة الله وبركاته.


  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    #2
    جزاكِ الله خيرا

    نرجو تجنب الخطوط غير الواضحه

    تعليق

    • دمعة الكرار
      • Oct 2011
      • 21333

      #3

      تعليق

      • ** خـادم العبـاس **
        • Mar 2009
        • 17496

        #4
        شكرا جزيلا لك اختي الكريمه

        تعليق

        • دمعة الكرار
          • Oct 2011
          • 21333

          #5
          يسلمووو على المرور الطيب

          تعليق

          يعمل...
          X