يشرح الامام زين العابدين عليه السلام عوامل تقصر العمر فيقول:
(والذنوب التي تعجل الفناء :قطيعه الرحم، واليمين الفاجره،والاقوال
(والذنوب التي تعجل الفناء :قطيعه الرحم، واليمين الفاجره،والاقوال
الكاذبه،والزنا،وسد طريق المسلمين،وادعاء الامامه بغير حق)
المصدر: معاني الاخبار, ص271
آثار للذنوب على الإنسان ومنها :
تأثير الذنوب على العقل
تأثير الذنوب على العقل واضح للمتفطن حيث أنه كما أن المرآة تتسخ بسبب الغبار فلا يرى منها فكذلك العقل بسبب الذنوب تحصل فيه حجب وأغطية فلا يستطيع أن يتحرك فلو أن الإنسان لم يعص اللَّه تعالى أربعين يوماً لجرت ينابيع الحكمة على لسانه كما في الخبر.
فالذنوب تمنع من الإدراك والفهم ولذا لقمان الحكيم لم يكن حكيماً إلا لصفاء سريرته وفي المقام قال الرسول الأكرم صلى اللَّه عليه وآله وسلم:
(( من قارف ذنباً فارقه عقل لا يرجع إليه أبداً ))
تأثير الذنوب على الإيمان
فتأثير المعاصي على الإيمان فهو كما أن الطاعة مقربة إلى الله تعالى وجالبة لرضاه فكذلك المعاصي بضدها مبعدة عنه ومجلبة لسخطه والذنب على الذنب كالحطب مع النار فبه تشتد المعاصي وباشتداد المعاصي يخرج الإنسان من موضع عناية اللَّه تبارك وتعالى فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: كان أبي عليه السلام يقول: ما من شيىء أفسد للقلب من خطيئة إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله .
وعنه أيضا سلام اللَّه عليه قال: إذا أذنب الرجل خرج من قلبه نكتة سوداء فان تاب انمحت وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبداً ......... .
تأثير الذنوب على القرب الإلهي والاستعداد للآخرة
فتأثير الذنوب على القرب الإلهي والاستعداد للآخرة هو سبب أساسي لنسيان اللَّه وعدم الاستعداد للقائه فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل وإن العمل السيىء أسرع في صاحبه من السكين في اللحم.
انظر إلى عظم الاقتحام في الذنب ولذا ترى في بعض الأوقات تحب أن تفعل كل ما يرضي اللَّه من استماع القرأن الكريم وصلاة الليل وغيرها وهذا ينم عن عمل صالح عملته فاللَّه أحبك وأراد منك غير هذا لكي تحضى على كرمه , وفي المقابل ترى بعض الناس يحب أن يسمع الغناء أو يتلهى في أمور لا يرضى بها اللَّه تعالى من نظر إلى الأفلام الساقطة التي لا يقبلها اللَّه تعالى ولا رسوله ولا أهل البيت ولا البضعة الطاهرة عليهم السلام ولا الصحابة رضوان الله عليهم، وهذا يكشف على أن هذا الشخص بعُد عن اللَّه تعالى فقرب إليه الشيطان الرجيم ولذا إذا حصلت هذه الحالة لأحد المؤمنين فلابد أن يأتي بطاعة للَّه تعالى ولو سجدة لأنك بذلك ترغم أنف الشيطان .
وليس الأمر مقتصراً على هذا الحد وهو عدم التوفيق للطاعة بل في يوم القيامة يشاهد الأمرًين فعن الرسول الأكرم صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: يا بن مسعود لا تحقرن ذنباً ولا تصغرنه واجتنب الكبائر فإن العبد إذا نظر يوم القيامة إلى ذنوبه دمعت عيناه قيحاً ودماً يقول اللَّه تعالى (يوم تجد كل نفس ما عملت ...)) الآية .
تأثير الذنوب في الأمور الدنيوية
فتأثير المعاصي على الأمور الدنيوية كبير جداً فكل مرض وبلية ومشكلة هي بذنب فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: أما أنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب وذلك قول اللَّه عزوجل في كتابه: وما أصابكم من مصيبة...) ثم قال وما يعفو اللَّه أكثر مما يؤاخذ به .
بل أعظم من ذلك فحتى الخدشة والكبوة في الأرض فعن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام قال: توقوا الذنوب فما من بلية ولا نقص رزق إلا بذنب حتى الخدش والكبوة و المصيبة قال اللَّه عزوجل (وما أصابكم من مصيبة ...)) .
بل أنه قد يبتلى الإنسان في زوجته والزوجة في زوجها أو في أبنائهم وما هو إلا بسبب الذنوب فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قد يبتلي اللَّه المؤمن بالبلية في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله وتلا هذه الآية (وما أصابكم من مصيبة ...) وضم يده ثلاث مرات و يقول : ويعفو عن كثير .
وعن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: المرض للمؤمن تطهير ورحمة وللكافر تعذيب ولعنة وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتى لا يكون عليه ذنب .
وعن الرسول الأكرم صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال:
(( السقـــــــم يمحو الذنـــــــوب )) .
فلا يحزن من يصاب بالعاهات فهو وإن تألم و لكن هذا الألم لا يقاس بألم الآخرة فليفرح وليحمد اللَّه على حاله وليطلب العون والمغفرة ولذا كان الإمام زين العابدين عليه السلام إذا رأى المريض قد برئ قال له: ((ليهنئك الطهر - أي من الذنوب- فاستأنف العمل)) .
وحتى المرض في الأبناء أحياناً يكون كفارة لذنوب الوالدين كما عن الإمام علي عليه السلام.
وحتى المرض في الأبناء أحياناً يكون كفارة لذنوب الوالدين كما عن الإمام علي عليه السلام.
بل إن الإنسان في بعض الأحيان يشعر بحزن ولا يعرف سببه وما هو إلا ذنب عليه فاراد اللَّه تعالى عن طريق الحزن التكفير عنه فعن الرسول الأكرم صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: إذا كثرت ذنوب المؤمن ولم يكن له من العمل ما يكفرها ابتلاه اللَّه بالحزن ليكفرها به عنه .
بل أعظم من ذلك بعض الأحيان يرى كوابيساً وأموراً مخيفة في نومه وما هي إلا كفارة لذنوبه فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: إن المؤمن ليُهول عليه في منامه فتغفر له ذنوبه وإنه ليُمتهن في ذنوبه فتغفر له ذنوبه .
بل إن من يموت بسبب الذنوب أكثر ممن يموت بسبب الأجل فاللَّه تعالى مثلاً قرر للإنسان أن يعيش مائة سنة فإذا أذنب نقصت سنة وإذا اغتاب مثلاً نقصت مقدار وهكذا حتى يموت في سن مبكرة وما هو إلا بسبب ذنوبه فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال
تعليق