بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ 30 سورة الأنفال
منذ بدء الخليقة والصراع محتدم بين عباد الله الصالحين وبين أتباع الشيطان الملاعين ، فعباد الله بقيادة أنبيائه قد عاهدوا الله أن يكونوا له خير عباد يعملون بما أمر وينتهون عما نهى لينالوا بذلك مرضاته ويدخلوا في حياتهم الآخرة في نعيم جنانه ، وأتباع الشيطان قد سولت لهم أنفسهم العمل بالهوى ليكونوا عباد الضلال قد أوقعوا أنفسهم في شراك الغوي الرجيم بدناءة النفس وحب الدنيا ليهوي بهم في حياتهم الآخرة إلى جهنم وبئس القرار
على مر التأريخ نجد أن عباد الله وإن تضوروا ألماً ونزفت جراحهم دماءاً بسبب بطش وتجبر إخوان الشيطان إلا أن النصر في النهاية يكون حليفهم والخزي والعار يكون حليف المتجبرين ، فالشيطان وإن زين لأتباعه عمل السوء وإن مناهم بالنصر ، فإنه يعلم بأنه ضعيف أمام قوة الله المتمثلة في أنبيائه ورسله وأوليائه ومن نهج نهجهم من المؤمنين ، فهو يرى بأس الله وشدة عذابه لكن لا يُبدي ذلك لأتباعه ليُوهمهم بأنهم الأقوى بما يملكون من عدد وعتاد مادي ، فيُغريهم ليرتكبوا الجرائم ويسول لهم ليقتلوا النفوس التي حرمها الله ، ويُغويهم بوساسه ليُبدي لهم القبيح جميلاً فيفعلوه متلذذين
نعم أيها الأخوة
إن مكر الله يفوق مكر الشيطان ومن جرهم بحباله من الطغاة الظالمين فكيده ضعيفاً بصريح هذه الآية ... إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ... 76 سورة النساء
فلا يتجرأ أبداً أن يجابه عباد الله الصالحين وقد صرح هو بذلك بعد أن دعا الله أن ينظره إلى يوم يبعثون واستجاب الله له حينها قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 39 إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ 40سورة الحجر
ليظهر وبجلاء أن الشيطان ليس له سبيل على إيذاء عباده الصالحين المخلصين له في الطاعة والعبادة ، إذاً فمن باب أولى أن أولياءه لا يمكن أن يملكوا القوة التي تجعلهم منتصرين على عباد الله وإن طال جورهم وطفح طغيانهم لأنهم لن يكونوا أقوى من شيطانهم الذي سخر علمه وإمكاناته الخفية في مجابهة الله وعباد الله فقد اعترف بضعفه وعدم تمكنه من إغواء عباد الله لإيقاعهم في شراكه مع ما يملك من دهاءٍ ومكر
فهذا فرعون على تعاليه وتجبره وطغيانه لم يتمكن من قتل نبي الله موسى بعد ولادته مع أنه اتخذ قراراً شيطانياً بأن يقتل كل وليد ذكر يولد لبني إسرائيل تحرزاً من أن يولد موسى ويُزلزل عرشه تحت قدميه ، وإذا بإرادة الله تقهر ذلك المتجبر ، لينشاً موسى في بيته رغماً عن أنفه ، ومن ثم يواجهه بقوة الله التي عظمت على فرعون لتُغرقه في اليم وتجعله عبرة للمعتبرين
وهذا خاتم الرسل وسيد الخلق صلى الله عليه وآله حينما أمره الله بإبلاغ الرسالة الخالدة قد جوبه بالأذى من قبل أتباع الشيطان ، وحينما ضاقوا منه ذرعاً لعدم تمكنهم من إسكاته اجتمعوا مُريدين قتله فوضع لهم إبليس خطة تبدو للعيان أنها محكمة ، تمثلت في قتله وتقطيع أوصاله من قبل جماعة من قبلائل شتى ليضيع دمه ولا يطالب بثأره ، فما كان منه صلى الله عليه وآله إلا أن خرج من بين 40 شخصاً قد تهيأوا لقتله بعد أن ينفلج نور الصباح ، ليتفاجأوا بعدها بوجود علياً عليه السلام نائماً على فراشه قرير العين مطمئن النفس ثابت القلب فأهالهم ذلك ليعودوا إلى قادتهم والخزي يعلو صفحات وجوههم ، لتتوالى بعد ذلك المكائد والمكر من قبلهم ضد رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه بكل ما يملكون من فكر ضال وعدد وعتاد ، إلا أنهم في النهاية لم يجدوا سبيلاً لمجابته فلقد قهرهم بقوة الله ليجدوا أنفسهم في قبضته مستسلمين طالبين منه العفوا صاغرين مخزيين فما كان ممن أرسله الله رحمة للعالمين إلا أن عفا عنهم وأطلق سراحهم بعد أن أظهروا اسلامهم مرغمين ، فاستسلموا خائفين ولم يُسلموا طائعين ، فإذا ما ارتحل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى جوار ربه عادوا إلى طغيانهم باسم الدين ليقتلوا ذراريه ويسلبوا نساءه ظانين بأنهم سيكونون منتصرين لكنهم ومع ما فعلوا من عظيم الجرم لم يتمكنوا من الإنتصار على دماء أولياء الله ليبقى الحق هو الأعلى ببقاء الذكر الطيب للعاملين به واستمرار الفعل الجميل ممن عاهدوا الله وبايعوا ولي الله ، رغماً عن أنوف كل الطغاة والمتجبرين ، حتى يُظهر الله عدله على هذه الأرض بقيادة حجته صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ 30 سورة الأنفال
منذ بدء الخليقة والصراع محتدم بين عباد الله الصالحين وبين أتباع الشيطان الملاعين ، فعباد الله بقيادة أنبيائه قد عاهدوا الله أن يكونوا له خير عباد يعملون بما أمر وينتهون عما نهى لينالوا بذلك مرضاته ويدخلوا في حياتهم الآخرة في نعيم جنانه ، وأتباع الشيطان قد سولت لهم أنفسهم العمل بالهوى ليكونوا عباد الضلال قد أوقعوا أنفسهم في شراك الغوي الرجيم بدناءة النفس وحب الدنيا ليهوي بهم في حياتهم الآخرة إلى جهنم وبئس القرار
على مر التأريخ نجد أن عباد الله وإن تضوروا ألماً ونزفت جراحهم دماءاً بسبب بطش وتجبر إخوان الشيطان إلا أن النصر في النهاية يكون حليفهم والخزي والعار يكون حليف المتجبرين ، فالشيطان وإن زين لأتباعه عمل السوء وإن مناهم بالنصر ، فإنه يعلم بأنه ضعيف أمام قوة الله المتمثلة في أنبيائه ورسله وأوليائه ومن نهج نهجهم من المؤمنين ، فهو يرى بأس الله وشدة عذابه لكن لا يُبدي ذلك لأتباعه ليُوهمهم بأنهم الأقوى بما يملكون من عدد وعتاد مادي ، فيُغريهم ليرتكبوا الجرائم ويسول لهم ليقتلوا النفوس التي حرمها الله ، ويُغويهم بوساسه ليُبدي لهم القبيح جميلاً فيفعلوه متلذذين
نعم أيها الأخوة
إن مكر الله يفوق مكر الشيطان ومن جرهم بحباله من الطغاة الظالمين فكيده ضعيفاً بصريح هذه الآية ... إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ... 76 سورة النساء
فلا يتجرأ أبداً أن يجابه عباد الله الصالحين وقد صرح هو بذلك بعد أن دعا الله أن ينظره إلى يوم يبعثون واستجاب الله له حينها قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 39 إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ 40سورة الحجر
ليظهر وبجلاء أن الشيطان ليس له سبيل على إيذاء عباده الصالحين المخلصين له في الطاعة والعبادة ، إذاً فمن باب أولى أن أولياءه لا يمكن أن يملكوا القوة التي تجعلهم منتصرين على عباد الله وإن طال جورهم وطفح طغيانهم لأنهم لن يكونوا أقوى من شيطانهم الذي سخر علمه وإمكاناته الخفية في مجابهة الله وعباد الله فقد اعترف بضعفه وعدم تمكنه من إغواء عباد الله لإيقاعهم في شراكه مع ما يملك من دهاءٍ ومكر
فهذا فرعون على تعاليه وتجبره وطغيانه لم يتمكن من قتل نبي الله موسى بعد ولادته مع أنه اتخذ قراراً شيطانياً بأن يقتل كل وليد ذكر يولد لبني إسرائيل تحرزاً من أن يولد موسى ويُزلزل عرشه تحت قدميه ، وإذا بإرادة الله تقهر ذلك المتجبر ، لينشاً موسى في بيته رغماً عن أنفه ، ومن ثم يواجهه بقوة الله التي عظمت على فرعون لتُغرقه في اليم وتجعله عبرة للمعتبرين
وهذا خاتم الرسل وسيد الخلق صلى الله عليه وآله حينما أمره الله بإبلاغ الرسالة الخالدة قد جوبه بالأذى من قبل أتباع الشيطان ، وحينما ضاقوا منه ذرعاً لعدم تمكنهم من إسكاته اجتمعوا مُريدين قتله فوضع لهم إبليس خطة تبدو للعيان أنها محكمة ، تمثلت في قتله وتقطيع أوصاله من قبل جماعة من قبلائل شتى ليضيع دمه ولا يطالب بثأره ، فما كان منه صلى الله عليه وآله إلا أن خرج من بين 40 شخصاً قد تهيأوا لقتله بعد أن ينفلج نور الصباح ، ليتفاجأوا بعدها بوجود علياً عليه السلام نائماً على فراشه قرير العين مطمئن النفس ثابت القلب فأهالهم ذلك ليعودوا إلى قادتهم والخزي يعلو صفحات وجوههم ، لتتوالى بعد ذلك المكائد والمكر من قبلهم ضد رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه بكل ما يملكون من فكر ضال وعدد وعتاد ، إلا أنهم في النهاية لم يجدوا سبيلاً لمجابته فلقد قهرهم بقوة الله ليجدوا أنفسهم في قبضته مستسلمين طالبين منه العفوا صاغرين مخزيين فما كان ممن أرسله الله رحمة للعالمين إلا أن عفا عنهم وأطلق سراحهم بعد أن أظهروا اسلامهم مرغمين ، فاستسلموا خائفين ولم يُسلموا طائعين ، فإذا ما ارتحل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى جوار ربه عادوا إلى طغيانهم باسم الدين ليقتلوا ذراريه ويسلبوا نساءه ظانين بأنهم سيكونون منتصرين لكنهم ومع ما فعلوا من عظيم الجرم لم يتمكنوا من الإنتصار على دماء أولياء الله ليبقى الحق هو الأعلى ببقاء الذكر الطيب للعاملين به واستمرار الفعل الجميل ممن عاهدوا الله وبايعوا ولي الله ، رغماً عن أنوف كل الطغاة والمتجبرين ، حتى يُظهر الله عدله على هذه الأرض بقيادة حجته صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف

تعليق