
حشرك الله مع جدنا رسول الله (ص)
رأى رجلٌ رسول الله (ص) في منامه وهو يقول : امض إلى فلان المجوسي ، وقل له : قد أُجيبت الدعوة ، فامتنع الرجل من أداء الرسالة ، لئلا يظنّ المجوسي أنه يتعرّض له ، وكان الرجل في دنيا وسيعة ، فرأى الرجل رسول الله (ص) ثانياً وثالثاً ، فأصبح فأتى المجوسي ، وقال له في خلوةٍ من الناس :
أنا رسول رسول الله (ص) إليك ، وهو يقول لك : قد أُجيبت الدعوة ،
فقال له : أتعرفني ؟..
قال : نعم ،
قال :
إني أُنكر دين الإسلام ونبوة محمد ،
قال : أنا أعرف هذا ، وهو الذي أرسلني إليك مرة ومرة ومرة ، فقال :
أنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنّ محمداً رسول الله (ص) ، ودعا أهله وأصحابه ، فقال لهم :
كنتُ على ضلالٍ ، وقد رجعتُ إلى الحقّ فأسلموا ، فمن أسلم فما في يده فهو له ، ومن أبى فلينتزع عما لي عنده ، فأسلم القوم وأهله ، وكانت له ابنةٌ مزوّجة من ابنه ففرّق بينهما ،
ثم قال : أتدري ما الدعوة ؟..
فقلت له : لا والله ، وأنا أريد أن أسألك الساعة عنها ،
فقال : لما زوجت ابنتي صنعت طعاما ودعوتُ الناس فأجابوا ، وكان إلى جانبنا قومٌ أشرافٌ فقراء لا مال لهم ، فأمرتُ غلماني أن يبسطوا لي حصيراً في وسط الدار ، فسمعتُ صبية تقول لأمها :
يا أماه !..قد آذانا هذا المجوسي برائحة طعامه ، فأرسلت إليهن بطعامٍ كثيرٍ ، وكسوةٍ ودنانير للجميع ، فلما نظرن إلى ذلك قالت الصبية للباقيات : والله ما نأكل حتى ندعو له ، فرفعن أيديهن وقلن : حشرك الله مع جدنا رسول الله (ص) وأمّن بعضهن.. فتلك الدعوة التي أُجيبت .

تعليق