حديث الروح
15-02-2012, 09:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مات فلان .. عن عمر يقارب ( ؟؟ ) ووضعناه في التراب .
كان فلان هذا سمكريا أو حدادا أو رئيس دولة أو راقصة أو تاجر خمر أو وزيرا أو معلما أو بناء طوب .
كلهم ( فلان ) وكلهم إلى التراب .
كلهم أيضا له ذكر - يختلف الذكر هنا ، فمنهم من نذكره بخير ، ومنهم من يرتبط ذكره بمزيد من اللعنات أو .. بمجرد دعاء بالرحمة ( لأن الميت لا تجوز عليه سوى الرحمة )
كلهم - بعد أن وضعوا التراب ، إنتهى وقت اختبارهم الدنيوي . قدموا أوراق الإجابة على صحائفهم . وستعلن نتيجتهم الختامية يوم المحشر العظيم .
هل من إضافات على صحائفهم ؟!!! قال النبي الكريم ( إذا مات ابن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )
والسؤال هنا : هل انتهى زمن اختباراتنا نحن ؟ لا شك أننا ما دمنا نقرأ هذه الكلمات ، فزمن اختبارنا لما ينته بعد . ولا زال بإمكاننا إضافة سطور وربما أوراق أخرى نكتب فيها ما نشاء . فكل منا يختار ما يكتب في صحائفه .
هل يمكن لنا أن نلقي الضوء على بعض الصحائف هنا ونستقرئ محتوياتها ، رغم أننا لم نعاينها ؟ لا شك هذا ممكن .
كيف ؟ المعلم الجيد يستطيع أن يتوقع إجابات طلابه من خلال قراءة أسمائهم . فالطالب النجيب حتما سيجد صفحته مليئة وزاخرة بالاجابات التي تصيب في مجملها ، بينما ينخفض سقف التوقعات بالنسبة للطالب الضعيف ، فقد تحوي الصحفة على طلاسم غير مكتملة ولا مفهومة وبعيدة كل البعد عن الإجابة الصواب .
-----
يبني الناس في حيواتهم دروبا ومسالك يسيرون فيها ، وتختلف تلك المسالك باختلاف قناعات الناس ، فمنهم من يفني حياته من أجل كلمة ، ومنهم من يغوض في تفاصيل الموسيقى والعزف ، بينما يتفانى آخرون في بناء العقول ، ويسير أخر في مجالات الجريمة والفساد والرذيلة والغش . وهكذا تتباين المسالك .
شاهد أحدهم مرة رجلا مسنا يدعوه إلى نساء ، قال له : أنت مسن ألا تعمل شيئا آخر ، ألم يأن لك أن تتوقف عن نشر الفواحش حتى في خريف عمرك ؟ حدثني بتلك القصة التي تكتمل برد قبيح من ذلك الرجل .
شاهدت أنا أستاذي الكريم يقف متعكزا وقد أعيت عيناه كثرة المطالعة ، ينتظر وسيلة نقل . ولن أكمل ما حدث بعدها لكني عرضت ذلك في معرض الاستدلال على إفناء ذلك الرجل الرجل عمره من أجل أن يبنيني ويبني مجتمعي .
أذكر له كلمة سألته فيها مرة : لم تستمر بالتعليم والتربية رغم أنك تستطيع جني مزيد من المال إن عملت عملا آخر ؟ رد علي قائلا : يا بني ، رسالتي في الحياة أن أضيف لونا مشرقا للمستقبل .
تساءلت حينها : ما رسالة الراقصة في حياتها ؟ ما رسالة بائع الرذيلة ؟ ما رسالة التاجر وصاحب المطعم والسباك والبناء وحامل المسك والوزير والخفير والرئيس ؟
قد يقول قائل : لقد أخطأت عندما خلطت المهنة بالرسالة . لكني أرد : أبدا ما قصدت الخلط . لكني رغبت حقا بمعرفة الرسالة ، وهل تتماشى تلك الرسالة مع العمل والوظيفة ؟ بل وأكثر من ذلك ، هل تتماشي تلك الرسالة مع الممارسات الفعلية في الوظيفة ؟ بل وفي البيت وفي الأسرة وفي التعامل الاجتماعي وفي وفي ... كل نفس نمضيه على الأرض ؟
يعني : لو كنت وزيرا فهي ولا شك وظيفة كبيرة ، ولكني كنت سارقا مستغلا لوظيفتي . فكيف أدعي أنني أحمل رسالة بناء البلد وخدمة الناس رغم أن ممارساتي ليست إلا سرقة واستغلال نفوذ .
سادتي .. أعذروني ، فقد أطلت عليكم ، لكني أرغب بتوجيه الاسئلة التالية :-
1- هل فكرت وأطرت رسالة لحياتك ؟
2- ما هي تلك الرسالة ؟
3- ماذا فعلت وتفعل لتحقق تلك الرسالة ؟
4- ماذا تريد أن تضيف ؟
منفول للامانه
مات فلان .. عن عمر يقارب ( ؟؟ ) ووضعناه في التراب .
كان فلان هذا سمكريا أو حدادا أو رئيس دولة أو راقصة أو تاجر خمر أو وزيرا أو معلما أو بناء طوب .
كلهم ( فلان ) وكلهم إلى التراب .
كلهم أيضا له ذكر - يختلف الذكر هنا ، فمنهم من نذكره بخير ، ومنهم من يرتبط ذكره بمزيد من اللعنات أو .. بمجرد دعاء بالرحمة ( لأن الميت لا تجوز عليه سوى الرحمة )
كلهم - بعد أن وضعوا التراب ، إنتهى وقت اختبارهم الدنيوي . قدموا أوراق الإجابة على صحائفهم . وستعلن نتيجتهم الختامية يوم المحشر العظيم .
هل من إضافات على صحائفهم ؟!!! قال النبي الكريم ( إذا مات ابن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )
والسؤال هنا : هل انتهى زمن اختباراتنا نحن ؟ لا شك أننا ما دمنا نقرأ هذه الكلمات ، فزمن اختبارنا لما ينته بعد . ولا زال بإمكاننا إضافة سطور وربما أوراق أخرى نكتب فيها ما نشاء . فكل منا يختار ما يكتب في صحائفه .
هل يمكن لنا أن نلقي الضوء على بعض الصحائف هنا ونستقرئ محتوياتها ، رغم أننا لم نعاينها ؟ لا شك هذا ممكن .
كيف ؟ المعلم الجيد يستطيع أن يتوقع إجابات طلابه من خلال قراءة أسمائهم . فالطالب النجيب حتما سيجد صفحته مليئة وزاخرة بالاجابات التي تصيب في مجملها ، بينما ينخفض سقف التوقعات بالنسبة للطالب الضعيف ، فقد تحوي الصحفة على طلاسم غير مكتملة ولا مفهومة وبعيدة كل البعد عن الإجابة الصواب .
-----
يبني الناس في حيواتهم دروبا ومسالك يسيرون فيها ، وتختلف تلك المسالك باختلاف قناعات الناس ، فمنهم من يفني حياته من أجل كلمة ، ومنهم من يغوض في تفاصيل الموسيقى والعزف ، بينما يتفانى آخرون في بناء العقول ، ويسير أخر في مجالات الجريمة والفساد والرذيلة والغش . وهكذا تتباين المسالك .
شاهد أحدهم مرة رجلا مسنا يدعوه إلى نساء ، قال له : أنت مسن ألا تعمل شيئا آخر ، ألم يأن لك أن تتوقف عن نشر الفواحش حتى في خريف عمرك ؟ حدثني بتلك القصة التي تكتمل برد قبيح من ذلك الرجل .
شاهدت أنا أستاذي الكريم يقف متعكزا وقد أعيت عيناه كثرة المطالعة ، ينتظر وسيلة نقل . ولن أكمل ما حدث بعدها لكني عرضت ذلك في معرض الاستدلال على إفناء ذلك الرجل الرجل عمره من أجل أن يبنيني ويبني مجتمعي .
أذكر له كلمة سألته فيها مرة : لم تستمر بالتعليم والتربية رغم أنك تستطيع جني مزيد من المال إن عملت عملا آخر ؟ رد علي قائلا : يا بني ، رسالتي في الحياة أن أضيف لونا مشرقا للمستقبل .
تساءلت حينها : ما رسالة الراقصة في حياتها ؟ ما رسالة بائع الرذيلة ؟ ما رسالة التاجر وصاحب المطعم والسباك والبناء وحامل المسك والوزير والخفير والرئيس ؟
قد يقول قائل : لقد أخطأت عندما خلطت المهنة بالرسالة . لكني أرد : أبدا ما قصدت الخلط . لكني رغبت حقا بمعرفة الرسالة ، وهل تتماشى تلك الرسالة مع العمل والوظيفة ؟ بل وأكثر من ذلك ، هل تتماشي تلك الرسالة مع الممارسات الفعلية في الوظيفة ؟ بل وفي البيت وفي الأسرة وفي التعامل الاجتماعي وفي وفي ... كل نفس نمضيه على الأرض ؟
يعني : لو كنت وزيرا فهي ولا شك وظيفة كبيرة ، ولكني كنت سارقا مستغلا لوظيفتي . فكيف أدعي أنني أحمل رسالة بناء البلد وخدمة الناس رغم أن ممارساتي ليست إلا سرقة واستغلال نفوذ .
سادتي .. أعذروني ، فقد أطلت عليكم ، لكني أرغب بتوجيه الاسئلة التالية :-
1- هل فكرت وأطرت رسالة لحياتك ؟
2- ما هي تلك الرسالة ؟
3- ماذا فعلت وتفعل لتحقق تلك الرسالة ؟
4- ماذا تريد أن تضيف ؟
منفول للامانه